الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله :
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( من يأخذ عني هؤلاء الكلمات
فيعمل بهن أو يعلم من يعمل بهن ؟
فقال أبو هريرة: فقلت : أنا يا رسول الله , فأخذ بيدي فعد خمسا وقال :
اتق المحارم تكن أعبد الناس
وارض بما قسم الله لك تكن أغنى الناس
وأحسن إلى جارك تكن مؤمنا
وأحب للناس ما تحب لنفسك تكن مسلما
ولا تكثر الضحك فان كثرة الضحك تميت القلب ))
رواه الترمذي وحسنه الألباني
لقد رغب النبي عليه السلام في هذه الكلمات الجامعة في تعلمها والعمل بها وتعليمها للغير
وفيها حث على أخلاقيات لابد للمسلم أن يتخلق بها ويدعو المسلمين إلى هذه الكلمات .
1) اتق المحارم تكون أعبد الناس : فيها تحذير من النبي عليه السلام للمحرمات فعلى المسلم أن يجتنب ما حرم الله تبارك وتعالى وما حرم النبي صلى الله عليه وسلم ومن هذه المحرمات الكذب , الغيبة , النميمة , السرقة , الزنا , شرب الخمر , الربا , الظلم , التجسس , السب والشتم , وغيرها من المحرمات .
والمسلم اذا اجتنب المحرمات تجده انشغل بالطاعات والعبادات , والمسلم لايعرف الحلال من الحرام الا اذا طلب العلم ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم ( طلب العلم فريضة على كل مسلم ) .
2) وارض بما قسم الله لك تكن أغنى الناس : لابد للمسلم من قناعة فاذا قنع المسلم بما رزقه الله كان غني النفس يقول الرسول صلى الله عليه وسلم ( ليس الغنى عن كثرة العرض ولكن الغنى غنى النفس )
وقال عليه السلام ( قد أفلح من أسلم وكان رزقه كفافا وقنّعه الله بما أتاه ) رواه الترمذي
وقال أيضا ( من أصبح منكم آمنا في سربه , معافى في جسده عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها ) رواه الترمذي
3) وأحسن الى جارك تكن مؤمنا : يقول الرسول صلى الله عليه وسلم ( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليحسن الى جاره )
ويقول أيضا ( خير الأصحاب عند الله خيرهم لصاحبه , وخير الجيران عند الله خيرهم لجاره ) رواه الترمذي
فالمسلم لابد أن يحسن الى جاره فان لم يستطع فلا يؤذيه , والاحسان الى الجار يكون بملاطفته بالكلام وعدم سبه وشتمه والقيام على حاجاته أو ارسال الهدايا اليه حتى ولو كان من الطعام فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم لأبي ذر ( يا أبا ذر اذا طبخت مرقة فأكثر ماءها وتعاهد جيرانك منها ) .
4) وأحب للناس ما تحب لنفسك : فالمسلم لابد أن يحب للمسلمين ما يحب لنفسه ولا يكون ذلك الى بتصفية قلبه من الحسد والحقد والغل ويربيها على الحب والصلاح والتواضع والتعاون هذا هو المسلم الذي يريده الله عز وجل ورسوله عليه الصلاة والسلام , يقول الرسول صلى الله عليه وسلم ( من أحب أن يزحزح عن النار ويدخل الجنة فلتدركه منيته وهو مؤمن بالله واليوم الآخر , وليأت الى الناس الذي يحب أن يؤتى اليه ) .
5) ولا تكثر الضحك فان كثرة الضحك تميت القلب : وهذا لمن يكون ديدنه الضحك ولا يذكر الله الا قليلا
والا كان النبي عليه السلام يضحك أحيانا ويتبسم , والصحابة رضوان الله عليهم كانونوا يضحكون ويتمازحون .
أعاننا الله وإياكم على حسن عبادته .
=====
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
رد مع الاستدلال
الروابط المفضلة