انتقلت منتديات لكِ النسائية إلى هذا الرابط:
منتديات لكِ النسائية
هذا المنتدى للقراءة فقط.


للبحث في شبكة لكِ النسائية:
عرض النتائج 1 الى 5 من 5

الموضوع: توازن الإسلام في: [الزهد]، (17)

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jun 2008
    الموقع
    اللهم أعني على بر الوالدين، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
    الردود
    1,501
    الجنس
    أنثى
    التكريم

    movingflower توازن الإسلام في: [الزهد]، (17)

    توازن الإسلام في: الزهد
    الإسلام دين عزيز عظيم.. يحب معالي الأمور ويكره فسافسها ،فهو دين همه وعلو.. لا يرضى بالدناءة والتوافه من أمور الدنيا..فهو ينظر إلى نعيم الدنيا أنها نعيم غرور ونقص وخلل.. لذلك ترفع عنها، وزهد في متاعها الزائل.. فما عند الله خير وأبقى.. والعاقبة للمتقين.
    الإنسان المؤمن.. كبير في تصوراته.. واعتقاداته.. كبير في طموحاته وأعماله.. كبير على الدنيا الصغيرة الحقيرة المحدودة..
    يتطلع الإنسان المؤمن.. لحياة كاملة، أبدية، لا فيها حزن ولا نصب.. ولا هم ولا تعب.. فيسعى ليقضى حاجاته الضرورية، في هذه الدنيا، دار الممر..ليصل إلى دار الاستقرار، عند الملك العزيز الغفار..
    الدنيا.. دار مليئة بالتعب والمشقة.. والهموم والآلام.. وكلنا حتما سيتجرع من كأسها المر، ويتذوق حرارتها المؤلمة..
    ولما كان الإنسان المؤمن ..عاقل وكبير في تصوراته.. نظر لدنيا نظرة تختلف تماما عن نظرة طلابها لها..
    إنها دار فانية.. فمهما أخذنا منها..فلن نحصل إلا على أقل القليل.. ومهما سعدنا في أيامها..فبعدها المر الأكيد.. ومهما أعطتنا من خيرها فإلى زوال محتوم.
    والإنسان.. إذا عاش يتطلع إليها، وينتظر السعادة والمتاع فيها.. فسيعيش أتعس وأصعب حياة.. لأنه ربط سعادته بدار لا أمان لها.. فمن ذا الذي طابت له الدنيا بأكملها!!!!
    كذلك.. سيعيش في صراع وحقد وحسد دائم مع طلابها.. فهي صغيرة ومحدودة لا تسع الكل.. فمهما كبرت في أعين طلابها فهي في الحقيقة صغيرة عند أصحاب العقول الكبيرة..
    أي إنسان يعيش على هذه الأرض يطلب السعادة.. والعاقل من يبحث أولا عن مصدر السعادة، ثم يحدد الطرق الموصلة إليها ليسعى للوصل لها، أما إذا لم يدرك أين مصدر السعادة.. فسيتقلب يمين ويسرة يبحث عنها.. فإن وجد السعادة مرة..فستهرب منه مرات عديدة..
    لذلك..كان من محاسن دين الإسلام "الزهد" وهو ليس من الواجبات.. إنما لمن أراد أن تكمل سعادته وتكبر..
    فيزهد المسلم في الأمور الصغيرة التافهة.. ويتعلق بالله القادر على تحقيق له كل ما يريد، ويترك التعلق بالبشر..والدنيا..فيرتفع عن الذل ليصل إلى العزة.. بتعلقه بالله الواحد الذي خلقه..
    والزهد في الإسلام ..يختلف كل الاختلاف، عن الزهد في الديانات والشرائع الأخرى.. الزهد في الإسلام..لا يعني الرهبانية.. والتبتل والانقطاع عن الدنيا والناس.. وترك كل متع الحياة!! كلا كلا.. الإسلام دين وسطية وتوازن.. دين سعادة ومتاع..ولنا في ذلك قدوتنا الأولى..والزاهد الأول.. الرسول r، قال: (إني أتزوج النساء، وأنام وأقوم وأصوم وأفطر، فمن رغب عن سنتي فليس مني) متفق عليه:خ/9-89، م/1401.وقد كان الصحابة رضوان الله عليهم.. رهبانا في الليل، فرسانا في النهار..
    الزهد في الإسلام.. لا يضر البدن والروح،والأسرة والمجتمع..بل الزهد الحقيقي أن يحافظ المسلم على كل نافع ومفيد.. ويترك ما يضره ومالا ينفعه..
    **************************
    قال r: (ازهد في الدنيا يحبك الله، وازهد فيما في أيدي الناس يحبك الناس) صحيح الجامع:1/922
    والزهد في اللغة: هو الأمر القليل الذي لا يؤبه له، وسعر زهيد، إذا كان قليلا ليس مثله مما يلتفت إليه، فالزهد في الدنيا ألا تكون الدنيا في القلب، إنما تكون في اليد.
    قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله تعالى- وهو أصح ما قيل في الزهد؛ لصحة اجتماعه مع ما جاء في الأحاديث، وكذلك ما دلت الآيات، وكذلك ما كان عليه حال الصحابة وحال السلف الصالح، رضوان الله عليهم- قال:" الزهد: هو ترك ما لا ينفع في الآخرة"
    فمن استعان بشيء من المال أو اللهو المباح.. على قوته في الحق، فلا يخرج عن وصف الزهاد؛ لأنه لم يفعل ما لا ينفعه في الآخرة.
    فالزهد في الدنيا معناه: أن تكون الدنيا قليلة حقيرة في القلب، وليكن التعلق بالآخرة
    وهذا سبب لمحبة الله تعالى للعبد، (وازهد فيما في أيدي الناس يحبك الناس)، أي: لا يكن القلب متعلقا فيما في أيدي الناس،ولا يلتفت ولا يهتم إلى ما في أيديهم ولا يكن ما عند الناس في القلب قيمة له، سواء عظم أم قل، فذلك سبب لمحبة الناس؛ لأن الناس يرون أن الزاهد غير متعلق بما في أيديهم، ولا ينظر إلى ما أنعم الله به عليهم نظرة رغبة، ولا نظرة طلب، وإنما الزاهد يحمد الله -جل وعلا -على ما أعطاه، وما هو فيه، فهذا هو إخراج ما في أيدي الناس من القلب، هذه حقيقة الزهادة فيما عند الناس، وإذا فعل ذلك المرء أحبه الناس؛ لأن الناس جبلوا على أنهم لا يحبون من نازعهم ما يختصون به، مما يملكون، أو ما يكون في أيديهم ، فتوطين النفس على أن ما عند الناس شيء قليل لا قيمة له في القلب ، مهما بلغ، ولا يكون ذلك إلا لقلب زاهد متعلق بالآخرة ، لا ينظر إلى الدنيا، أما من ينظر إلى الدنيا، فيكون متعلقا بما في أيدي الناس، فإذا نظر إلى ملك هذا تعلق به، وإذا نظر إلى ملك هذا تعلق به، ولا يزال يسأل، أو ينظر إليه، أو يتمتع به حتى لا يكون محبوبا عند الناس.

    ********************
    قال تعالى : [وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى (131)] طه.
    نهي r والنهي لأمته على وجه التبع، أن يمد المرء عينيه إلى ما متع به الخلق من زهرة الحياة الدنيا، لأنه لا بد وأن يحصل بالقلب نوع تعلق بالدنيا، وهذا خلاف الزهد، فيتعامل بأمور الدنيا على أنها في يده، وليست في قلبه، فتخلص قصده، ونيته في كل عمل يعمله في أن يكون نافعا له في الآخرة.
    كما أن من ثمرات الزهد أن يجمع الله تعالى لزاهد فضائل الدنيا والآخرة، قال
    r: (من كانت الآخرة همة، جعل الله غناه في قلبه، وجمع له شمله، وأتته الدنيا وهي راغمة، ومن كانت الدنيا همه؛ جعل الله فقره بين عينية، وفرق عليه شمله، ولم يأته من الدنيا إلا ما قدر له) صحيح الجامع:2/26510
    فمن أراد حب الله تعالى له وحب الناس، وأراد السعادة في الدنيا والآخرة، والغنى والراحة والاطمئنان.. فليلتزم بزهد الإسلام.
    ______________________________________________

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jul 2011
    الموقع
    الدمـــــــــــــامــ
    الردود
    110
    الجنس
    أنثى

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Aug 2009
    الموقع
    الرياض
    الردود
    117
    الجنس
    امرأة

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Aug 2010
    الردود
    101
    الجنس
    أنثى
    شكرا ,, وبارك الله فيك

    بانتظار القادم

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Jun 2008
    الموقع
    اللهم أعني على بر الوالدين، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
    الردود
    1,501
    الجنس
    أنثى
    التكريم
    جزاكم الله خيرا.. وبارك الله فيكم..
    أشكـركم على تواجدكم الـــــــــرائع

مواضيع مشابهه

  1. توازن الإسلام في : [الزينة]، (26)
    بواسطة (( سنا التفاؤل )) في روضة السعداء
    الردود: 4
    اخر موضوع: 21-09-2011, 03:39 PM
  2. توازن الإسلام في : [خلق الإنسان]، (25)
    بواسطة (( سنا التفاؤل )) في روضة السعداء
    الردود: 9
    اخر موضوع: 21-09-2011, 03:35 PM
  3. توازن الإسلام في: [الدعوة ]، ( 15 )
    بواسطة (( سنا التفاؤل )) في روضة السعداء
    الردود: 8
    اخر موضوع: 21-09-2011, 03:33 PM
  4. توازن الإسلام في: [المال]، (22)
    بواسطة (( سنا التفاؤل )) في روضة السعداء
    الردود: 5
    اخر موضوع: 18-09-2011, 12:54 PM
  5. توازن الإسلام في : [المعاملات]، (21)
    بواسطة (( سنا التفاؤل )) في روضة السعداء
    الردود: 3
    اخر موضوع: 17-09-2011, 05:09 PM

أعضاء قرؤوا هذا الموضوع: 0

There are no members to list at the moment.

الكلمات الاستدلالية لهذا الموضوع

الروابط المفضلة

الروابط المفضلة
لكِ | مطبخ لكِ