(11) مسلمات متدبرات
لقد ضربت المسلمة أروع الأمثلة في حفظ كتاب الله والعمل به وتدبره، هذه أم ورقة بنت عبد الله بن الحارث التي أسلمت وبايعت فحفظت كتاب الله وأمرها رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تؤم أهل دارها.
أما حفصة بنت سيرين يموت أحب أبنائها فتقول: كنت أجد غصةً إذا ذكرته حتى قرأت قوله تعلى ( ولا تشتروا بعهد الله ثمناً قليلاً إن ما عند الله هو خير لكم إن كنتم تعلمون ما عندكم ينفد وما عند الله باق وليجزين الذين صبروا أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون) فأذهب الله عنى ما كنت أجده .
فأين من يتدبرن كلام الله؟ وأين من أيقنّ بموعود الله؟.
(12) باكيات من خشية الله
يقول النبي صلى الله عليه وسلم : [ عينان لا تمسهما النار _ وذكر منهما _ عين بكت من خشية الله ] حديث صحيح
هذه أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وعن أبيها يروي عنها القاسم يقول: غدوت يوماً عليها فإذا هي قائمة تسبح وتقرأ ( فمنّ الله علينا ووقانا عذاب السموم ) وتدعو وتبكي وترددها، قال: فقمت حتى مللت القيام، فذهبت إلى السوق لحاجتي ثم رجعت فإذا هي قائمة كما هي تصلي وتبكي.
وكانت امرأة عابدة من أهل مكة إذا قامت تصلي أخذها البكاء حتى ذهبت إحدى عينيها، فقالوا لها: تذهب الأخرى فقالت: إن كنت من أهل الجنة فسيبدلني الله خيراً منها. وإن كنت من أهل النار فسيصيبها أشد من هذا.
بكاء وخشية و خوف من عذاب الله، ورجاء في رحمته، إذا رآهن أحد ظن أن إحداهن قد أذنبت ذنباً عظيماً فهي تخشى عاقبته، وإنما هو الشوق للقاء الله والاستعداد ليوم الدين.
هذه حفصة بنت سيرين كانت كثيرة البكاء والخشية فسألوا عنها جاريتها ذات يوم: كيف مولا تك؟ فقالت: إنها امرأة صالحة إلا أنها أذنبت ذنباً عظيماً فهي الليل كله تبكي وتصلي.
رحمهن الله، ورحم كل مسلمة خشيت ربها بالغيب ( إن الذين يخشون ربهم بالغيب لهم مغفرة وأجر عظيم)
فهيا أختي المسلمة إلى القرآن تدبرن معانيه وابكين عند تلاوته فإن لم تستطعن البكاء فتباكين حتى ترق القلوب وتذرف العيون ، هيا إلى موسم القرآن ( شهر رمضان ) اجعلن ليله ونهاره قرآن ولا شيئ غير القرآن .
وإلى اللقاء قريبا بإذن الله .
الروابط المفضلة