أحكام ليلة النصف من شعبان :
في شهر شعبان ليلة تسمى ليلة النصف من شعبان هل ورد فيها شيء عن رسول الله صلى الله عليه و سلم ؟ نبين هذا بعد ذكر مسألة تخص شهر شعبان و هي أن النبي صلى الله عليه و سلم نهى عن الصيام إذا انتصف شهر شعبان فقال عليه الصلاة و السلام كما في الحديث الصحيح عن أبي هريرة : ( إذا انتصف شعبان فلا تصوموا ) و معنى هذا إذا أي إذا مضى نصف شهر من شعبان فلا تصوموا و عن عائشة كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يصوم شعبان كله و معنى هذا أي أنه يصوم أكثر من النصف و يصوم الأيام التي تلي النصف وورد حديث عنه صلى الله عليه و سلم أنه قال : ( لا تتقدموا شهر شعبان بصوم يوم أو يومين أي من شهر شعبان ) فكيف نجمع بين فضله و إذا انتصف شعبان فلا تصوموا و من قبله كان يصوم أكثر شعبان و بين نهيه لا تتقدموا شهر رمضان بيوم أو يومين .
قال العلماء رحمهم الله : التوجيه يحمل هذا النهي على من كان يضعفه الصوم لأجل أن يتقوى لصيام رمضان فإذا كان الشخص يضعفه الصوم و يريد الصيام بعد منتصف شهر شعبان فلا ننصحه لأنه سوف يأتي إلى العبادة و قد ضعفت قواه و قال بعضهم إن هذا فيمن لم يعتد عليه فإذا كان يوافق له عادة كصوم الاثنين أو الخميس بعد المنتصف فلا حرج و إذا لم توافق عادة فلا ينبغي ذلك و ذلك لأجل الاستعداد لشهر رمضان و قد أشار النبي صلى الله عليه و سلم
بقوله : ( إلا أن يكون أحدكم يصوم يوما فليصم ) أي صيام يوم العادة .
أخيرا ننبه إلى ليلة النصف من شعبان و يومها المبارك هل ورد فيها شيء عن رسول الله صلى الله عليه و سلم ؟
نعم أخبر رسول الله صلى الله عليه و سلم ( أن الله تعالى ينزل إلى السماء الدنيا ليلة النصف من شعبان إذا غربت الشمس ثم يغفر لجميع عباده إلا لمشرك أن ) فمن كانت علاقته مع الله بالشرك فلا يغفر الله له شيئا و من كانت علاقته مع الناس سيئة فلا يستحق الغفران . أخرج البزار في مسنده و البيهقي في شعب الإيمان و ابن خزيمة و اللالكائي في معتقد أهل اللسنة و الجماعة من رواية أبي بكر الصديق رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال : ( إذا كان ليلة النصف من شعبان ينزل الله تعالى إلى السماء الدنيا فيغفر لعباده إلا من كان مشركا أو مشاحنا لأخيه ) و فيه ضعف و لكن له شواهد فقد رواه عشرة من أصحاب الرسول صلى الله عليه و سلم . و قال المنذري رحمه الله لا بأس به . و قال الهيثمي : رواه البزار و فيه عبد الملك بن عبد الملك و لم يضعفه ابن أبي حاتم و بقية رجال الإسناد ثقات . و كذلك عن ابنه الصديق كما في المسند و سنن الترمذي و ابن ماجة و أخرجه الإمام اللالكائي في شرح أصول أهل السنة أن الرسول صلى الله عليه و سلم قال : ( إن الله تبارك و تعالى ينزل ليلة النصف من شعبان إلى السماء الدنيا فيغفر لأكثر من عدد شعر غنم كلب ) و هذا الحدي ضعيف قال الترمذي : سألت الإمام البخاري فقال : ضعيف . لكن ورد حديث حسن صحيح فقد روى الطبراني في المعجم الكبير و الأوسط و ابن حبان و البيهقي في الشعب و أبو نعيم و ابن أبي عصام و قال الهيثمي : رجاله ثقات و قد صححه عدد من المحدثين و مشائخ الحديث في العصر الحاضر . عن معاذ رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : ( يطلع الله عز وجل إلى جميع خلقه ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن ) و هذا الحديث حسن صحيح صححه الألباني . و كذلك ورد في سنن ابن ماجة و الللالكائي عن أبي موسى الأشعري بالفظ المتقدم و رواه البزار في مسنده عن أبي هريرة و عن عوف بن مالك باللفظ المتقدم و أخرج أحمد في المسند عن عبد الله بن عمرو باللفظ المتقد : ( فإن الله يطلع إلى خلقه ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا لقاتل النفس أو مشاحن ) و فيه ابن لهيعة و بقية إسناده قد وثقوا و قال المنذري : في إسناده لين . و روى الطبراني في الكبير عن أبي ثعلبة قال : إن الله تعالى يغفر للمؤمنين و يمهل للكافرين و يدع أهل الحقد لحقدهم حتى يدعوه في ليلة النصف من شعبان . و أخرج البيهقي في الشعب عن عثمان بن أبي العاص مثل هذا الحديث بدل المشرك الزانية و في إسناده مجاهيل . وروي عن عدد من التابعين رضي الله عنهم كما أخرجه عبد الرزاق في المصنف عنهم قال : ( ينزل الله تعالى إلى السماء الدنيا فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن )
و للحديث بقية
الروابط المفضلة