السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قبل سنة تقريباً -كنت أظنها أقل من خمسة شهور- حضرت مؤتمراً كان يضم
رؤساء ونوّاب الدول الإسلامية والمنضمة تحت منظمة العالم الإسلامي OIC..
كنت فيها من ضمن الذين حضروا المؤتمر كممثلين -درجة ثانية- لبعض الدول
العربية.. حضرته ومعي جمع من طلاب وطالبات جامعتنا..
كنت أظن أنني بالفعل سأحضر مؤتمراً لدول إسلامية..
لكنني بعد أن حضرت؛ ندمت على حضوري مرات عديدة..
وكلما فتحت مكتبي وجدت مطويات ومجلات تمت للمؤتمر بصِلة..
وكلما رأيتها؛ تنحدر دمعة ساخنة.. ربما لا تكون شيئاً ذا بال إذا ما قورنت بدمعة ثكلى..
هل تعرفون ماذا حدث في هذا المؤتمر؟؟
كل ما تتوقعونه من عجائب وغرائب!
لكنه هذا المرة ليس بأيدي أعدائنا.. ولكن بأيدينا نحن..
أضيفوا إلى ذلك ما كان يحصل في الاجتماعات المغلقة..
وما يدريكم ما يجري وراء الستار!!!
كل ما أتذكره أننا سئلنا عن أسباب الانتكاسة التي تعيش فيها أمتنا..
ومرّ السؤال على اغلب الحضور.. وتحدّث من لديه حديث.. وأضاف من لديه جديد..
واستمر المؤتمر على هذا لمدة خمسة أيام.. نقاشات وحلول -وانفعالات- وتبادل
للآراء.. ومع هذا كله لم يصلوا إلى نتيجـــــــة حاسمة!!!!
الشيء الآخر الذي اتذكره (ربما يضحككم؛ لكنه يبكيني)
كنا نأكل الوجبات الخمسة -وليست الثلاثة فقط- في مواعيدها بانتظام!!
وكأن المؤتمر كان مؤتمر الصحة العالمي!! ولم يكن مؤتمر التباحث في مشاكل العالم
الإسلامي ومستقبله!! كنا نأكل وكما يقال على الطريقة اليابانية حيث الأطباق تقدم
تباعاً، وتُرفع تباعاً.. فلا يحتاج الواحد فينا أن يحرك سيقانه حتى يأخذ ما يكفيه!!
هذا ما أتذكره الآن..
ولا أعتقد أنه وصلوا لحل إيجابي وحل حـــاسم لكل مشكلة كانت مطروحة..
حتى مشكلة الدينار الإسلامي والتي كانت مطروحة منذ عشر سنوات! مازالت إلى
وإلى يومكم هذا يتناقش فيها الحكّام العرب والخليجيون والمسلمون! كل هذا من أجل
عملة موحّدة!!! وأوروبا أظهرت عملتها الموحدة (اليورو) في سنين قليلة!!
لا أعتقد أنهم حتى تكاتفوا من أجل العراق..
يوم أن قال لهم أحدهم دعونا نكون يداً واحدة فنكوّن جيشاً مسلماً نؤدب الخارج منا
أفضل من أي يأتي العدو فيحتل حرمات أخواننا! رفضوا.. وياليتهم لم يفعلوا!
وفوق هذا وذاك؛ صرنا نحن من يدفع الثمن!
صرنا نحن من يدفع ثمن اختلافهم وآرائهم المتقلّبة..
صرنا نحن -كشعب ماليزي- ندفع ثمن ما أكلوه والفنادق -5نجوم- والحافلات
الراقية وكل تناقلاتهم أحيلت علينا.. ندفعها بدلاً عنهم.. ندفعها بعد أن اضطرت
حكومتنا إلى تغطية العجز في الميزانية المحلية! فسعر البنزين ارتفع إلى الضعف!
وضرائب الطرق زادت نسبتها.. وكل ما نحتاجه صرنا نبتاعه بأثمان زائدة!
كل هذا من أجل مؤتمر علّقنا عليه آمالنا.. ويا ليته لم يكن!!!
سؤال واحد أطرحه عليكم وعلى كل حاكم من حكّام المسلمين..
سؤال بريء.. ربما تعتقلونني بعده.. لكن لا يهم..
لم كل هذا؟ لم تشكّون في قدراتكم؟ في جيوشكم؟ في أنفسكم وشعبكم؟
بينما تطمئنون.. وتنامون بعيون قريرة وتسلّمون أمور شعبكم لأعدائكم.. لم؟
الروابط المفضلة