عثمان بن عفان رضى الله عنه
( بين عهد الرخاء و الفتوحات الاسلامية
المباركة وظُلمه والخروج عليه)
{الجزء الثانى عشر}.

_____________________________

وهكذا فى عهد الخليفة الراشد عثمان بن عفان ذو النورين وصل العرب الى أقص الشرق والغرب فى الفتوحات .
ودخل الكثير فى دين الله افواجا ،ووفى المسلمون بعهدهم على الجهاد فى سبيل الله . وفرحت البلاد والعباد وعاشوا فى رفاهية وازدهار وعدل ومساواة ليس لها نظير وحياة ما كانوا ليحلموا بها لولا ان الله انار بلادهم بنور الاسلام.

واليوم وفى عصر رجوع الظلم والقهر والاستعباد للشعوب من جديد بعدما تخلى المسلمون عن دينهم وفتنوا بالحياة الدنيا:
_ إنتشرت كلمات ومعانى جديدة لهذه الفتوحات من أعداء الاسلام
ليضلوا النَّاس عن الحقيقة فهم يقولون ان الاستعمار الغربي للبلاد كان نهضة وتقدم للبلاد فى حين انَّ الفتح الاسلامى كان استعمار وتخلف؟؟؟
ولهذا نقول بايجاز..
إنَّ الفتوحات الإسلامية لم تكن عملية توسعية عدوانية بقصد إخضاع العالم تحت سيف العرب، ومن أجل مصلحة العرب،أو بهدف التميز والاستبداد بالآخرين ....!!!
بل كانت تلبية لأمر الله مالك الدنيا والآخرة، وتضحية في سبيله لإعلاء كلمة الله تعالى فى أرض الله تعالى ، وتبليغ دعوته للناس كافة، ونشراً لعقيدة التوحيد ،ليعم الأرض الخير ويصلح حال البلاد والعباد ، وهذا هو غاية الرسل جميعاً .
_ولذلك كان الجهاد في سبيل الله الذي هو قتال الكفار ذورة سنام الإسلام ، وبه قام هذا الدين ، وارتفعت رايته ، وهو من أعلى القربات ، وأجل الطاعات ،
( إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعداً عليه حقاً في التوراة والإنجيل والقرآن ومن أوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم ) (سورة التوبة آية 111)
وسيظل هذا الجهاد الى ان تقوم القيامة.
_ومن حكمة الله تعالى أن جعل الصراع بين الحق والباطل باقٍ إلى يوم القيامة ، وما دام هذا الصراع موجوداً فالجهاد موجود ، لا يحد بوقت معين ، فمتى وجد الباطل والضلال والكفر ، فالجهاد ماض ، وفضيلته باقية بحسب كل زمان ومكان ،
قال تعالى ( ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا ) (سورة البقرة آية 217)

_وعن جابر رضي الله عنه مرفوعاً ( لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة ) .
رواه مسلم
وقال صلى الله عليه وسلم
_( الخير معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة ) (رواه البخاري رقم 2849 ، ومسلم رقم 1871 ) .
_ بينما يكون الاحتلال:
_ابتزاز خيرات الشعوب، ونهب خيرات الأمم، واغتصاب أراضيهم وأعراضهم واهم من هذا تبديل دينهم ومعتقداتهم لما يروه صالح لهم.
وعلى سبيل المثال
(ارجعوا الى الاحتلال البريطانى والفرنسي وغيرهم للبلاد وكيف قتلوا الشعوب ونهبوا خيراتها،بل ارجعوا الى الاحتلال الاوربى لامريكا وقتلهم الهنود الحمر اهلها الاصليين شر قتلة
تقول مصادرهم:
[وجلب الأوربيون معهم الأمراض كوسيلة حرب بيولوجية كالجدري والحصبة والطاعون والكوليرا والتيفود والدفتيريا والسعال الديكي والملاريا وبقية الأوبئة التي كانت تحصد السكان الأصليين. وكانت السلطات البريطانية توزع عليهم الألحفة (الأغطية) الحاملة للأمراض عمدا بهدف نشرالامراض بينهم]ويقول تاريخ الشعوب الأمريكية الأصلية إن التعرض للأمراض المعدية، والتهجير، والحروب تسببت في تناقص أعداد السكان، وأن الأمراض المعدية احتلت الصدارة بين هذه الأسباب]
_فبينما يهدف الاحتلال إلى إبادة السكان الأصليين، وانتشار الرقيق
_جاء الإسلام فحرر الرقيق، وهو لم يعرف إبادة الشعوب فالإسلام جاء ليبنى الحياة ويعمرها، لا ليدمرها ويهدمها
_ومن نتائج الاحتلال أيضا انخفاض مستوى المعيشة، والجهل، وتأخر الصحة والخدمات الصحية...الخ
_أما الفتوحات فقد عمت الرخاء في البلاد التي فتحت، وعمت نهضة علمية وطبية فكان العلم للجميع والعدالة اساس الحكم،
_ ولقد خلّص الإسلام سكان البلاد المفتوحة من الضرائب الباهظة التي كانت مفروضة من قبل الفرس والروم، بل واعان كل محتاج ففرض الزكاة من اغنيائهم ترد على فقرائهم ، وارسي بينهم اطهر انظمة المعاملات المادية فجعلهم مجتمع راقى نظيف ومتماسك متآلف متعاون ومتحاب .

_وبالتالي الاحتلال يؤدي إلى التخلف. بينما الفتح الإسلامي أدى إلى الازدهار والتطور
فليرجع كل منصف يريد الخير لدراسة الإحتلال واهدافه ونتائجه فى اى زمان ومكان وليقارن بينه وبين الفتوحات الاسلامية ليعرف الفرق وليوقن بضلال من يشيع ان الفتح الاسلامى للبلاد كان استعمار عليهم من الله ما يستحقوا.

فتنة مقتل (عثمان بن عفان رضى الله عنه)

ولي عثمان بن عفان رضى الله عنه)اثنتي عشرة سنة خليفة للمسلمين، وقد بدأت أحداث الفتنة في النصف الثاني من ولايته وهي التي أدت إلى استشهاده.
_ومن أسباب تلك الفتنة الرخاء في عهده وأثره في المجتمع،
- وطبيعة التحول الاجتماعي وظهور جيل جديد غير جيل الصحابة،
- بالإضافة إلى الشائعات،
- والعصبية الجاهلية،
- ومن أهم الأسباب خوض المنافقين حيث وجدوا من يستمع إليهم.
-وقد كان المدبر الرئيسي للفتنة هو عبد الله بن سبأ
- الذي كان يهودياً وأظهر الإسلام في عهد عثمان.
- ومنهم من عمل على محاصرة عثمان بن عفان في داره وزوروا عليه كتاباً ورد فيه بأنه يريد قتلهم بعد أن أعطاهم الأمان على أنفسهم.
- وعندما اشتد أمر أهل الفتنة وتهديدهم للخليفة بالقتل تحرك الصحابة لردهم وقتالهم وهو ما رفضه عثمان وأمر بألا يرفع أحد السيف للدفاع عنه، وأن لا يُقتل أحد بسببه
- فقد كان يعلم بأنهم لا يريدون أحد غيره، فكره أن يتوقى بالمؤمنين، وأحب أن يقيهم بنفسه، ولعلمه بأن هذه الفتنة فيها قتله، عن عبد الله بن حوالة أن رسول الله محمد قال: «من نجا من ثلاث فقد نجا، ثلاث مرات، موتي، والدجال، وقتل خليفة مصطبر بالحق معطيه».
- عن ابن عمر قال: (ذكر رسول الله فتنة، فمر رجل، فقال: «يُقتل فيها هذا المقنع يومئذ مظلوماً»، قال: فنظرت فإذا هو عثمان بن عفان).
_ هاجم المتمردون دار عثمان وأصيب ذلك اليوم أربعة من شبان قريش وقتل منهم أربعة، ثم هجموا على عثمان بن عفان فقتلوه، وهو يقرأ في المصحف فانتضح الدم على قوله تعالى: ﴿فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ﴾
(سورة البقرة، الآية: 137).
_وكان ذلك في يوم الجمعة الموافق 18 من شهر ذي الحجة سنة 35 هـ، وعمره اثنتان وثمانون سنة، ودفن ليلة السبت بين المغرب والعشاء في حش كوكب الذي كان قد اشتراه ووسع به البقيع.

يبقى موضوع فى غاية الأهمية وهو سبب قتل عثمان رضى الله عنه والنتائج المترتبة على هذا...
و هى صفحة مؤلمة من التاريخ الإسلامي؛ صفحةَ استشهاد مجموعة ضخمة من الصحابة على أيدي الصحابة، إنها أحداث الفتنة الكبرى، فتنة قتل عثمان بن عفان رضي الله عنه ذي النورين وصهر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفتنة قتال علي بن أبي طالب معاوية رضي الله عنهما، وفتنة استشهاد هذه المجموعة من الصحابة في حدث كان له الأثر الشديد في تحويل مسار الدعوة الإسلامية في هذه الفترة.

حقيقة، البحث في هذا الموضوع من أصعب ما يكون، وذلك لأن الخوض فيه شائك وخطير، والخطأ فيه يأتي على حساب رجل من أهل الجنة، والصحابة جميعًا نحسبهم من أهل الجنة، وقد توفي الرسول صلى الله عليه وسلم وهو عنهم راضٍ، ونزلت في فضلهم الآيات الكثيرة، والخطأ فى حق أحدهم إنما هو خطأ عظيم وجسيم.
وسوف نحاول أن نضع بعض الأسس القوية التي من خلالها، وعلى ضوئها نستطيع أن نتناول موضوع الفتنة، وليس من الصواب أن يُقرأ في أحداث الفتنة من أي مصدر، ومن الخطورة أن يقرأ الإنسان عن الفتنة من مصدر غير موثوق، وسنذكر لماذا؟
نحن نريد بداية أن نبني هذا الأساس، والذي يعصم الإنسان من الوقوع في الخطأ في حق أي صحابي من الصحابة الأطهار رضي الله عنهم جميعًا.
ونكمل هذا الموضوع الهام فى القادم باذن الله تعالى
بارك الله فيكم على طيب المتابعة
وبارك الله فيمن عَلِم وعَلَّم وأيقظ المسلمين من غفلتهم
والدال على الخير كفاعله ورُب حامل فقه
الى من هو افقه منه.
دمتم طيبين

المصدر:
كتاب: تيسير الكريم المنان في سيرة عثمان بن عفان
رضي الله عنه تأليف:
عَلي محمد محمد الصلابي
تاريخ الطبري
تاريخ ابن خلدون
ذات الصواري، شوقي أبو خليل
البداية والنهاية
الكامل في التاريخ

جزاك الله خيرا
اختى الفاضلة
وصلى اللهم وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
اللهم جنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن