.
وعادت حياتنا إلى روتين الحياة المعْتاد ...
الدوام الجامعي ... فالمنزل ... فالدراسة ... وهكذا حلقة مستمرة الدوران
وددتُ لو أكْسرها أو أغيّر شيْئاً من روتينها ...
لكنّني فشلت في أغْلب محاولاتي القليلة ...
واسْتسْلمت على غضض ... مُنهمكة من هذا الروتين اليوميّ ...
جلستُ على مكتبي وأخذتُ أتصفح كتبي ... وموادي ...
لأرى ما كانَ من واجبات ... وما كانَ من دروس تحْتاج للفهْم ...
ويا ليْتني اسْتطعت التّرْكيز ... فأختي الصّغيرة دائمةُ البكاء ...
جعلتني مُتصدعة الرأس ...
كنت بحق بحاجة إلى معْجزة لتكْبح هذه الأصْوات ...
ولتقْشع غمامة الروتين اليوميّ ... وتدْخل الرّاحة على قلبي ولو قليلاً ...
هممتُ أنْ أنْهض من على الكرسي ... لأتوجه إلى حيثُ لا أعْرف ...
لكنّ رسالةً وصلتني حمدتُ الله عليها كثيراً ...
وكمْ أعتز بصداقة رفيقاتي ...
" غداً سآخذكنّ إلى مكانٍ ما... في جامعتنا ...
عسى أنْ يُسعدكنّ ... لنْ أقول ما هو لأنه مفاجأة ...
فقط انْ كنتِ تسْتطيعين المجيء ... غداً بعْد الدوام على الـ 30 : 12
عنْد المصلى سيكون اللّقاء ...
رعاكِ الإله ...
المرْسل ... رشــــا ~ ..."
لا تقولوا لي حاولي ...
كم حاولنا ورفقائي بأنّ نغريها لتقول إلى أيْن ستأخذنا ...!
لكننـــــــــــا فشلنا ... آه يا لها من رأس عنيدة تلكَ التي تحْملها ...
لكنّني سعيدة ... أو لأقول متحمّسة ... أيّ مكانٍ هذا يا تُرى ...؟!
وكالعادة ... ها هُوَ صوت المنبّه ... انها السّابعة إلّا ربْع
عليّ تجْهيز نفْسي للاسْتعداد للجامعة ... ولتلكَ الجولة ...
نهضتُ ... ورتبت فراشي ... واكْتفيتُ ببعْض التّمر ... فلم يكن لديّ
الوقت الكافي لأتناول الفطور ... وارْتديت ملابس الخروج ... وتوجهت لوالديّ لأقبل
رأسيهما ويديهما ... مودّعاً لهما ... قبل خروجي من المنزل ...
وكالعادة ... ندخل المحاضرة ... ندوّن النّقاط المهمّة ... ونشارك ...
ونسْأل ... ونحاول أنْ نُبدع ككلّ مرّة ... وها هيَ الآن على وشك الانْتهاء ...
لأنْطلق بعْدها لمصلى الجامعة ... حيثُ هناكَ اللّقاء ...
كانت تجْلس هناكَ رشا ... تقْرأ القرآن ...
( رشا ) ... آه ... السلام عليكم رُبا عذراً لمْ ألحظكِ ... فقد كنتُ أقرأ القرآن
( رُبا ) ... لا عليكِ يا غالية ... لمْ أكن لأزعجكِ بوجودي ... حتى تُنهي القراءة ...
( حَنان ) ... مرحباً رشا وربا ... كيفَ حالكما ...؟!
( رشا ) ... ( رُبا ) ... وعليكم السّلام ورحمة الله وبركاتُه ...
( حَنان ) ... أخبرتني اسْراء بأنها لن تتمكن من المجيء ... وكذلكَ منى ...
ولكنّهما أخْبراني لأخبركِ ... أنْ تكرري هذه الجولة بوجودهما ...
( رشا ) ... اممممممممم ... لا عليكِ سآخذهما بالطّبع في يوْم آخر ...
وإذن على بركة الله ننطلق ..
( رُبا ) ... ألا زلتِ مصرّة على ألّا تُخبرينا ... ؟!
( حَنان ) ... بحق فقد انْطلقنا الآن ... أرجوكِ بإمْكانكِ أنْ تُخبرينا ...؟!
( رشا ) ... حسناً لا بأْس ... فكرتُ بأن نزور متحف الجامعة ... فنحنُ منذُ مدّة لمْ نره ...
بالإضافة إلى أنّه مكان يُغذي معرفتنا بالمعلومات والحقائق المُذْهلة ... والجديدة ...
( رُبا ) ... يا لكِ من عبقرية ... فكرة رائعة ... ها ... فلتدخلان أنْتما أولاً ...
( رشا ) ... ( حَنان ) ... شكراً يا رُبا ...
وسارت الرّفيقات يشاهدن المتْحف وجماله ... يتعرفن على تاريخ القدم ...
ويقْرأنَ ما كتب على لوحاتٍ كمعلومة عن بعْض المخْطوطات التي حواها المتحف ...
وأخذنَ يتجولن بيْن أقْسامهِ الضّخمة المليئة بالمعْرفة ...
كنّ يسرنَ جنباً إلى جنْب ...
رشا على يمين رُبا ... وربا على يسار حنان ...
اقْتربت رشا من ربا وأخذت تهْمس في اذن ربا ... بصوت خافت لا يصل لأذن حنان ...
تحدّتثا الاثْنتان بصوْت خافت ... عن حياتهما في المنزل ... فهما صديقتان مقربتان ...
تحدثت رشا عن زيارة أمها لمنزل ولاء ... وكيف قضت رشا معها وقتاً مُمتعاً ...
وشاطرتها ربا لرأي فقد قامت مؤخراً بزيارةٍ لها كذلك ...
تحدثتا عن بعْض محاضراتهما ... وعن بعْض أعْمال المنزل ...
والمسْكينةُ حنان ... تسير بقربهما ولا تسْمع شيْئاً ...
فقط جسداً يسير جنباً لهما ... ولا يعْلم بماذا يتكلّمان ... أو يتهامسان ...!
فلربّما يتحدثان عنها ...
أو عن مللهنّ منها ...
أو عدم رغبتهنّ لها ...
أو موْقفاً لمْ تُحْسن التّصرف به ...
أو أنّها فضوليّة ... ومُتسرعة نوعاً ما وهذا يوقعهن بالمشاكل
ولربما يودنَ التّخلص منها ... ويتشاورنا عن ماهيّة طريقة ذلك
هكذا بدأ تفْكير حنان بهذا الموقف ... وبدأت تتخيل أشياء كثيرة ... وهيَ تُسايرهما ...
وفي كلّ فكرة تتراجع خُطوةً للوراء ...
إلى أنْ توقفت حنان للحظة ... كانت صامتة ... تحكي عيْناها قصّة حزْنٍ وألم ...
نظرت الرفيقتان رشا وربا لها ... أدْركت ربا الأمْر ... وبادلت رشا بنظرات مذْنب تائب ...
ارْتكبَ خطأً ... ولمْ يعْلم ... هكذا كانَ منْظرُ ثلاثتهنّ ... وقدْ غشاهنّ سحابةُ صمْت ...
اقْتربت ربا من حنان ... وهمست في أذنها بصوتٍ تسْمعها رشا ...
أنا حقاً آسفُ لما بدرَ منّا ... لمْ أكن أعْلم ... أو غابَ عنْ فكري ...
أعوذ بالله من الشّيطانِ ووساوسهِ العمياء للقلْب ... ابْتسمت في وجهها ...
وبادلتها حنان ... تلكَ ابْتسامةُ رباط الأخوة ...
أما رشا ... فقد أخْفت دموعها ... وحبست أنْفاسها ... وقالت ...
( رشا ) ... الخطأ خطئي ... أنا من همسَ في أذنها بعيداً عنكِ يا حنان ...
وصدّقيني لم نكن نتحدث بما يسوءكِ ... فقط تحدثنا عن المنزل ... والجامعة ...
والأحْداثِ التي مررنا بها ... دون أنْ نذكركِ بشيْءٍ سيْء ... يالي من غبيّة ... كيفَ غابَ هذا عنْ ذهني ...
( رُبا ) ... حنان يا حبيبتي ... أنا كذلك من وجبَ عليها الأسف ... رشا لا تحملي نفسكِ كثيراً ... حنان يا عزيزتي ...
( حنان ) ... احم ... احم ...
نظرت الرفيقتان لحنانٍ ... تنتظران سبب تلكَ الإحم ...
( حنان ) ... أولاً شكراً لكما يا أعزّ رفيقات ... ثانياً لسْتُ بتلكَ التي تُفرط بصحبتكما بسهولة ...
ثالثاً كفّا عن الاعْتذار ... فقد كانَ باباً من أبْواب الشّيطان ... وحمْداً لله أنْ غمرنا برحمته ...
رابعاً لننسى هذا على ألّا نكرره ... ونقلب هذه الصّفحة للوجه الآخر ...
وابتسمت الرفيقتان وحضنتا حنان بالقلْب ...
هكذا كانَ يوماً بعيداً عن الرّوتين ... كانَ جميلاً مليئاً بالمعْرفة والعلوم ...
وكانَ درْساً رائعاً للرفيقات ... فليسَ ثمّة انْسان لا يقعْ في الخَطأ ...
فحتى لو لمْ نكن نتحدث عنها بسيْء ... فقد تظنّ هيَ بأنّنا نتحدث عنها ...
بما لا يسرّها ... أو لا يحبّبها ... وهكذا عادت كلّ واحدةٍ منهنّ لمنْزلها ...
رشا تلكَ الرّفيقة اسْتغلت الموقف ...
وذلكَ بمساعدة أختها الصّغرى ببحْثها عنِ سلوكيات خاطئة في المجْتمع ...
فطرحت عليها فكْرة التّناجي وساعدتها ببضع ملْصقاتٍ اشْترتها من المكتبة ...
الملْصق الأول ( 1 ) ...~
والملْصق الثّاني ( 2 ) ...~
وهكذا يا إخوتي انْتهى يومٌ حافل ...
تعلّمنا منهُ الكثير ... ممّا يجْعل رباط أخوتنا أصْدق ...
وأقوى من سبل الشّيْطان ... وأمْتن بإذْن الله تعالى ...
وليتمّ الجمالُ جمالاً ... وليَكْمُل ...
هُنا فُرصة لتيكَ الأقلام الواعدة ... ذات الحروف الصّاعدة ...
مساحة خاصة لتيكَ التي تنْبض بالخيْر ...
فاكْتبوا ما شئتم بحروفكم ... بأيّ اسلوبٍ أردتم ... عن تلكَ الآفة ...
التي تُبْعد القلوبَ وتُطْلق اشعاعات الظنون ... ألا وهي َالتّناجي ...
|| آخر موْعد للكتابة يوْم الإثنين بتاريخ 28 / 6 / 2010 م
ويوْم الثُلاثاء ... بتاريخ 29 / 6 / 2010 م ... سيتم إدْراج المجْلس رقم ( 4 ) ...}}
الروابط المفضلة