انتقلت منتديات لكِ النسائية إلى هذا الرابط:
منتديات لكِ النسائية
هذا المنتدى للقراءة فقط.


للبحث في شبكة لكِ النسائية:
عرض النتائج 1 الى 2 من 2

الموضوع: القرآن يُصحِّح (1)

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jun 2001
    الردود
    1,354
    الجنس

    القرآن يُصحِّح (1)

    نص القرآن الكريم في سورة يوسف على دخول يعقوب عليه السلام وجميع أبنائه مصر، والآيات توحي بأنهم سكنوها واستقرّوا فيها، ولكن من أين لنا أنهم لم يخرجوا منها حتى أخرجهم موسى عليه السّلام؟! ومعلوم أنّ الزمن بين يوسف وموسى عليهما السلام لا يقل عن أربعمائة وخمسين سنة، ومعلوم أيضاً أنّ مُلك الهكسوس والفراعنة شمل بلاد الشام، فيتوقّع على ضوء ذلك أن ينتشر أبناء يعقوب ( أبناء إسرائيل ) وأحفاده، ولا مسوّغ لبقائهم جميعاً في مصر، وهذا ما يفسر ما ورد في لوح مرنبتاح المشهور، والمسمّى عند المؤرخين بلوح إسرائيل، حيث ينص الفرعون مرنبتاح على إبادته لإسرائيل التي كانت تسكن بلاد الشام، والعبارة الواردة في اللوح هي :" وإسرائيل أبيدت ولن يكون لها بذرة " ويبدو أن قطاعاً من المستضعفين من بني إسرائيل تسرّبوا فارّين من الاضطهاد وانضموا إلى أقربائهم الذين سبقوهم عبر قرون، مما جعل مرنبتاح يعمل على اجتثاث هؤلاء حتى لا يكونوا بؤرة جذب لكل من يصبو إلى التحرر من اضطهاد الفراعنة. وأنت تقرأ في بنود معاهدة عقدت بين أحد ملوك الفراعنة وملك الحيثيين بنداً ينص على تسليم الهاربين والمجرمين والمهاجرين من إحدى الدولتين إلى الأخرى.

    جاء في سورة يونس:" فما آمن لموسى إلا ذرية من قومه على خوف من فرعون وملئهم أن يفتنهم " وهذا يعني أنّ قلّة من الشباب هم الذين آمنوا لموسى عليه السلام، أمّا بقيّة الشعب من بني إسرائيل فاختلفت مواقفهم، فمنهم من استمرأ الذل وركن إلى الواقع، ومنهم من هو على استعداد أن يلحق بالمؤمنين في حال هجرتهم، ولا يتصور أن يخرج الشعب الإسرائيلي بالكامل، وعلى وجه الخصوص أولئك الذين ارتبطت مصالحهم بمصالح الفراعنة ممن هم مثل قارون:" إن قارون كان من قوم موسى فبغى عليهم ..." ، بل إن هناك ملأ من بني إسرائيل يعملون لصالح نظام الفراعنة، بدليل قوله تعالى في الآية السابقة:" على خوف من فرعون وملئهم ... " وكيف يمكن لشعب يعد بمئات الألوف بل هو أكثر أن يخرج خلسة، وأنّى لغير المؤمن أن يثق بموسى عليه السلام فيخرج إلى عالم المجهول ؟! وبهذا نكون قد خلصنا إلى نتيجة تقول: هناك ما يدل على خروج بعض أبناء إسرائيل قبل مجيء موسى عليه السلام إلى مصر، ولا يوجد ما يثبت خروج كل بني إسرائيل مع موسى عليه السلام، بل إنّ الأقرب إلى العقل ومنطق الأمور أن تبقى الأكثرية، وتخرج الأقلية المؤمنة ومن يتبعها من غير المؤمنين لسبب أو آخر.

    هناك أدلة كثيرة تثبت أنّ فرعون الخروج هو مرنبتاح بن رمسيس الثاني. ولا مجال هنا لتقديم هذه الأدلة، ولكن من الجيد أن نعلم أنّ الوثائق الفرعونية تنص على حصول فوضى واضطرابات بعد موت مرنبتاح، بل نجد أنّ السلطة الفرعونية تتهاوى، ويسيطر على العرش شخص يوصف بأنّه آسيوي سمّته بعض المصادر( أرسو ). ومن يتدبّر الآيات القرآنية يدرك أنّه بعد غرق الفرعون وجنده ورموز سلطته سيطر الشعب الذي ينتمي إلى طوائف شتى ومنهم شعب بني إسرائيل على كل ما تركه الفرعون وأركان سلطته. انظر قوله تعالى في سورة الشعراء: " فأخرجناهم من جنّات وعيون، وكنوز ومقام كريم، كذلك وأورثناها بني إسرائيل، فأتبعوهم مشرقين " فبمجرد خروج الفرعون تمّ الإرث بدليل استخدام الفاء في قوله تعالى:" فأتبعوهم مشرقين " . ولم يكن شعب إسرائيل هو الوارث الوحيد، بل إنّ هناك شعوباً أخرى كانت من الطبقات الأدنى. انظر في قوله تعالى من سورة الدّخان:" كم تركوا من جنّات وعيون، وزروع ومقام كريم، ونعمة كانوا فيها فاكهين، كذلك وأورثناها قوماً آخرين " ويبدو أنّ بني إسرائيل كانوا في الدائرة الأقرب إلى القصور الفرعونية بدلالة قوله تعالى في الآيات السابقة:" وكنوز ومقام كريم " أمّا الدائرة الأبعد وهي الأراضي والسهول فقد وقعت تحت سلطة آخرين بدليل قوله تعالى:" وزروع ومقام كريم" .

    أمّا الذين خرجوا مع موسى عليه السلام، وحكم الله تعالى أن يتيهوا في الأرض أربعين سنة، فربما أصبحوا في هذه المدة بؤرة جذب لبعض من بقي في مصر، ثم أورثهم الله تعالى الأرض المباركة بدلالة قوله تعالى في سورة الأعراف:" وأورثنا القوم الذين كانوا يستضعفون مشارق الأرض ومغاربها التي باركنا فيها" . فالميراث الفوري كان لمن بقي في مصر، أمّا ميراث الأرض المباركة فكان بعد زمن التيه، وعلى هذا القسم من بني إسرائيل نزلت التوراة، أمّا البقيّة، قلّت أم كثرت، فقد اختلطت بالشعوب الأخرى وبالتالي لم تتميّز لأنها لم تتهوّد .


    بقلم : بسّام جرّار

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jun 2001
    الردود
    1,354
    الجنس
    القرآن يُصحِّح (2)


    بيّنا في مقال سابق تحت عنوانالقرآن يُصحِّح) أن خروج البعض من بني إسرائيل من مصر كان قبل موسى عليه السلام، وبيَّنا أنه من المستبعد أن يخرج الشعب الإسرائيلي بكامله مع موسى عليه السلام، واستندنا في ذلك إلى فهم بعض الآيات القرآنية من سورة الدخان. وهذا يعني أنّ الكثير من بني إسرائيل بقي في مصر واختلط بغيره وذاب في المحيط المصري. أمّا أولئك الذين خرجوا مع موسى عليه السلام فقد تهوّدوا،وهذا يعني أن جماعات من بني إسرائيل لم تؤمن باليهودية ، وبقيت متأثرة بالدين الفرعوني ومن ثمّ دخلت في المسيحية والإسلام.

    جاء في سورة الدخان ولقد اخترناهم على علم على العالمين). فخروج موسى عليه السلام بمن آمن له من بني إسرائيل، وتلقيهم التوراة، كل ذلك كان باختيار ربّاني، وهذا يعني أنهم كانوا في زمانهم الأفضل من بين الأمم. وعلى الرغم من مفاسدهم وضلالاتهم وانحرافهم، فقد خرج منهم بعد حين هداة ودعاة، جاء في سورة الأعرافومن قوم موسى أمّةٌ يهدون بالحق وبه يعدلون) وجاء أيضاً (وقطعناهم في الأرض أمماً منهم الصالحون ومنهم دون ذلك...) فاختيارهم إذن، واختيار الأرض المقدّسة لتكون المحضن والمنطلق، كان على علم وعن حكمة ربّانية، انظر عهد طالوت، ثم انظر عهد طالوت وسليمان، ثم انظر إلى اختيار الله تعالى لآل عمران، وانظر إلى الأجواء التي عاشتها مريم عليها السّلام.

    صحّ في الحديث الشريف أنّ الله تعالى كان يبعث رسولاً إلى قومه خاصةً، حتى جاء زمن الرسالة العامّة المتمثلة في الإسلام. وخصوصية الرسالات السابقة تعني أنها مرحلية، وهذا ينطبق على التوراة، وقد كان خروج اليهود عن تعاليم التوراة على صورتين: الصورة الأولى بالتحريف، والصورة الثانية بمقاومة الإصلاح والتصويب الذي كانت تأتي به الرسل والأنبياء. جاء في سورة المائدة لُعِن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود وعيسى ابن مريم، ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون) كما هو واضح في الآية الكريمة فإنّ اللعن كان للذين كفروا منهم، وهذا يعني أنّ هناك فئة آمنت وصحّحت مسيرتها، وهذا ما كان يحصل في كل مرحلة، وحتى عندما جاء الإسلام وجدنا منهم من يسلم لله، واستمر ذلك إلى يومنا هذا.

    بمرور الزمن، ونتيجة لاستمرار الفرز عبر المراحل المختلفة، ونتيجة لاعتناق أقوام متعددة لليهودية ، فقد أصبحت اليهودية ديناً يضم أجناساً مختلفة، من هنا نجد أن علماء الأجناس يقولون: إنّ أكثر من 90% من يهود العالم لا علاقة لهم ببني إسرائيل، بل إن الغالبية العظمى من بني إسرائيل قد اعتنقوا الإسلام، وبالتالي لم يعد بالإمكان تمييزهم عن غيرهم من الأجناس، أمّا الادعاء الصهيوني بأن اليهود هم أبناء يعقوب عليه السلام، فإنه أسطورة سُطّرت لأهداف سياسية، ولا مكان لهذا الادّعاء في الدراسات التاريخية الجادّة، صحيح أن اليهودية نزلت إلى بني إسرائيل، وصحيح أيضاً أنّ الغالبية من بني إسرائيل قد صوّبت مسيرتها مع الأنبياء والمرسلين، أمّا الذين بقوا على عنادهم وقاوموا دعوات الإصلاح ، وركنوا إلى الأساطير، وجذبوا إليهم أمثالهم من الأمم الأخرى، فهم الذين أفاض القرآن الكريم في وصفهم، وكشف حقيقتهم، وبيّن خطورة موقفهم من دعوة الحق التي جاءت بها الرسل عليهم السّلام. إن قدسية هذه البلاد، وكذلك بركتها، هي وظيفة لها، وفي الوقت الذي نفهم فيه هذه الوظيفة ندرك أن ادّعاءات المفسدين لن تُغني شيئاً، لأن طبيعة هذه الأرض تأبى أن يُعمّر فيها ظالم.



مواضيع مشابهه

  1. الإعجاز العلمي في القرآن الكريم ** مسابقة علوم القرآن ** < مشاركة رابعة >
    بواسطة السَّــلوى~ في دار لكِ لـ تحفيظ القرآن
    الردود: 6
    اخر موضوع: 18-04-2012, 04:55 PM
  2. من الأساليب البلاغية في القرآن الكريم ** مسابقة علوم القرآن** < مشاركة ثالثة >نسخ
    بواسطة السَّــلوى~ في مواضيع روضة السعداء المتميزة
    الردود: 11
    اخر موضوع: 28-02-2011, 11:47 PM
  3. الإعجاز العلمي في القرآن الكريم ** مسابقة علوم القرآن ** < مشاركة رابعة >نسخ
    بواسطة السَّــلوى~ في مواضيع روضة السعداء المتميزة
    الردود: 5
    اخر موضوع: 28-02-2011, 11:36 PM
  4. الردود: 10
    اخر موضوع: 24-02-2011, 10:51 AM
  5. الردود: 0
    اخر موضوع: 07-04-2007, 07:12 PM

أعضاء قرؤوا هذا الموضوع: 0

There are no members to list at the moment.

الروابط المفضلة

الروابط المفضلة
لكِ | مطبخ لكِ