السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
بالإنصراف إلى الصلاة..
وجمع النية إليها.. يستشعر المسلم أنه قد حطـّم الحدود الأرضية المحيطة بنفسه من الزمان والمكان, وخرج منها إلى روحانية لا يحد فيها إلا بالله وحده
وبالقيام إلى الصلاة...
يحقق المسلم لذاته معنى إفراغ الفكر السامي على الجسم كله, ليمتزج بجلال الكون ووقاره, كأنه كائن منتصب مع الكائنات يسبح بحمده
وبالتولي شطر القبلة...
في سَمْتها الذي لا يتغير على اختلاف أوضاع الأرض, يعرف المسلم حقيقة الرمز للمركز الثابت في روحانية الحياة, فيحمل قلبه معنى الإطمئنان والإستقرار على جاذبية الدنيا وقلقها..
وبالركوع والسجود بين يدي الله...
يُشعِر المسلم نفسه معنى السمو والرفعة على كل ما عدا الخالق من وجود الكون.
وبالجلسة في الصلاة وقراءة التحيات...
يكون المسلم جالسا فوق الدنيا يحمد الله ويسلم على نبيه وملائكته ويشهد ويدعو
وبالتسليم الذي يخرج من الصلاة..
يُقبِل المسلم على الدنيا وأهلها إقبالا جديدا: من جهتي السلام والرحمة.
هي لحظات من الحياة كل يوم في غير أشياء هذه الدنيا..
لجمع الشهوات وتقييدها بين وقت وآخر بسلاسلها وأغلالها من حركات الصلاة
ولتمزيق الفناء خمس مرات كل يوم عن النفس...
فيرى المسلم من ورائه حقيقة الخلود...
فتشعر الروح أنها تنمو وتسمو..
هي خمس صلوات...وهي كذلك خمس مرات..
يفرغ فيها القلب مما امتلأ به من الدنيا..
فما أدق وأبدع صدق قوله صلى الله عليه وسلم :"جُعِلت قرة عيني في الصلاة"
مصطفى صادق الرافعي
الروابط المفضلة