يقول ابن القيم :إن النمل .... من أهدى الحيوانات ، وهدايتها من أعجب شيء، فإن النملة الصغيرة تخرج من بيتها وتطلب قوتها ، وإن بعدت عليها الطريق ، فإذا ظفرت به حملته وساقته في طرق معوجة بعيدة ذات صعود وهبوط في غاية من التوعر حتى تصل إلى بيوتها فتخزن فيها أقواتهافي وقت الإمكان فإذا خزنتها عمدت إلى ما كان ينبت منها ففلقته فلقتين لئلا ينبت ، فإن كان ينبت مع فلقه باثنين فلقته بأربعة .....
فإذا أصابه بلل وخافت عليه العفن والفساد انتظرت به يوما ذا شمس فخرجت به ونشرته على أبواب بيوتها ثم أعادته إليها ولا تتغذى منها نملة مما جمعه غيرها ..
فيا سبحان الله ..
يقول ابن القيم لقد حدث أن خرجت نملة من بيتها فصادفت جرادة فحاولت أن تحمله فلم تطق ، فذهبت وجاءت معها بأعوان يحملنه معها ، قال ك فرفعت ذلك من الأرض فطافت في مكانه فلم تجده فانصرفوا وتركوها ..
قال : فوضعته فعادت تحاول حمله فلم تقدر فذهبت وجاءت بهم فرفعته ، فطافت فلم تجده فانصرفوا ...
قال : فعلت ذلك مرارا فلما كان في المرة الأخرى استدار النمل حلقة ووضعوها في وسطها ، وقطعوها عضوا عضوا ..
سبحان الله ... هذه النملة فطرها الله على قبح الكذب وعقوبة الكذاب فما بال البشر
الروابط المفضلة