بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين


260- قال ابن تيمية: "وليس على المرأة بعد حق الله ورسوله أوجب من حق الزوج" [الفتاوى 32/260].
قال ابن الجوزي: "وينبغي للمرأة العاقلة إذا وجدت زوجًا صالحًا يلائمها أن تجتهد في مرضاته، وتجتنب كل ما يؤذيه، فإنها متى آذته أو تعرضت لِمَا يكرهه أوجب ذلك ملالته، وبقي ذلك في نفسه، فربما وجد فرصته فتركها، أو آثر غيرها، فإنه قد يجد، وقد لا تجد هي, ومعلوم أن الملل للمستحسن قد يقع، فكيف للمكروه"!
حكمه: المرأة إذا طال لسانها قصرت أيامها في قلب الرَّجل وبيته!
* * *
261- قال المأمون: الإخوان ثلاثة:أحدهم:مَثله مِثل الغذاء لا يُستغنى عنه والآخر: مَثله مِثل الدَّواء يحتاج إليه في وقت دون وقت، والثالث: مَثله مِثل الداء لا يحتاج إليه قط .. ولكن العبد قد يُبتلى به وهو الذي لا أُنْس فيه ولا نفع.
* * *
262- وقد قيل: مَثل جملة الناس كمثل الشجر والنبات .. فمنها ما له ظل وليس له ثمر وهو مثل الذي ينتفع به في الدنيا دون الآخرة، فإن نفع الدنيا كالظل السريع الزوال، ومنها ما له ثمر وليس له ظل وهو مِثل الذي يُصْلِح للآخرة دون الدنيا، ومنها ما له ثمر وظل جميعًا، ومنها ما ليس له واحد منهما كأمِّ غيلان تمزق الثياب، ولا طعم فيها ولا شراب، ومِثله من الحيوانات الفأرة والعقرب.
* * *
263- قال ابن أبي الدنيا: كانوا يرجون في حِمى ليلة كفارة ما مضى من الذنوب، وقال عروة بن الزبير لمَّا قطعت رجله الآكلة: إنه مِمَّا يطيب نفسي عنك أني لم أنقلك إلى معصية الله قط. واشتكى ابن أخي الأحنف بن قيس من وضع ضرسه، فقال له الأحنف: لقد ذهبتْ عيني منذ أربعين سَنَة ما ذكرتها لأحد. وعن مسلم بن يسار: كان أحدهم إذا برئ قيل له: ليهنك الطهر- يعني الخلاص من الذنوب. ويُذكر أن إحدى نساء السَّلف أنها لمَّا جُرِحتْ يدها جرحًا شديدًا، فلم يظهر عليها التأثر، فقيل لها في ذلك، قالت: حلاوة أجرها أنستني مرارة طعمها.
* * *
264- يا أبي رحمك الله: وأنت تحت أطباق الثَّرى، ما رفعت مصحفًا، ولا قرأت آية، ولا أدَّيتَ صلاة أو صيامًا إلا علمت أن ذلك كله بعد توفيق الله، هو من ثمرة جُهْدك .. كنت تقول: الأبناء هم الاستثمار الطويل الأجل، في الحياة قُرَّة عين، وبعد الممات دعاء وتَرَّحم، وفي الجنة بإذن الله نلتقي.
* * *
265- ذُكِر عن أديسون المخترع المشهور، أنه جرب عشرة آلاف تجربة قبل أن يصل إلى التجربة الصحيحة التي أنارت له المصباح الكهربائي، وعندما حاول أحد أصدقائه أن يواسيه، قال له أديسون: لماذا؟ أنا لم أفشل! لقد اكتشفت عشرة آلاف طريقة لا تؤدي إلى الهدف المطلوب! وفي اختراعه بطارية السيارة استغرق العمل منه عشر سنوات كاملة، وجرب خمسين ألف تجربة، وكان يعمل ما بين 18-20 ساعة في اليوم! ولهذا لمَّا سُئِلَ متى ستأخذ إجازة؟ قال: إن العلم لا يأخذ إجازة على الإطلاق!
* * *
266- قال الشافعي: ورِضَى الناس غاية لا تُدْرَك فعليك بالأمر الذي يُصْلِحك فالزَمه، ودَع ما سواه، فلا تَعَافه، فإرضاء الخلق لا مقدور ولا مأمور، وإرضاء الخالق مقدور ومأمور. [الطحاوية].
* * *
267- لا تتعالى على الناس حتى وإن كنت صاحب علم وتميُّز أو فصاحة وبلاغة, بل أَشْعِر الناس أنك منهم تستفيد، ومن تجاربهم ترتقي، وبعد ذلك: قُلْ لهم ما تريد؛ تجد آذانًا وقلوبًا تَسمع.
* * *
268- ذكر يحيى الليثي أنه كان تلميذًا عند الإمام مالك في مسجد رسول الله r فجاء فيل عظيم بجانب المسجد؛ فخرج الطلاب لرؤيته ولم يبق إلا يحيى، فقال الإمام مالك: لِمَ لَمْ تخرج لترى الفيل وهو لا يكون ببلادك، فقال يحيى: جئت من الأندلس لأراك لا لأرى الفيل، إنما رحلت لأتعلم من علمك وهديك.
* * *
269- في أروقة المستشفى أنْهَكَها المرض تدبُّ دبيبًا، تتلمس الجدار وتسير بجواره، وبخطى متثاقلة سارت أمتارًا حتى أعياها المسير .. عندها هَوَت إلى الأرض، واجتمع أُناس حولها، وتساءل الجميع في صمت: أليس لها أبناء؟! بكت المرأة العجوز بحرقة عندما سمعت السؤال .. وبقي السر .. أليس لها أبناء؟!!
* * *
270- من طرائف شرف الدين المعروف بابن المقرئ مؤلف كتاب (عنوان الشرف الوافي) أنه كان يتوقد ذكاء، وقال الشوكاني: "كان منفردًا بالذكاء وقوة الفهم، وله في هذا الشأن عجائب وغرائب لا يقدر عليها غيره" ومع هذا فقد كان كثير النِّسيان فربما لا يَذْكُر ما حصل منه في أول اليوم.
* * *
271- قال ابن تيمية: "فالحاجة إلى السماحة والصبر عامة لجميع بني آدم لا تقوم مصلحة دينهم ولا دنياهم إلا به". [الفتاوى 28/154].
* * *
272- إذا اجتمعت عليك أعمال كثيرة فابدأ بأحبها إلى الله تعالى وأحمدها عاقبة، فإن أكثر أعمالك مما يبتغي فيه وجه الله، فابدأ بأخلصها نِيَّة في قلبك وأبعدها عن هوى نفسك, فإذا استوت فأكثرها أثرًا وأعظمها فائدة.
* * *
273- صلاة الجماعة من أسباب حِفْظ الله للعبد، وجعله في ذمته- أي: في عهده وأمانه وضمانه- قال r: «من صلى الصبح فهو في ذمة الله» [رواه مسلم] وفي رواية لابن ماجه والطبراني: «من صلى الصبح في جماعة فهو في ذمة الله».
274- (وجعلناكم شعوبًا وقبائل) الشَّعْب الطبقة الأولى من الطبقات السِّتِّ التي عليها العرب وهي: الشَّعْب والقبيلة، والعمارة والبطن، والفخذ والفصيلة؛ فالشَّعْب يجمع القبائل، والقبيلة تجمع العمائر، والعمارة تجمع البطون، والبطن تجمع الأفخاذ، والفخذ تجمع الفصائل؛ فخُزَيمة قبيلة وقريش عمارة، وقُصَي بطن، وهاشم فخذ، والعباس فصيلة، وسُمِّيت الشعوب لأن القبائل تتشعب منها.
* * *
275- هَمٌّ وغَمٌّ وتَعَب ونَصَب، في كل يوم شأن وأمر جديد، متابعة مستمرة من قبل الولادة وحتى الممات, رحلة تحتاج إلى صبر وأناة، وطول بال وسعة صدر، واحتساب أجر، تلك هي حال الآباء والأمهات مع أولادهم، وانظر في الأجور المُترتبة على تعليمهم الدين والأخلاق الفاضلة والسنن الحسنة وتأمل في قول أحد السلف: "من الذنوب ذنوب لا يكفرها إلا الغَمُّ بالعيال".
* * *
276- في سيرة النبي r مواقف لا تُعَدُّ من حسن الخُلُق وطيب الكلمة؛ لمَّا جلس إليه سُهَيل بن عمرو في صُلْح الحديبية والقصة ذكرها ابن كثير، وكان سُهَيل في حينها كافرًا وقد اشتد الأمر على المسلمين، كان r يُخاطب سُهَيلاً بكلمات ليِّنة ليدعوه بها إلى الإسلام.
قال له: «أَنْتَهَيْتَ يا أبا الوليد؟». قال: نعم. ما قال له r: يا كافر، ولم يقل: يا سُهَيل، بل ناداه بأحب الأسماء إليه رغبة في تأليف قلبه.
* * *
277- قال الأوزاعي "من أخذ بنوادر العلماء خرج من الإسلام" وقال ابن إسحاق: "ما من عالم إلا له زَلَّة، ومن جمع زَلَل العلماء وأخذ بها، ذهب دينه" [سنن البيهقي].
* * *
278- عن ابن عباس رضي الله عنهما: أنه نُعي إليه ابن له فاسترجع، وقال: عورة سترها الله، ومُؤْنة كفاها الله، وأَجْر قد ساقه الله تعالى، ثم نزل فصلى ركعتين، ثم قال: قد صنعنا ما أمر الله تعالى، قال تعالى: ﴿وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ [البقرة: 45].
* * *
279- يا شقيقي: أظْلَمَتْ الدنيا في عيني وسالت دمعتي .. رأيت البارحة في قلبك قسوة عَلَيَّ وفظاظة في حديثك معي! أين العطف والحنان وأين إعانتي وتفقد حاجاتي! أنا مسكينة ضعيفة!
قال r: «من عال ابنتين أو ثلاثًا أو أختين أو ثلاثًا حتى يُبَنَّ أو يموت عنهن كنت أنا وهو في الجنة كهاتين، وأشار بإصبعه الوسطى والتي تليها» [رواه أحمد].
* * *
280- قال ابن أبي حاتم سمعت أبي يقول: أول سَنَة خرجت في طلب الحديث أقمت سبع سنين أحصيت ما مشيت على قدمي زيادة على ألف فرسخ (أكثر من 5000 كيلو متر)! [الجرح والتعديل 1/359].


* * *

كتاب أطايب الجني
د. عبد الملك بن محمد بن عبد الرحمن القاسم


* * *

* * *