بسم الله الرحمن الرحيم

يسود في الأوساط الإجتماعية بكافة أطيافها تقريباً إعتقاد بأنه لكي تكون الحياة الزوجية بين الزوجين ناجحة ومثمرة ودائمة .. فإنه يجب أن يتوافقا في أغلب إن لم يكن كل الصفات والخصائص والهوايات والرغبات وحتى المؤهلات والتخصصات العلمية ..

وفي هذا الجانب راجت وشاعت بين الناس صورة سلبية عن الرجل بالأخص .. فيُقال بأن الرجل لا يطيق أن تكون زوجته أكثر منه تأهيلاً علمياً .. أو أكبر منه منصباً عملياً .. هكذا على الإطلاق وبالعموم بدون تقييد أو إستثناء .. وهذا لعمري خطأ فادح أستشرى بين الناس فصدقه كثير منهم وساهم في ترويجه لمجرد الترديد وتقليد الغير .. فهو آنذاك كالببغاء يُقلد ما يسمع دون أن يعيه .. وقد رأينا على أرض الواقع كثيراً من الحالات التي تدحض مثل هذه الإدعاءات .. فكم من رجل يعمل حارساً في مدرسة وهو متزوج من إمرأة تعمل مُديرة لتلك المدرسة .. وهذا على سبيل المثال لا الحصر .. قد تكون تلك الحالات قليلة .. ولكنها تظل موجودة .. وغيرها كثير ..

ولو رجعنا بذاكراتنا قليلاً إلى الوراء .. إلى زمن آبائنا وأمهاتنا .. ثم تفحصنا بعين ثاقبة حياتهم الزوجية .. لرأينا من التفاني والإخلاص والتضحية في سبيل إسعاد الآخر العجب العُجاب .. فلا هم نالوا حظاً من التعليم والمؤهلات العلمية .. ولا هم تقلَّدوا المناصب والمراتب .. بل كانت حياتهم بسيطة وعادية جداً .. وبالرغم من ذلك .. عاشوا حياتهم حتى آخر لحظة منها بتفاهم وتناغم يندر أن يوجد مثيله في زماننا هذا ..

فهل ترون أن الفارق العلمي والعملي يؤثر سلباً في الحياة الزوجية كما يرى البعض ؟!

تحياتي ،،،

بسم الله الرحمن الرحيم

سيدي الكريم ناصح / يبدو لي جلياً من كلامك ان ردك على هذا التساؤل سيكون بلا ، لا يؤثر الفارق العلمي سلباً الحياة الزوجية.
بدليل انك استشهدت بحياة آبائنا واجدادنا وكيف انها كانت ناجحة بغض النظر عن نصيبهم من التعليم والعلم مما جعلني اقرأ الموضوع مرة ومرات قبل ان اضيف رأيي .

ولكن اسمح لي ان اختلف معك فى الرأي قليلاً ، ارى ان الفارق العلمي بين الزوجين قد يؤثر بالفعل سلباً على حياتهما ليس بالضرورة ان ينهيها ولكنه سيفرض بعداً وبيناً تفكيريا وانسجامياً بين الطرفين، واختلافي معك فى الجانب العلمي فقط وليس العملي او المادي إذ ان نجاح أو فشل الزواج لا يتوقف بالدرجة الأولى على تفوق المرأة أو تواضع إمكانيتها أمام إمكانيات زوجها، وخاصة أننا نتحدث هنا عن الإمكانيات المادية فسنجد أنها لا تؤثر كثيراً على التوافق الزوجي، وأن الزيجات التي تفشل بسبب التفوق المادي للزوجة يرجى الفشل في النهاية إلى أسباب نفسية متعلقة بالتكوين النفسي للزوج ويكون التفوق المادي هو القشة التي قصمت ظهر البعير أو هو السبب في تفجير الصراعات النفسية التي يعاني منها الرجل وخروجها إلى السطح وإطاحتها بسعادة الزوجين.

أما إذا تطرقنا إلى مجالات التفوق في الذكاء والشخصية والثقافة، فإننا سنجد حالات خلل أخرى وخاصة إذا كان التفوق والتميز في صالح الزوجة. لان الزوجين يقضيان مع بعضهما اوقاتا طويلة تتنوع فيها المواضيع والنقاشات فإن لم يحس الزوج او ينزعج لعدم قدرته على مسايرة زوجته فى النقاش فحتماً ستحس هي بذلك وفى مجتمعاتنا المسلمة حيث يصعب على المرأة الاختلاط والحديث مع رجال آخرين الا للضرورة وباقتضاب فإن المرأة حينها ستفتقد عنصراً مهماً فى علاقتها بزوجها ألا وهو عنصر الاستيعاب الفكري من قبل الزوج ( يتغاضى عنها النساء فى الغرب بوجود صديق فكري او زميل عمل -مع التحفظ-)

أما اذا كان التفوق في صالح الزوج فاعتقد ان هنا تكون المشكلة اهون بكثير لأن هذا وضع تعودنا عليه وكبرنا معه بل هو موروث من حياة ابائنا واجدادنا التى استشهدت بها ايها الفاضل انه تراث، تراث من الصعب أن نرجع إلى أصله وبداياته. ولا نستطيع أن نرجع إلى أسبابه، تراث يملي ويفرض أن يكون الرجل متفوقاً أو على الأقل مساوياً لإمكانيات زوجته.
ربما لان فى الزمن الماضي كان التعليم حصراً على الولد اما البنت فتعليمها ودوراتها تكون فى المطبخ وامور العناية بالمنزل والابناء ... فتبقى هي فى المنزل واركانه ويخرج هو الى العالم الخارجي فتتوسع مداركه وتتنوع علاقاته وبالتالي معلوماته وثقافته ويبقى هو عينها التي تنظر بها الى ما وراء جدران البيت وهناك يبرز تفوقه عليها ثقافيا
اما الآن ومع توفر امكانية التعليم والتوظيف للنساء و توفر التكنولوجيا الحديثة والوسائل التعليمية والتثقيفية المتعددة التى انتم أخبر بها مني والتى اصبحت تتيح للمرأة تنمية وتوسيع مداركها وآفاقها حتىمن موضعها فى البيت اصبح من السهل جدا ان نجد زوجة اكثر ثقافة وعلما من زوجها مما قد يجعل بعض الازواج الذين لا يزالون متأثرين بحياة آبائهم واجدادهم وبالافتراضية السالف ذكرها يجدون صعوبة فى استساغة وتقبل الوضع فى حين يفخر البعض الآخر بذلك ولا يجد فيه مشكلة .

عموماً وحتى لا اطيل اكثر من هذا فإن الخلل فى الحياة الزوجية فى رأيي ليس سببه الحقيقى تفوق المرأة علميا وثقافيا على زوجها ولكن الخلل في العلاقة يحدث إذا شعر الرجل بعجزه وإذا شعرت المرأة بتفوقها. هذه الأحاسيس السلبية ستؤثر على إدراك كل منهما للآخر وستخلق درجة معينة من الحساسية تؤثر على موقف كل منهما من الآخر.

الأخت الفاضلة .. السلطانة ..

مرحباً بكِ وبوجهة نظركِ تجاه الموضوع .. والتي وجدتني مجبر أمامها لأشكركِ على هذا التفنيد المُميز .. والذي بلا شك يُمثل وجهة نظر شريحة واسعة من الناس ..

سأعود بإذن الله لاحقاً للرد على ما تفضلتي مشكورة بطرحه .. لضيق الوقت الآن .. وأُجدد شكري لكِ مرة أخرى على هذا الطرح المُميز ..

تحياتي ،،،

اخي ناصح , اعجب لموضوعاتك وطرحها الرائع دائما ولانها تمس حياتنا ومايدور فيها من احداث .


كنت قبل ان التحق بركب لك اغار من زوجي لانه اكمل تعليمه والتحق بوظيفة , وكنت دائمة الشجار معه لاني تركت تعليمي من اجله ومن اجل الاطفال , خصوصا عندما رايت اخته تنطلق في ركب التعليم , ولكن فجاة وجدت نفسي افكر هل حقا عندما يكون المستوى التعليمي بين الزوجين مختلفا يكون سببا في الخلافات اليومية بالنسبة لي كنت عندما افكر في هذا الموضوع وارى زوجي يحكي لي عن يومه وكيف انه وجد نفسه في عمله وانه يفكر في ان يكمل تعليمه العالي ابدا في تكرار مشكلتي واقول له اذا كان لديك المال الكافي للدراسة فانا اولى ان اكمل تعليمي حتى لايكون تفكيري محدود فقط في الطبخ واعمال المنزل .

اما الان وبعد ان شغلت نفسي في اركان هذا الموقع ووجدت فيه بغيتي ووجدت نفسي اغوص في اعماق العلم بدات انسى فكرة الدراسة .


اسفة اذا كنت قد خرجت عن نطاق الموضوع لكن موضوعك حرك في مشاعر كنت قد نسيتها , لكن بالفعل هناك حالات كثيرةعرفتها وشاهدت حالة طلاق كان سببها ان الزوجة اكملت تعليمها العالي واصبحت مسؤولة كبيرة في احدى جامعاتنا والزوج مكانك سر , فاصبح يغار منها في كل شيء وبدات المشاكل تزيد بينهما وتم الانفصال .


ما اشاهده واسمعه انه من الافضل ان يكون الزوج ذا مكانة تعليمية مرتفعة وان تكون الزوجة اقل مستوى , المشكلة اذا كان الزوج ذا عقلية غريبة يمنع حتى ان يكون لدى زوجته خبرة في تعلم الكومبيوتر حتى لايؤدي ذلك تعلمها للنت ودخولها في ذلك العالم الفسيح يريد من زوجته ان تكون خادمة تخدم زوجها وبيتها , فهل هذا يعقل , لكن من نظرتي انا لابد ان يكون لكل من الزوج والزوجة مستوى تعليمي يخصه وان اراد كلا منهما ان يكمل وان يكون مستواه التعليمي عال فمن مقدور اي منهما ان يستمر فالله عز وجل امرنا بالتعلم فمادام ابن ادم عائش على وجه الارض فمن واجبه التعلم والبحث عن العلم لانه سوف يسال عن ذلك في اخرته .

وشكرا .

بسم الله الرحمن الرحيم

طيب ..

بدايةً .. ينبغي لنا عند طرق أو نقاش أي قضية أن نضع نُصب أعيننا دائماً أن (إختلاف الرأي لا يُفسد للود قضية) .. وأن إستيعاب وجهات النظر المختلفة خير من إقصائها ..

وعليه ..

تفضلتي أختي الفاضلة بالقول : (( ارى ان الفارق العلمي بين الزوجين قد يؤثر بالفعل سلباً على حياتهما ليس بالضرورة ان ينهيها ولكنه سيفرض بعداً وبيناً تفكيريا وانسجامياً بين الطرفين، )

فأقول :

هذا ما نُعاني منه أختي الكريمة .. التعميم .. فلو حصل وإن وقع ما تفضلتي به بين زوجين أو أكثر فلا يعني ذلك بالضرورة أن يكون ذلك حال كل الأزواج الذين يوجد بينهما فوارق علمية .. وحتى يكون الحكم مُنصفاً وعقلانياً يجب أن يكون بعيداً عن التعميم النابع في الغالب من الإندفاعات والعواطف ..

تفضلتي وقلتي : (واختلافي معك فى الجانب العلمي فقط وليس العملي او المادي إذ ان نجاح أو فشل الزواج لا يتوقف بالدرجة الأولى على تفوق المرأة أو تواضع إمكانيتها أمام إمكانيات زوجها، وخاصة أننا نتحدث هنا عن الإمكانيات المادية فسنجد أنها لا تؤثر كثيراً على التوافق الزوجي) ..

فأقول :

لست أنا فقط من يُخالفكِ الرأي في هذه النقطة .. بل الواقع يُخالف ما تفضلتي به .. فتفوق المرأة مادياً على الزوج وشعوره أنه بحاجة إليها مادياً يُشعر البعض منهم بالنقص .. كما أنه يولد لدى بعض الزوجات نوع من التمرد والفوقية التي تُمارس ضد الأزواج .. وهو ما لا يقبله كثير منهم .. فتكون هي الشرارة التي تُسعر ناراً تأكل الأخضر واليابس في الحياة الزوجية ..

تقولين : (أما إذا تطرقنا إلى مجالات التفوق في الذكاء والشخصية والثقافة، ) ..

فأقول : يجب الا نجعل الذكاء والشخصية هي نتاج الثقافة .. فقد يكون هنا شخص ذكي جداً وشخصيته قوية ومقنعة ولكنه ليس مثقفاً بالمعنى الدارج اليوم .. بينما قد نجد شخصاً مثقفاً بمعاييرنا اليوم وهو لا يستطيع أن يكِّون جملة من عدة كلمات أمام جمع من الناس .. لذا وجب التنبيه ..

ثم تقولين بعدها : (فإن لم يحس الزوج او ينزعج لعدم قدرته على مسايرة زوجته فى النقاش فحتماً ستحس هي بذلك وفى مجتمعاتنا المسلمة حيث يصعب على المرأة الاختلاط والحديث مع رجال آخرين الا للضرورة وباقتضاب فإن المرأة حينها ستفتقد عنصراً مهماً فى علاقتها بزوجها ألا وهو عنصر الاستيعاب الفكري من قبل الزوج ( يتغاضى عنها النساء فى الغرب بوجود صديق فكري او زميل عمل -مع التحفظ-))

فأقول :

هذه مسألة نسبية .. فلا يعني كون الزوجين متساويين علمياً أن لا يخرج حديثهما عن دائرة النقاشات والحوارات .. وإلا لما كان للحياة الزوجية رونقها وعبقها .. فالمسألة برمَّتها مسألة إستيعاب للآخر نفسياً وفكرياً .. والحياة الزوجية يجب أن يتخللها تنازلات من كلا الطرفين .. وتختلف هذه التنازلات من حالة إلى أخرى ..

ثم .. لا أرى وجاهة وجوب أن تُناقش المرأة المثقفة رجلاً ترى أنه يُناظرها أو يُماثلها علمياً أو عملياً أو حتى توافقاً فكرياً أو نفسياً .. فما تريد أي أمرأة أن تُناقشه أو تُثيره من مشاكل تعترضها أو قضايا تُعايشها فبإمكانها أن تطرحه على أي صديقة لها تكون موازية لها ثقافياً وفكرياً .. وليس بالضرورة أن يكون ذلك مع رجل كتعويض عن معاناتها التي ترى أنها تُعانيها مع زوجها .... وأرى أنكِ قد تحفظتي مشكورة على ما يحصل في الغرب .. حيث أن تلك الصورة هي مما نرفضه رفضاً قاطعاً ونرده .. ونقبل غيره مما لا يتنافى مع ثوابتنا الدينية وعاداتنا وتقاليدنا ..

قلتي : (تراث يملي ويفرض أن يكون الرجل متفوقاً أو على الأقل مساوياً لإمكانيات زوجته. ) ..

فأقول : أسمحي لي أن أقول أن أرض الواقع أيضاً يُخالف ما تفضلتي به .. فمعنى قولكِ : ((يُملي)) و((يفرض)) .. أي يُكرِه -من الإكراه- أن يكون الرجل متفوقاً .. وليس هذا مقام الإستدلال بعكس ذلك .. لأن المقام عندها سيطول لكثرة الشواهد ..

تفضلتي بالقول : (ربما لان فى الزمن الماضي كان التعليم حصراً على الولد اما البنت فتعليمها ودوراتها تكون فى المطبخ وامور العناية بالمنزل والابناء ... فتبقى هي فى المنزل واركانه ويخرج هو الى العالم الخارجي فتتوسع مداركه وتتنوع علاقاته وبالتالي معلوماته وثقافته ويبقى هو عينها التي تنظر بها الى ما وراء جدران البيت وهناك يبرز تفوقه عليها ثقافيا ) ..

فأقول :

نعم .. كلامكِ في شقه الأول صحيح .. وكان ذلك حاصلاً فعلاً قديماً .. ولكن .. دعيني أسألكِ سؤالاً وأرجو أن تجاوبيني عليه : بصراحة .. لو طلبت منكِ أن تُقارني بين فتيات ذلك الزمان بتعليمهن البسيط جداً والمعدوم أحياناً .. وبين فتيات زماننا هذا .. وسأترك لكِ حرية المجال الذي تختارينه للمقارنة .. فأي الكفتين سترجح برأيكِ ؟! ..

ثم تفضلتي وقلتي : (مما قد يجعل بعض الازواج الذين لا يزالون متأثرين بحياة آبائهم واجدادهم وبالافتراضية السالف ذكرها يجدون صعوبة فى استساغة وتقبل الوضع فى حين يفخر البعض الآخر بذلك ولا يجد فيه مشكلة .) ..

فأقول :

أحسنتي .. هذه هي النظرة الواقعية للقضية .. وأنتِ هنا قد أنصفتي في حكمكِ .. بعكس ما كان في مقدمة ردكِ ..

ثم قلتي أخيراً : (عموماً وحتى لا اطيل اكثر من هذا فإن الخلل فى الحياة الزوجية فى رأيي ليس سببه الحقيقى تفوق المرأة علميا وثقافيا على زوجها ولكن الخلل في العلاقة يحدث إذا شعر الرجل بعجزه وإذا شعرت المرأة بتفوقها. هذه الأحاسيس السلبية ستؤثر على إدراك كل منهما للآخر وستخلق درجة معينة من الحساسية تؤثر على موقف كل منهما من الآخر.) ..

فأقول : أنتِ هنا قد ناقضت كل ما جاء في دركِ أعلاه .. حيث أرجعتي سبب الخلل الذي قد يحدث بين الزوجة إلى مجرد شعور الرجل بالعجز أمام زوجته .. وشعور الزوجة بتفوقها على زوجها ..

وهذا يُناقض ما تفضلتي به .. حيث قلتي : (ولكن اسمح لي ان اختلف معك فى الرأي قليلاً ، ارى ان الفارق العلمي بين الزوجين قد يؤثر بالفعل سلباً على حياتهما ) ..

وأخيراً ..

أشكركِ أختي الفاضلة السلطانة على هذه المداخلة المتميزة فعلاً .. والرقي في الطرح ..

تحياتي ،،،

الأخت الفاضلة .. أم سهيل ..

أشكركِ أختي الكريمة على حسن ظنكِ بأخيكِ .. فجزاكِ الله خيراً .. وأحسن إليكِ ..

ما مررتي به أختي الفاضلة حفظكِ الله ورعاكِ لم يكن حكراً عليكِ .. كثيرات هُن اللاتي مررن بمثل تجربتكِ .. وهنا ينبغي أن ننوِّه إلى أن ذلك يُعدُّ دحضاً للمزاعم التي تقول أن الرجل وحده من يغار في حال كانت زوجته أعلى منه درجة علمية .. ولو كان الأمر أمراً نسبياً .. ولكنه موجود ..

أما ما ذكرته في آخر ردكِ حول نوعية من الرجال تحجر على زوجاتهم ويمنعونهم من التعلم .. فهذا صحيح وموجود ولو كانوا قلَّة .. ولكنهم يُمثلون شريحة موجودة في الواقع ..

شكر الله لكِ أختي الفاضلة .. وأحسن إليكِ .. وكتب لكِ الأجر ..


تحياتي ،،،

وهناك طُرفة تصب في ذات المجرى .. أسمحوا لي أن أذكرها حتى نُلطف الأجواء .. ونخرج من حيز الروتين ..

يُقال بأنه كان هناك شاب ولد وترعرع في المدينة .. وعندما أراد الزواج نصحه أقاربه بقريبة له من أهل القرى .. وبعد أن أقنعوه بجمالها وشطارتها في أعمال المنزل من طبخ وغيره .. قرر أن يُقدم على الخطوة .. وحصل له ذلك فتزوجها ..

كان صاحبنا يتخيل كأي شاب في وضعه .. أنه سيسمع من زوجته العروس عبارات الحب والهيام والدلع والغنج .. وكان يُمني نفسه بكثير من الرومانسية معها .. ولكن ... !!

ولكن .. حدث عكس ما توقع ذلك الشاب .. فالعروس غلب عليها طبعها الذي تشأت عليه .. فلا تتحدث مع زوجها الشاب الهائم إلا عن الطبخ والنفخ .. فهذه فُلانة لا يُضاهيها أحد في إعداد الطبخة الفلانية .. وتلك فلانة لا أحد يتغلب عليها في أعداد الطبق الفلاني ..... الخ ..

تكدر صاحبنا العريس .. وضاق صدره ذرعاً بما وجد .. فقرر أن يستشير من يثق برأيهم وسبقوه في الزواج .. وأشاروه بأن يُهيء لها البئة المناسبة التي تساعدها على التحدث ودخول جو الرومانسية .. وقالوا له : فليكن البحر هو أول مكان تقصده بزوجتك .. لعل جو البحر الشاعري يُحرك فيها ما سكن من مشاعر ..

أخذ صاحبنا بمشورة من يثق بهم .. وأخذ زوجته العروس إلى شاطئ البحر .. وبينما هما جالسان على الشاطئ .. سرحت زوجته وهي تُناظر البحر .. ثم سرحت .. ثم سرحت .. واستبشر العريس خيراً .. وأنتظرها أن تتكلم .. وأنتظر .. وأنتظر .. حتى قرر أن يُفاتحها هو .. فسألها .. ما بكِ يا زوجتي الغالية ؟! .. أراكِ سارحة البال شاردة الذهن .. ما بكِ ؟ .. قولي ما لديكِ .. لا تتردي .. ما الذي تُفكرين فيه ؟؟!! ..

قالت له وهي ما زالت تنظر في البحر : أني أنظر إلى هذا البحر .. وقد تخيلت لو أنه كان مرقاً .. فتُرى كم يكفيه من العصيد ؟؟!!!

* العصيد أكلة شعبية ..

تحياتي ،،،

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جزاك الله خير اخي الفاضل على فكرة الطرح

وهذه مشكلة تتفاقم في مجتمعنا وخاصة ان ميل البنات للتعليم اكثر واكبر من ميل الشباب بحكم التحاق الشاب بعمل

والده او لتحسين وضعه المادي

فترى اخي الكريم على الاغلب ان الفتيات يتقدمن ويتفوقن بالعلم والدراية اكثر من الرجل المكافح ويمكن هذه من

وجهة نظر بلدي سوريه لا اعلم بالضبط ولكن هذه ظاهرة منتشرة فعلا بيننا


وطبعا اذا كانت الفتاة تريد الزواج لا تختار زوج اقل منها تعليما وثقافة وعندما يأتي النصيب لاحد الشباب متوسطي

التعليم من فتاة متعلمة حينها ستحدث المشاكل بسبب الفرق التفكيري واعذرني اخي الكريم انا ناقشك الموضوع

يمكن بالعكس عندما تتفوق المرأة بعلمها وثقافتها على الرجل لانها منتشرة جدا

الذي يحدث للرجل انه لا يريد زوجته افضل منه ولو بالعلم فيخلق المشاكل ويدعي التقصير من زوجته بأمور البيت

والاطفال وتحدث المشاكل واحيانا الانفصال

لماذا لان المرأة لا تتنازل عن وظيفتها التي تعبت وسهرت الليالي من اجل ان تصل لهذه المرحلة

على المرأة ان لا تنسى بيتها واطفالها وزوجها وتنشغل بعلمها يجب ان توفق وتكون وسطيه في كل شئ

واذا كان العكس الرجل يتفوق على المرأة فيكون التقصير من الرجل !!!!!!!!!!!!!!!على الرجل ان يشرح لزوجته من


بداية الارتباط انه يحب العلم ويحب الثقافة ولو كانت لا تحمل شهادات فبامكانها ان تكوني امرأة مثقفة بالاطلاع

والقراءة وبسماع توجيهات زوجها بعد ان يكون مرجع لها لتتقرب شوي من افكار زوجها

وهذا يرجع لذكاء المرأة واستيعابها لافكار زوجها فلا تنشغل كل الانشغال في الطبخ والزيارات والتلفونات فهذه طباع

تغيظ الرجل وتنفره من مملكته

وشكرا لك اخي على النقاش الهادف

أخي الكريم ناصح
أنا من وجهة نظري ليس بالضرورة أن يكون الزوجين بنفس المستوى العلمي ولكن يجب أن يكون بنفس مستوى التفكير فهناك كثير من المتعلمين ينقصهم الثقافة أي ليس كل متعلم مثقف وليس كل مثقف متعلم
(يعني معقول شخص مخلص كل دراسته من جامعة وماجستير ودكتورا ويأخذ واحدة لا تعرف القراءة ولا الكتابة والعكس كمان )
ولكن لكل قاعدة شواذ
يعني في الزواج يجب أن يراعى المستوى المادي والعلمي والثقافي بقدر المستطاع حتى يستطيع كل طرف أن يفهم على الطرف الأخر
وفي النهاية أقول يجب أن يكون كلا الزوجين عندهما ثقى وقناعة بشريكه الأخر

اظن ان هذه المسالة ترجع إلى الرجل فقبل ان يقدم على خطوة الزواج
يضع مقاييس الاختيارحسب طبيعته و تفكيره(اذا كان من النوع الغيور او الطموح او لا يهمه مستوى زوجته...)
هنا نتكلم فقط عن مقاييس المستوى التعليمي و العلمي و بذلك يتفادى كلا الزوجين المشاكل الناجمة
عن هذه الامور
هنا لم اتحدث عن المرأة لانها نادرا ما تؤثر عليها الفروق التعليمية
و هذا ما استنتجته على الاقل من واقعي والله اعلم ...
جزاكم الله خيرا على طرحكم و نقاشكم المميز