الحمد للّه نستعينه، ونستغفره، ونعوذ باللّه من شرور أنفسنا، من يهده اللّه فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له
وأشهد أن لا إله إلا اللّه وأشهد أن محمداً عبده ورسوله إمام المرسلين، وخاتم النبين المبعوث رحمة الله للعالمين
نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أخواتى فى الله
الكثيرات منا قد يقابلها عند قراءة القرآن الكريم أو الحديث الشريف بعض النقاط التى لا تستطيع فهمها أو الاستفادة منها
وكذلك قد يقابلها فى حياتها مواقف لا تعرف حكم الدين فيها
ونحن هنا سنتعرض لبعض هذه الاشكاليات وسيكون الرد على كل سؤال من واقع الفتاوى الرسمية
لكبار علمائنا الأجلاء
وايضا ننتظر أى سوال يخطر ببال احدكن فى شتى مناح الحياة الدينية والدنيوية
نأمل أن يستفاد من هذا الموضوع الفائدة المرجوة بالتطبيق والعمل
وأن يعننا الله على ذكره وشكره وحسن عبادته آمين
السؤال الرابع عشر
قرأت أن من نتائج الذنوب محق البركة كعقاب من الله فأبكي خوفاً من ذلك أرشدوني جزاكم الله خيراً؟
الذنوب ومحق البركة
وتقول السائلة :
ويجيب فضيلة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله :
الواجب على كل مسلم ومسلمة الحذر من الذنوب والتوبة مما سلف منها مع حسن الظن بالله ورجائه ـ سبحانه ـ
المغفرة والخوف من غضبه وعقابه
كما قال ـ سبحانه وتعالى ـ في كتابه الكريم عن عباده الصالحين:
{..كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ }
الانبياء
وقال ـ سبحانه ـ :
{أُوْلَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا }
الاسراء
وقال ـ عز وجل ـ :
{ وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ
وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ۚ أُولَٰئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}
التوبة
ويشرع للمؤمن والمؤمنة مع ذلك الأخذ بالأسباب التي أباح الله ـ عز وجل ـ وبذلك يجمع بين الخوف والرجاء
والعمل بالأسباب متوكلاً على الله ـ سبحانه ـ معتمداً عليه في حصول المطلوب والسلامة من المرهوب
والله ـ سبحانه ـ هـو الجـواد الكريم ، القـائل ـ عز وجل ـ :
{وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ }
الطلاق
والقائل ـ سبحانه ـ :
{ ومَنْ يَتَقِ الله يَجعلْ لَهُ منْ أمرِهِ يُسراً}
الطلاق
وهو القائل ـ سبحانه ـ :
{وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ }
النساء
فالواجب عليك أيتها الأخت في الله التوبة إلى الله ـ سبحانه ـ
مما سلف من الذنوب والاستقامة على طاعته مع حسن الظن به
والحذر من أسباب غضبه وابشري بالخير الكثير والعاقبة الحميدة
والله تعالى أعلم .
أضيف لك اختى فى الله
قوله تعالى :
(وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ )
آل عمران
وأوصيك ونفسي بتقوى الله وعدم التسويف فى التوبة لأن العمر غير مضمون
فقد يأتى الموت للانسان فى أى لحظة بدون أن يتوب إلى الله
عند ارتكابك للذنب تذكرى الله فإذا كنت تتخفين من الناس فكيف بك ورب الناس يراك
ولنا لقاء قادم بمشيئة الله
تابعونا
الروابط المفضلة