انتقلت منتديات لكِ النسائية إلى هذا الرابط:
منتديات لكِ النسائية
هذا المنتدى للقراءة فقط.


للبحث في شبكة لكِ النسائية:
عرض النتائج 1 الى 7 من 7

الموضوع: أحياناً يكون على القلب مثل الجبل من الهموم والغموم والضيق والطفش كما يقولون

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Apr 2003
    الموقع
    الرياض
    الردود
    187
    الجنس

    أحياناً يكون على القلب مثل الجبل من الهموم والغموم والضيق والطفش كما يقولون

    بسم الله الرحمن الرحيم

    يتكون الإنسان أيها الأحبة من جسدٍ وروح ولكلّ منهما متطلبات واحتياجات ، فالطفل الرضيع على سبيل المثال عندما يكون في وضعه الطبيعي تجده يلعب بيديه ورجليه وتملأ ضحكاته البريئة جنبات البيت ، ولكن ما إن يأخذ منه الجوع مأخذاً حتى تنقلب تلك الضحكات إلى صيحاتٍ وبكاء ، فلا تنفع معه تهدئة المهدِّئين ولا قرب المُقرَّبين ، وبمجرد أن تُلقمه أمه ثديها ويشرب من حليبها يتوقف فوراً عن البكاء . وما هي إلا لحظات ويعود إلى ما كان عليه ، فعرف هذا الطفل ما يحتاجه وما ينقصه فحدد ما أراد وأصاب الهدف .

    وعندما يعطش إنسان عطشاً شديداً ترتخي منه الشفتان ، فلا يستطيع الحراك ولا الكلام ، حتى إذا ما وجد الماء وكرّع فيه إذ دبّت فيه الحيوية والنشاط وتحسّن حاله وهنا نقول له لقد أصبت الهدف .

    ما من أحد إلا وقد داهمه السهر لسببٍ ما ، فتجده في اليوم التالي قد شَحُب وجهه واحمرت عيناه وضعف جسمه فهو على هذا الحال حتى ينام ، فإذا استيقظ وجدت الراحة قد علت مُحيّاه وتماسك جسمه بعد أن كان منهار وهنا نقول له لقد أصبت الهدف .

    أحياناً يكون على القلب مثل الجبل من الهموم والغموم والضيق والطفش كما يقولون ، فلا تسمع إلا تأوهات وزفرات يحاول بها هذا الإنسان أن يُخرج هذه الأثقال . فتبدأ رحلة البحث عن الدواء والحلول ، فيُخيّل له أن الحلّ والسعادة في السفر ومعاقرة الخمرة والسهر حتى الفجر ومواقعة المومسات ، فيحزم أحقبة السفر ويسافر ثم يعود ويكتشف أنّ العلّة مازالت بل كأنها زادت وهنا نقول له رويدك.. فقد أخطأت الهدف .

    يلجأ إلى الأغاني فيسمع أحدث مانزل منها ويتراقص مع الألحان ويردّد مع الفنّان ، يريد المسكين أن تزول عنه الأحزان ولا يلبث قليلاً حتى يعود مثل ما كان بل أشدّ مما كان ، وهنا نقول له قف لقد أخطأت الهدف .

    يقول نعم هي في المال ، الحل في كثرة المال ، لا تُستجلب السعادة إلا بالمال ، ويبدأ بتجميعه وتحصيله لا يهتمّ بمصدره حلالاً كان أم حراماً ، يغيب عن أهله أياماً ولا يدري عن أحوالهم وحياتهم . وبعد هذا العناء والشقاء تحقق ما أراد ، القصر المشيد بأنواره المتلألئة وخضرته الناظرة والسيارات الفارهة والخدم والحشم والأموال الطائلة وكل ما كان يتمناه ولكن!!! ومع هذه النّعم وجد نفسه وقد أجهدته الأمراض وازدادت عليه الهموم والغموم وتكالبت عليه ، والضيق أصبح له ملازماً واكتشف بعد ذلك أنه قد أخطأ الهدف .

    وهذه المسكينة الحزينة أصبحت للهموم والضيق رهينة ، جلست تبحث عن مخرج وحلول لعلّ ما فيها يزول وسوّل لها الشيطان فقال : سعادة القلب وراحته في لفت أنظار الناس ، فحواجبكِ غليظة فحِفّيها ، وعبائتك على رأسك أنزليها وعلى الأكتاف ضعيها لتسحر الأنظار ، وإن كانت مُخصّرة فهي بالتأكيد روعة ، وذاك الصوت الشجي زيّنيه بالخضوع وافسحي له المجال ليأسر قلوب الرجال . وإن كنتِ في النّت فالمجال أوسع ، في المنتديات والشات تحلو المغامرات ، قالت سمعاً وطاعة (( كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِين )) ، كانت ترجو السعادة ولم تر إلا التعاسة ، والهمّ كاد أن يخنقها ، والغمّ زاحم الهمّ ، وهنا صاحت وقالت يارب قد أخطأت الهدف .

    بعض هؤلاء المساكين يعاند ويكابر ولا يريد الحلول السليمة ، يتظاهر بالسعادة ، وهو في الخلوات كالطفل يبكي بحرارة من شدّة الضيق والحزن . أما العقلاء منهم فيتساءلون : ماهو الحل ؟ وأين السعادة ؟ قد عرفنا غذاء الجسد وراحته ، فما بالنا لم نهتدي إلى دواء الروح وراحته ، ماهو السرّ في سعادة إبراهيم ابن أدهم حينما قال : ( لو علم الملوك وأبناء الملوك ما نحن فيه من النعيم والسرور لجالدونا إذاً بالسيوف ) ، نريد قلباً كقلب هذا القائل ( وإنه لتمر بالقلب ساعات يرقص فيها طربًا حتى أقول : إن كان أهل الجنة في مثل ما أنا فيه إنهم لفي نعيم عظيم، إنهم لفي عيش طيب) . ولاشك أن هذه الأسئلة تنمّ عن قلبٍ متعطشٍ يريد النجاة والحياة السعيدة ، فأبشر أيها السائل قد قاربت من الهدف وأوشكت أن تصيبه ، فإليك بعض أسباب السعادة :-

    1) التوحيد ، وهو من أعظم أسباب السعادة . يقول ابن القيم رحمه الله : على حسب كمال التوحيد وقوته وزيادته يكون انشراح صدر صاحبه. قال الله تعالى : (( أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ )) وقال تعالى: (( فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاء . ((
    - فالهدى والتوحيد من أعظم أسباب شرح الصدر، والشرك والضلال من أعظم أسباب ضيق الصدر وانحراجه.

    2) الإيمان ، وهو قول باللسان واعتقاد بالقلب وعمل بالجوارح وليس الإيمان بالتمني ولا بالتحلي ، والإيمان نورٌ يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية ، فعندما يزيد هذا النور بزيادة الأعمال الصالحة تحدث السعادة وينشرح الصدر (( مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً (( ، وتأتي الصلاة على رأس الأعمال الصالحة ، ( يا بلال أرحنا بالصلاة ) ، والخاشع في صلاته إذا انصرف منها وجد الراحة والسعادة والنشاط . ومن الأعمال الصالحة كذلك الصيام وبر الوالدين وصلة الأرحام والإحسان للناس بالقول والفعل ونحو ذلك .

    3) متابعة رسول الله صلى الله عليه وسلم والتمسك بسنته . لذا تجد من حاد عن سنته من أهل البدع وغيرهم من أضيق الناس صدوراً ، وأكمل الخلق متابعة للرسول صلى الله عليه وسلم كما قال ابن القيم أكملهم انشراحاً ولذة وقرة عين، وعلى حسب متابعته ينال العبد من انشراح صدره وقرة عينه ولذة روحه ما ينال ، فهو صلى الله عليه وسلم في ذروة الكمال من شرح الصدر، ورفع الذكر، ووضع الوزر، ولأتباعه من ذلك بحسب نصيبهم من اتباعه .

    4) ملازمة ذكر الله ، (( أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ (( ، يقول ابن القيم : للذكر تأثير عجيب في انشراح الصدر ونعيم القلب، وللغفلة تأثير عجيب في ضيقه وحبسه وعذابه . ويأتي القرآن على رأس الذكر ، فمن تدبر معانيه ووقف عند عجائبه وحرك به قلبه وجد ما كان يشدوه من راحة وطمأنينة . ومن الذكر أيضاً ، أذكار الصباح والمساء والنوم وعند الاستيقاظ وأدبار الصلوات ودخول المنزل و المسجد والخلاء والخروج من ذلك ، والذكر المطلق كالتسبيح والتحميد والتهليل والتكبير ونحو ذلك ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من الذكر أيضاً وكذلك طلب العلم وتعليمه .

    5) تقوى الله .
    ولست أرى السعادة جمع مال *** ولكن التقـيّ هـو السعيـد
    قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه : التقوى هي الخوف من الجليل ، والعمل بالتنزيل ، والقناعة بالقليل ، والإستعداد ليوم الرحيل .
    وقال الحسن رحمه الله : المتقون اتقوا ما حرم الله عليهم وأدوا ما افترض الله عليهم .

    خـلّ الذنـوب كبيرهـا *** وصغيرهـا ذاك التقـى
    واصنع كماش فوق أرض *** والشوك يحذر ما يـرى
    لا تحـقـرنّ صغـيـرة *** إنّ الجبال من الحصـى

    ولا شك أنّ للذنوب والمعاصي أثراً على العبد في ضيق صدره وشتات أمره قال الله تعالى : (( وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً ((
    يقول ابن القيم : أن العاصي يجد ظلمةً في قلبه ، يُحسّ بها كما يحسّ بظلمة الليل ، فتصير ظلمة المعصية لقلبه كالظلمة الحسية لبصره ، فإن الطاعة نور ، والمعصية ظلمة . ثم يقول رحمه الله : وتقوى هذه الظلمة حتى تظهر في العين ، ثم تقوى حتى تعلو الوجه، وتصير سواداً يراه كل أحد .
    قال ابن عباس : وإنّ للسيئة سواداً في الوجه ، وظلمةً في القلب ، ووهناً في البدن , ونقصاً في الرزق ، وبغضةً في قلوب الخلق .

    رأيت الذنوب تميت القلوب *** وقد يورث الـذل إدمانهـا
    وترك الذنوب حياة القلوب *** وخير لنفسـك عصيانهـا

    6) العلم النافع ، وهو الموروث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم . يقول ابن القيم رحمه الله عن هذا العلم : يشرح الصدر ويوسّعه حتى يكون أوسع من الدنيا، والجهل يورثه الضيق والحصر والحبس ، فكلما اتسع علم العبد انشرح صدره واتسع .

    هذه بعض أسباب السعادة وكفى بها لمن أراد فعلاً عيش السعداء ، راحة وأمان في الدنيا وفي الآخرة (( جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ((

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Dec 2001
    الموقع
    بين السحاب ..~
    الردود
    45,952
    الجنس
    أنثى
    التدوينات
    4
    التكريم
    • (القاب)
      • دُرّةالحوار
      • نبض وعطاء
      • شمس لاتغيب
      • روحَ نابضة
      • بصمة تعاون
      • بصمة مبدعة
    (أوسمة)
    أثابكم الله وبارك فيكم
    .
    يوماً ما ستختفي الأسماء ...
    وتبهت الحروف ..وتبقى أطياف ذكريات
    أملي أن لاتنسوني من دعواتكم كلما لاحت لكم *
    أستودعكم الله الذي لاتضيع ودائعه .


  3. #3
    تاريخ التسجيل
    May 2004
    الموقع
    الرياض
    الردود
    192
    الجنس

    Smile

    بارك الله فيك أخي الكريم
    فعلاً ألاحظ كثرة انتشار الاكتئاب والقلق والأمراض النفسية
    ولو تفكرنا قليلاً لعرفنا السر في ذلك
    جزاك الله خيراً على موضوعك القيّم

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Apr 2004
    الموقع
    أعمــاق بحـــاري
    الردود
    21,074
    الجنس
    أنثى
    احفظ الله يحفظك

    شكرا لك اخي الكريم

    موضوع ونقاط وطرح رائع

    إن الساعة الأكثر ظلمة هي الساعة التي تسبق شروق الشمس

    اذا ان اعجبكِ موضوع لي فلا تقل لي شكراً و لكن أدعي:
    اللهم اغفر له ولوالديه ما تقدم من ذنبهم و ما تأخر..
    وقِهم عذاب القبر وعذاب النار .. و ادخلهم الفردوس الاعلى مع
    الانبياء و الشهداء و الصالحين...واجعل دعائهم مستجاب بالدنيا والآخره اللهم اجمعين


  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Feb 2003
    الردود
    4,150
    الجنس
    أنثى

    بوركت أخي الكريم على هذا الطرح القيّم ..

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Dec 2001
    الردود
    12,333
    الجنس

    جزاكم الله خيراً وبارك فيكم ..



    -- من أراد أن ينقل أياً من موضوعاتي فله ذلك بدون سؤالي أو إستئذاني وبدون حتى الإشارة إلى المصدر --
    سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك ..


  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Dec 2005
    الموقع
    في مملكة الانسانيه
    الردود
    6
    الجنس

    معا ضد منتتجات الدنمرك

    لعنةالله على اعداء الاسلام نحن نناصرك يانبيالله محمد يكفيك فخرا ان الله يصلي عليك ويسلم فلانبالي باعداء الله

مواضيع مشابهه

  1. الردود: 1
    اخر موضوع: 12-05-2010, 08:17 PM
  2. من بين ركام الهموم والغموم هاهو الحل !
    بواسطة عزوتي ابوي في روضة السعداء
    الردود: 15
    اخر موضوع: 01-11-2009, 06:21 PM
  3. الردود: 11
    اخر موضوع: 03-06-2009, 04:29 PM
  4. قصة طبيب .........من اليتم إلى القمة
    بواسطة داعيه لله في ركن المواضيع المكررة
    الردود: 1
    اخر موضوع: 02-03-2009, 03:37 AM
  5. العقم ... قد يكون نعمة أحياناً
    بواسطة Ra3y AmReeKa في الحمل والولادة و الرضاعة
    الردود: 6
    اخر موضوع: 21-08-2006, 02:08 AM

أعضاء قرؤوا هذا الموضوع: 0

There are no members to list at the moment.

الروابط المفضلة

الروابط المفضلة
لكِ | مطبخ لكِ