:
باركَ اللهُ فيكِ ياغالِية ~
وزادكِ حِرصاً على الخَيرِ .. ونفعكِ ونفعَ بكِ ..
واسمحِي لِي غالِيتِي ..
فقدْ ذكرتِ أنّ هذَا الاستغفار يُكسِبُنا الحسَنات ..
وهذا فضلٌ مِنَ اللهِ نسأُلهُ أنْ يَمُنّ علينا بالحسَنات ..
ولِكنْ ياغالِية ..
عَدُّ الحسناتِ وحِسابُها .. مسألةٌ لانستطيعُ لها حِساباً ..
فالأحرَى بنا أنْ نعملَ العمَل .. ونحنُ مُشفقُون ألّا يقبلَ مِنّا ..
لأنّ المُهم هُو قبولُ هذا العملِ أو ذاك ..
وهذا أمرٌ لانعلمُهُ ..
نعمْ إنْ قُبلِتْ الأعمال .. أتتْ مِنَ اللهِ الخيرات والحسَنات ..
ولذلك كانَ السّلفُ يسألُونَ اللهَ القبولَ فِي كُلّ أعمالِهم ..
وإليكِ الفتوى ..
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة لله وبركاته
فضيلة الشيخ / عبد الرحمن السحيم
حفظه الله ،،
ما حكم الانشغال بتعداد الحسنات والسيئات ؟
كمن يقول .. إذا قرأت كذا فستحصل على ( --- ) من الحسنات ، ثم يبدأ بالجمع وهكذا .. ؟
وجزاكم الله خيراً ..
الجواب:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيراً
هذا مسكين مخذول !
كيف ؟
لأنه انشغل بِِعَدّ الحسنات عما هو أهمّ من العَدّ ، وهو " القَبول " وهذا الأمر هو الذي أهمّ السلف ، فقد كان يَهمّهم القبول أكثر من العدد ، لأن الله يُضاعِف لمن يشاء .
ولذا لما جاء سائل إلى ابن عمر فقال لابنه : أعطه دينارا ، فلما انصرف قال له ابنه : تقبل الله منك يا أبتاه ، فقال : لو علمت أن الله يقبل مني سجدة واحدة وصدقة درهم لم يكن غائب أحب إليّ من الموت . أتدري ممن يتقبل ؟ (إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ) .
وقال فضالة بن عبيد : لأن أعلم أن الله تقبل مِنِّي مثقال حبة أحبّ إليّ من الدنيا وما فيها ، لأنه تعالى يقول : (إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ) .
وكان مُطَرِّف يقول : اللهم تَقَبّل مِنِّي صلاة يوم . اللهم تَقَبّل مِنِّي صوم يوم . اللهم اكتب لي حسنة ، ثم يقول : (إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ) . رواه ابن أبي شيبة .
فالعبرة بِقبول العمل لا بِكثرته، قال سبحانه وتعالى : (لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً) ولم يَقُل : أيّكم أكثر عملا !
سُئل الفضيل بن عياض عن قوله تعالى : ( لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلا ) قال : هو أخلص العمل وأصوبه ، قالوا : يا أبا علي ما أخلصه وأصوبه ؟ قال : إن العمل إذا كان خالصا ولم يكن صوابا لم يقبل ، وإذا كان صوابا ولم يكن خالصا لم يقبل حتى يكون خالصا وصوابا ، فالخالص أن يكون لله ، والصواب أن يكون على السنة .
وقد يَفوت هذا الإنسان ما يُشترط في قبول العمل من إخلاص ومُتابَعة لاشتغاله بِِعَدّ الحسنات .والله أعلم .
المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم
عضو مركز الدعوة والإرشاد
الإرشاد للفتاوى الشرعية
:
أسألُ اللهَ لنا ولكِ قبولَ الحسَنات والعفوَ عن السّيئات ..
وتقبّلِي مَودّتِي يا حبيبَة ~
:
الروابط المفضلة