الإسم:  14249871951874.gif
المشاهدات: 1718
الحجم:  96.7 كيلوبايت
الإسم:  14249873711365.gif
المشاهدات: 1397
الحجم:  71.0 كيلوبايت

{20}
___________________________

ص59
ولم يكن الزنى نادراً


 ولم يكن الزنى نادراً وكان غير مستنكر استنكاراً شديداً، فكان من العادات أن يتخذ الرجل خليلات ويتخذ النساء أخلاء بدون عقد
•وكانوا قد يُكرهون بعض النساء على الزنى، قال ابن عباس: كانوا في الجاهلية يكرهون إماءهم على الزنى يأخذون أجورهن (2) .
• قالت عائشة:
" إن النكاح في الجاهلية كان على أربعة أنحاء-
1• فنكاح منها نكاح الناس اليوم يخطب الرجل إلى الرجل وليته أو بنته فيصدقها ثم ينكحها،

2• والنكاح الآخر كان الرجل يقول لامرأته إذا طهرت من طمثها: أرسلي إلى فلان فاستبضعي منه، ويعتزلها زوجها ولايمسها أبداً حتى يتبين حملها من ذلك الرجل الذي تستبضع منه، فإذا تبين حملها أصابها زوجها إذا أحب، وإنما يفعل ذلك رغبة في نجاة الولد، فكان هذا النكاح نكاح الاستبضاع.

3•ونكاح آخر يجتمع الرهط ما دون العشرة فيدخلون على المرأة، كلهم يصيبها، فإذا حملت ووضعت ومرَّ عليها ليال بعد أن تضع حملها أرسلت إليهم فلم يستطيع رجل منهم أن يمتنع حتى يجتمعوا عندها، تقول لهم: قد عرفتم الذي كان من أمركم وقد ولدت فهو ابنك يا فلان، تسمي من أحبت باسمه فيلحق به ولدها ولا يستطيع أن يمتنع ممن جاءها.

4•نكاح البغايا كن ينصبن على أبوابهن رايات تكون علما، فمن ارادهن دخل عليهن فإذا حملت إحداهن ووضعت حملها جمعوا لها ودعوا لها القافة ثم ألحقوا ولدها بالذي يرون فالتاطه ودعي ابنه لا يمتنع من ذلك (3) .
-------------------------------
(1) تفسير الطبري، ص 69.
(2) تفسير الطبري، ج18 ص 401. .
(3) الجامع الصحيح للبخاري كتاب النكاح باب من قال: لا نكاح إلا بولي.
الإسم:  14249875101719.gif
المشاهدات: 1735
الحجم:  15.5 كيلوبايت
ص60
 المرأة في المجتمع الجاهلي:
_ وكانت المرأة في المجتمع الجاهلي عرضة غبن وحيف،
وتؤكل حقوقها وتُبْتز أموالها وتُحرم إرثها وتعضل بعد الطلاق أو وفاة الزوج من أن تنكح زوجاً ترضاه (1) وتورث كما يورث المتاع أو الدابة (2)

• عن ابن عباس قال: ((كان الرجل إذا مات أبوه أو حميّه (أبو امرأته ) فهو أحق بامرأته، إن شاء أمسكها أو يحبسها حتى تفتدي بصداقها أو تموت فيذهب بمالها))

• وقال عطاء بن أبي رباح: إن أهل الجاهلية كانوا إذا هلك الرجل فترك امرأة حبسها أهله على الصبي يكون فيهم .

•وقال السُدّي: إن الرجل في الجاهلية كان يموت أبوه أو أخوه أو ابنه فإذا مات وترك امرأته فإن سبق وارث الميت فألقى عليها ثوبه فهو أحق بها أن ينكحها بمهر صاحبه أو يُنكحها فيأخذ مهرها، وإن سبقته فذهبت إلى أهلها فهي أحق بنفسها (3)
•وكانت المرأة في الجاهلية يطفف معها الكيل، فيتمتع الرجل بحقوقه ولا تتمتع هي بحقوقها، يؤخذ مما تؤتي من مهر وتمسك ضراراً للاعتداء (4) ، وتلاقي من بعلها نشوزاً أو إعراضاً وتترك في بعض الأحيان كالمعلقة (5) ومن المأكولات ما هو خالص للذكور ومحرم على الإناث (6)

• وكان يسوغ للرجل أن يتزوج ما يشاء من النساء من غير تحديد (7) .

•امَّا عن كراهية البنات فقد بلغت كراهة البنات إلى حد الوأد.

ذكر الهيثم بن عدي - على ما حكاه عنه الميداني- أن الوأد كان مستعملا في قبائل العرب قاطبة، فكان يستعمله واحد ويتركه عشرة، فجاء الإسلام،

_وكانت مذاهب العرب مختلفة في وأد الأولاد

•فمنهم من كان يئد البنات لمزيد الغيرة ومخافة لحوق العار بهم من أجلهن،
---------------------------------
(1) سورة البقرة، آية 232.
(2) النساء آية 19.
(3) تفسير الطبري ج 4 ص 308.
(4) سورة البقرة، آية 231.
(5) النساء: آية 139.
(6) الأنعام 140.
(7) النساء آية 3.
الإسم:  14249875101719.gif
المشاهدات: 1735
الحجم:  15.5 كيلوبايت
ص61

•ومنهم من كان يئد من البنات من كانت زرقاء أو شيماء (سوداء) أو برشاء (برصاء) أو كسحاء (عرجاء) تشاؤماً منهم بهذه الصفات.

•ومنهم من كان يقتل أولاده خشية الإنفاق وخوف الفقر، وهم الفقراء من بعض قبائل العرب فكان يشتريهم من بعض سراة العرب وأشرافهم (1) .

_قال صعصعة بن ناجية: جاء الإسلام وفديت ثلاثمائة موءودة (2)

_ومنهم من كان ينذر- إذا بلغ بنوه عشرة - نحر واحد منهم كما فعل عبد المطلب، ومنهم من يقول: الملائكة بنات- الله سبحانه عما يقولون- فألحقوا البنات به تعالى فهو عز وجل أحق بهن (3) .

•وكانوا يقتلون البنات ويئدونهن بقسوة نادرة في بعض الأحيان، فقد يتأخر وأد الموءودة لسفر الوالد وشغله فلا يئدها إلا وقد كبرت وصارت تعقل، وقد حكوا في ذلك عن أنفسهم مبكيات،
• وقد كان بعضهم يلقي الأنثى من شاهق (4) .

☺العصبية القبلية والدموية في العرب:
_ وكانت العصبية القبلية والدموية شديدة جامحة، وكان أساسها جاهلياً تمثله الجملة المأثورة عن العرب: ((انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً)) فكانوا يتناصرون ظالمين أو مظلومين.

_ وكانت في المجتمع العربي طبقات وبيوت ترى لنفسها فضلاً على غيرها، وامتيازاً، فتترفع على الناس ولا تشاركهم في عادات كثيرة حتى في بعض مناسك الحج، فلا تقف بعرفات وتتقدم على الناس في الإفاضة والإجازة (5) ، وتنسأ الأشهر الحرم،

_ وكان النفوذ والمناصب العليا والنسيء متوارثاً، يتوارثه الأبناء عن الآباء، وكانت طبقات مسخرة وطبقات سُوقة وعوام، فكان التفاوت الطبقي من مسلمات المجتمع العربي.
----------------------------------------------------------------------------------------------------
(1) اقرأ بلوغ الأرب في أحوال العرب للآلوسي.
(2) كتاب الأغاني.
(3) بلوغ الأرب.
(4) أيضاً.
(5) سورة البقرة آية 199.
جزاكم الله خيراًعلى حسن المتابعة وبارك الله فيكم
وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين