بسم الله الرحمن الرحيم
أراد الله أن أُقابل أحد الأخوة الأفاضل من دولة عربية شقيقة .. لم أره منذ فترة ليست بالقصيرة .. وبعد سؤاله عن أحواله .. سألته عن أخينا (أبو بدر) .. وأبو بدرٍ هذا .. هو رجل فاضل من ذات جنسية أخونا هذا .. تجاوز الأربعين وشارف على الخمسين .. مُلتزم بالسنة .. مُحافظ على الصلوات مع الجماعة في المسجد .. صاحب خلق ودين وعلاقات طيبة مع الجميع ولا أُزكي على الله أحداً ... فقال لي : ألا تدري ما أخباره ؟! ألم تسمع عنه شيئاً ؟! .. فأجبته بالنفي .. فقال لي : الرجل حدثت في حياته تطورات رهيبة !!! .. فقلت : خيراً إن شاء الله .. ماذا حصل له ؟!
فأجابني : الرجل سافر إلى بلده منذ عدة أشهر وتزوج بأخرى !!! .. قلت : وما الضير في ذلك ؟! .. هذا حق كفله له الشرع .. قال : لكن كان ذلك الزواج بمثابة مُصيبة حلّت بصاحبنا !! كيف ؟؟!! .. قال : عندما تزوج صاحبنا بالأخرى .. بلغ زوجته نبأ زواجه .. وأخذت تبحث عن مصداقية ذلك .. وعندما تأكد لها الأمر .. هل تعرف ماذا فعلت ؟؟!! .. قلت : طبعاً لا !! ..
قال : قررت أن تنتقم منه بطريقتها .. فما كان منها إلا أن اتصلت بأمن الدولة وأخبرتهم أن زوجها له علاقة وطيدة بتنظيم القاعدة .. فما كان من السلطات هناك إلا أن بادرت بإعتقاله .... وهو الآن في السجن يُحاول جاهداً أن يُثبت لهم عكس ذلك .. وأن ذلك إنما هو من كيد زوجته الأولى عقاباً له على زواجه من أخرى !! ..
صابتني الدهشة والحزن في آن .. الدهشة من المدى الذي قد تصل إليه الغيرة لدى المرأة .. والحزن على ذلك الرجل الطيب الذي لا يفقه شيئاً عن مثل هذه الأمور .. فلو سُئل عن تنظيم القاعدة لظنه فريق كرة قدم ..
أعانك الله يا أخانا الطيب المسكين أبو بدر .. وفك أسرك .. ولا أرانا ما أراك ..
بالمناسبة ..
تذكرت موقفاً كتبه أحد الكُتَّاب بإحدى الصحف المحلية عن ذات القضية ..
يقول : إن رجلاً كان متزوجاً من أمرأة عُرف عنها غيرتها الشديدة .. ولا تكاد تنتهي شكوكها التي يُصاحبها دائماً تحقيقاً دقيقاً لا يُطيقه زوجها ويتوخى دائماً مغبة الوقوع فيه ..
المهم .. حصل أن جاء إلى ذلك الزوج أحد معارفه يطلب منه أن يُعيره سيارته حتى يحضر مناسبة عائلية .. حيث أن سيارته قد تعطلت ولم يتمكن من إصلاحها لضيق الوقت ... وعندما أعاد الرجل السيارة إلى صاحبها في اليوم التالي .. كان لدى صاحب السيارة مشوار مهم بزوجته .. يقول : وعندما ركبت وزوجتي السيارة وبينما نحن متجهون إلى مقصدنا .. إذ بي ألمح فردة حذاء نسائية (كعب عالي) عند رجلي أمرأتي .. فأصابتني نوبة خوف قوية .. فلو أنتبهت زوجتي لتلك الفردة .. فستفتح لي تحقيقاً لا نهاية له .. وسيصعب عليَّ إقناعها بأنها لزوجة الرجل الذي أعرته سيارتي ..
يقول .. فطرأت لي فكرة جهنمية !! .. يقول : بينما نحن نسير .. أشرت إلى زوجتي أن تنظر من خلال نافذتها إلى ذلك المبنى الضخم .. وعندما نظرت .. حانت لي فرصة التخلص من تلك الفردة المشؤومة .. فتناولتها بخفة شديدة .. وسارعت برميها من شباكي .. وعندها تنفست الصعداء ..
يقول : وبعد دقائق معدودة وصلنا إلى مقصدنا .. وعندما هممت بالنزول من السيارة .. إذ بزوجتي تصرخ وتتمتم بكلمات لم أفهمها !! .. سألتها ما بكِ ؟!!! ما الذي حصل ؟!! .. قالت : حذائي .. حذائي .. لم أجد سوى فردة واحدة .. أين ذهبت الأخرى ؟!!
تحياتي ،،،
الروابط المفضلة