إن من أهم الأمور التي يجب على كل مسلم أن يقر بها هو
حق صحب خير الأنبياء ـ صلى الله عليه وسلم ـ رضوان الله عليهم
فقد جعل الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم حقوقا كثيرة لايجب أن تهمل أو تهمش
بل أنها من أحق الحقوق وأعظمها
لأن الإخلال بها إما أن يؤدي إلى شيء من فساد المعتقد أو الوقوع في الإثم والكبائر
لذا أحبتنا كان لزاما أن نجمع المختصر المفيد من أقوال أهل العم في حقوقهم علينا
لأجل أن نتعلمها ونراجعها بين وقت وآخر
فقد يحدث شي من الزلل والخلل في التعامل مع سيرتهم وحياتهم رضوان الله عليهم ..
حقوق الصحابة رضي الله تعالى عنهم على الأمة
للصحابة حقوق كثيرة على أمة الإسلام ، كيف لا وهم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وأصفياؤه ووزراؤه وأصهاره ،
فمن حقوقهم :
ـ الاعتراف بما ثبت من فضلهم وفضائلهم وسلامة القلوب من بغضهم أو الغل أو الحقد على أحد منهم.
ـ محبتهم بالقلب والثناء عليهم باللسان بما لهم من السابقة و ما ثبت لهم من الفضل.
ـ ومن حقوقهم :
التلقي عنهم وحسن التأسي بهم في العلم والعمل والدعوة والأمر والنهي ومعاملة عامة الأمة
فإنهم رضي الله عنهم أعلم الأمة بمراد الله تعالى في كلامه ومراد الرسول صلى الله عليه وسلم في سنته
وأوفقهم عملاً بالكتاب والسنة وأكمل نصحاً للأمة وأبعد الأمة عن الهوى والبدعة .
ـ ومن حقوقهم :
الترحم عليهم والاستغفار لهم تحقيقاً لقوله تعالى :
{ والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا ربنا إنك رءوف رحيم } .
ـ الكف عن الخوض فيما شجر بينهم من خلاف واعتقاد أنهم مجتهدون مأجورون فالمصيب له أجران والمخطئ له أجر وخطأه مغفور لاجتهاده.
قال الطبري : فالسعيد من تولى جملتهم، ولَمْ يفرق بين أحد منهم ،
واهتدى بهديهم ، وتمسك بحبلهم ،
والشقي من تعرض للخوض فيما شجر بينهم ، واقتحم خطر التفريق بينهم. ( الرياض النضرة في مناقب العشرة 1 / 33 ) .
ـ ومن حقوقهم :
الحذر من إشاعة ما قد نسب إلى أحد منهم من مساوئ فإن جملته كذب مختلق من أهل الأهواء والغلو والعصبية .
وإشاعة ذلك من دواعي تسويد القلوب بالغل عليهم والوقيعة فيهم.
ـ ومن حقوقهم :
اعتقاد حرمة سبهم أو أحد منهم – ولعنهم أشد حرمة –
لأن ذلك من تكذيب الله تعالى في تزكيتهم والثناء عليهم .
قال تعالى
{ والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتاناً وإثماً مبيناًَ } ،
وفي الحديث القدسي الصحيح يقول تعالى :
" من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب". رواه البخاري .
حقوق آل البيت :
ـ ويرى أهل السنة أن لآل البيت فضل النسب وطهارة الحسب .
فعن واثلة بن الأسقع رضي الله عنه، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
( إن الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل، واصطفى قريشا من كنانة، واصطفى من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم ) رواه مسلم .
فنسبه صلى لله عليه وسلم ونسب آله أشرف النسب وأعلاه في العرب والعجم .
ــ ويرون وجوب مودتهم ، لأن في مودتهم مودة للنبي صلى الله عليه وسلم،
وقد قال صلى الله عليه وسلم: " أذكركم الله في أهل بيتي, قالها ثلاثاً ".
ولا شك أن المراد بالمودة هنا قدراً زائداً عن مودة غيرهم من المؤمنين،
ولو كانوا من الأقربين،
حتى قال أبو بكر رضي الله عنه:
" لقرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم أحب إلي أن أصل من قرابتي " .
ـ ويرون وجوب الصلاة عليهم:
وقد بين صلى الله عليه وسلم كيفية الصلاة عليهم،
وأن الصلاة على آله تبع للصلاة عليه
فقال قولوا : " اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد
وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد ".
ــ ويرون تحريم أكل الصدقة عليهم،
لقوله صلى الله عليه وسلم:" إن هذه الصدقات إنما هي أوساخ الناس، وإنها لا تحل لمحمد، ولا لآل محمد ".رواه مسلم .
ـ وبرغم عظيم مكانة آل البيت عند أهل السنة إلا أنهم يعتقدون أنهم لم يختصوا بشيء من الشرع دون غيرهم .
سئل علي رضي الله عنه هل خصكم رسول الله صلى الله عليه وسلم بشيء ؟
فقال: ما خصنا بشيء لم يعمَّ به الناس، إلا ما في قراب سيفي هذا، فأخرج صحيفة فيها:
( لعن الله من ذبح لغير الله، ولعن الله من غير منار الأرض، ولعن الله من لعن والده، ولعن الله من آوى محدثا ) رواه مسلم .
ولا يخفى أن ما ذكر في الحديث ليس خاصاً بأهل البيت بل هو عام للأمة جمعاء.
هل هناك عداوة بين أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم
وبين أهل بيته رضي الله عنهم ؟.
بل كانوا أحبة متعاونين متراحمين فقد سمى عليٌ رضي الله عنه أبناءه بعد الحسن والحسين ومحمد بن الحنفية " أبو بكر " و " عمر " و " عثمان " رضوان الله عليهم جميعاً .
أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب كانت زوجة لعمر بن الخطاب ولدت له زيداً ورقية.
وسمى عبد الله بن جعفر ابن أبي طالب أحد بنيه " أبو بكر " وسمى ابناً آخر "معاوية ".
وتواتر عن علي رضي الله عنه أنه كان يقول على منبر الكوفة :
"خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر ثم عمر ".
وكان رضي الله عنه يقول :
" لا أوتى بأحد يفضلني على أبي بكر وعمر إلا ضربته حد المفتري " .
إن لآل البيت النبوي في نفوس المؤمنين مكانة رفيعة،
لقوله عليه الصلاة والسلام:
" أما بعد ألا أيها الناس فإنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب، وأنا تارك فيكم ثقلين: أولهما: كتاب الله فيه الهدى والنور, فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به، فحث على كتاب الله ورغب فيه، ثم قال: وأهل بيتي، أذكّركم الله في أهل بيتي أذكّركم الله في أهل بيتي .. " رواه مسلم في صحيحه .
وقد عرف المسلمون لهم هذا الفضل،
حتى قال أبو بكر رضي الله عنه:
" والذي نفسي بيده لقرابة رسول الله صلى الله عليه أحب إلي أن أصل من قرابتي " رواه البخاري ومسلم .
وقال أيضاً: " ارقبوا محمداً صلى الله عليه وسلم في أهل بيته " رواه البخاري . ومعناه : احفظوه فيهم؛ فلا تؤذوهم ولا تسيئوا إليهم.
وقال عمر للعباس رضي الله عنهما:
" والله، لإسلامك يوم أسلمت كان أحب إلي من إسلام الخطاب لو أسلم، لأن إسلامك كان أحب إلى رسول الله من إسلام الخطاب" رواه الطبراني .
فأهل السنة يحبون المؤمنين منهم،
ويرون أن المؤمن من آل البيت له حقان: حق الإيمان، وحق القرابة.
المرجع :
موقع الشيخ سعد البريك ..
الروابط المفضلة