بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخواتي العزيزات :

أحببت أن أطرح لكم عن سيرة أمهاتنا ( زوجات حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم ) أفضل نساء العالمين كما قال تعالى : (( يا نساء النبي لستن كأحد من النساء )) *الأحزاب : 32*

وبإذن المولى سأحاول أن أطرح لكم في كل أسبوع أو أكثر وحسب تفاعلكم سيرة إحدى زوجات النبي صلى الله عليه وسلم .

والان سوف نبدأ في تفاصيل مختصرة في حياتهن رضي الله عنهن وسوف نبدأ بأول زوجات المصطفى:

(( أم المؤمنين خديجة بنت خويلد ))

((رضي الله عنها))

** نسبها **

هي خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي القرشية الأسدية ، أمها فاطمة بنت زائدة ، قرشية من بني عامر بن لؤي ، ولدت بمكة ولدت بمكة ونشأت على التخلق بالأخلاق الحميدة واتصفت بالحزم والعقل والعفة وكانت تدعى في الجاهلية بالطاهرة.

تزوجت قبل زواجها برسول الله مرتين باثنين من سادات العرب : عتيق بن عائذ المخزومي و أبي هالة هند بن زرارة التميمي .

وقد تزوجها النبي الكريم وعمرها 40 سنة وكانت ثيبا وكان عمر النبي وقتها 25 سنة .

** الرسول يخرج تاجرا في مال خديجة **

كانت خديجة امرأة تاجرة ذات شرف ومال فلما بلغها عن رسول الله صدق حديثه وعظيم أمانته وكرم أخلاقه بعثت إليه فعرضت عليه أن يخرج في مال لها إلى الشام مع غلام لها يقال له ميسرة فقبل رسول الله .

وفي الطريق نزل الرسول في ظل شجرة قريبا من صومعة راهب من الرهبان فسأل الراهب ميسرة : ( من هذا الرجل ؟ ) فأجابه : ( رجل من قريش من أهل الحرم ) فقال الراهب : ( ما نزل تحت هذه الشجرة قط إلا نبي ) ...

ثم وصلا إلى الشام وباع النبي سلعته التي خرج بها واشترى ما أراد ثم رجع إلى مكة ولما قدم مكة على خديجة بمالها باعت ما جاء به فربحت مايقارب الضعف

** الخطبة والزواج **

رغبت خديجة في أمر الزواج من لنبي لما رأت فيه من صفات حميدة وعرضت صديقتها نفيسة بنت منبع على النبي الزواج من خديجة فقبل النبي .

وقد دفع الرسول عليه السلام مهرا لخديجة وقدره اثنتا عشر أوقية ذهبا ونشا – أي نصف أوقية -.

** أولاده منها **

كانت خديجة أول زوجات النبي ولم يتزوج غيرها حتى ماتت وقد تزوجها النبي قبل البعثة بـــ15 سنة وولدت للرسول أولاده كلهم إلا إبراهيم وهم : القاسم وعبدالله وزينب وأم كلثوم ورقية وفاطمة عليهم السلام .

أما القاسم وعبدالله فماتو بل البعثة وأما بناته فكلهن أدركن الإسلام والمن وهاجرن معه صلى الله عليه وسلم .

** اسلام خديجة **

بعد الزواج الميمون بـــ15عاما نزل الوحي على النبي المصطفى فامنت به خديجة وصدقت بما جءه من الله وساعدته على أمره .

وكانت بعد ذلك الزوجة المثالية التي تخفف عنه مايعانيه من أذى قومه تثبته وتصدقه وتهون عليه أمر الناس فكانت للرسول نعم الملاذ والسكن والوزير .

** فضل خديجة **

قال عنها رسول الله : (( خير نساء العالمين : مريم بنت عمران واسيا بنت مزاحم وخديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد ))

ويكفيها أن الله سلم عليها من فوق سبع سماوات جاء جبريل إلى الرسول فقال : (( إن الله يقرأ على خديجة السلام )) فالت : (( إن الله هو السلام وعلى جبريل السلام وعليك السلام ورحمة الله )) الصحيح المسند

وقال أيضا : (( أمرت أن أبشر خديجة ببيت من قصب -اللؤلؤ المنحوت- لا صخب فيه ولا نصب ))

وأكد النبي فضلها فقال : ( لقد فضلت خديجة على نساء أمتي كما فضلت مريم على نساء العالمين

وربما ذبح النبي – بعد وفاة خديجة – الشاة ثم يقطعها إلى أعضاء ثم يبعثها إلى صديقات خديجة ويوم فتح مكة يجلس النبي مع إحدى النساء العجائز ويكرمها فلما سئل قال : هذه كانت صديقة خديجة كانت تزورنا في الأيام الخوالي..

** مكانة خديجة عند رسول الله **

تقول عائشة رضي الله عنها : (( كان رسول الله لا يكاد يخرج من البيت حتى يذكر خديجة فيحسن الثناء عليها فذكرها يوما من الأيام فأخذتني الغيرة فقلت : ( هل كانت إلا عجوزا قد أبدلك الله خيرا منها ) فغضب تم قال : ( لا والله ما أبدلني خيرا منها ، امنت بي اذا كفر الناس و صدقتني اذا كذبني الناس و وواستني بمالها اذا حرمني الناس ورزقني منها الله الولد دون غيرها من النساء ) قالت عائشة : فقلت في نفسي : لا أذكرها بعدها بسبة أبدا ) .

** وفاتها **

في العام العاشر من البعثة النبوية وقبل الهجرة بثلاث سنين توفيت خديجة رصي الله عنها ساعد رسول الله الأيمن قي بث دعوة الإسلام وقد كان لها من العمر خمس وستون سنة وأنزلها رسول الله بنفسه في حفرتها وأدخلها القبر بيده وكانت وفاتها مصيبة بالنسبة للرسول عليه الصلاة والسلام تحملها بصبر وجأش راضيا بحكم الله سبحانه وتعالى .

هذا وقد لخصت قدر الممكن في سيرتها العطرة متمنية من المولى إني قد قدمت لكم نموذجا للمرأة المسلمة رزقنا الله جميعا رؤيتها في الجنة .

واترككم بحفظ الله ورعايته

أخواتي أين أنتم ؟؟

وأين تفاعلكم ؟؟