السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
غبت عنكم فترة طويلة مليئة بالنشاطات و كنت خلالها اقتنص بعض الدقائق التي تتاح لي في أوقات نادرة جدا" في الإطلاله على بعض المواقع
ولكن مر علي موقف قبل شهرين تقريبا" أصابني بعقدة كبيرة تجاه الانترنت والكمبيوتر بشكل عام
فطوال فترة علاقتي بالانترنت التي امتدت لست سنوات كمتصفحة ولما يقارب السنتين كعضوة مشاركة طوال هذه الفترة لم أرى خلالها سوى الوجه المشرق للإنترنت
وكانت لي فلسفتي الخاصة تجاه من يسيؤن استخدامه وهي :
لا أحد يجبرك على الاستخدام السئ للكمبيوتر فأبواب الخير مشرعة أمامك والشر كذلك والاختيار لك أنت فقط ...ولا فائدة من وجود شخص رقيب عليك ما لم تكن لديك رقابة ذاتية وخوف من الله في السر والعلن
قبل شهرين قرر زوجي شراء جهاز كمبيوتر خاص به بمواصفات خاصه وطلب من زميله مرافقته للسوق ....فأخبره زميله انه يعرف شخصا" يرغب في بيع جهازه الجديد وبمواصفات أكثر من تلك التي يريدها وبسعر أرخص .....
فاشتراه زوجي وكان جهازا" جيدا" بجميع المقاييس ويعتبر مكسبا"
وعندما احضره زوجي وشغلناه فوجئنا بأنه لم يمسح ملفاته وكانت عبارة عن اغنيات وفيديو كليب ....
فقلت لزوجي بعفوية : يبدو ان صاحب الجهاز من المستخدمين السلبيين للانترنت
واغلقناه على عزم بتغيير فورمات الجهاز غدا"
وفي اليوم التالي وبعد ذهاب زوجي لعمله ....دخلت لمكتب زوجي لتشغيل الجهاز وكانت نيتي تجريب برنامج السي دي رايتر وكيفية عمله
وكانت جميع البرامج فيه من أحدث الاصدارات مما يوحي بأن صاحبه على خبرة جيدة في استخدامه
وفي كل برنامج يوجد عدد من الملفات الخاصة بصاحب الجهاز وكنت اعتقد انها ملفات عادية لا توجد بها اسرارا ولا خصوصية وإلا ماتركها
فتحت برنامج الريل بلاير وكان فيها بعض الملفات المحفوظة وتحمل عناوين مبهمة مثل ...جديد ...مثير ....حلو ....شغل شغل
وفتحت احدها وفوجئت بمقطع لفيلم اباحي sid
لم يخطر في بالي يوما" أن تقع عيناي على هذا المنظر أبدا ....
صحت بهستيرية واغلقت الملف وانا ابكي واستغر الله .....ومازادني ألم وقهر هو ان طفلتي كانت تجلس في حضني ....صحيح انها صغيرة ولكن احساسي بالمسؤولية تجاهها يتعبني
رغم انها لقطة واحده فقط الا ان وقعها كان كبير على نفسي ....شعرت لحظتها ان شيئا ثقيلا" سقط على رأسي ....خرسانة ...حديد لا أعرف
وهرعت لغرفتي ابكي وانتفض وادرت المسجل على سورة المؤمنون ....وكنت ابكي وانا استغفر الله وادعو لطفلتي بأن يكفيها شر هذا الزمان الفاسد ....واعتذر منها واقول : سامحيني ياحبيبتي امك ماتقصد والله ماتقصد
تعوذت بالله من الشيطان الرجيم وعزمت على حذف هذه الملفات
فكل ماكنت افكر فيه لحظتها هو موقف زوجي عندما يذهب لتغيير الفرومات اليوم ( فالمهندس قطعا لا يعرف انه اشتراه من شخص ما)
وحذفت الملف ووجدت ملف آخر ولكن فرقه عن الأول أنه المحتويات داخله تحتوي على عناوين مشينة ومقززة وظليت احذف وابكي ...واحمد الله الذي اعاذني من غمزات الشيطان وهو يقول : عادي افتحي هذا ثم احذفيه يمكن مافيه شيء
ثم فتحت برنامج الفيديو والجهاز مليء عن بكرة ابيه بأفلام ومقاطع صوتية اباحية مما جعلني اشك ان هذا الجهاز لم يستخدم لمدة شهر بل اكثر
وكنت من هيبة الموقف والارتباك قد نسيت كيف احذفها فأزلت البرنامج كله
********
شعرت بالاشمئزاز تجاه هذه الجهاز والكره الشديد له
أشعر بالغثيان دائما" وفقدت الشهية للأكل كله بسبب لقطه
أتعجب كيف فعلت بي لقطة واحده رايتها صدفة ....في حين ان البعض يبحث عن هذه الأفلام بمحض ارادته ويحفظها ليمتع عينيه ليل نهار بالحرام والفساد
والله ياأخواتي هذا هو ماشعرت به في تلك اللحظة المشؤومة ...لقد شعرت بالخجل الكبير من نفسي وشعرت بعظم ذنب من ينظر اليها وخيل الي أن السماء والأرض تهتز غضبا" لمن يرى هذا الفساد
ألا يخجلون من أنفسهم (وأشدد كثيرا" على هذه النقطة ) ألا يخافون من الله ( وأشدد أكثر على هذه النقطة)
وعلى قدر اشمئزازي واحتقاري الشديد لذلك الشخص وأمثاله إلا أني في ذات الوقت أشفق عليهم
مساكين هؤلاء الأشخاص ...لقد أساؤا استخدام النعم المتاحة أمامهم من فهم وعقل وصحة ومادة
لقد رضوا بأن يقضوا أوقاتهم في البحث بين نفايات الانترنت ولم يروا منه إلا أقبح الوجوه
لقد فاتهم الشيء الكثير من الخير والأجر والفائدة في هذه الجهاز
لم يقتصر ذنب هذا الشخص على نفسه ولا على من ينسخ لهم هذه الأفلام ويرسلها لهم ...بل امتد لأسرة غافلة لم تفكر يوما" بطريقتهم الشاذة
فقد انهارت علاقتي الجميلة والطويلة بهذا الجهاز بسبب لقطة لم تتجاوز الثواني وكرهت هذا الجهاز ورفضت التعامل معه او حتى النظر اليه طوال الشهرين الماضيين
حتى قيض الله استاذة فاضلة في احدى الجمعيات الخيرية منذ أيام واعطتني دفعة قوية للعودة اليه ومواصلة علاقتي الجميلة مع هذه التقنية
وسأذكر ماقالته لي بعد حين
فجزاها الله عني كل خير
وحسبي الله ونعم الوكيل على من حاول خدش عفة بصري
قد يتوقع البعض أني أبالغ ...وقد يقرأ سطوري هذه من في نفسه شئ من الميل الى هذا النوع فأقول يااخواتي من رأى ليس كمن سمع فتأثيرها كبير والله
ونصيحتي لمن وصل اليهم مادة مشابهة كرسالة مثلا" أن لا تترد لحظة في حذفها فكل ماترردت للحظة فانك تعطي للشيطان فرصة كبيرة فقط احذفي بدون ادنى تفكير فستشعرين بعدها بأنك قوية الايمان ان شاء الله وستشعرين بلذة الانتصار على الشيطان وزلاته وخطواته
حفظنا الله واياكم من فتن هذا الزمان وأعف ابصارنا واسماعنا
الروابط المفضلة