هذه الكلمات يوجهها فضيلة الشيخ / صالح بن حميد- حفظه الله -من كتابه :
( مفهوم الحكمة في الدعوة إلى الله ) إليكِ فيقول :
أيها الدعاة : الناس بحاجة إلى كنف رحيم وبشاشة سمحة،بحاجة إلى ود يسمعهم،وحلم لا يضيق بجهلهم،بحاجة إلى من يحمل همومهم ولايثقل عليهم بهمومه،يجدون في رحابة العطف والرضا من أجل هذا جاءت الرحمة الربانية لمحمد صلى الله عليه وسلم وهو الرسول القدوة :
( فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك ) 0
فما غضب لنفسه قط ولا ضاق صدره بضعفهم البشري أعطاهم كل ما ملكت يداه وما نازعهم في شيء من أعراضهم وسعهم في حلمه وبره و عطفه حينما يوهب العبد قلباً رحيماً وطبعاً رقيقاً مع العلم والحكمة فإنه لا يستكثر على الصغير والجاهل أن يصدر منهما صدود عن النصح والدنيا مليئة بمن لا يحبون الناصحين !! نعم إن الداعي الحق ذا الخبرة والمراس لا يعجب من صدود الناس و نفرتهم لكن رحمته بهم و شفقته عليهم لا تنفك تغريه بمعاودة الكرة تلو الكرة كما يعاود الوالدان الحريصان على أولادهما في الإلحاح بالغذاء والدواء في حالتي الصحة والمرض،بل لقد جاء في حديث أخرجه أبو داود والنسائي وابن ماجه وابن حبان من حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( إنمـا أنا لكـم مثل الـوالد لـولـده )0وهل رأيت أعظم شفقه من الوالد على ولده؟ وكم قابل نبينا عليه السلام إعراض من قومه بابتهاله النبوي(اللهم أهد قومي فإنهم لايعلمون) أ0هـ
والداعي لله أحوج مايكون إلى محبة الناس له لنهم إذا أحبّوه أحبّوا بضاعته وقبلوها ولكن لاتكون محبة الناس له على حساب الحق والعدل فهذا لايجوز في دين الله كما قال عليه السلام :
(من أرضى الناس بسخط الله وكلّه الله إلى الناس،ومن أسخط الناس برضا الله كفاه الله مؤونة الناس ) صحيح رواه الترمذي 0
فيا ايتها الداعية 000 عليكِ أن تجعلي هم الدعوة رفيق دربك00وأن يكون هم الدعوة لظى في قلبك 00 فتهتمين به وتتعبي لأنك تعلمين أن ذلك لمر عظيم ترجينه عند الله تعالى00 ولعلمك اليقيني أن من لم يهتم بأمور المسلمين فليس منهم00 ولتعلمي أن هذا الطريق سلكه الأنبياء والصالحين من قبلك وغبروا أقدامهم في السير لذلك الهدف المنشود 000
الروابط المفضلة