انتقلت منتديات لكِ النسائية إلى هذا الرابط:
منتديات لكِ النسائية
هذا المنتدى للقراءة فقط.


للبحث في شبكة لكِ النسائية:
عرض النتائج 1 الى 7 من 7

الموضوع: دوائر من الأحزان

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jun 2002
    الموقع
    السعوديه
    الردود
    7,525
    الجنس

    دوائر من الأحزان

    الحياةُ تجمعُ الأفراح والأتراح، فلا فرحٌ دائمٌ ولا حزنٌ باق، والدهرُ يومان يومٌ لك ويومٌ عليك، كما قال أبو البقاء الرندي في قصيدته المشهورة:

    هي الأمورُ كما شاهدتها دولٌ

    من سرهُ زمنٌ ساءته أزمانُ

    وبالرغم من أن بعض المصائب خطبُها جللُ إلا أنها في الوقت نفسه تعتبر رحمة بالمسلم الصابر المحتسب الذي يعلمُ أن ما أصابه لم يكن ليُخطئهُ وما أخطئهُ لم يكن ليُصيبه.

    وأفراحُ المرء وأحزانهُ مكتوبة ومقدرة عليه تقديرًا، ولله حكمةٌ بالغةٌ في ذلك.

    (قصة)

    في يوم من أيام الله انشق الفجرُ ودوى الأذان وارتفع صوتُ الحق مُجلجلاً (الله أكبر). استيقظ الوالدُ على صوت المؤذن الندي، وذكر الله وتوضأ فانحلت عقدة الشيطان التي كانت على قافيته، ثم بادر بإيقاظ زوجته وأبنائه الثلاثة للصلاة فاستجاب الجميعُ واستعدوا للصلاة وبدؤوا يومهم بطاعة الله، بدأت هذه الأسرة يومها بنشاط منطقع النظير لأن من صلى الفجر في جماعة كان في ذمة الله. إن رب هذه الأسرة يرى أبناؤه الرحمة في عينيه والعطف والحنان في تصرفاته معهم، لم ترتفع يده يومًا من الأىام ليضرب أحدهم ولم تتحرك شفتاهُ ليتلفظ بسبٍ أو شتم لأحدٍ منهم، وإنما تتحرك يدهُ المباركة ليمسح على رأس أحدهم مسحة حنان وعطف وشفقة، وربما تتحرك شفتاه لتخرج منها دعوة بالخير لهم أو كلمة فيها توجيهٌ ونصحٌ وإرشاد. إن ذلك الوالد يتعبُ ليرتاح أبناؤهُ ويشقى ليسعدَ أحبابهُ الصغارُ، ويسهرُ الليل كله إذا مرض أحدُ أبنائه ويتمنى أن يكون ولدهُ سليمًا وهو المريض. وكعادة ذلك الوالد الحنون أيقظ أبناءه لصلاة الفجر وتناول معهم طعام الإفطار ثم قام بتوديع شريكة حياته وقبل ابنته الصغيرة ذات السنوات الثلاث، ثم أوصل الطلاب منهم إلى المدارس وانطلق بحيوية ونشاط إلى مقر عمله..

    وبينما هو مُستغرقٌ في أداء مهامه الوظيفية بجدٍ وإخلاص إذ به يسقطُ على الأرض مغشيًا عليه فهب من كان معه ليسعفه وأقعدهُ وجعل فخذهُ وسادةٌ له وطلب الإسعاف له، وقبل حضور الإسعاف بدأ في الاحتضار وبدأ يُنازعُ سكرات الموت وبدأ يذكرُ الله وتشهد وتفوه بكلمة التوحيدُ وأخذ يُرددُ بعض الآيات الكريمة وفاضت روحهُ وأسلم نفسه إلى بارئها، وتأثر أقرانهُ في العمل والتزموا الصمت وكأنما على رؤوسهم الطيرُ، وحملهُ بعضُ أصحابهِ إلى داره، وبعد وصولهم إلى منزله طرقوا الباب فقالت زوجته لأحد أبنائها افتح الباب لأبيك ولما فتح الباب لم يرى أباه وإنما رأى مجموعة من الرجال فسلم عليهم ذلك الطفل وفتح المجلس لهم ودعاهم للدخول ظنًا منه أنهم ضيوفٌ ودخلوا المجلس ومعهم جُثمان أبيه ولما وضعوا الجثمان على الأرض في المجلس ورأى الطفل منظر والده وهو مُسجى على الأرض، سألهم: ماذا أصاب والدي؟ فتوقفت الكلمات في حناجرهم جمعيًا، وأصابتهم الحيرة من أمرهم، ماذا يقولون لذلك الابن وإخوانه أم ماذا يقولون لزوجته؟ لو أخبروهم بالخبر لكان كالصاعقة عليهم ولو سكتوا لكانت مصيبة أخرى، تكلم أحدهم وقال لذلك الطفل الصغير لقد كتب الله على والدكم الموت وهو حقٌ ولا بد لكل إنسان أن يموت، فبكى ذلك الطفلُ بكاء شديدًا كادت روحهُ تخرجُ من شدة البكاء فسـمعت والدته بكاءه وصوته الناطق بالبكاء فخرجت على إثر ذلك الصوت والنحيب وعلمت الخبر إلا أن الله ربط على قلبها لتكون من المؤمنات واسترجعت وقالت إن لله ما أعطى وله ما أخذ اللهم اغفر له وارحمه واجمعنا به في دار كرامتك كما جمعتنا به في الدنيا على طاعتك.


    وكلما جاء الفجرُ ازداد حزنُ أبناء ذلك الرجل الصالح حيث يتذكرونه ويتذكرون عطفه وحنانه وشفقته ويتذكرون نُصحه وتوجيهه لهم، وتزدادُ حسرةُ زوجته ولوعتها عندما تسأل بنتُها ذات السنوات الثلاث عن والدها الذي عودها أن يطبع على خدها قبلات الحب والحنان والعطف والشفقة لا حول ولا قوة إلا بالله {الذين إذا أصابتهم مصيبة قـالوا إنا لله وإنا إليـه راجعون}.

    إن مما يُخفف مُصيبة ذوي ذلك الرجل المبارك ثناءُ الناس عليه، وذكرهم له بالخير، والناسُ شُهداء الله في أرضه وحقًا {إنك ميتٌ وإنهم ميتون}.


    الكاتب
    سعد بن محمد الموينع








    هذا التوقيع من الغالية صدى الله يبارك فيها

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Mar 2003
    الموقع
    كل القلوب التي أهوى مدنا أقيم فيها ولا أترحل
    الردود
    217
    الجنس
    أنثى
    رسم درب الحب فأثمر وبقت بصمة روحه في القلب الذي زرع فيه أغلى وأجمل الألحان
    وسيبقى الفجر ذكرى وكل اليوم عبق لها
    وكل محب للخير يبقى الخير يحبهsid

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Mar 2002
    الموقع
    ღ♥ღ .. وَإِنَّ الآخِرَةَ هِيَ دَارُ القَرَار ღ♥ღ
    الردود
    34,635
    الجنس
    امرأة
    التدوينات
    10
    رسم درب الحب فأثمر وبقت بصمة روحه في القلب الذي زرع فيه أغلى وأجمل الألحان
    وسيبقى الفجر ذكرى وكل اليوم عبق لها
    وكل محب للخير يبقى الخير يحبه
    انا لله وانا اليه راجعون ...


    رحمه الله رحمة واسعة ووالدي وجميع موتى المسلمين sid sid ...
    الرجاء الرد من الأخوات فقط

    قريباً .... تجربتي مع الـ ديرم إميلان Dermamelan Mask بـ..الصور

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Feb 2003
    الموقع
    كندا
    الردود
    2,146
    الجنس
    امرأة
    وفقك الله يااختي الغاليه واسام وزادك من فضله وبره وإحسانه وغفر لك ذنبك ومحا وزرك ورفع قدرك على هذه القصة الرائعه وهادفة معطره بركن من اركان الاسلام وزرع اروع غرزه في قلوب اولاده صلاة الصبح في جماعه
    بتعرفي يا اختي الحمد الله من وقت واعيت على الدنيه واصلى الصبح في جماعه الحمد الله
    نقيم على الإحسان العيش طيـب ... كأنا بجنة عدن بين تلك الرواتيـا
    نسأل الله سبحانه أن يمن علينا وأن يعيننا على أنفسنا وأن يجعلنا من السباقين والمسارعين في الخيرات ...انا لله وانا اليه راجعون
    اختك في الله رائده

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Nov 2003
    الموقع
    الكويت
    الردود
    3,652
    الجنس
    اللهم ثبت قلوبنا على طاعتك ودينك ،

    اللهم إنا نسألك حسن الخاتمه ،

    بوركت يداك أختي العزيزة ( وسام ) على هذا النقل الرائع ،

    لعله يكون عبرة لنا لتربية أولادنا التربيه الصالحه ، فأكثر الناس تهتم بدراسة الأولاد

    ونجاحهم ولبسهم وشربهم وتترك ما هو أهم من ذلك ألا وهو محافظتهم على تعاليم الإسلام .

    -------------------
    لا عز لنا إلا بالإسلام
    -------------------
    *** لطفا الرد من النساء فقط
    -------------

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Jun 2002
    الموقع
    السعوديه
    الردود
    7,525
    الجنس
    اخواتي الغاليات
    شموخ
    شمالية غربية
    رائدة
    عزيزة

    الله يبارك فيكم ويسعدكم اسعدني مروركم وتواصلكم الدائم ..








    هذا التوقيع من الغالية صدى الله يبارك فيها

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Jun 2002
    الموقع
    قريب من هنا
    الردود
    351
    الجنس
    أنثى
    رحمه الله رحمة واسعه

    ماأقسى لحظات الفراق
    ماأشد لوعتها

    لكنه ترك أثرا طيب في نفوس كل من حوله

    بارك الله فيك يالغالية

مواضيع مشابهه

  1. وهل جزاء الأحسان الا الأحسان
    بواسطة أم جوووووودي في نافذة إجتماعية
    الردود: 9
    اخر موضوع: 16-11-2009, 11:00 PM
  2. الردود: 30
    اخر موضوع: 23-07-2009, 01:47 PM
  3. الردود: 334
    اخر موضوع: 09-05-2009, 09:15 AM
  4. الردود: 42
    اخر موضوع: 11-01-2008, 09:28 PM
  5. الميزان وآآآآآه من الميزان
    بواسطة .زهور الريف في ركن التغذية والصحة والرجيم
    الردود: 15
    اخر موضوع: 18-04-2007, 02:25 AM

أعضاء قرؤوا هذا الموضوع: 0

There are no members to list at the moment.

الروابط المفضلة

الروابط المفضلة
لكِ | مطبخ لكِ