انتقلت منتديات لكِ النسائية إلى هذا الرابط:
منتديات لكِ النسائية
هذا المنتدى للقراءة فقط.


للبحث في شبكة لكِ النسائية:
عرض النتائج 1 الى 9 من 9

الموضوع: توازن الإسلام في: [العدل والرحمة وإقامة الحدود]، (12)

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jun 2008
    الموقع
    اللهم أعني على بر الوالدين، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
    الردود
    1,501
    الجنس
    أنثى
    التكريم

    movingflower توازن الإسلام في: [العدل والرحمة وإقامة الحدود]، (12)

    توازن الإسلام في: العدل والرحمة وإقامة الحدود..

    لقد خلق الله تعالى السماوات والأرض وما فيهن.. وسخر الشمس والقمر وجميع الكواكب والمجرات.. ودبر الكون كله على أحسن وأفضل نظام.. بل وأرسل جميع الرسل بالكتب والمعجزات... كل ذلك.. ليقوم الناس بالعدل.
    قال تعالى: [لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ (25)] الحديد.
    فالعدل هو مبدأ الحياة، ونهايتها.. وهو الغاية الكبرى من إرسال الرسل.. وهو الهدف الأول الذي تقام عليه جميع الحياة.. وجميع الأجناس.. وكل العوالم الأخرى..
    العدل.. ليس جديد في الإسلام !! بل كل الشرائع من قبله ، جاءت بالعدل وللعدل، ثم ختمت تلك الشرائع شريعة الإسلام، التي هي أفضل وأقوم وأعدل الشرائع.
    قال تعالى: [اللَّهُ الَّذِي أَنْزَلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ وَالْمِيزَانَ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ قَرِيبٌ (17)، الشورى.
    جاء الإسلام.. ليقام الحق والعدل في الأرض، فبعد أن كانت البشرية تتخبط في ظلمات الجهل والضلال والظلم، والاعتداء وأخذ الحقوق، واعتداء الكبير على الصغير، والقوي على الضعيف، والشريف على الوضيع.. جاء الإسلام.. ليعدل بين الناس جميعا، بلا تفرقة بين الأجناس والأنساب ، بل وبين الديانات الأخرى!!!
    الإسلام دين العدل.. والسلام مشتق من الإسلام.. ولا يكون السلام والأمان.. إلا إذا وجد العدل.. والعدل هو الإسلام !!
    كل أحكام ونظم وشرائع الإسلام، كلها جاءت للعدل.. فا لنسير معا لننظر توازن الإسلام في قضية العدل بين الناس.. وكيف تقام أحكام القتل والقصاص، وقطع اليد في السرقة.. بالعدل!!! ثم لنحكم معا.. هل تلك الأحكام عدل أم ظلم؟؟؟؟!!
    __________________
    إن حقوق الإنسان أصلب وأمتن قاعدة في النظام الإسلامي، والإسلام يضع القوانين والأحكام المناسبة للبشر ولكل عصر..التي فيها العدل والنفع للجميع، فالإسلام مثلاً يوجب العقاب على مرتكبي جريمة- القتل الخمر الزنا..- وهذه الأحكام والعقوبات التي وضعها الإسلام رادع لمن أراد أن يرتكبها، وحفاظاً على أعراض المجتمع فعندما يتيقن القاتل أنه مقتول فهل سيتجرأ على القتل؟؟ وعندما يعلم العابث بالنساء والأطفال العقاب فهل سيتجرأ على هذا العمل؟؟ لكن قد يشعر البعض بالشفقة والرحمة اتجاه هؤلاء.. لكن إذا تخيل أن المقتول هو قاتل أبيه أو أمه، أو أن الزاني هو الزاني بمحارمه..أو أن السارق هو سارق أمواله وكنوزه الثمينة..سيتمنى حينها أن يعاقب هذا المجرم بأفظع وأبشع أنواع العقوبات.. فهذا الإسلام يعامل أبناءه والمجتمع على أنهم أُسرة واحدة لا يجوز لأحد أن يتعدى على الآخر..
    البشرية الآن تحترق بما تسمعه من جرائم القتل البشعة وانتهاك الأعراض ...ولو أقاموا بتنفيذ حدود الإسلام لعاشوا مطمئنين سالمين على أنفسهم وأعراضهم وأموالهم...
    لكن يوجد في بعض الديانات –المحرفة- اعتقاد بأن الجميع يضمن الجنة ،فلذلك استحلوا الخمر والقتل والزنا..
    أما دين الإسلام العدل فلم يعُطي ضماناً لأحد بالجنة إلا من أطاع الله ورسوله، ومن عصاهما فيعاقب في الدنيا إذا كانت جرائمه على أشخاص، وفي الآخرة بما يستحقه، وهذا هو قمة العدل...
    قال تعالى: [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالْأُنْثَى بِالْأُنْثَى فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ (178) وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (179)] البقرة. وقال تعالى: [وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالْأَنْفَ بِالْأَنْفِ وَالْأُذُنَ بِالْأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ فَمَنْ تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَهُ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (45)]،المائدة، وقال تعالى: [وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (38) فَمَنْ تَابَ مِنْ بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّ اللَّهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (39)]، المائدة.
    ندرك من هذه الشريعة التي تبينها الآية ، سعه آفاق الإسلام ؛وبصره بحوافز النفس البشرية عند التشريع لها، ومعرفته بما فطرت عليه من النوازع..
    إن الغضب لدم فطرة وطبيعة، فالإسلام يلبيها بتقرير شريعة القصاص، فالعدل الجازم هو الذي يكسر شره النفوس، ويفثأ حنق الصدور، ويردع الجاني كذلك عن التمادي، ولكن الإسلام في الوقت ذاته يحبب في العفو، ويفتح له الطريق، ويرسم له الحدود، فتكون الدعوة إليه بعد تقرير القصاص، دعوة إلى التسامي في حدود التطوع، لا فرضا يكبت فطرة الإنسان ويحملها ما لا تطيق.
    وقوله تعالى: [وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ]
    تنكشف هنا الحكمة الأخيرة وأهدافها..إنه ليس الانتقام ، وليس إرواء الأحقاد.. إنما هو أجل من ذلك وأعلى. إنه للحياة !! وفي سبيل الحياة!! بل هو في ذاته حياة.. ثم إنه لتعقل والتدبر في حكمة الفريضة ، واستحياء القلوب، واستجاشتها لتقوى الله تعالى..
    والحياة التي في القصاص تنبثق من كف الجناة عن الاعتداء ساعة الابتداء، فالذي يوقن أنه يدفع حياته ثمنا لحياة من يقتل .. جدير به أن يفكر ويتردد.. ، كما تنبثق من شفاء صدور أولياء الدم عند وقوع القتل بالفعل، شفائها من الحقد والرغبة في الثأر؛ الثأر الذي لم يكن يقف عند حد في القبائل العربية ، حتى لتدوم معارك متقطعة أربعين عاما.. وكما نرى نحن في واقع حياتنا اليوم، حيث تسيل الحياة على مذابح الأحقاد العائلية جيلا بعد جيل..
    فلا يردع الظالم شيء كردعه بأن تنفذ عليه نفس الأعمال التي يقوم بها، ليحس ويشعر بالآخرين وبالظلم الذي يقوم عليهم، إحساسا يمنعه من الاعتداء على حقوق الآخرين، ويوقفه عند حده..
    وكما قال تعالى في الآية، أن النفس بالنفس، ومن اعتدى على عين أو أذن أو جرح.. فعل به كما فَعَل بالمظلوم..
    كذلك السرقة.. وشرب الخمر.. وجميع الأحكام الأخرى.. يعاقب فاعلها حتى لا يتجرأ على حقوق الأخرين.. فالشريعة جاءت لمقاصد خمس: "حفظ الدين، والعقل، والنفس، والنسل، والمال "
    قال تعالى في نهاية الآية: [لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ].
    هذا هو الرباط الذي يعقل النفوس عند الاعتداء، الاعتداء بالقتل ابتداء، والاعتداء بالثأر أخيرا..
    التقوى: حساسية القلب وشعوره بالخوف من الله تعالى، وطلب رضاه والخوف من غضبه عز وجل.
    إنه بغير هذا الرباط لا تقوم شريعة، ولا يفلح أي قانون، ولا تكفي التنظيمات الخالية من الروح والحساسية والخوف والطمع في قوة أكبر من الإنسان.
    وهذا ما يفسره لنا ندرة عدد الجرائم التي أقيمت فيها الحدود على عهد النبي صلى الله عليه وسلم، وعهد الخلفاء الراشدين، ومعظمها كان مصحوبا باعتراف الجاني نفسه طائعا مختارا.. لقد كانت هناك التقوى.. كانت هي الحارس اليقظ في داخل الضمائر، تكفها عن مواضع الحدود.. وكان هناك ذلك التكامل بين التنظيمات والشرائع من ناحية.. والتوجيهات والعبادات من ناحية أخرى، تتعاون جميعا على إنشاء مجتمع سليم التصور ، سليم الشعور، نظيف الحركة نظيف السلوك، لأنها تقيم محكمتها الأولى في داخل الضمير !!

    ولأن الفواحش ذات إغراء وجاذبية.. فسدا لذرائع ، واتقاء للجاذبية التي تضعف منها الإرادة ، حرمت الطرق الموصلة إليها، قال تعالى: [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (21)]النور.
    فهذا الدين لا يريد أن يُعرّض الناس للفتنة ثم يكلف أعصابهم عنتا في المقاومة !!! فهو دين وقاية ،قبل أن يقيم الحدود، ويوقع العقوبات، وهو دين حماية لضمائر والمشاعر والحواس والجوارح، وربك أعلم بمن خلق وهو اللطيف الخبير.
    إن الإسلام لا يحارب دوافع الفطرة ولا يستقذرها؛ إنما ينظمها ويطهرها.. ويرفعها عن المستوى الحيواني ، ويرفعها حتى تصبح المحور الذي يدور عليه الكثير من الآداب النفسية والاجتماعية.
    على أن الإسلام لا يشدد في العقوبة هذا التشديد ، إلا بعد تحقيق الضمانات الوقائية من وقوع الفعل، ومن توقيع العقوبة ، إلا في الحالات الثابتة التي لا شبه فيها ، فالإسلام منهج حياة متكامل، لا يقوم على العقوبة؛ إنما يقوم على توفير أسباب الحياة النظيفة، ثم يعاقب بعد ذلك من يدع الأخذ بهذه الأسباب الميسرة، ويتمرغ في الوحل طائعا غير مضطر، فقد وفر الإسلام ضمانات كثيرة جدا .. فإذا وقعت الجريمة بعد هذا كله.. وقع واستحق العقاب.
    ____________________
    الإسلام، يرفض أشد الرفض لظلم..قال تعالى: [إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا (40)]، النساء، وقال تعالى: [إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئًا وَلَكِنَّ النَّاسَ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (44)] يونس، وقال تعالى: [وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ (46)] فضلت،،وقال تعالى: [وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا (49)] الكهف. وقال r في الحديث القدسي:.. فيما يرويه عن الله تبارك وتعالى أنه قال: [ يا عبادي ! إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما . فلا تظالموا . يا عبادي ! كلكم ضال إلا من هديته . فاستهدوني أهدكم . يا عبادي ! كلكم جائع إلا من أطعمته . فاستطعموني أطعمكم . يا عبادي ! كلكم عار إلا من كسوته . فاستكسوني أكسكم . يا عبادي ! إنكم تخطئون بالليل والنهار ، وأنا أغفر الذنوب جميعا . فاستغفروني أغفر لكم . يا عبادي ! إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني . ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني . يا عبادي ! لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم . كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم . ما زاد ذلك في ملكي شيئا . يا عبادي ! لو أن أولكم وآخركم . وإنسكم وجنكم . كانوا على أفجر قلب رجل واحد . ما نقص ذلك من ملكي شيئا . يا عبادي ! لو أن أولكم وآخركم . وإنسكم وجنكم . قاموا في صعيد واحد فسألوني . فأعطيت كل إنسان مسألته . ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر . يا عبادي ! إنما هي أعمالكم أحصيها لكم . ثم أوفيكم إياها . فمن وجد خيرا فليحمد الله . ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه " صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 2577
    ********************
    ولقد أمر الله عز وجل نبيه r أن يحكم بين الناس جميعا بالعدل، على اختلاف الأنساب والديانات.. قال تعالى: [ فَلِذَلِكَ فَادْعُ وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَقُلْ آَمَنْتُ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنْ كِتَابٍ وَأُمِرْتُ لِأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ اللَّهُ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ لَا حُجَّةَ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ اللَّهُ يَجْمَعُ بَيْنَنَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ (15)]الشورى.
    وأقام وحكم الرسول r بالعدل على أحسن وأكمل وجه،عن عائشة رضى الله تعالى عنها أن قريشا أهمهم شأن المرأة المخزومية التي سرقت فقالوا ومن يكلم فيها رسول الله r فقالوا ومن يجترئ عليه إلا أسامة بن زيد حب رسول الله r فكلمه أسامة فقال رسول الله r: (أتشفع في حد من حدود الله ثم قام فاختطب ثم قال إنما أهلك الذين قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيم الشريف تركوه وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد وأيم الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها) البخاري/2[ 3288 ]، وهذه ابنته!!
    قال r: (إنما أنا بشر وإنه يأتيني الخصم فلعل بعضكم أن يكون أبلغ من بعض فأحسب أنه صدق فأقضي له بذلك فمن قضيت له بحق مسلم فإنما هي قطعة من النار فليأخذها أو فليتركها) البخاري/1[ 2326 ]
    قال تعالى: [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ إِنْ يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاللَّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلَا تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَنْ تَعْدِلُوا وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا (135) ] النساء.
    وأمر الله تعالى أيضا جميع الناس أن يحكموا بالعدل، قال تعالى: [إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا (58)] النساء، قال تعالى: [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآَنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (8)] المائدة. وقال تعالى: [وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (152)]الأنعام.
    ********
    فجميع أحكام الله تعالى حق وعدل.. وهو سبحانه خالق البشر..ويعلم ما يصلح تلك النفوس وما يضبطها، وما يناسبها.. فلا أفضل ولا أعدل من حكم رب البشر على البشر!! قال تعالى: [أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ (50)] المائدة، وقال تعالى: [وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ (44)] المائدة.
    ولقد فرق الله تعالى التفرقة الحاسمة بين حال الذين يجتر حون السيئات، وحال الذين يعملون الصالحات وهم مؤمنون، وكيف يسوي بينهم في الحكم ، وهم مختلفون في ميزان الله تعالى، والله قد أقام السماوات والأرض على أساس الحق والعدل، قال تعالى: [أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ (21) وَخَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ وَلِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (22)]الجاثية، وقال تعالى: [أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ (35) مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ (36)]القلم، وقال تعالى: [أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ (28)]ص، وقال تعالى: [هُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ اللَّهِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ (163)] آل عمران. فالجزاء عند الله تعالى على حسب العمل.. قال تعالى: [فَالْيَوْمَ لَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَلَا تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (54)] يس.
    ***********************
    هذا هو عدل الإسلام.. وقضية العدل في غاية التوازن في شريعة الإسلام..
    قال تعالى: [إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (90) وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلَا تَنْقُضُوا الْأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلًا إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ (91)]النحل

    _______________










  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    الردود
    150
    الجنس
    أنثى
    التكريم
    (أوسمة)
    موضوع جميل ومميز

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    الردود
    153
    الجنس
    امرأة
    موضوع مهم ومتوازن ..جعلة الله في ميزان حسناتك

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jun 2008
    الموقع
    اللهم أعني على بر الوالدين، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
    الردود
    1,501
    الجنس
    أنثى
    التكريم
    شكرا.. لتواجدكم المميز..
    بارك الله فيـــــــــكم..

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Jun 2008
    الموقع
    اللهم أعني على بر الوالدين، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
    الردود
    1,501
    الجنس
    أنثى
    التكريم
    شكرا.. لتواجدكم المميز..
    بارك الله فيـــــــــكم..

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    الردود
    52
    الجنس
    رجل
    الحدووووووووووود زواجر ...والكفارات جوابررررررررررررر

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Jul 2011
    الموقع
    الدمـــــــــــــامــ
    الردود
    110
    الجنس
    أنثى

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Aug 2009
    الموقع
    الرياض
    الردود
    117
    الجنس
    امرأة

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Jun 2008
    الموقع
    اللهم أعني على بر الوالدين، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
    الردود
    1,501
    الجنس
    أنثى
    التكريم
    جزاكم الله خيرا.. وبارك الله فيكم..
    أشكـركم على تواجدكم الـــــــــرائع

مواضيع مشابهه

  1. توازن الإسلام في : [الإتباع] (10)
    بواسطة (( سنا التفاؤل )) في روضة السعداء
    الردود: 11
    اخر موضوع: 09-10-2011, 04:13 PM
  2. توازن الإسلام في: [الدعوة ]، ( 15 )
    بواسطة (( سنا التفاؤل )) في روضة السعداء
    الردود: 8
    اخر موضوع: 21-09-2011, 03:33 PM
  3. توازن الإسلام في: [الحرية]، (11)
    بواسطة (( سنا التفاؤل )) في روضة السعداء
    الردود: 7
    اخر موضوع: 21-09-2011, 03:32 PM
  4. توازن الإسلام في : [المعاملات]، (21)
    بواسطة (( سنا التفاؤل )) في روضة السعداء
    الردود: 3
    اخر موضوع: 17-09-2011, 05:09 PM
  5. توازن الإسلام في : [العبادات]، (14)
    بواسطة (( سنا التفاؤل )) في روضة السعداء
    الردود: 3
    اخر موضوع: 19-07-2011, 05:24 PM

أعضاء قرؤوا هذا الموضوع: 0

There are no members to list at the moment.

الكلمات الاستدلالية لهذا الموضوع

الروابط المفضلة

الروابط المفضلة
لكِ | مطبخ لكِ