بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
احبتي في الله.... ها نحن ذا ناتي الى ختام موضوعنا هذا الذي اتمنى من الله العلي العظيم ان يفيدنا ولو بجزء يسير منه راجية الله تعالى ان يوفق الجميع لكل مايحبه ويرضاه
ان فرحته بعودتكم اليه فوق كل وصف . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لله افرح بتوبة عبده المؤمن من رجل نزل في ارض دوية مهلكة معه راحلته عليها طعامه وشرابه فوضع راسه فنام نومة فاستيقظ وقد ذهبت راحلته !! فطلبها حتى اذا اشتد عليه الحر والعطش او ماشاء الله قال : ارجع الى مكاني الذي كنت فيه فانام حتى اموت ... فوضع راسه على ساعده ليموت فاستيقظ فاذا راحلته عنده عليها زاده وشرابه فالله اشد فرحا بتوبة المؤمن من هذا براحلته " .
الا يبهرك هذا الترحاب الغامر . اترى سرورا يعدل هذه البهجة الخالصة ؟ .
ان انبل الناس عرقا واطهرهم نفسا قلما يجد فؤادا يتلهف على لقائه بمثل هذا الحنين .فكيف بخطاء اسرف على نفسه واساء الى غيره ؟ . انه لو وجد استقبالا يستر عليه ما مضى لكان بحسبه ذلك الامان المبذول ليستريح ويشكر .
اما ان يفاجا بهذه الفرحة وذلك الاستبشار فذاك مايثير الدهشة .
لكن الله ابر بالناس واسر باوبة العائدين اليه مما يظن القاصرون !! .وطبيعي ان تكون هذه التوبة نقلة كاملة من حياة الى حياة وفاصلا قائما عهدين متمايزين كما يفصل بين الظلام والضياء.
فليست هذه العودة زورة خاطفة يرتد المرء بعدها الى ماالف من فوضى واسفاف .
وليست محاولة فاشلة ينقصها صدق العزم وقوة التحمل وطول الجلد كـلا كـلا كـلا . ان هذه العودة الظافرة التي يفرح الله بها هي انتصار الانسان على اسباب الضعف والخمول وسحقه لجراثيم الوضاعة والمعصية ونطلاقه من قيود الهوى والجحود ثم استقراره في مرحلة اخرى من الايمان والاحسان والنضج والاهتداء .
هذه هي العودة التي يقول الله تعالى في صاحبها : " واني لغفار لمن تاب وامن وعمل صالحا ثم اهتدى "
انها حياة تجددت بعد بلى ونقلة حاسمة غيرت معالم النفس كما تتغير الارض الموات بعد مقادير هائلة من المياه والمخصبات .
ان تجديد الحياة لا يعني ادخال بعض الاعمال الصالحة او النيات الحسنة وسط جملة ضخمة من العادات الذميمة والاخلاق السيئة فهذا الخلط لا ينشيء به المرء مستقبلا حميدا ولا مسلكا مجيدا .
بل انه لايدل على كمال او قبول فان القلوب المتحجرة قد ترشح بالخير والاصابع الكزة قد تتحرك بالعطاء .
والله عزوجل يصف بعض المطرودين من ساحته فيقول : " افرايت الذي تولى * واعطى قليلا واكدى " ويقول في الكذبين بكتابه : " وما هو بقول شاعر قليلا ماتؤمنون * ولابقول كاهن قليلا ماتذكرون * تنزيل من رب العالمين "
فالاشرار قد تمر بضمائرهم فترات صحو قليل ثم تعود بعد ذلك الى سباتها .
ولا يسمى ذلك اهتداء ان الاهتداء هو الطور الاخير للتوبة النصوح .
ان البعد عن الله لن يثمر الاعلقما ومواهب الذكاء والقوة والجمال والمعرفة تتحول كلها الى نقم ومصائب عندما تعرى عن توفيق الله وتحرم من بركته .
ولذلك يخوف الله الناس عقبى هذا الاستيحاش منه والذهول عنه .
قد تكون سائرا في طريقك فتقبل عليك سيارة تنهب الارض نهبا وتشعر كانها موشكة على حطم بدنك واتلاف حياتك فلا ترى بدا من التماس لنجاة وسرعة الهرب ... ان الله يريد اشعار عباده تعرضهم لمثل هذه المعاطب والحتوف اذا هم صدفوا عنه ويوصيهم ان يلتمسوا النجاة _ على عجل _عنده وحده " ففروا الى الله اني لكم نذير مبين * ولاتجعلوا مع الله الها اخر اني لكم منه نذير مبين "
فلنفـــــــر ســراعــــــا احبتي في الله انـــأ وانـــت وجميـــع مشــرفات واعضـــاء منتـــدى لـــك وزواره ايضــــا الـــى اللـــه تعالـــى معـــأ
فهي عودة تتطلب _ كما رايتم _ ان يجدد الانسان نفسه وان يعيد تنظيم حياته وان يستانف مع ربه علاقة افضل وعملا اكمل وعهدا يجري على فمه هذا الدعاء : اللهم انت ربي لا اله الا ات خلقتني وانا عبدك وانا على عهدك ووعدك ما استطعت اعوذ بك من شر ماصنعت ابوء لكبنعمتك علي وابوء بذنبي فاغفر لي فانه لايغفر الذنوب الا انت "
هذا الموضوع قد تم نقله من كتاب : جــدد حيــاتك
للكاتب : محمـد الغــزالــي
الروابط المفضلة