المتكلمون بالدين
-11-

طريق النجاح والإنقاذ يمر بكشف كنوز الإسلام بأسلوب عصري جديد


إن محاولة المتكلم بالدين كشف كنوز الإسلام العظيمة بأسلوب جديد هو الذي يؤدي به إلى النجاح من جهة، ومن جهة أخرى إلى إنقاذ السامعين مما يخالجهم من أفكار خطيرة تضر بهم أشخاصاً، وتضر بالمجتمع أيضاً. وكم في الإسلام من كنوز عظيمة بإمكانها اكتساح المبادئ الوافدة، والأفكار المستوردة التي أضرت بالذين اعتنقوا أبلغ الإضرار!، ولكن أين المتكلم بالدين الذي يكتشف هذه الكنوز؟!.


وهنا أحذر من التورط في ادعاء أن كل جديد هو من الإسلام، وأن الإسلام قد سبق إليه. إن الإسلام هو كل لا يتجزأ، وهو رأس ويجب أن يبقى رأساً، فليس من مصلحة الإسلام أن نلهث وراء كل مبدأ جديد يتعشقه الناس وندعي أه من الإسلام، ولكن يجب أن نقول إن المبدأ الفلاني يقول كذا ويعالج الأمور بكذا، والإسلام يقول كذا ويعالج المشاكل بكذا، فأي المعالجتين أفضل؟.


وهنا يبرز الفرق بين الإسلام وهو من صنع الله، وبين المبادئ مهما تكن وهي من صنع البشر. إن المبادئ الوضعية تتبدل، وما كان جديداً بالأمس أصبح قديما اليوم وما كان أمل الجماهير في أيام سابقة أصبح نقمتهم في هذه الأيام!. أما الإسلام، فباق بقاء الحياة، ثابت ثبات الراسيات. قال تعالى:


]لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ[


وينبغي أن يقتنص المتكلم بالدين ما يناسب الظروف الراهنة التي يعيشها المجتمع حتى يجد السامعون في الدين ما يعالج مشاكلهم الراهنة، ويناسب الظروف والأحوال.