بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


الوصية الأولى

فضل «لا إله إلا الله»


عن أبي هريرة  قال: قلت يا رسول الله، من أسعد الناس بشفاعتك يوم القيامة؟ قال رسول الله : «لقد ظننت يا أبا هريرة أن لا
يسألني عن هذا الحديث أحد أول منك، لما رأيت من حرصك على الحديث؛ أسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة من قال: لا إله إلا الله
خالصًا من قلبه أو نفسه».
وإتمامًا للفائدة نروي الحديث الآتي:
عن عبادة بن الصامت ، عن النبي(عليه الصلاة والسلام) قال: «من شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأنَّ محمدًا عبده ورسوله، وأن عيسى عبد
الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه، والجنة حق والنار حق، أدخله الله الجنة، على ما كان من عمل». زاد حباذة: «من
أبواب الجنة الثمانية أيها شاء». [رواه البخاري واللفظ له، ومسلم].
وفي رواية لمسلم والترمذي: سمعت رسول الله (عليه الصلاة والسلام) يقول: «من شهد أن لا إله إلا الله، وأنَّ محمدًا رسول الله: حرم الله عليه النار».
* * *

الوصية الثانية
«وصية عامة في التوحيد»



عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كنت خلف النبي (عليه الصلاة
والسلام) يومًا فقال: «يا غلام إني أعلمك كلمات: احفظ الله يحفظك، احفظ
الله تجده


تجاهك، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو
اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد


كتبه الله لك، ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء
قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف».


[رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح]


وفي رواية غير الترمذي «احفظ الله تجده أمامك، تعرف إلى الله في
الرخاء يعرفك في الشدة، واعلم أن ما أخطأك لم يكن ليصيبك،


وما أصابك لم يكن ليخطئك، واعلم أن النصر مع الصبر، وأن الفرج مع
الكرب، وأن مع العسر يسرا».


* * *


الوصية الثالثة


«فضل طلب العلم»


عن قبيصة بن المخارق ، قال: أتيت رسول الله (عليه الصلاة
والسلام) فقال: «يا قبيصة ما جاء بك؟ » قلت: كبرت سني، ورق
عظمي فأتيتك لتعلمني ما


ينفعني الله تعالى به، فقال: «يا قبيصة، ما مررت بحجر ولا شجر ولا
مدر إلا استغفر الله، يا قبيصة إذا صليت الفجر فقل: سبحان الله


العظيم وبحمده، تعافى من العمى، والجذام، والفلج، يا قبيصة قل: اللهم
إني أسألك مما عندك فأفض علي من فضلك، وانشر علي رحمتك، وأنزل
علي من بركاتك».


[رواه أحمد]

هذه الوصية الشريفة تدل على شرف طلب العلم، وجاء في حديث أبي
الدرداء  قال: سمعت رسول الله  يقول: «من سلك طريقًا


يطلب فيه علمًا، سلك الله به طريقًا من طرق الجنة، وإن الملائكة لتضع
أجنحتها لطالب العلم رضًا بما يصنع، وإن العالم ليستغفر له من


في السموات ومن في الأرض والحيتان في جوف الماء، وإن فضل العالم
على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب، وإن


العلماء ورثة الأنبياء، وإن الأنبياء لم يورثوا دينارًا ولا درهمًا، إنما ورثوا
العلم، فمن أخذه أخذ بحظ وافر». [عن أبي الدرداء والترمذي


وابن حبان في صحيحه]


* * *


الوصية الرابعة


«في فضل العلم أيضًا»


وعن صفوان بن عسال المرادي  قال: أتيت النبي (عليه الصلاة
والسلام) وهو في المسجد متكئ على برد له أحمر، فقلت له: يا رسول الله
إني جئت أطلب العلم، فقال: «مرحبًا بطالب العلم، إن طالب العلم لتحفه الملائكة وتظله بأجنحتها، ثم يركب بعضهم بعضًا حتى يبلغوا السماء


الدنيا من محبتهم لما يطلب».


[رواه أحمد والطبراني بإسناد جيد واللفظ له]


* * *


الوصية الخامسة


«فضل السجود لله تعالى»


عن معدان بن أبي طلحة  قال: لقيت ثوبان مولى رسول الله (عليه
الصلاة والسلام). فقلت: أخبرني بعمل أعمله يدخلني الله به الجنة، أو قال:
قلت: بأحب


الأعمال إلى الله فسكت، ثم سألته فسكت، ثم سألته الثالثة فقال: سألت عن
ذلك النبي ، فقال: «عليك بكثرة السجود، فإنك لا


تسجد لله سجدة إلا رفعك الله بها درجة، وحط عنك بها خطيئة». [رواه
مسلم والترمذي عن ثوبان وأبي الدرداء]


وإتمامًا للفائدة نروي الحديثين الآتيين:


الأول: عن عبادة بن الصامت  أنه سمع النبي (عليه الصلاة والسلام)
يقول: «ما من عبد سجد لله سجدةً، إلا كتب الله له بها حسنةً، ومحا عنه
بها سيئةً،


ورفع له بها درجة، فاستكثروا من السجود». [رواه ابن ماجه بإسناد
صحيح]


الثاني: عن حذيفة  قال: قال رسول الله (عليه الصلاة والسلام): «ما
من حالة يكون عليها العبد أحب إلى الله من أن يراه ساجدًا يعفر وجهه في التراب».

[رواه الطبراني في الأوسط]
* * *

الوصية السادسة
«فضل الصدقة»
عن كعب بن عجرة  قال: قال رسول الله (عليه الصلاة والسلام): «يا


كعب بن عجرة، إنه لا يدخل الجنة لحم ولا دم نبتا من سحت، النار أولى
به، يا كعب بن


عجرة، الناس غاديان، فغاد في فكاك نفسه فمعتقها، وغاد فموبقها، يا كعب

بن عجرة، الصلاة قربان، والصوم جنة، والصدقة تطفئ


الخطيئة كما يذهب الجليد على الصفا».


[رواه ابن حبان في صحيحه]

وعن معاذ بن جبل قال: كنت مع النبي (عليه الصلاة والسلام) في
سفر.. فذكر الحديث إلى أن قال فيه: ثم قال – يعني النبي : «ألا أدلك على أبواب



الخير؟» قلت: بلى يا رسول الله، قال: «الصوم جنة، والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار».

[رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح]

وإتمامًا للفائدة نروي الحديث الآتي الذي رواه الطبراني في الكبير

والبيهقي، قال: قال رسول الله : «إن الصدقة لتطفئ عن أهلها


حر القبور، إنما يستظل المؤمن يوم القيامة في ظل صدقته» [رواه
الطبراني في الكبير والبيهقي عن عقبة بن عامر]


وروي عن ميمونة بنت سعد أنها قالت: يا رسول الله، أفتنا عن الصدقة؟ فقال: «إنها حجاب من النار، لمن احتسبها يبتغي بها وجه الله


عز وجل». [رواه الطبراني].


الوصية السابعة



«فضل ركعتي الضحى وصيام ثلاثة أيام من كل شهر»


عن أبي هريرة  قال: أوصاني خليلي محمد (عليه الصلاة والسلام) بصيام ثلاثة أيام من كل شهر وركعتي الضحى، وأن أوتر قبل أن أنام.



[رواه البخاري ومسلم وأبو داود، ورواه الترمذي ونحوه]


وفي رواية أخرى عنه  قال: أوصاني خليلي (عليه الصلاة والسلام)
بثلاث لست بتاركهن: أن لا أنام إلا على وتر، وأن لا أدع ركعتي

الضحى، فإنها صلاة


الأوابين، وصيام ثلاثة أيام من كل شهر. [رواه ابن خزيمة]


عن معاذ بن جبل قال: صوم ثلاثة أيام من كل شهر: صوم الدهر كله.


وإتمامًا للفائدة نروي الأحاديث الثلاثة الآتية:


الأول: عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: قال رسول الله :
«صوم ثلاثة أيام من كل شهر صوم الدهر كله».


الثاني: عن أبي ذر  عن النبي (عليه الصلاة والسلام) قال: «يصبح على كل سلامى من أحدكم صدقة: فكل تسبيحة صدقة، وكل تحميدة
صدقة، وكل



تهليلة صدقة، وكل تكبيرة صدقة، وأمر بالمعروف صدقة، ونهي عن المنكر صدقة، ويجزئ من ذلك ركعتان يركعهما من الضحى». [رواه


مسلم والنسائي]


الثالث: عن ابن عمر رضي الله عنهما: أن رجلاً سأل رسول الله  عن
الصيام، فقال: «صيام ثلاثة أيام من كل شهر: صيام الدهر» [رواه


الطبراني في الأوسط ورجاله ثقات]


وعنه أيضًا: عن النبي (عليه الصلاة والسلام) قال: «عليك بالبيض،
ثلاثة أيام من كل شهر: ثلاث عشرة وأربع عشرة وخمس عشرة».


[رواه الطبراني وأحمد والترمذي والنسائي]


* * *

الوصية الثامنة

من آداب الطعام

عن جابر بن عبد الله الأنصاري  قال: سمعت رسول الله (عليه

الصلاة والسلام) يقول: «إذا دخل الرجل بيته، فذكر الله تعالى عن دخوله وعند طعامه، قال


الشيطان لأصحابه: لا مبيت لكم ولا عشاء، وإذا دخل، فلم يذكر الله تعالى

عند دخوله، قال الشيطان: أدركتم المبيت، وإذا لم يذكر الله


تعالى عند طعامه قال: أدركتم المبيت والعشاء». [رواه مسلم]


وعن حذيفة بن اليمان  قال: كنَّا إذا حضرنا مع رسول الله (عليه
الصلاة والسلام) طعامًا، لم نضع أيدينا حتى يبدأ رسول الله  فيضع يده.
وإنا حضرنا معه


مرة طعامًا، فجاءت جارية كأنها تدفع، فذهبت لتضع يدها في الطعام،

فأخذ رسول الله  بيدها، ثم جاء أعرابي كأنما يدفع، فأخذ بيده،


فقال رسول الله (عليه الصلاة والسلام): «إن الشيطان يستحل الطعام
ألا يذكر( ) اسم الله تعالى عليه، وأنه جاء بهذه الجارية ليستحل بها،
فأخذت بيدها،


فجاء بهذا الأعرابي ليستحل به، فأخذت بيده، والذي نفسي بيده إن يده في
يدي مع يديهما» ثم ذكر اسم الله وأكل. [رواه مسلم]


ا لوصية التاسعة


سلوا الله العفو والعافية


قال النبي (عليه الصلاة والسلام): «يا عباس يا عم رسول الله، سل الله
العفو والعافية في الدنيا والآخرة». [رواه أحمد والترمذي عن العباس ]


عن العباس  قلت: يا رسول الله، علمني شيئًا أساله الله عز وجل. قال:
«سل الله العافية.» فمكثت أيامًا ثم سألته ثانيًا، فقال لي:


«يا عباس يا عم رسول الله: سلوا الله العافية في الدنيا والآخرة».


* * *


الوصية العاشرة


«فضل الصيام»



عن أبي أمامة  قال: قلت يا رسول الله مرني بعمل يدخلني الجنة، قال:
«عليك بالصوم، فإنه لا عدل له»، قلت: يا رسول الله، مرني


بعمل قال: «عليك بالصوم فإنه لا عدل له» قلت: يا رسول الله مرني
بعمل؟ قال: «عليك بالصوم، فإنه لا مثل له».

[رواه النسائي وابن خزيمة في صحيحه]

وفي رواية للنسائي قال: أتيت رسول الله (عليه الصلاة والسلام) فقلت:
يا رسول الله، مرني بأمر ينفعني الله به. قال: «عليك بالصيام فإنه لا مثل
له».


ورواه ابن حبان في صحيحه في حديث قال: قلت: يا رسول الله مرني
بأمر ينفعني الله به؟ قال: «عليك بالصيام فإنه لا مثل له»، قال:


فكان أبو أمامة لا يرى في بيته دخان نهارًا إلا إذا نزل بهم ضيف.


وإتمامًا للفائدة نروي الحديث الآتي:

عن أبي سعيد  قال: قال رسول الله (عليه الصلاة والسلام): «ما من
عبد يصوم يومًا في سبيل الله تعالى، إلا باعد الله بذلك اليوم وجهه عن

النار سبعين


خريفًا». [رواه البخاري ومسلم]


الوصية الحادية عشرة
«عدم الشرك بالله»


عن عبادة بن الصامت  قال: أوصاني خليلي رسول الله (عليه الصلاة
والسلام) بسبع خصال، فقال: «لا تشركوا بالله شيئًا وإن قطعتم أو حرقتم
أو صلبتم،


ولا تتركوا الصلاة متعمدين فمن تركها متعمدًا فقد خرج من الملة، ولا
تركبوا المعصية فإنها سخط الله، ولا تشربوا الخمر فإنها رأس

الخطايا كلها، ولا تفروا من الموت وإن كنتم فيه، ولا تعص والديك وإن

أمراك أن تخرج من الدنيا كلها فاخرج، لا تضع عصاك عن أهلك


وأنصفهم من نفسك».

[رواه الطبراني ومحمد بن نصر بإسنادين لا بأس بهما]

* * *


الوصية الثانية عشرة


«في أركان الإسلام»



عن معاذ بن جبل  قال: كنت مع رسول الله (عليه الصلاة والسلام)
في سفر فأصبحت يومًا قريبًا منه ونحن نسير، فقلت: يا رسول الله، أخبرني بعمل


يدخلني الجنة ويباعدني من النار؟ قال: «لقد سألت عن عظيم، وإنه ليسير
على من يسره الله تعالى عليه، تعبد الله لا تشرك به شيئًا،


وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحج البيت» ثم قال:
«ألا أدلك على أبواب الخير؟ الصوم جنة، والصدقة تطفئ الخطيئة


كما يطفئ الماء النار، وصلاة الرجل في جوف الليل» ثم تلا (عليه
الصلاة والسلام)تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا
وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُ


نْفِقُونَ حتى بلغ يَعْمَلُونَ.

ثم قال: «ألا أخبرك برأس الأمر وعموده وذروة سنامه؟» قلت: بلى يا

رسول الله، قال: «رأس الأمر الإسلام، وعموده الصلاة، وذروةُ

سنامه الجهاد» ثم قال: «ألا أخبرك بملاك ذلك كله؟» قلت: بلى يا رسول

الله، فأخذ بلسانه، قال: «كف عليك هذا» قلت: يا رسول الله،

وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟ فقال: «ثكلتك أمك، وهل يكب الناس في النار
على وجوههم إلا حصائد ألسنتهم». [رواه أحمد والترمذي



في صحيحه]


* * *


الوصية الثالثة عشرة

«في بر الوالدين»

عن أبي هريرة  قال: جاء رجل إلى رسول الله (عليه الصلاة


والسلام) فقال: يا رسول الله، من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال:
«أمك»، قال: ثم من؟

قال: «ثم أمك» قال: ثم من؟ قال: «ثم أمك» قال ثم من؟ قال: «ثم
أبوك». [رواه الشيخان]


وفي رواية: يا رسول الله! من أحق بحسن الصحبة؟ قال: «أمك، ثم أمك،
ثم أمك، ثم أبوك، ثم أدناك فأدناك».

[رواه مسلم].


وإتمامًا للفائدة نذكر الحديث الآتي:


عن أبي هريرة  عن النبي (عليه الصلاة والسلام) قال: «رَغم أنفه! ثم رغم أنفه! ثم رغم أنفه! ثم رغم أنفه! من أدرك أبويه عند الكبر،
أحدهما أو كليهما ثم



لم يدخل الجنة».

* * *


الوصية الرابعة عشرة


«المحافظة على الصلاة وبر الوالدين»

عن أميمة (مولاة النبي (عليه الصلاة والسلام)) رضي الله عنها قالت:
كنت أصب على النبي عليه الصلاة والسلام وضوءه فدخل رجل فقال:
أوصني قال: «لا

تشرك بالله شيئًا وإن قطعت وحرقت بالنار، وأطع والديك وإن أمراك أن

تتخلى من أهلك ودنياك، فتخله، ولا تشربن الخمر فإنها مفتاح


كل شر، ولا تتركن صلاة متعمدًا، فمن فعل ذلك فقد برئت منه ذمة الله
وذمة رسوله».


[الحديث رواه الطبراني]


* * *


الوصية الخامسة عشرة

«ما يقال بعد الصلاة»

عن أنس بن مالك  أن أم سليم غدت على رسول الله (عليه الصلاة
والسلام) فقالت: علمني كلمات أقولهن في صلاتي، فقال: «كبري الله
عشرًا، وسبحيه



عشرًا، واحمديه عشرًا، ثم سلي ما شئت، يقول: نعم نعم».

[رواه أحمد والترمذي وابن خزيمة وابن حبان في صحيحه]


* * *


الوصية السادسة عشرة
«ما يقال دبر كل صلاة»

عن معاذ  أن رسول الله (عليه الصلاة والسلام) أخذ بيده وقال: «يا
معاذ! والله إني لأحبك، أوصيك يا معاذ: لا تدعن في دبر كل صلاة تقول:
اللهم أعني



على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك». [رواه أبو دود والنسائي بإسناد صحيح]


* * *


الوصية السابعة عشرة


«في فضل الذكر»


وعن عبد الله بن بسر  أن رجلاً قال: يا رسول الله، إن شرائع الإسلام قد كثرت علي فأخبرني بشيء أتشبث به! قال: «لا يزال



لسانك رطبًا من ذكر الله».



[رواه الترمذي واللفظ له وابن حبان في صحيحه]

* * *

الوصية الثامنة عشرة

«في فضل الذكر أيضًا»


وروي عن معاذ  عن رسول الله (عليه الصلاة والسلام)، أن رجلاً
سأله فقال: أي المجاهدين أعظم أجرًا؟ قال: «أكثرهم لله تبارك وتعالى
ذكرًا» فقال: فأي


الصالحين أعظم أجرًا؟ قال: «أكثرهم لله تبارك وتعالى ذكرًا» ثم ذكر
الصلاة، والزكاة، والحج والصدقة، كل ذلك ورسول الله  يقول:

«أكثرهم لله تبارك وتعالى ذكرًا» فقال أبو بكر لعمر: يا أبا حفص ذهب
الذاكرون بكل خير، فقال رسول الله : «أجل».


[رواه أحمد والطبراني]


* * *


الوصية التاسعة عشرة

هجر المعاصي والتمسك بطاعة الله وذكره

وعن أم أنس رضي الله عنها أنها قالت: يا رسول الله أوصني، قال: «اهجري المعاصي فإنها أفضل الهجرة، وحافظي على الفرائض،

فإنه أفضل الجهاد، وأكثري من ذكر الله، فإنك لا تأتين لله بشيء أحب إليه
من كثرة ذكره».


[رواه الطبراني بإسناد جيد]


وإتمامًا للفائدة نروي هذين الحديثين الواردين في فضل الذكر:


الأول: عن أبي هريرة  قال: قال رسول الله (عليه الصلاة والسلام): «يقول الله عز وجل: أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه حين يذكرني، فإن

ذكرني في

نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منه، وإن
تقرب إلي شبرًا تقربت إليه ذراعًا، وإن تقرب إلي ذراعًا

تقربت إليه باعًا، وإن أتاني يمشي أتيته هرولة».

[رواه البخاري ومسلم والترمذي]


الثاني: عن معاوية  أن رسول الله (عليه الصلاة والسلام)



خرج على حلقة من أصحابه، فقال: «ما أجلسكم؟» قالوا: جلسنا نذكر الله
ونحمده على ما


هدانا للإسلام، ومن به علينا، قال «آلله ما أجلسكم إلا ذلك؟» قالوا: والله
ما أجلسنا إلا ذاك، قال «أما إني لم أستحلفكم تهمةً لكم،


ولكنه أتاني جبريل فأخبرني أن الله عز وجل يباهي بكم الملائكة». [رواه الثلاثة ومسلم والترمذي]


الوصية العشرون


«في فضل ركعتي الفجر»


روي عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رجل: يا رسول الله، دلني على عمل ينفعني الله به، قال: «عليك بركعتي الفجر، فإن فيهما فضيلة».


[رواه الطبراني في الكبير]

وفي رواية له أيضًا، قال: سمعت رسول الله (عليه الصلاة والسلام)

يقول: «لا تدعوا الركعتين اللتين قبل صلاة الفجر، فإن فيهما الرغائب».



وإتمامًا للفائدة نروي الحديث الآتي:


روت السيدة عائشة رضي الله عنها عن النبي  قال: «ركعتا الفجر،
خير من الدنيا وما فيها». [رواه مسلم]

* * *


الوصية الحادية والعشرون
«في عدم الالتفات في الصلاة»

عن أنس  قال: قال رسول الله (عليه الصلاة والسلام)



: «يا بني إياك والالتفات في الصلاة، فإن الالتفات في الصلاة هلكة».


[رواه الترمذي وقال حديث حسن، وفي بعض النسخ صحيح]


وإتمامًا للفائدة نروي الحديث الآتي:


روي عن أبي هريرة  قال: قال رسول الله (عليه الصلاة والسلام):
«إن العبد إذا قام في الصلاة، فإنه بين عيني الرحمن تبارك وتعالى، فإذا
التفت قال له


الله تبارك وتعالى: يا ابن آدم إلى من تلتفت؟ إلى خير مني؟ يا ابن آدم
أقبل على صلاتك، فأنا خير لك مما تلتفت إليه».


[رواه البزار]


* * *


الوصية الثانية والعشرون


«فضل الإخلاص»

عن معاذ بن جبل  أنه قال – حين بعث إلى اليمن -: يا رسول الله،

أوصني قال : «أخلص دينك يكفك العمل القليل».



وإتمامًا للفائدة نذكر الحديثين الآتيين:


الأول: روي عن ثوبان، قال سمعت رسول الله (عليه الصلاة والسلام)
يقول: «طوبى للمخلصين، أولئك مصابيح الهدى تنجلي عنهم كل فتنة
ظلماء». [رواه

البيهقي]

الثاني: وجاء من حديث آخر عن أبي أمامة ، عن النبي (عليه الصلاة
والسلام) أنه قال: «إن الله عز وجل لا يقبل من العمل إلا ما كان خالصًا
وابتغي به


وجهه».


* * *


الوصية الثالثة والعشرون


«لمن كانت له حاجة إلى الله»


عن عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنهما قال: قال رسول الله (عليه
الصلاة والسلام): «من كانت له حاجة إلى الله أو إلى أحد من بني آدم،
فليتوضأ


فليحسن الوضوء، ثم ليصل ركعتين، ثم ليثن على الله، وليصل على
النبي، ثم ليقل: لا إله إلا الله الحليم الكريم، سبحان الله رب العرش

العظيم، الحمد لله رب العالمين، أسألك موجبات رحمتك، وعزائم
مغفرتك، والغنيمة من كل بر، والسلامة من كل إثم، لا تدع لي ذنبًا إلا


غفرته، ولا همًا إلا فرجته، ولا حاجةً هي لك رضًا إلا قضيتها يا أرحم
الراحمين» وزاد ابن ماجه بعد قول يا أرحم الراحمين «ثم يسأل


من أمر الدنيا والآخرة ما شاء فإنه يقدر». [رواه الترمذي وابن ماجه]


* * *


الوصية الرابعة والعشرون


«صلاة الاستخارة»


عن جابر بن عبد الله  قال: كان رسول الله (عليه الصلاة والسلام)
يعلمنا الاستخارة في الأمور كلها كما يعلمنا السورة من القرآن يقول: «إذا
هم أحدكم


بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة، ثم ليقل: اللهم إني أستخيرك
بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم: فإنك تقدر


ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب. اللهم إن كنت تعلم أن هذا
الأمر خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري – أو قال: عاجل أمري
وآجله- فاقدره لي ويسره لي ثم بارك لي فيه، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر
شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري -أو قال:


في عاجل أمري وآجله – فاصرفه عني واصرفني عنه، واقدر لي الخير
حيث كان ثم أرضني به. قال: ويسمي حاجته».


[رواه البخاري وأبو داود والترمذي]



وإتمامًا للفائدة نروي الحديث الوارد عن سعد بن أبي وقاص  قال: قال
رسول الله : «من سعادة ابن آدم استخارته الله عز وجل».


[رواه الإمام أحمد وأبو يعلى والحاكم]


وزاد: «ومن شقوة ابن آدم تركه استخارة الله» وقال: صحيح الإسناد.


ا
لوصية الخامسة والعشرون

«في السؤال بالله عز وجل»


وعن جابر  قال: قال رسول الله (عليه الصلاة والسلام): «من استعاذ
بالله فأعيذوه، ومن سأل بالله فأعطوه، ومن دعاكم فأجيبوه، ومن صنع
إليكم معروفًا


فكافئوه، فإن لم تجدوا ما تكافئونه فادعوا له حتى تروا أنكم قد كافأتموه».


[رواه أبو داود والنسائي وابن حبان في صحيحه]

وإتمامًا للفائدة نروي الحديث الآتي في النهي عن السؤال بوجه الله:

روي عن أبي عبيدة مولى رفاعة عن رافع  أن رسول الله (عليه
الصلاة والسلام) قال: «ملعون من سأل بوجه الله، وملعون من سئل بوجه
الله ثم يمنع


سائله ما لم يسأل هجرًا». [رواه الطبراني]