الإسم:  3dlat.com_a56bb56d811.gif
المشاهدات: 1578
الحجم:  16.5 كيلوبايت
الإسم:  cooltext1883139276.gif
المشاهدات: 1188
الحجم:  71.0 كيلوبايت
{17}
المنبوذون الأشقياء:

أما شودر " المنبوذون " فكانوا في المجتمع الهندي- بنص هذا القانون المدني الديني- أحط من البهائم وأذل من الكلاب، فيصرح القانون بأن " من سعادة شودر أن يقوموا بخدمةالبراهمة وليس لهم أجر وثواب بغير ذلك (7) . وليس لهم أن يقتنوا مالاً أو يدخروا كنزاً فإن ذلك يؤذي البراهمة
(8) ، وإذا
مد أحد من المنبوذين على البرهمي يداً أو عصاً ليبطش به قطعت يده، وإذا رفسه في غضب فدغت رجله (1) ، وإذا هم أحد من المنبوذين أن يجالس برهمياً فعلى الملك أن يكوي إسته وينفيه من البلاد (2) ، وأما إذا مسه بيد أو سبه فيقتلع لسانه، وإذا ادعى أنه يعلمه سقي زيتاً فائراً (3) ، وكفارة قتل الكلب والقطة والضفدعة والوزغ والغراب والبومة ورجل من الطبقة المنبوذة سواء (4) ".
الإسم:  14240218441590.gif
المشاهدات: 2041
الحجم:  10.1 كيلوبايت
مركز المرأة في المجتمع الهندي:

وقد نزلت النساء في هذا المجتمع منزلة الإماء (5) ، وكان الرجل قد يخسر امرأته في القمار،
وكان في بعض الأحيان للمرأة عدة أزواج (6)
فإذا مات زوجها صارت كالموءودة لا تتزوج، وتكون هدف الإهانات والتجريح، وكانت أمة بيت زوجها المتوفى وخادم الأحماء وقد تحرق نفسها على إثر وفاة زوجها تفادياً من عذاب الحياة وشقاء الدنيا.
- وهكذا صارت هذه البلاد المخصبة أرضاً وعقولاً، وهذه الأمة- التي وصفها بعض مؤرخي العرب بكونها معدن الحكمة وينبوع العدل والسياسة وأهل الأحلام الراجحة والآراء الفاضلة (7) لبعد عهدها عن الدين الصحيح وضياع مصادره وتحريف رجال الدين وإمعان الناس في القياس والتخمين واتباع هوى النفوس ونزعات الشهوات.. أصبحت هذه البلاد مسرحاً للجهل الفاضح والوثنية الوضيعة والقسوة الهمجية والجور الاجتماعي الذي ليس له مثيل في الأمم ولا نظير في التاريخ.
الإسم:  14240218441590.gif
المشاهدات: 2041
الحجم:  10.1 كيلوبايت
العرب: خصائصهم ومواهبهم:

أما العرب فقد امتازوا بين أمم العالم وشعوبه في العصر الجاهلي بأخلاق ومواهب تفردوا بها أو فازوا فيها بالقِدْح المعلَّى، كالفصاحة وقوة البيان وحب الحرية والأنفة والفروسية والشجاعة والحماسة في سبيل العقيدة والصراحة في القول وجودة الحفظ وقوة الذاكرة وحب المساواة وقوة الإرادة والوفاء والأمانة.
ولكن ابتلوا في العصر الأخير- لبعد عهدهم من النبوة والأنبياء وانحصارهم في شبه جزيرتهم وشدة تمسكهم بدين الآباء وتقاليد أمتهم بانحطاط ديني شديد ووثنية سخيفة قلما يوجد لها نظير في الأمم المعاصرة، وأدواء خلقية واجتماعية جعلت منهم أمة منحطة الأخلاق فاسدة المجتمع متضعضعة الكيان حاوية لأسوأ خصائص الحياة الجاهلية وبعيدة عن محاسن الأديان.
الإسم:  14240218441590.gif
المشاهدات: 2041
الحجم:  10.1 كيلوبايت
وثنية الجاهلية:
كان الشرك هو دين العرب العام والعقيدة السائدة، كانوا يعتقدون في الله أنه إله أعظم خالق الأكوان ومدبر السماوات والأرض، بيده ملكوت كل شيء فلئن سئلوا: من خلق السماوات والأرض ليقولن خلقهن العزيز العليم، {وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ} ولكن ما كانت حوصلة فكرهم الجاهلي تسع توحيد الأنبياء في خلوصه وصفائه وسموه، وما كانت أذهانهم البعيدة العهد بالرسالة والنبوة والمفاهيم الدينية تسيغ أن دعاء أحد من البشر يتطرق إلى السموات العلى ويحظي عند الله بالقبول مباشرة بغير واسطة وشفاعة، قياساً على هذا العالم القاصر وعاداته وأوضاع الملوكية الفاسدة ومجاري الأمور فيها، فبحثوا لهم عن وسطاء توسلوا بهم إلى الله وأشركوهم في الدعاء، وقاموا نحوهم ببعض العبادات ورسخت في أذهانهم فكرة الشفاعة حتى تحولت إلى عقيدة قدرة الشفعاء على النفع والضرر. ثم ترقوا في الشرك فاتخذوا من دون الله آلهة، واعتقدوا أن لهم مماثلة ومشاركة في تدبير الكون، وقدرة ذاتية على النفع والضرر والخير والشر والإعطاء والمنع، فإذا كانوا الأولون يعترفون لله بالألوهية والربوبية الكبرى، ويكتفون بالشفعاء والأولياء كان الآخرون يشركون آلهتهم مع
الله ويعتقدون فيهم قدرة ذاتية على الخير والشر والنفع والضر والإيجاد والإفناء مع معنى غير واضح عن الله كإله أعظم ورب الأرباب (8) .
الإسم:  14240218441590.gif
المشاهدات: 2041
الحجم:  10.1 كيلوبايت

(ا:4) منوشاستر
(5)اقرأ استهلال قصة مها بهارات (الملحمة الهندية الكبرى)
(6) R. C. Dutt 331
(7) صاعد الأندلسي م 462، طبقات الأمم ص 11.
(8) راجع كتاب ((بيئة النبي صلى الله عليه وسلم من القرآن)) - للأستاذ محمد عزت دروزة
.