18- مسلمات صابرات
إن الـصـبـر قـريـن الإيـمـان, وإن الـنـفـس الـمـؤمـنـة تـسـتـعـذب الـصـبر فـي ذات الله، عـلـى أقـدار الله، وعـلـى طـاعـة الله، وعـن مـعـصـيـة الله، ومـا ذلـك إلا لـيـقـيـنـهـن بـمـا أعـد الله للـصـابـرات.
هذه فاطمة بنت الخطاب رضي الله عنها يدخل عليها عمر رضي الله عنه قبل إسلامه، فيشج رأسها فتبكي وتقول: يا ابن الخطاب ما كنتَ صانعاً فاصنعه فقد أسلمتُ .
روى مسلم في صحيحة عن أنس رضي الله عنه قال: مات ابنٌ لأبي طلحة من أم سليم فقالت لأهلها لا تحدثوا أبا طلحة بابنه حتى أكونَ أنا أحدثه، قال: فجاء فقربت إليه عشاءً فأكل وشرب فقال: ثم تصنعت له أحسن ما كانت تصنع قبل ذلك فوقع بها، فلما رأت أنه قد شبع وأصاب منها قالت: يا أبا طلحة: أرأيتَ لو أن قوماً أعاروا عاريتهم أهل بيت فطلبوا عاريتهم ألهم أن يمنعوهم؟ قال: لا.
قالت: فاحتسب ابنك.
قالت: فغضب وقال: تركتني حتى تلطختُ ثم أخبرتني بابني، فانطلق حتى أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره بما كان.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بارك الله لكما في غابر ليلتكما.
قال: فحملت وأنجبت من الولد عشراً كلهم يحفظ القرآن. رواه مسلم
هكذا صبر المؤمنات يموت ابنها فتصبر ولا تقول إلا ما يرضي ربها.
أما ضعيفة الإيمان فربما أصيب ابن إحداهن بمرض بسيط فسخطت وجزعت ولم تصبر على قدر الله ففزعت وأفزعت زوجها ليسعى به بين المستشفيات فشتان شتان ما بين الصنفين ، والله المستعان.
الروابط المفضلة