وحدة الاستماع والمتابعة-إسلام أون لاين.نت/6-3-2004
وجهت فعاليات إسلامية وإعلامية أمريكية انتقادات شديدة لفيلم من إنتاج شركة والت ديزني الأمريكية الشهيرة، أكدوا أنه "يستخف" بالعرب والمسلمين ويقدمهم في "صورة مشوهة".
وذكرت صحيفة "جالف نيوز" (أنباء الخليج) أن الفيلم الذي يحمل عنوان "هيدالجو" يدور حول ما وصف بأنه "قصة حقيقية" لسباق خيل جرى عام 1890 يبلغ مداه 5 آلاف كيلومترا عبر شبه الجزيرة العربية، ويتنافس فيه البطل، وهو أحد رعاة البقر الأمريكيين الذي وصل إلى عدن على فرسه الأمريكي الصغير لينافس 100 من البدو على خيولهم العربية.
وأصرت ديزني على أن الفيلم الذي بدأ عرضه الجمعة 5-3-2004 يستند إلى قصة حقيقية، مستندة إلى مزاعم جون فاسكو كاتب سيناريو الفيلم بأنه بحث جيدا في الحقائق التاريخية للفيلم.
إلا أن منتقدي الفيلم أصروا على أنه لا توجد أي مصادر تشير إلى تنظيم مثل هذا السباق أو إلى المدعو "فرانك تي هوبكنز" بطل الفيلم أو حتى إلى فرسه "هيدالجو".
***أهداف خفية
كما أثار الفيلم انتقادات من جانب وسائل الإعلام والمسلمين الأمريكيين الذين شككوا في مصداقية القصة، وفي أهدافها الخفية.
فقد عبر مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية (كير) عن قلقه من أن الفيلم "يستخف بالعرب والمسلمين، ويصورهم في صورة مشوهة".
وطالب كير في خطاب وجهه إلى رئيس "ديزني" بحذف عبارة "قصة حقيقية" التي تظهر على الشاشة في بداية الفيلم، وفقا لصحيفة "آراب نيوز" السعودية.
وأعرب كير عن مخاوفه من أن الفيلم "ربما يحتوي على مناظر وحوارات تستخف بالعرب والمسلمين، وتخلق انطباعا سلبيا عن الإسلام في أذهان المشاهدين".
وقال إبراهيم هوبر المدير الإعلامي بـ"كير" في الخطاب: إنه "في الوقت الذي يتزايد فيه التحامل ضد الإسلام والمسلمين والعرب، نعتقد أن هذا النوع من الحوار والتصوير يمكن أن يكون له تأثير سلبي على حياة المسلمين والعرب الأمريكيين العاديين".
وأضاف هوبر: "نتمنى من كل قلوبنا ألا يتم جمع التعصب الأعمى ضد العرب والمسلمين مع عدم الدقة التاريخية في فيلم تشاهده العائلات".
وطالب هوبر ديزني بالسماح لممثلين عن كير بمشاهدة الفيلم قبل عرضه للجمهور، وبرر ذلك بأن "واجبنا هو الدفاع عن صورة الإسلام وعن سلامة العرب والمسلمين الأمريكيين".
***مشاهد من الفيلم
وفي أحد مشاهد الفيلم، ينتحر فارس عربي بعد تعثر جواده في السباق وسقوطه من فوقه، وفقا لسيناريو الفيلم.
كما يصف الكاتب أحد المواقع بأنها "سوق قذر يمتد بين المسجد وأحواض الماء الجافة المحطمة". كما يشبه المتجولين في هذا السوق بأنهم إما متسولون في "قصص ألف ليلة وليلة"، أو لصوص مثل أولئك الذين صورهم فيكتور هوجو في كتاباته المعروفة باسم "باريس في القرن الثامن عشر".
ويبدو هوبكينز (البطل) في أحد المشاهد يسير وسط زحام باعة السلال "ذوو الرائحة الكريهة".
***انتقادات إعلامية أمريكية
من جانبها انتقدت وسائل الإعلام الأمريكية الفيلم بشده لدرجة أن البعض وصفه بأنه بُني على "تاريخ من الأكاذيب".
كما وصفت فاين ديلوريا المؤرخة الأمريكية من أصل هندي، فاسكو كاتب سيناريو الفيلم بأنه "مريض بداء الكذب".
وقالت ديلوريا في مقال بصحيفة لوس أنجلوس تايمز الأمريكية نشرته يوم 17-2-2004: إنه يمكن "أن تعلن عن فيلم هيدالجو وتصفه بأنه نقل عن قصة حقيقية، إلا أنه وفقا لمجموعة متمرسة من الباحثين، فالمكان الوحيد الذي طاف به هوبكينز عبر السهول الواسعة هو خياله".
وكانت صحيفة "بيسمارك تريبيون" قد ذكرت الإثنين 1-3-2004 أن ديزني قررت تغيير الاسم التجاري للفيلم إلى "هيدالجو" بدلا من "هوبكينز هوكس" الذي ظل معروفا به على مدى عام، ولم تشر الصحيفة إلى أسباب هذا التغيير.
***بعد استشارة المسلمين
من جانبها، ردت شركة "ديزني" سريعا على الهجمات التي تعرضت لها بسبب الفيلم، زاعمة أنها استشارت مسلمين على أعلى مستوى في مجال الأفلام للتأكيد على أن الفيلم لائق حضاريا وغير شائن، وفقا لصحيفة "آراب نيوز".
إلا أن الدكتور عوض البادي مدير مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية نفى ذلك.
ونقلت آراب نيوز عن البادي قوله: إن "فكرة سباق خيول تاريخي عبر الجزيرة العربية هو محض هراء وهذل من وجهة النظر الفنية والثقافية والجغرافية-السياسية".
وأوضح قائلا: "في الوقت الذي يدعون فيه أن قصة الفيلم حقيقية، من المدهش حقا أن أيا من شركة ديزني أو كاتب السيناريو لم يكلف نفسه مجرد البحث في المتاحف والسجلات أو حتى تحديد مصدر واحد مبني على أساس علمي مقبول".
يشار إلى أن مسلمي أمريكا الذين يقدرون بنحو 6 ملايين مسلم على الأقل قد تعرضوا لتجاوزات متنوعة ضدهم منذ هجمات 11 سبتمبر 2001.
وأشار تقرير أعده "كير" في إبريل 2002 إلى تزايد عدد الحوادث المعادية للمسلمين في الولايات المتحدة؛ حيث تضاعفت 3 مرات عام 2002 لتصل إلى ألف و125 حادثا، مقابل 366 حادثا في عام 2001، وألمح التقرير إلى أنه تم إحصاء 1516 حالة تهديد وتمييز ومضايقة وتعدٍ استهدفت 2200 شخص بسبب عقيدتهم الدينية أو انتمائهم العرقي.
كما انتقد مسلمو أمريكا يوم 27-2-2004 تصريحات لروبرت دورنان المتنافس الجمهوري على عضوية مجلس النواب الأمريكي، والتي أساءت لذات الرسول (صلى الله عليه وسلم) والقرآن الكريم.
وكذلك أدانوا تصريحات لبيتر كينج عضو مجلس النواب الأمريكي الجمهوري عن ولاية نيويورك أدلى بها في 9-2-2004 وقال إن 85% من قادة المسلمين الأمريكيين "أعداء يعيشون بيننا
الروابط المفضلة