أذكركم اخواتي بمواضيع السلسلة
إبتلاء ووباء عظيم (( الشـــيعــــة ))
بداية فكر التشيع:
قال ابن حزم رحمه الله:" إنما فرق الروافض حدث أولها بعد موت رسول الله صلى الله عليه وسلم بخمس وعشرين سنة"([1]).
وقد بدأ هذا الفكر رجل يهودي زمن الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه يدعى عبد الله بن سبأ دخل الإسلام ظاهراًوتنقل بين البلدان وجمع حوله جماعة من الحاقدين المفسدين في الأرض لينشر فكره الضال بين المسلمين وكان هؤلاء المفسدين هم رؤوس الفتنة التي أطلت برأسها في خلافة عثمان رضي الله عنهوانتهت بقتله رضي الله عنه ثم انتشر هذا الفكر بعد ذلك، ولقد ذكرت كتب التاريخ هذا اليهودي الذي عرف بابن السوداء وأصحاب الفتنة معه وكيف كان نشرهم لهذا الفكر.
وقد تردد في المصادر اسم عبد الله بن سبأ الصنعاني اليهودي ضمن هؤلاء الموتورين الحاقدين وأنه كانمن اليهود ثم أسلم ولم ينقب أحد عن نواياه فنتقل بين البلدان الإسلامية باعتبار أحد أفراد المسلمين.
ثم وصل ابن سبأ البصرة وهذا كان أول لقاء له من رؤوس الفتنة ولما وصل ابن سبأ إلى البصرة نزل عند رجل خبيث من أهلها كان لصاً فاتكا، هو حكيم بن جبلة،وكان حكيم بن جبلة لصاً وعندما كانت تعود جيوش الجهاد إلى البصرة،كان حكيم يتخلف عنها، ليسعى في الأرض فساداً ويغير من أهل الذمة ويعتدي على أرض المسلمين ويأخذ منها ما يشاء([2]).
ولم يقتصر الأمر على حكيم بن جبلة وحده ولكن جمع ابن سبأ حوله رجالاً آخرين لا يختلفون عن حكيم كثيراً في صفاتهم،ووجد فيهم ابن سبأ هدفه ومطلبه.
وكان سبعة من الخوارج أصحاب الفتنة جالسين فيهم جندب الأزدي الذي قتل ابنه السارق بسبب تورطه في قضية قتل ومنهم الأشتر النخعي وابن الكواء وصعصعة بن صوحانوكان من بينهم أيضاً حمران بن أبان وهو رجل عاصٍ بدون دين حيث تزوج امرأة في أثناء عدتها ولما علم عثمان رضي الله عنه بذلك فرق بينهما وضربه ونكل به،ونفاه إلى البصرة وهناك التقى مع زعيم السبئيين فيها، اللص حكيم بن جبلة وكان زعيم السبئيين الحاقدين في الكوفة يزيد بن عبد قيس([3]).
قال شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله مبيناً أن ابن سبأ أول من أحدث الرفض والغلو المذموموأصل الرفض من المنافقين والزنادقة فإنه ابتدعه ابن سبأ الزنديق وقد أظهر الغلو في علي بدعوى الإمامة والنص عليه وادعى له العصمة ([4]).
ولقد نشط ابن سبأ في بث فكرتين أساسيتين استدرج بها كثير من السذًّج وضعفاء العقول وضعفاء الإيمان هما:
1ـ دعوته إلى اعتقاد رجعة النبي صلى الله عليه وسلم وكان يقول عجباً ممن يزعم أن عيسى سيرجع ويكذب أن محمد سيرجع وانتشرت هذه الفكرة واعتقد بها كثير من الناس وهي ما تسمى عند الشيعة بالرجعة، ثم تطورت هذه الفكرة إلى أن أصبحت تقول برجعة الأئمة عندهم.
2ـ دعوته أن لكل نبي وصي وعلي رضي الله عنه وصي النبي صلى الله عليه وسلم ومحمد خاتم الأنبياء وعلي خاتم الأوصياء، ومن أظلم ممن منع وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم ووثب على وصيته وتناول أمر الأمة ([5]).
وفي هذا الفكر يقصد اتهام الخلفاء الثلاثة أبو بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم بظلم علي رضي الله عنه واغتصاب الخلافة ومعصية الله والرسول ومن ثم يجوز الخروج عليهم وقتلهم وتكفيرهم،وإن لم يقل هذا الأمر صراحة في بداية أمره إلا أن هذه الفكرة تطورت بعد ذلك إلى أن وصلت إلى هذا الحد وأشد من ذلك.
عداء الروافض لأهل السنة:
يحفل تاريخ الروافض بعداء شديد لأهل السنة وقد ظهر ذلك جلياً في خطاباتهم وأفعالهم، وتذكر كتبالتاريخ ما فعله الصوفيون من الروافض بأهل إيران السنة آنذاك.
وتذكر كتب التاريخ وأحد من أشد رجالهم شراسة وعداءً لأهل الإسلام وهو الشاه إسماعيل الصفويالذي كان شرساً في حروبه شديد الفتك بمعارضيه وخصوصاً الذين كانوا من أهل السنة .
افتتح ممالك العجم جميعاً وكان يقتل من ظفر به وما نهبه من الأموال قسمه بين أصحابه ولا يأخذ منهشيئاً ومن جملة ما ملك تبريز و أذربيجان وبغداد وعراق العرب وعراق العجم وخرسان، وكاد أن يدعي الربوبية وكان يُسجد له عساكره ويأتمرون بأمره.
قال قطب الدين الحنفي في الأعلام إنه قتل زيادة على ألف ألف نفس قال بحيث لا يعهد في الجاهليةولا في الإسلام ولا في الأمم السابقة من قتل من النفوس ما قتل إسماعيل الصفوي، وقتل عدة منأعظم العلماء بحيث لا يبقى من أهل العلم أحد من بلاد العجم وأحرق جميع كتبهم ومصاحفهم وكانشديد الرفض بخلافة أبائه ([6]).
ثم انظر إلى ما قال أكبر رجالهم في العصر الحديث "الخوميني" ذلك الضال المضل الذي افتتن به كثيرمن الناس "إن مكة يحتلها شرذمة أشد من اليهود وإن الإيرانيين سيفتحون كل البلاد وحتى مكةوالمدينة والقدس ثم قال سنحرر القبلتين من قبضة الكفار"([7]).
الدولة الصفوية:
يعد نسب الصفويين إلى صفي الدين الأردبيلي "650ــ753هـ/1252ــ1334م" الجد الأكبر للشاة إسماعيل الصفوي مؤسس الدولة الصفوية.
وقد التف حول صفي الدين الأردبيلي عدد كبير من الأتباع المريدين له نتيجة للدعوة القوية أو الدعاية المؤثرة التي قام بها هو وأتباعه من المتصوفة والدراويشالذين استطاعوا نشر الدعوة لا في إيران وحدها وإنما في بعض الأقاليم من الدولة العثمانية وفي العراق وبلاد الشام،استطاع صفي الدين عن طريق إحدى الفرق التي يتزعمها أن يشق طريقة في المجتمع الإيراني كما استطاع أن يكسب تأييد ومساندة الكثيرين من الإيرانيينمما أدى تحويل هذه الفرقة إلى الدعوة للمذهب الشيعي حيث أشيع أن صفي الدين وأولاده ينتمون إلى علي بن أبي طالب ومن ثم لهم الحق في المطالبة بالحكموكان في الدين قد لجأ إلى التقية إذ كان مظهره يوحي بأنه سني الاتجاه بل أنه من أتباع المذهب الشافعي ولما تمهدت السبل أمام هذه الدعوة الشيعية أعلن أحد أحفاده الشاه إسماعيل الدعوة الشيعية،بل إن السلطان حيدر أكد صلة نسبة بالنسبة بالإمام موسى الكاظم ومن ثم أصبحت الدولة الصفوية في إيران تعد نفسها من آل البيت،صمم إسماعيل الصفوي فرض المذهب الشيعي على شعبة وأعلنه مذهباً رسمياً للدولة في إيران وقضى بالقوة المسلحة على معارضيه واستطاعالصفويون أن يجمعوا حولهم أعداداً غفيرة من الأتباع والمريدين، وتكاتفت الدعاية الشيعية القوية سواء في بقايا "العبيدين"الفاطميين في مصر والإسماعيلية أو الأسرة الصفوية نفسها في إعلان المذهب الشيعي في إيران لتتحول كلها من بعد ذلك من المذهب السني إلى المذهب الدولة الجديدة وهو المذهب الشيعي.([8])
([1]) تاريخ وأصول الفرق الإسلامية. مصطفى محمد مصطفى.
([2]) فيض المنان في سيرة عثمان بن عفان. د/ علي الصلابي.
[3])) تاريخ الطبري.
[4])) مجموع الفتاوى. لشيخ الإسلام ابن تيمية "4/435".
[5])) صفحات مشرقة من التاريخ الإسلامي14/2. د/ علي الصلابي.
[6])) تاريخ الدولة العثمانية ص174. د/ علي الصلابي.
[7])) وجاء دور المجوس344.
([8]) الإسلام في آسيا منذ الغز والمغولي. د/ محمد نصر.
الروابط المفضلة