،،،،،،،،،،،،،،،،، (( بسم الله الرحمن الرحيم ))،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
نقضت الروم الصلح الذي كان بينهم وبين المسلمين ، الذي كان قد عقده الرشيد بينه وبين رنى ملكة الروم الملقبة أغسطه ، وذلك أن الروم عزلوها عنهم وملكوا عليهم النقفور ، وكان شجاعا يقال إنه من سلالة آل جفنه ، فخلعوا رنى وسملوا عينيها ،
فكتب نقفور إلى الرشيد :- ( من نقفور ملك الروم إلى هارون ملك العرب ، أما بعد فإن الملكة التي كانت قبلي أقامتك مقام الرخ وأقامت نفسها مقام البيدق ، فحملت إليك من أموالها ما كنت حقيقا بحمل أمثاله إليها ، وذلك من ضعف النساء وحمقهن ، فإذا قرأت كتابي هذا فأردد إلي ما حملته إليك من الأموال وأفتد نفسك به ، وإلا فالسيف بينا وبينك ،
فلما قرأ هارون الرشيد كتابه أخذه الغضب الشديد حتى لم يتمكن أحد أن ينظر إليه ، ولا يستطيع مخاطبته ، وأشفق عليه جلساؤه خوفا منه ، ثم أستدعى بدواة وكتب على ظهر الكتاب : ( بسم الله الرحمن الرحيم ، من هارون أمير المؤمنين إلى نقفور كلب الروم ، قد قرأت كتابك يا ابن الكافرة ، والجواب ما تراه دون ما تسمعه والسلام )
ثم شخص من فوره وسار حتى نزل بباب هرقلة ففتحها واصطفى ابنه ملكها ، وغنم من الأموال شيئا كثيرا ، وخرب وأحرق فطلب نقفور منه الموادعه على خراج يؤديه إليه في كل سنة ، فأجابه الرشيد إلى ذلك ، .
الله أكبر أنه العزة التي كانت للمسلمين يوم أن كانوا مسلمين حقيقة لا اسما ، كانوا شعوبا وأفرادا ، حكاما ومحكومين ، كل منهم يسعى إلى تطبيق أوامر الله واجتناب نواهيه ، أما الآن فأصبح المسلمين في ذله لا يعلمها إلا الله بسبب تركهم أوامر الله تعالى وفعلهم نواهيه ،
كثير من بلاد المسلمين لا تحكم بشرع الله بل تحكم بشرع الكفرة اليهود والنصارى ،
كثيرا من المسلمين يرتكبون الشرك الأكبر المخرج من الملمة من الطواف بالقبور ومن الذبح لغير الله ،
كثير من المسلمين لا يصلون ، كثير من المسلمين أضاعوا الأمانة التي في رقابهم ، فأدخلوا الحرام إلى بيتهم وأفسدوا نساءهم وأولادهم وبناتهم ، وغيرها من الذنوب والمعاصي التي يندى لها الجبين ، إن المسلمين لن يعودا إلى عزتهم إلا بطاعة الله واجتناب نواهيه , فنسال الله أن يعيد للمسلمين مثل هؤلاء الجيل إنه ولي ذلك والقادر عليه .
الروابط المفضلة