انتقلت منتديات لكِ النسائية إلى هذا الرابط:
منتديات لكِ النسائية
هذا المنتدى للقراءة فقط.


للبحث في شبكة لكِ النسائية:
عرض النتائج 1 الى 10 من 10

الموضوع: مَن هي أمي؟!!!!!

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Mar 2003
    الموقع
    مصر
    الردود
    1,528
    الجنس
    امرأة

    مَن هي أمي؟!!!!!

    إن أمي هي التي كان أسعد يوم في حياتها حين علمَت بنبأ حملها لي ، بل أنها كانت تشعر بفراغ نفسي قبل أن تحمل بي ، فكم ربتت على بطنها وأنا لم أزل نقطة دم في رحمها ،لا لشيء إلا لتقول لي : ((أنا أحبك))
    وكم ظلت تحلم بي قبل أن آتي للوجود: كيف ستحنو علي وكيف ستربيني لأكون أفضل فتاة في الوجود،وكم من الفساتين الجميلة سوف تشتري لي،وكم من الزينة سوف تزين بها ضفائري،وكم من الأخلاق الكريمة سوف تعلِّمني.....وكم ،وكم .
    فالتحفتُ أحشاءها،وتَوسَّدت ُكبدها،واستأنستُ بدقَّات قلبها،وأكلت وشربت من خلاصة طعامها وشرابها،وتغذيت على ما بجسدها من فيتامينات ومعادن وأملاح،وميَّزت رائحتها عن أي رائحة أخرى بالوجود،حتى ارتبطتُ بها أشد ما يكون الارتباط...فلما وضعتني ،هانت الدنيا عليها وأصبحتُ محور اهتمامها،ونسيَتْ ما لاقته في المخاض والوضع من آلام مبرِّحة،ولم تنتنبه إلى انفصال روحي عن روحها ،بل ظلت تشعر أننا شخص واحد وروح واحدة،وظلت تلقمني ثديها ،محتملة خسارة المزيد من الفيتامينات والمعادن والأملاح من جسدها حتى أظل على قيد الحياة،وصابرة على السهر،وآلام الظهر الناتجة عن جلسة الرضاعة،والحرمان من بعض الأطعمة و الأشربة التي تفضلها ،بل وحتى الأدوية حتى أستمتع بلبن الرضاعة الشهي وأنمو أفضل نمو.
    ثم ها هي تتنازل عن الكثير من حقوقها ،لا لشىء إلا لتراني أنمو بصحة جيدة ،وأتمتع بسعادة غامرة ،فإذا صحوت من نومي استيقظَت حتى قبل أن أبكي،وإذا حزنت وأنا بعيدة عنها شعرت بحزني،وإذا رأت ابتسامتي نسيَت كل ما تكابده من متاعب وهموم ولم تذكر سوى سعادتي وإسعادي... فلمَّا نطقتُ بأولى كلماتي لم تسَعها الدنيا من السعادة،ولما بدأتُ أحبو لم تملك نفسها من الفرح ،ولما بدأت أتعثر في خطواتي الأولى شعُرَت وكأن الدنيا كلها تضحك لها،ولما أصبحت اعتمد على نفسي في الطعام والمشي والإخراج شعُرت وكأنها حقَّقت أعظم إنجاز في الدنيا،بل وكلما وجدَت شيئاً جميلاً تمنَّت أن أناله،وكلما رأتني على الخطأ صحَّحته لي ،ووجَّهَتني وأرشدتني لأكون أفضل فتاة في الدنيا ...
    فلما دخلتُ المدرسة تألَّمَت لفراقي،وظلت تدعو لي،و تنتظر اليوم الدراسي لينتهي وأعود إليها سالمة
    وكلما كبرتُ شعُرَت بأنها تحبني أكثر،وتتمنى لي المزيد من الخير .

    ولكن ما إن وصلتُ أو اقتربتُ من سن المراهقة وشعُرتُ بأنني –أيضاً كبيرة – حتى فوجئَتْ بي لا أطيع لها أمراً،ولا أُطيق لها ملحوظة،ولا أسمع لها نصيحة،بل وأبوح بأسراري لصديقاتي وأكتمها عنها،لا لشيء إلا لأن علاقتي بها تذكِّرني بأنني لازلتُ طفلة،وأنا أريد
    أن أشعر أني قد كبرت...فلا يهمني مقدار الألم الذي سبَّبتُه لها،ولا مقدار الإحباط الذي تشعر به،ولا أنا مدركة أن تلك التي أظن أنها صديقتي قد تخونني وتُفشي أسراري، لا لشيء إلا لأنها لا تحب أحداً أن يكون خيراً منها -وهذا هو طبع معظم البشر-
    ولكن أمي –رغم ما تعانيه بسببي- تظل حريصة على مصلحتي،فتظل تلاحقني بالنصائح والتحذيرات والتوجيهات،حتى أزداد منها بُعداً ولها صَدّاً ،وأنا غير مُدركة أنني بذلك أرتكب أعظم جريمة في حق نفسي وفي حق أمي وفي حق ربي أيضاً .

    لن أدرك هذا حتى ينضج عقلي أكثر وأعرف من هي صديقتي الحقيقية ،ومن هي غير ذلك،
    وأُوقن من هي أحق بصُحبتي ،ومن هي غير ذلك،
    وأُدرك من التي تُحبني بحق ،ومن هي غير ذلك.

    إن مصاحبة أمي لا تمنع إطلاقاً من أن أصاحب قريناتي من الفتيات،ولكن مصاحبتي لقريناتي ينبغي أن تتم تحت مظلة ،ورعاية ،ومشورة أمي ،لأن هذا سوف يوفِّر عليَّ الكثير من الندم والحسرة وخيبة الأمل حين تخدعني ،أو تُضِلَّني ، أو تخونني بعض الفتيات اللاتي كنت أظنهن صديقاتي.
    نعم من حقي أن أجرِّب بنفسي ،وأتعلم من أخطائي...ولكن هناك من الأخطاء التي ترتكبها القتيات بسبب رفيقات السوء ،ما لا يمكن تصحيحه ،وما لا يمكن احتمال عواقبه ،عافانا الله وبنات المسلمين من مثل هذه الأخطاء .

    فماذا لو لم أكن صديقة لأمي وعلاقتنا الآن متوترة؟
    يجب عليَّ أولاً أن أدرك أن وجود أمي معي هو نعمة من الله تعالى تتمناها غيري من الفتيات،فيجب أن أشكر الله على هذه النعمة ،
    ثم أتذكر ما فعلَتْهُ أمي من أجلي منذ حملَت بي،
    وأن أتخيل كم هي تحبني وتحرص على مصلحتي ،
    ثم أقول لنفسي:" إن صُحبتي لأمي،وإصغائي لنُصحها لا يتنافى مع كوني قد كبرت" لأن أمي هي أكثر الناس فرحاً بنضجي ووصولي إلى سن الكبار،ولهذا فإن كبري هذا لا يزعجها،بل يزيدها سعادةً ،وحرصاً على مصاحبتي ،لذلك سأحاول الاقتراب منها، وأفعل ما أعرف أنه يرضيها –كنوع من الاعتذار عن أخطائي معها،والاعتراف بجميلها الذي لن أستطيع رده مهما فعلت-
    وأحاول الاقتراب منها رويدا ًرويدا ، حتى تعود علاقتي بها كما كُنتُ طفلة...فمازالت بداخلي –على كل حال –طفلة صغيرة تحتاج إلى الحنان والدفء.

    وما يعيبُني أن أستفيد من خبرات أمي وأطلب منها أن تتحدث معي عن كل شيء يشغل بالي؟
    فإذا قالت لي:" هذا عيب يا ابنتي لا تتحدثي في مثل هذا الأمور،فسأقول لها برفق:" إن الحياء يا أمي لا يمنع أن أفهم منك أمورا ًتلتبس عليَّ ، وأخشى إن أنا سألتُ عنها غيرك أن يُضِلَّني أو يزوِّر لي الحقائق،فأزداد تيهاً ...ثم أسألها:
    "مَن أفضل منك يا أمي يستطيع أن يدلني ويبدد حيرتي؟
    إن العالم الآن أصبح مفتوحاً يا أمي وأصبحت أواجه الكثير من علامات الاستفهام،فمن يستطيع أن يحل هذه العلامات أفضل منك يا أمي الحبيبة؟

    فإذا لم تكن لديّها كل الإجابات عن تساؤلاتي، فسوف نبحث عن هذه الإجابات معاً،ولكن عند أهل العلم والخبرة،فنزداد استمتاعاً بصحبتنا ،وتزداد سعادتنا،وأزداد رضاً عن نفسي وإرضاءً لربي...ومن ثم أجد السعادة كل السعادة في الدنيا والآخرة.

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Oct 2003
    الموقع
    ஜ كلّــي قطــر ஜ
    الردود
    3,618
    الجنس
    أنثى




    قلبتي المواجع يا raindrops

    ..لأني بعيدة عن أمي ..أعاتب نفسي على أشياء كثيرة..أقلها اني مثلا..لماذا لم ألبي طلباتها فورا..

    أو ..لماذا لم أسألها ان كانت تريد شيئا قبل أن أذهب إلى النوم..وأشياء كثيرة..لم تخطر ببالي عندما أكون عندها ..ولكنها تؤرقني حين أخلو بنفسي وأنا بعيدة عنها..

    أسأل الله ان يعطيها العافية ودوام الصحة..

    ...





    أعتذر عن عدم تواجدي ...وخمـولي...

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jan 2002
    الموقع
    أمريكا
    الردود
    36,171
    الجنس
    امرأة
    ما شاء الله ولا قوة إلا بالله.. أنا أعطي هذا المقال يا عزيزتي الجائزة الأولى لأكثر مقال أعجبني بحق، بارك الله فيك وحفظ لك والدَيك
    فعلاً كلام مؤثر جداً يجعلنا كلنا نعيد حساباتنا.

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Feb 2003
    الموقع
    الكويت
    الردود
    124
    الجنس
    اشكرك على المشاركة

    ليت امى موجوده رحمها الله تعالى


    لقبلت رجلها كل يوم وكل ساعه وكل دقيقه


    لكن الحمدلله على كل حال



  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Nov 2003
    الموقع
    الكويت
    الردود
    3,652
    الجنس
    جزاك الله خيرا أختي ( قطرات المطر ) ،

    الله ماأجمل ماكتبتيه ، فعلا نعمة وجود الأم لانحس بها إلا إذا افتقدناها ،

    عسى الله يخليها لنا ،
    وتذكرت قصه احدى قريباتي:

    بنت توفيت أمها وعمرها سبع سنوات ، فكبرت مع أخواتها وتزوج والدها ،

    وعذبتهم زوجة الأب ، أما أخواتها فعرفن مصلحتهن وتابعن زوجة الأب ،لأنهن تحتها

    حتى تزوجن وأنجبن فأما هي فلم تستطع أن تنسى حنان والدتها وقسوة زوجة أبيها،

    فكانت تتشاجر معها على طول وتعذبها ، وعند زواج احدى أخواتها والحفله في نفس

    البيت لم يخبروها إلا لما أتتها احدى المعزومات لتنزل للحفله فلم تقبل ذلك وذهبت على

    طول إلى صورة والدتها الموضوعه في منتصف الغرفه ولمتها وجلست تبكي ،

    فتقول من رأتها أن هناك دموع كثيره على الصوره وواضح إنها قديمه ، فهي كلما

    أحست بقساوة زوجة الأب لمت صورة الأم وبكت ، وتقول لمن حولها

    إنني أحلم بعد ذلك بأمي : فأقول لها خذيني معك لاأحد هنا يكلمني ، فترد عليها:

    ليس الآن ، وتخفف عليها من لوعتها فتستيقظ وهي فرحانه .

    -------------------
    لا عز لنا إلا بالإسلام
    -------------------
    *** لطفا الرد من النساء فقط
    -------------

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Mar 2003
    الموقع
    مصر
    الردود
    1,528
    الجنس
    امرأة
    بارك الله لك في أمك يا سمية،ويمكنك ا، تتصلي بها دائماً وتدعي لها هي والوالد،وتستغفري لهما،كما يمكنك ا، تهَبي لهما كل صدقاتك،فتنالي الأجر عليها،وعلى بر الوالدين...وينالان هما الأجر أيضا،وهذا أقل ما يمكن أ، نفعله من أجلهما.

    أخيتي النجمة البائسة
    رحم الله امك ولكن لا يزال أمامك الفرصة لكي تتصدقي على روحها،وتعتمري لها أ, تحجي لها،كما يمكنك بعد تلاوة القرآن أن تقولي:" اللهم بلِّغ مثل ثواب ما قرأت إلى روح أمي" فيأتيها القرآن في هيئةهدية على طبق من نور،ويقال لها: هذه هدية من ابنتك فلانة.
    وأدعو الله تعالى أ، يجمعك معها في الجنة آمين.

    أخيتي " عزيزة بإسلامي" قصتك مؤثرة،وأدعو الله لكل مسلم أن يعرف قيمة النعم التي لا يلتفت إليها من كثرة ما تعود عليها،وان يجعلك من البارين بوالديك،إنه على كل شيء قدير

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Mar 2003
    الموقع
    مصر
    الردود
    1,528
    الجنس
    امرأة
    أخيتي الغالية ومراقبتنا الفاضلة : إيمان علي
    جزاك الله خيرا وبارك فيك لهذا التشجيع والإطراء الذي أرجو أن أستحقه،
    وأدعو الله لك أن تكوني من البارين بوالديهم،وأن يجمعك بهما في الفردوس الأعلى،إنه على كل شيء قدير.

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    May 2003
    الموقع
    في بلد الروائع
    الردود
    1,870
    الجنس
    موضوع رائع وطرح قيم وكلمات تحوي بين طياتها الدرر كلمات حق لها أن تصاغ بماء الذهب بورك فيك غاليتي وبارك الله لك في قلمك ووقتك وجهدك ***اللهم أقض غربتي وردني الى أمي كي أبر بها على الوجه الذي يرضيك عنا صبراً أمي sid sid sid sid

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Sep 2003
    الردود
    1,232
    الجنس
    رائع ماسطرته يداك ..

    اللهم ارزقنا البر بأمهاتنا ياذا الجلال والإكرام .. اللهم آمين

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Feb 2003
    الموقع
    كندا
    الردود
    2,146
    الجنس
    امرأة
    مقاله رائعه و ليس لها مثيل اختي الغاليه مطر ماأروع ماتناوله قلمك الرائع من سطور مملئ حنان ونور ورضى من عند الرحمن وهي الام حنون لقد نطفتي قلبي على امي قلبتي علي مواجع من خمس سنين لم أراى امي الحبيبه اشتياق كامن في مهجتي
    امي الحبيبه ماذا اقول.. فالكتابة عنك امر بالغ الصعوبة لانه تعبير عن الحب والامتنان والعرفان والمكوث تحت قدميك )عتبة الجنة( فحبي لك يا امي ليس شعوراعقلانيا ولا هو عاطفة مستقلة انه ارتباط ابدي وهنا يكمن سره وسحره ومعجزته امي يا كل الحب والحنان لك ادعو الله لك بالجنة ادعو الله لك بالمغفرةادعو الله لك بالفردوس الاعلى يا اغلى الناس على قلبي
    اثابك الرحمن بالاجر العظيم يا اختي الغاليه
    جعلنا الله واياكم من البارين بامهاتنا ياذا الجلال والإكرام .اللهم آمين
    اختك في الله رائده

أعضاء قرؤوا هذا الموضوع: 0

There are no members to list at the moment.

الروابط المفضلة

الروابط المفضلة
لكِ | مطبخ لكِ