بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قديماً قال جوته..< قف أيها الزمن..ما أجملك > ..!!
في لحظة فرحٍ عارمة قالها هذا الغربي..ربما هي لحظة انتصار أو نجاح أو نشوة.. أحس بالسعادة لدرجة أنه تمنى أن يتوقف الزمن..!!هذا الغربي الذي لا يعرف الإسلام ولم يذق حلاوة الإيمان طيلة عمره يشعر أنه في قمة السعادة..فكيف لو كان مسلما..أي سعادة كان سيعيشها وأي جملة كان سيخلدها للتاريخ؟؟
يوماً ما..كان المسلمون يحكمون الدنيا كلها من أقصى الشرق إلى الغرب.!يومها كان الكل يتمنى أن يتوقف الزمن على تلك الأيام ذات المجد التليد..يوم أن حكمنا عمر بن عبد العزيز..يوم أن قادنا خالد بن الوليد..يوم أن خضعت الدنيا لقتيبة واستقبلت بالبشر صلاح الدين ..أي سعادة كنا نعيشها وأي عظمة كانت تتلحفنا!! أي مجد كنا نحتويه وأي نصر كان يتوشحنا!! هكذا كنا نملك العالم ونحكمه تحت راية الإسلام يوم أن كانت الله أكبر يعلو صداها في أرجاء الدنيا..يوم كانت لا إله إلا الله ترفرف فوق قارات الدنيا ومحيطاتها..يومها قالها المسلمون بصدق..< قف أيها الزمن ..ما أجملك>!!
هذا الزمن البهي التليد انقضى وولى وصار نادرا كندرة أصحابه ورجاله..! هذا الزمن البهيج تحول إلى عصر الفتن والحروب والماسي والخراب والدمار..تحولت أفراحه أتراحاً وأمجاده رماداً.!!.تحول السلام والأمن إلى إرهاب وفتن..شحت فيه البسمة وذبلت الفرحة..بهتت ألوانه واستحالت سوادا قاتماً .. انقضى العز وبقي الذل والهوان!! ذهب عمرُ ورحل سعدُ والمقداد..طرد وتشريد..قتل وتعذيب..دماء تنزف وأعراض تنتهك..في فلسطين تصرخ الجراح!!وفي العراق امرأة تستنجد واإسلاماااااااااه !! شمل مشتت ومجد ضائع.. والمسلم مشغول بقتل أخيه المسلم..!!والمرأة تجري خلف الموضة والتقليد!!
فيا أمة المليار..يا أمة المجد التليد..متى ينجلي الظلام وينكشف عنك الغمام؟!هاهم الكفار وأحفاد القردة والخنازير يدنسون الأقصى ويجعلون من قدسيته سياحةً لإخوانهم الغرب!!وهاهم الأمريكيون يطعمون أطفال العراق من أجل التنصير!!اتحدوا علينا من كل حدب وصوب(تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى)..قاتلهم الله أنى يؤفكون..ألم يئن الأوان لنفيق من السبات العميق؟!
أي رحم سوف تنجب مثل خالد بن الوليد؟!أي صلب سوف يخرج مثل عمر بن عبد العزيز؟!أي بطن سوف يحمل كهارون الرشيد؟!أم ياترى أصيبت أمتي بعقم الأبطال؟!
< قف أيها الزمن..ما أجملك!!> كنا نقولها- قبل جوته- كنا ننشدها بعزة واليوم أصبحنا نرثيها بحسرة..اليوم صرنا نتمنى أن يمر هذا الزمن البائس وينقضي!! اليوم أصبحنا ننظر بحسرة إلى حال أمتنا ولسان حالنا يقول< امض أيها الزمن..ما أتعسك!!>..
غرباء صرنا.. نرجو العزة ونحن أبعد ما نكون عنها..نحلم بالمجد ونحن نغط في نوم متواصل..نصيح بعبارات الإصلاح وجمل الحماس المزخرفه ونسينا أو تناسينا أن الإصلاح يبدأ من أنفسنا..الإصلاح يبدأ من الصلاح..من القران ومن السنة..منا نحن أنفسنا..من قلب يخشع
ولسان يذكر وعين تدمع من خشية الله..!!
عزتنا ومنعتنا في اتحادنا وقوتنا .. في كلمة تجمعنا ومسجد يضمنا .. ليست في حروب داخلية وقتل المسلم لأخيه المسلم وترويعه.. ليست العزة في إراقة الدماء ونشر الرعب في أرض الإسلام وبين قوم تعلو فيهم كلمة لا إله إلا الله..لا..ليس بهذا يستعاد المجد..وما هكذا تورد الإبل!!
إن كنا نبحث عن المجد التليد والعزة الآفلة .. فلنصلح أنفسنا أولا.. لنكن دعاة إلى الله ننشر الإسلام والخير في بقاع الأرض كلها.. بالعدل والحق والحلم سوف نرجع المنعة..ليس بالحرب والترويع وسفك الدماء..فنحن أمة القلم قبل أن نكون أمة السيف..ونحن دعاة قبل أن نكون غزاة..!!فلئن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم..!! نعم..خير لنا من إراقة الدماء ونشر الخوف ..!!
< قف أيها الزمن..ما أجملك!! >..سوف نقولها مرة أخرى بإذن الله..فقريبا سوف تنقشع الظلمة وتذهب الغمة وتعود المياه إلى مجاريها..قريبا بحول الله وقوته سوف يعود السلام بالإسلام وليس بالفتن!! وسوف يعود الأمن بالإيمان وليس بالقتل!!
قال تعالى( كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر)
بهذا كنا خير أمة..وبهذا نحن الآن نعمل..وهكذا سوف نكون..هكذا سوف نكون..خير أمة بإذن الله.
ملحوظة/ للأمانة العلمية اقتبست فكرة هذا الموضوع من مقال قرأته لرئيس تحرير المجلة العربية..الدكتور/ حمد القاضي..في زاويته: مرافئ ..العدد/311 ..وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
`~'*¤!||!¤*'~`((قف أيها الزمن..ما أجملك!! ))`~'*¤!||!¤*'~`
رد مع الاستدلال
الروابط المفضلة