انتقلت منتديات لكِ النسائية إلى هذا الرابط:
منتديات لكِ النسائية
هذا المنتدى للقراءة فقط.


للبحث في شبكة لكِ النسائية:
عرض النتائج 1 الى 3 من 3

الموضوع: فقه الآن !!

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Aug 2007
    الموقع
    Al.iRaQ
    الردود
    3,069
    الجنس
    ذكر

    فقه الآن !!




    فقه الآن !!


    الكاتب: محمد تكديرت




    لابد وأن (واجهت) يوما في حياتك أناسا يعيشون في قفص ذهبي يدعى (الماضي)، هوايتهم تعطيل اللحظة الآنية للغوص في مشاهد لا تثمر عملا ولا تورث موعظة، وفي الجهة المقابلة نجد من يسابق الزمن ليعيش حزنا لم يحن وقته بعد، يسبق الأحداث لينصب لنفسه تمثالا مستقبليا يلقي عليه التحية في ساحة الفكر، هي حالة تشبه الإدمان الذي يصعب الإقلاع عنه، إدمان التعلق بالماضي والخوف من المستقبل وقتل [الآن].






    إن الحياة لوحة تشكل مجموع اللحظات التي عشتها وستعيشها، واللحظة التي تقرأ فيها هذا المقال هي لحظة لم تحدث من قبل، ولن تحدث بعدُ حتى ولو أعدت القراءة في نفس المكان! إنها لحظة تحدث الآن فقط، ولا يمكن لك أن تكتشف أسرارها وخباياها إلا بقدر تحررك من أحزان الماضي وشكوك المستقبل.




    فـ هي ليست دعوة للتملص من أخطاء الماضي ولا لتعتيم صورة المستقبل، بل هي انطلاقة في اللحظة الآنية بشجاعة وبكل ما أوتيت من خبرات الماضي وتجارب السابقين في مضمار الحياة ..


    فقضية استثمار [الآن] هي من صميم شريعتنا الإسلامية دون أدنى شك، والأجمل من ذلك أن قوة وحينا تقتطع من حاضرنا سعادة تمتد للدار الآخرة، فخيرك الذي يصل الآخرين هنا تجده مضاعفا هناك، والدقيقة التي تسدي فيها الجميل هنا تصير سنوات هناك، كل هذه المعاني وغيرها نلمسها من طرف خفي في قول ابن عمر رضي الله عنهما: (إذا أصبحت فلا تنتظر المساء، وإذا أمسيت فلا تنتظر الصباح، وخذ من صحتك لمرضك، ومن حياتك لموتك)؛ فالمعادلة واضحة: الأمس ليس لك، والغد غائب عنك ..






    إن غياب مثل هذه المعاني عن حياتنا اليومية يجعل حركتنا مضطربة نحو الآخر، فنفقد بذلك قراءة أنفسنا والواقع معا، الشيء الذي يخلق حلقات فارغة ومتباعدة في صياغة رؤية مستقبلية تنطلق من أخطاء الماضي ومرونة الواقع؛ فكل لحظة تميل فيها النفس إلى الإفراط في التعلق بزمن غير زمنها هي لحظة قاتلة إن لم نقل مدمرة!




    ونحن لا نتحدث هنا عن الاقتباس من الماضي لبناء الحاضر أو دراسة الواقع لتشييد المستقبل، بل حديثنا عن التعلق المرضي الذي لا يجدي نفعا ولا يجر خيرا، فمثل هذ الممارسات التي تقتل الواقع وتغيب دور الإنسان في هذه الحياة نهت عنها الشريعة الإسلامية صراحة، يقول تعالى: {لِكَيْ لا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ}؛ فالمراد من قوله تعالى كما أورد الرازي في تفسيره أنه ليس نفي الأسى والفرح على الإطلاق، بل النهي عن الإفراط في ذلك حتى يخرُج الإنسان عن حاضره ليتعلق بما فاته، أو أن يفرح فرحا شديدا يطغى به فيخرجه عن إنسانيته، والقصد من ذلك ألا يكون الإنسان فريسة للماضي ولا ضحية لأوهام المستقبل، وإنما عقل متأمّل وقلب متعلّم.




    إن قيمة اللحظة الآنية لا تدرك إلا بفقدناها وزوالها، بالضبط حين تصبح ماضيا مطويا يستحيل الرجوع إليه، ولذلك نبه القرآن الكريم لهذه الحقيقة ليوقظ العقول الغافلة والنفوس اللاهية {حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ*لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا…} ، فمن هنا نستشعر قيمة اللحظة التي نعيشها الآن، والتي تمتد لتشكل المستقبل، تلك اللحظة التي نغتالها بزيارتنا المتكررة للماضي والمستقبل.




    إن فقه [الآن] ليس وليد نظرية غربية ولا فكرة أجنبية، إنه قوله صلى الله عليه وسلم: (إن قامت الساعة وبيد أحدكم فسيلة، فإن استطاع أن لا يقوم حتى يغرسها فليفعل)، فحتى في أشد اللحظات التي ينسى فيها الإنسان بأنه موجود؛ يحثنا صلى الله عليه وسلم باستغلال اللحظة الراهنة لترافقنا هناك، والفسيلة هنا ليست بالضرورة أن تكون نبتة أو برعم شجرة، الفسيلة قد تكون عمل خير توصله للغير، أو صدقة تمدها في سر لفقير، الفسيلة هنا هي كل حركة خير يمتد صداها للآخر فتعود عليك بالنفع، والقاسم المشترك بين الفسيلة وغيرها من الأعمال هو [الآن].




    إن استيعاب اللحظة الآنية تهب للمسلم أمنا وطمأنينة ما دام يحسن الظن بالله، فلا يكترث لما انقضى وفات، ولايجزع بما هو آت ...، (ودع قلبك يحلّق كطائرة ورق في رحاب رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم رسولا) .





    المصدر



  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Oct 2013
    الردود
    111
    الجنس
    امرأة
    موضوع رائع جدا ونقل موفق
    راق لي اختي حقائق ايمانية جزاك الله خير الجزاء
    يسلموووو

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Aug 2007
    الموقع
    Al.iRaQ
    الردود
    3,069
    الجنس
    ذكر
    تعقيب كتبت بواسطة حرة بحجابي عرض الرد
    موضوع رائع جدا ونقل موفق
    راق لي اختي حقائق ايمانية جزاك الله خير الجزاء
    يسلموووو
    الإسم:  PIC-101-1355060974.gif
المشاهدات: 480
الحجم:  86.8 كيلوبايت

مواضيع مشابهه

  1. الردود: 15
    اخر موضوع: 24-09-2009, 04:06 AM
  2. الردود: 25
    اخر موضوع: 08-10-2006, 10:55 PM
  3. يــابــاغــي الخيــر أقبــل ... الآن ... الآن ... لا تتـردد
    بواسطة ندى البستان في الملتقى الحواري
    الردود: 3
    اخر موضوع: 19-11-2002, 09:06 PM
  4. الردود: 7
    اخر موضوع: 23-10-2002, 11:46 PM

أعضاء قرؤوا هذا الموضوع: 0

There are no members to list at the moment.

الروابط المفضلة

الروابط المفضلة
لكِ | مطبخ لكِ