السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
** تبعات احداث 11 سبتمر الارهابيه كما هو معلوم لم تتوقف بأنهيار المبنيين .. لم تنتهي بانتهاء جثث الموتى الى القبور .. فمن دبّر تلك التفجيرات لم يرد ان يضع نقطة نهايه لهذه القصه المأساويه .. بل اراد ان يجعل تلك الاحداث شراره لمأسي وطوام اعظم تحرق البلاد الاسلاميه .. ليس في الافق نهايه قريبه لها .. فالمستهدف الاول منها هو الاسلام والدعوه قبل ان تكون امريكا .. وهذا ما اكدّته الاحداث المتتابعه ..
** امريكا كانت دائماً تتظاهر بأنها تكنّ للاسلام والمسلمين الاحترام .. وانها تقدر حضارتهم المشرقه وماضيهم العريق .. لكنها كانت تكتم حقدها وغيظها الدفين على العالم الاسلامي .. حتى جاءت تلك الاحداث الداميه التي فجرت هذا الحقد في وجه المسلمين .. فجعلت بلدانهم مرمى شرعي للصواريخ الامريكيه .. وجعلت الحقد المدفون في القلوب يظهر اكثر ويرتقي من السر الى العلن .. من التلميح الى التصريح .. تبين ذلك عندما وصف رئيسها المبوّش الحرب القادمه مع الايام بأنها ( حرب صليبيه ) ! .. يجب خوضها ضد الاسلام .. بسبب او بدونه .. حتى انّها صارت تحاسب وتضرب الدول المسلمه على الظن والاعتقاد ! .. ما اهوننا عليهم !
** لقد ارتأت الاداره الامريكيه بعد انهيار البرجين ضرب افغانستان المسلمه .. بحجة ان المتهم الرئيسي بتدبير تلك المؤامره ( بن لادن ) مختبأ هناك .. في احد كهوفها .. وهي ترى ان القبض عليه يعزز امنها .. وترى ضرورة القبض عليه لتقديمه للعداله الامريكيه .. حتى تحاسبه على سوء افعاله .. بدأت الحرب هناك على غير دليل كافي بتورط ( بن لادن ) فيما حصل .. بدأت مستنده على تكهنات وشبهات لم تثبت الى الان .. وان اظهر بن لادن فرحته الغامره بما جرى في نيويرك .. بدأت بعدما رفضت الاماره الاسلاميه تسليمه للامريكان .. المهم انها بدأت على الطريقه الامريكيه وانتهت كذلك ! .. واذكر انه قتل تحت القصف من الافغان اضعاف مضاعفه ممن قتل تحت البرجين .. ومع ذلك لم يتحقق للامريكان حتى الان هدفهم المنشود .. المعلن ..
فـ( بن لادن ) طليق الى اليوم ..
** ثم جاءت اكذوبة اسلحة الدمار العراقيه .. ليكون العراق الضحية الثانيه لتلك الاحداث .. وان كانت الادراه الامريكيه قد نجحت في القبض على صدام .. وهو الان مأسور .. الا انه لم يقدم لهم الكثير .. هم من نصّبوه بالقوة .. وهم من عزلوه بالقوة .. واسرار الاسلحه المزعومه .. لازالت مخفيه عن انظار العالم .. لكن الاداره الامريكيه تدركها اكثر من صدام وزمرته .. تدرك انها وهمٌ من صنيع خيالها .. نعم لقد نجحت في القبض على عميلها بتلك الطريقه الهوليوديه .. لكنها سقطت سقوطا ذريعا .. وانكشف وجهها القبيح .. الملطخ بدماء الابرياء امام الجميع ..
لقد افتضحت تلك الاداره وبان كذبها على شعبها قبل العالم في تلك الفتره .. كذبت على الجنود في الميدان .. على دافع الضرائب .. على المواطن الامريكي .. وعلى كل صاحب ضمير حي في هذا العالم ..
** والان نحن نرى ونقرأ .. ونسمع .. عن كذبه كبرى تُطبخ على نار هادئه .. ترتب الاف بي أي و السي أي ايه والكونجرس مع الموساد وشبكة عملائه اوراقها .. ملفاتها .. الصوتيه و المرئيه .. وثاقها .. السريه .. تختلق القصص .. وتزور الاسماء والتواريخ .. لتقدّمها في الوقت المناسب .. الى العالم وشعوبه .. كمبرر هشّ لضرب سوريا المسلمه .. الدوله الثالثه في طابور الدول الخارجه عن القانون الدولي .. المهدده للسلام العالمي !
** تلك بعض النار .. التي تكتوي بها الامّه عموماً والمنطقه العربيه خصوصاً ولازالت .. وكانت الشراره من نيويورك .. متمثله في احداث 11سبتمبر .. وفي كل مرّه .. ومع كل خطب جسيم يقض مضاجعنا .. كانت القيادات العربيه .. او لنقل السياسات العربيه والاسلاميه .. كانت تقف مكتوفة الايدي في مواجهة الاستعمار الحاقد بشكله الجديد .. لتسجّل فشلاً ذريعا في الدفاع عن قضايها العادله .. وعجزاً واضحا عن حماية الاراضي العربيه من غطرسة الامريكان واذنابهم .. كانت تلك السياسات ولازالت .. تسقط في كل الحالات امام رياح التطرف الصهيونيه .. الامريكيه .. كما تسقط اوراق الخريف ..
** لقد انهزم العرب - والمسلمون - مراراً وتكراراً على الساحه السياسيه .. ذلك انهم قرروا تعطيل كل خيار آخر يمكن ان يشعر الطامعين في اراضيهم ان لديهم قوة تردع المعتدي ..
لقد جعلوا السلام خيارهم ( الاستراتيجي! ) تحت أي ظرف كان .. في وقت كان من الواجب فيه التفكير – كأضعف الايمان - في خيارات اخرى قد تقوّي من موقفهم في مواجهة الاحداث الجسام الجاريه .. سلكوا الطريق الخاطئ رغم زوال الاقنعه عمن يدّعون انهم رعاة السلام وخدمه .. وهم دعاة الحرب وجندها المتربصين بالعرب والمسلمين في كل مكان ..
ان حالة الضعف والاستسلام العربيه للواقع .. شجّعت الاعداء على التآمر عليهم بصوره اكبر .. وسهّلت تنفيذ مخططاتهم للسيطره على اراضيهم وثرواتهم .. بل سرّعت من وتيرتها ..
** من كل ذلك يبرز بجلاء التساؤل المطروح دائماً .. هل تعود الحقوق المسلوبه .. والاراضي المنهوبه .. بطرق ابواب البيت الابيض الذي يخطط ليسيطر على المنطقه ومقدراتها ؟!
.. كلاّ .. هذه الاجابه الاخيره .. ادركها الجميع جيداً .. بمن فيهم الساسه المعنيون .. واقتنعوا كذلك بصحتها .. لكنّهم ( يتعامون ) عن حقيقتها .. ولايرون التفاعل مع الاحداث على ضوئها .. بل فضّلوا السير في الظلام الحالك .. نحو المستقبل المجهول .
كاتب الموضوع : أخي
اختكم في الله
المعاني السامية
رد مع الاستدلال
الروابط المفضلة