الإسم:  14216775391645.gif
المشاهدات: 1997
الحجم:  33.9 كيلوبايت

الإسم:  14216782631879.gif
المشاهدات: 1549
الحجم:  71.0 كيلوبايت

الفصل الأول
الإنسانية في الاحتضار
0__________________[1]_________________0

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد...
ما أحوج المسلمين اليوم إلى من يرد عليهم إيمانهم بأنفسهم وثقتهم بماضيهم ورجاءهم في مستقبلهم.. وما أحوجهم لمن يرد عليهم إيمانهم بهذا الدين الذي يحملون اسمه ويجهلون كنهه، ويأخذونه بالوراثة أكثر مما يتخذونه بالمعرفة.
وهذا الكتاب الذي بين يدي: "ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين" لمؤلفه (السيد أبي الحسن علي الحسني الندوي) من خير ما قرأت في هذا الاتجاه، في القديم والحديث سواء.


الإسم:  14216785051035.gif
المشاهدات: 1405
الحجم:  14.3 كيلوبايت

أحوال الانسان فى القرن السادس والسابع الميلادى

0كان القرن السادس والسابع (لميلاد المسيح) من أحط أدوار التاريخ بلا خلاف، فكانت الإنسانية متدلية منحدرة منذ قرون، وما على وجه الأرض قوة تمسك بيدها وتمنعها من التردي، فقد زادتها الأيام سرعة في هبوطها وشدة في إسفافها.

0 وكأنَّ الإنسان في هذا القرن قد نسي خالقه، فنسي نفسه ومصيره، وفقد رشده، وقوة التمييز بين الخير والشر، والحسن والقبيح، وقد خفتت دعوة الأنبياء من زمن، والمصابيح التي أوقدوها قد انطفأت من العواصف التي هبت بعدهم أو بقيت، ونورها ضعيف ضئيل لا ينير إلا بعض القلوب فضلاً عن البيوت فضلاً عن البلاد.

الإسم:  14216785051035.gif
المشاهدات: 1405
الحجم:  14.3 كيلوبايت
أحوال رجال الدين فى القرن السادس والسابع الميلادى
0وقد انسحب رجال الدين من ميدان الحياة، ولاذوا إلى الأديرة والكنائس والخلوات، فراراً بدينهم من الفتن وضناً بأنفسهم، أو رغبة إلى الدعة والسكوت، وفراراً من تكاليف الحياة وجدها، أو فشلاً في كفاح الدين والسياسة والروح والمادة، ومن بقي منهم في تيار الحياة اصطلح مع الملوك وأهل الدنيا، وعاونهم على إثمهم وعدوانهم، وأكل أموال الناس بالباطل ... على حساب الضعفاء والمحكومين.
------------------------
لاتحزن على فناء امة ظالمة
بل هذه سنة الله

0 وإن الإنسانية لا تشقى بتحول الحكم والسلطان والرفاهية والنعيم من فرد إلى فرد آخر من جنسه، أو من جماعة إلى جماعة أخرى مثلها في الجور والاستبداد وحكم الإنسان للإنسان، وإن هذا الكون لا يتفجع ولا يتألم فقط بانحطاط أمة أدركها الهرم وسرى فيها الوهن، وسقوط دولة تآكلت جذورها وتفككت أوصالها، بل بالعكس تقتضي ذلك سنة الكون، وإن دموع الإنسان لأعز من أن تفيض كل يوم على ملك راحل وسلطان زائل، وإنه لفي غنى، وإنه لفي شغل عن أن يندب من لم يعمل يوماً لإسعاده، ولم يكدح ساعة لصالحه، وإن السماء والأرض لتقسوان كثيراً على هذه الحوادث التي تقع ووقعت كل يوم ووقعت ألوف المرات {كَمْ تَرَكُوا مِن جَنَّاتٍ

وَعُيُونٍ {25} وَزُرُوعٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ {26} وَنَعْمَةٍ كَانُوا فِيهَا فَاكِهِينَ {27} كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا قَوْماً آخَرِينَ {28} فَمَا بَكَتْ عَلَيْ
مُنظَرِينَ} .
---------------------------------------
كثيراً من الملوك والسلاطين كانوا منبع للفساد
مثل الفراعنة

0بل إن كثيراً من هؤلاء السلاطين والأمم كانوا كلاً على ظهر الأرض، وويلاً للنوع الإنساني وعذاباً للأمم الصغيرة والضعيفة، ومنبع الفساد والمرض في جسم المجتمع البشري، يسري منه السم في أعصابه وعروقه، ويتعدى المرض إلى الجسم السليم فكان لا بد من عملية جراحية.
-----------------------------------------
قضاء الله على الأمم الظالمة يستوجب شكره

0وكان قطع هذا الجزء السقيم وإبعاده من الجسم السليم مظهراً كبيراً لربوبية رب العالمين ورحمته، يستوجب الحمد والامتنان من جميع أعضاء الأسرة الإنسانية، بل من جميع أفراد الكون {فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُواْ وَالْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} .
-----------------------------------------------
أمَّا انحطاط المسلمين فقد كان انحطاط رسالة

ولكن لم يكن انحطاط المسلمين وزال دولتهم وركود ريحهم- وهم حملة رسالة الأنبياء، وهم للعالم البشري كالعافية للجسم الإنساني- انحطاط شعب أو عنصر أو قومية، فما أهون خطبه وما أخف وقعه، ولكنه انحطاط رسالة هي للمجتمع البشري كالروح، وانهيار دعامة قام عليها نظام الدين والدنيا.

الإسم:  14216785051035.gif
المشاهدات: 1405
الحجم:  14.3 كيلوبايت

0فهل كان انحطاط المسلمين واعتزالهم في الواقع مما يأسف له الإنسان في شرق الأرض وغربها، وبعد قرون مضت على الحادث؟
0وهل خسر العالم حقاً- وهو غني بالأمم والشعوب- بانحطاط هذه الأمة شيئاً؟ وفيم كانت خسارته ورزيته؟
0وماذا آل إليه أمر الدنيا، وماذا صارت إليه الأمم بعدما تولت قيادها الأمم الأوروبية حتى خلفت المسلمين في النفوذ العالمي، وأسست دولة واسعة على أنقاض الدولة الإسلامية؟
0وماذا أثر هذا التحول العظيم في قيادة الأمم وزعامة العالم في الدين والأخلاق والسياسة والحياة العامة وفي مصير الإنسانية؟
0وكيف يكون الحال لو نهض العالم الإسلامي من كبوته وصحا من غفوته، وتملك زمام الحياة؟
ذلك كله ما نحاول الإجابة عنه في الصفحات الآتية! ...
-أبو الحسن علي الحسني
-تابعوا الكتاب للاهمية
-نفعنا الله وايَّاكم
-عملى فى الكتاب:
التنظيم ووضع عناوين للفقرات
دمتم طيبين
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته



الإسم:  14216804641704.gif
المشاهدات: 1565
الحجم:  26.5 كيلوبايت