انتشرت في السنوات الاخيرة المدارس العالمية أو الانترناشونال أو مدارس اللغات واصبح كل أب وأم يتفاخرون بالتحاق ابنائهم بهذه المدارس وكأن أبنائهم نالوا الإجازة في قراءة القرآن ، وللأسف أنهم لم يجعلوا إتقان أبنائهم لقرآءة القرآن تدبراً وتجويداً وترتيلاً من أولوياتهم فتبجيلهم للغة الإنجليزية أهم ، وإجادته للغة الانجليزية قراءة وكتابة ومحادثة هو طريق النجاة .

لم يكن يتوقع أي مسلم موحد بالغ عاقل أن يصل الهوس باللغة الانجليزية أن يكون الأباء الذين تربوا على التوحيد وفي بلد التوحيد العامل الأول والرئيسي في أن ينسلخ أبناءهم من التوحيد بتسليمهم أولادهم لمن يحشون عقولهم وهي خالية من تعاليم الدين والأخلاق الحميدة بالإلحاد والتشكيكات والمعلومات المضللة .

أن تخبرك أم بكل فخر وأعتزاز ( وأنا اعتبرها صفاقة وانهزامية وتبعية ) أن ابنتها بالصف الرابع الابتدائي تدرس في مدرسة عالمية وجميع دروسها باللغة الانجليزية لهو مصيبة المصائب !!

أتفتخرين أن ابنتك لا تعرف القراءة والكتابة بالعربية ؟!!
أتفتخرين بأنها لا تقرأ كتاب الله ؟!!

أتفتخرين بأنك جعلت اللغة الانجليزية تطغى على اللغة العربية والتي هي لغة القرآن ؟!!

ألا تعلمين أن هذه المدارس تدس السم في العسل وتفقد الطلاب ولائهم لدينهم وتزرع أفكاراً معادية للاسلام في نفوس الأطفال وتطمس هويتهم ؟!!

ألا تعلمين أن آخر اهتمام معظم هذه المدارس اللغة العربية والدين لينشأ الطالب لاديني ومسلم بالاسم فقط ؟!!

الا تعلمين مافي هذه المدارس وإن لم يكن كلها فأغلبها من اختلاط مدمر للحياء والأخلاق السوية ؟!!

ألا تعلمين أن هذه المدارس تحتفل بالكرسماس وعيد القديس فالنتاين ( عيد الحب ) وعيد الفصح ؟!!

هل وضحت لها أن المشاركة وتهنئتهم بأعيادهم حرام بالاتفاق لأن فيها اقراراً لما هم عليه من شعائر الكفر وهو بمنزلة التهنئة بسجودهم للصليب كما ذكر ابن القيم ؟!!

لا يحل لمسلم يؤمن بالله واليوم الآخر أن يلقى بفلذة كبده الى التهلكة وهم لا يملكون لأنفسهم نفعاً ولا ضرا فيتلقون الكفر والالحاد والشر والفساد بحجة قوة المناهج العلمية وقوة اللغة الانجليزية قال الرسول صلى الله عليه وسلم ( ما من مولود الا ويولد على الفطرة ، فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه )


أين أنت من قوله تعالى ( يا أيها الذين آمنو قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة )
ومن قوله صلى الله عليه وسلم ( ما من عبد استرعاه الله رعية يموت ثم يموت وهو غاش لرعيته الاّ حرّم الله عليه الجنة )


وهل يوجد غش أكبر من هذا ؟
ويكفي الأخطار العقدية في هذه المدارس أن تكون وحدها دافعاً للأباء ليعيدوا النظر في إدخال ابنائهم فيها .


إن عقيدتنا وتوحيدنا هي سبيل نجاتنا ونجاة أولادنا. فوالله الذي لا إله إلا هو لن يسألهم الملكان في قبورهم عن لغتهم ولكن عن توحيدهم ، من ربك ؟ ما دينك ؟ من نبيك ؟ فإذا لم نُعدّ ابناؤونا للإجابة على أسئلة هذا الإختبار النهائي بتقوية توحيدهم و عقيدتهم وتعظيمهم لله عز وجل وكتاب الله فقد القيناهم بأيدينا إلى التهلكة