بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيد الخلق وخاتم النبيين والمرسلين
سيدنا محمد بن عبدالله وعلى آله واصحابه الغر الميامين.
من منا ليس لديه ذكريات... من منا لا يتمنى ان يظل يعيش اجمل ذكريات العمر كل دقيقة وكل يوم ....
واليوم ما اكتبه في هذه الروضة السعيدة هو فقط يعبر عن خمسة ايام بلياليها ...
في شهر شعبان
خمسة ايام فقط انتقيتها من عام 1428 هجري و2007 ميلادي لروعتها التي لم تحدث معي قبل ذلك..
وكلي امل ورجاء ان تتحقق قريبا مرة اخرى ....فكيف انسى طعمها وهي بتلك الحلاوة والتميز..
قبل رحلتي الرائعة رأيت بالمنام وبعد صلاة الفجر وقراءة ايات من كتاب الله ،
اني ادخل المسجد النبوي الشريف واقترب من قبر رسول الله..
وكلي خشوع وتماسكت حتى وجدت نفسي امام القبر الشريف...
فرحت ابكي واسلم عليه وأُطلق ما في قلبي من محبته وأتكلم بما اردت
ان اتكلمه كما لو كنت باليقظة...
بشرتني والدتي بأني سأزوره حقيقة باذن الله تعالى
وكانت قد دعت لي بذلك في عمرتها قبل شهر تقريبا..
بعد حوالي اقل من الشهرين اقترح احد الاشخاص بأن نذهب سويا(مجموعة)لأداء العمرة...
فما كان مني الا اني فرحت وتفاجأت برغبتهم بذلك..
ولكن ظروفهم منعتهم من تقديم الاوراق للسفارة..
ومنهم زوجي .. فقمت بتقديم اوراقي وأخي للسفارة في بلدنا
وبعد عشرة ايام كان موعدي لأطأ اطهر ارض على وجه المعمورة...
وأحقق حلم حياتي ومأملي.مشاعر لا توصف .. كنت لا اعرف النوم جيدا ...
فقد شغلت بالي هذه الرحلة وقمت للتحضير لها وما علي من الواجبات والسنن
والادعية ولم اكـن اصدق اني سازور
الحبيب المصطفى وسأكون بقربه وقرب اصحابه رضوان الله عليهم..
انطلقنا بالطائرة الى جدة ومنها بطائرة اخرى الى طيبة (المدينة النبوية)
كنت ابكي طوال الوقت استشعارا مني لعظمة هذه البقعة ومن فيها ..
حتى اذا دخلنا الاجواء المقدسة نسيت كل من حولي وكل احبابي الذين تركتهم حتى ابني..
قبّلت ارضها حين نزلت من الطائرة ودموعي تغمر وجهي...
وما ان دخلنا للفندق في وقت متأخر بعد صلاة العشاء..
وفتحت الستارة حتى رأيت اماي اول مشهد لن انساه ما حييت
انها القبة الخضراء ...
لم اكتم انفاسي فنزلنا الى ساحة المسجد الشريف
وتأملنا وبكينا ودعونا ما نريده من رب العباد من خير الدنيا والاخرة..
وبعد صلاة الفجر كان الموعد قرب رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم..
مشاعر من الخشوع والبكاء والتفكر واستشعار الزمن الذي عاش فيه...
كنا نقول ربما هنا مشى وهنا تنفس وهنا جلس مع اصحابه..
يااااااه مشاعر تنسيكِ اعز احبابك واهلك...
كيف لا ومن فيها اعز واغلى من الام والاب.. بأبي وأمي يا رسول الله..
ورغم الازمة وعدد الزوار الا ان الله عزوجل يسر لنا الدخول ومساعدة الغي
ر من كبيرات السن ويسر لنا الصلاة في الروضة الشريفة. وسلمنا عليه، عليه الصلاة والسلام وعلى اصحابه.. :
:
وبعد ليلتين تركنا المدينة المنورة واتجهنا الى مكة من مطار جدة..
ايضا مشاعر لا توصف ابدا عند دخولنا لحدود الحرم المكي..
تختلف عما في المدينة... ولكل نكهة خاصة به..فتاريخ مكة غني عن الحديث ...
وفيه بيت الله الحرام .. ومهبط الوحي هذا البيت الذي
لا يستطيع المسلم الا ان يبكي اول نظرة ...
وهو يطوف حوله ويدعُ ويتأمله..
فكله مهابة وتشريف وتعظيما.. سبحان الله العظيم..
رحلة يسيرة من اولها لآخرها فيها اكرمنا صاحب البيت الحرام
كرم ما بعده كرم وضيافة ما بعدها ضيافة... سبحانك اللهم وبحمدك.
::
:
رأيت المسجد النبوي على ثلاث مراحل .. الاولى عند دخولنا للمدينة النبوية..
والثانية ونحن مغادرون في الطائرة على ارتفاع 5000 قدم تقريبا ليلا والاضواء
مشعة منبعثة من مكان المسجد الشريف... والثالثة
ونحن على ارتفاع اكثر من 6000 قدم نهارا في العودة من جدة مرورا
بالمدينة الشريفة الى الاردن...
مشاهد لن انساها فقد علقت بذاكرتي كأنها امامي حتى اللحظة..ا
لا يستحق عام 1428 ان يكون اجمل عام في حياتي..!
تقبل الله منا ومنكم صالح الاعمال
وجعل هذه السنة الهجرية الجديدة 1429 سنة خير على امة الاسلام..اختكم في الله
::
::
ملاحظة الصور ليست من التقاطي فلم نتمكن من التصوير
انتقيتها لكن من النت.
الروابط المفضلة