اقبلت علينا السنة الهجرية الجديدة
1431 من الهجره النبويه , الهجرة التي فرقت بين الحق والباطل كما قال عنها عمر بن الخطابرضي الله عنه ولأننا مسلمون والحمد لله , يجب علينا الاعتزاز والفخر بهذا التاريخ الإسلامي التي شهورُه هي الشهور الهلالية التي قال الله عنها : إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ
ولأن التاريخ الإسلامي سنَّه الخليفة الراشد عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - فنحن أَولَى بالاتباع لقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «عليكم بسنَّتي وسنَّة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي، تمسَّكوا بها وعضُّوا عليها بالنواجذ»
وهاهو اليوم الجمعة يشرق علينا بعام هجري جديد يعلن به رحيل العام 1430 هجري , فينبغي على المسلم محاسبة نفسه على تقصيره بما رحل من أيام واعمال سيجدها يوم القيامة وأغتنام ماهو مقبل من ايام وشهور فضيله فهي الزاد الراحل معنا قال تعالى :
وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ }البقرة197
ولأننا اليوم فوق ظهر الأرض وغداً في بطنها , ومارحيل الأيام وتعاقب الليل والنهار ومضي السنين إلا دليل على اقترابنا للقبر واهوال يوم القيامة و.أن الدنيا ليست دار قرار يجب علينا التزود لأن ماسوف نقبل عليه بعد الرحيل شديد وعظيم يحتاج منا وقفة صادقه مع النفس والقلب
يقول تعالى
وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّناً وَهُوَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمٌ }النور15
فهل استعدينا لهذا العظيم
اخواني في لله هيا
نسرع في التوبه ومحاسبة النفس على تقصيرها , وأن نجعل هذا العام أصلح من الماضي وأجمل بالطاعات والعبادات والتوبة النصوح
وفق تعاليم الاسلام
حتى لانكون من الخاسرين النادمين
{
أَفَغَيْرَ اللّهِ أَبْتَغِي حَكَماً وَهُوَ الَّذِي أَنَزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلاً وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِّن رَّبِّكَ بِالْحَقِّ فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ }الأنعام
و النبي صلى الله عليه وسلم أخبر أن الإنسان حين يرحل من الدنيا ينتقل معه إلى قبره ثلاثة " ماله ، وولده ، وعمله ، فيرجع المال والولد ، ويبقى العمل
فهل انشغلنا وسعينا للذي يبقى أكثر من الذي سوف يرجع أم العكس ؟؟
قال الله تعالى
{وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ }التوبة105
فأغتنم الايام وانتهز الأوقات وسابق على عمل الطاعات
فهذا هو زادك بعد الرحيل
والباقيوالنافع معك ولك
وما اجمل قول الإمام الحسن البصري : كل يوم ينشق فجره ينادي : يا ابن آدم.. أنا خلق جديد.. وعلى عملك شهيد فاغتنمنى فإني لا أعود إلى يوم القيامة
وتذكر أخي المسلم , أن
.اعضاءكم هي خصومكم يوم القيامه
فأحفظها واشغلها بما ينفعها ولا يهلكها
حَتَّى إِذَا مَا جَاءُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (20) وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنْطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (21) وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلا أَبْصَارُكُمْ وَلا جُلُودُكُمْ وَلَكِنْ ظَنَنْتُمْ أَنَّ اللَّهَ لا يَعْلَمُ كَثِيرًا مِمَّا تَعْمَلُونَ (22) وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ" [فصلت: 20-23وقوله
وإن عليكم لحفظين ، كراماً كاتبين "
ويجب أن نشغل قلوبنا بالإيمان ونجعلها حساسة لذلك حتى ندرك هذة المعاني من الآيات الكريمه
نستغلها ونغتنمها
قول الشيخ بن عثيمين رحمه الله في أحد خطبه
ليست الغبطة بكثرة السنين كم من إنسان طال عمره وكثرت سنواته ولكنه لم يزدد بذلك إلا بعداً من الله إن أسوأ الناس وشر الناس من طال عمره وساء عمله ليست الغبطة بكثرة السنين وإنما الغبطة بما أمضاه العبد من هذه السنين في طاعة الله عز وجل فكثرة السنين خير لمن أمضاه في طاعة ربه شر لمن أمضاه في معصية الله
وصلى الله وسلم على نبينا محمد عليه الصلاة والسلام .
الروابط المفضلة