انتقلت منتديات لكِ النسائية إلى هذا الرابط:
منتديات لكِ النسائية
هذا المنتدى للقراءة فقط.


للبحث في شبكة لكِ النسائية:
عرض النتائج 1 الى 6 من 6

الموضوع: الطريق إلى نسيان الحب القديم ( رائعة )

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Feb 2014
    الردود
    18
    الجنس
    امرأة

    L50 الطريق إلى نسيان الحب القديم ( رائعة )


    مقالة قرأتها فأعجبتني وأحببت أن أفيد فيها اخواتي من النساء وأتأمل مشاركاتكم وتعليقاتكم

    الطريق إلى نسيان الحب القديم
    ( رائعة )

    أكتب اليك وكلي أمل أن تساعدني في بلواي ، وتخلصني من شكواي ، ومشكلتي يا سيدي أنني أريد النسيان ولا أستطيعه ، نسيان الحب و تلك العلاقة العاطفية التي جمعتني بفتاة كنت أرى فيها جمال الكون وروعة العاطفة ورقة المشاعر ،ولطافة الحس، وجمال الظاهر، وطيبة الباطن ، كنت أراها فأرى السعادة مجتمعة في عينيها ، واسمع كلماتها فيخيل الي اني أطير بلا جناح ، واملك الدنيا بين يدي ، لم يكن يعنيني شيء كما كان يعنيني أمرها ، أحببتها كما لم يحب أحد أحدا ، ولكن قدر الله والنصيب كانوا اسرع اليها مني ، ولست ساخطا على قضاء الله ، ولكني اريد ان انسى ؟ فدارت علينا الأيام وكتب لنا ان نتفرق بالأجساد فكان منها ان تزوجت ، وانا أعيش ألم الذكرى وحسرة الماضي ، اسودت الدنيا بعيني حتى لم أعد أرى طعما للحياة ، وحاولت جاهدا ان اتناساها ، وقرأت كل ما يساعد على النسيان واستشرت الناصحين والأطباء والعارفين فكانت مصيبتي مع الناصحين والاطباء لا تقل عن مصيبتي بفقدها فما أفعل يا سيدي ؟
    قدم الناصحون لي طرقا شتى ووسائل عدة ، فقال البعض العلاج يكون بالتغيير والتخلص والانشغال : غير عملك وسكنك وهاتفك ووسائل التواصل القديمة ، وتخلص من كل ما يتعلق بذكرياتك القديمة مع من تريد ان تنساه .
    وانشغل حتى لا تجد وقتا للتفكير فيه .
    ففعلت وغيرت سكني وعملي وكثيرا من أموري ولكنني لم استطع ان أغير نفسي وعقلي وتفكيري ، فتغير الظاهر ممكن لكن من لي بتغيير الباطن
    إلا انني يا سيدي قادر على تغيير المكان والاشخاص ولكنني غير قادر على تغيير الآثار النفسية والذكريات العقلية فكيف أتخلص منها وهي شديدة التوارد على الذهن .
    وتخلصت من كل ما يتعلق بآثارها مهما دق أو جل ، وجربت الانشغال فانهمكت بالعمل حتى لم يعد عندي وقت للتفكير الا في العمل ، ولكنني في لحظات راحتي وقيامي في الصلاة وذهابي وعودتي وكثير من أحوالي تراودني الذكرى ، فلم يكن الانشغال دافعا للنسيان الا في حالة الانشغال فما نفع الانشغال وقد وضعت جنبك على وسادة فذهب النوم من عينيك .

    ورجعت إلى الناصحين فقالوا: أين أنت من العلاج بالداء ، وقد قالت العرب ، وداوها بالتي كانت هي الداء ، عليك بان تحب من جديد فلا يفل الحديد الا الحديد ، ولا ينسي المرأة إلا المرأة ، والحب الجديد يدفن الحب القديم ويمسحه عن بكرة أبيه ، ولا يمنعك الفشل في حب قديم من العشق من جديد ، ولكني قادر على ان احب وأعشق من جديد ، لكني لا اثق بقدرتي على النسيان ، فكيف أقدم على تجربة وأنا غير واثق منها لان عقلي وقلبي منشغلون بالماضي وذكرياته ، فكيف أعيش في صراع بين حاضر جميل وماض أجمل فيزداد الطين بلة ، اذ كيف أعيش مع امرأة وقلبي وعقلي مع أخرى ، فيزداد همي بآخر وما ذنب المسكينة التي سأتعلق بها ان اكون معها روحا بلا جسد ، وجسما بلا روح فتنال مني من الأسى ما نلت من الأسى في حياتي .
    وهب أني فعلت : أيكون ذلك كفيلا بالنسيان ، ولعلي يجب ان أستشير من فعل فاستشرتهم فقالوا : لا تتأمل لأنه لا ينسى الحب القديم أبدا . فكان هذا بمقام السيف القاطع والمضاد لهذا العلاج .

    ولما ملَّ الناصحون مني ومن شكواي قالوا لا نرى لك الا أطباء الجسد أو سيكولوجيا السلوك والنفس لعل عندهم ما ليس عندنا ، فاذهب اليهم فانت بحاجة للإرشاد النفسي السيكولوجي ، فتجد عندهم ضالتك ، فذهبت وكانت مصيبتي معهم شرا من مصيبتي مع الناصحين ، وبدأت جلسات العلاج على اختلاف التشخيص فقائل هي الصدمة النفسية ، وقائل بل الاكتئاب المزمن ، وقائل لا شك أنه الذهان المرضي ، وتتالت الجلسات وكثر الدواء الذي لا شغل له الا ان يساعدني على النوم فصرت انام طرفي النهار وفي عملي حتى كدت ان أخسر عملي واصبت بالنسيان فنسيت عناوين وأرقام وأسماء وأشخاص وكثيرا من المهارات والعلوم ، ولكني لم استطع ان انسى ما جئت من أجله وهو حبي القديم وباءت كل تلك المحاولات بالفشل ..
    ومضت بي الأيام وانا في يأس شديد وحنق بالغ ، وكارثة عظمى ، حتى اجتمعت برجل ليتني ما عرفته ، فعرف شكواي ورثى لحالي ، وقال لا علاج الا علاج سيدي ابي مفتاح ! فقلت ومن أبو مفتاح ؟ قال : رجل يفتح الأبواب وبيده فصل الخطاب ، واصل للعالم العلوي والسفلي ، وله قدرة على التسخير وفك المربوط ، والسيطرة على ملوك الجان ! فقلت وكيف لي أن أذهب إليه وقد كذب المنجمون والعرافون ، وأنا صاحب العلم والمعرفة ، أفأومن بالخرافات ؟ ، قال : لا تقل ذلك فيسمعوك ، ومن قال انها خرافات ؟
    وذهبت معه ! ووصف لي بعض الوصفات العجيبة التي لا لم تبق مرضا في الدنيا الا وألحقته بي ، وصرت أهذي ولا ادري ما اقول ولا ما افعل ، فلا بارك الله في مفتاح ولا بأبي مفتاح ، واستغفرت الله تعالى من هذا الذنب وتبت إليه.
    ولن اتكلم يا سيدي فأطيل عمن دعاني إلى الخمر والقات ، والبانجو والمخدرات ، ومن دعاني إلى غيرها من الموبقات ووعدني بأنها تسلي القلب والخاطر وتنسى الانسان كل شيء ومن دعاني إلى الانتحار اذ ادرك أنه لا علاج ولا دواء ، فلا معنى لحياة مليئة بالألم والمعاناة .
    فهل لك يا سيدي ان ترشدني لما فقدت فأجد عندك ما اريد . وهل يمكنني أن انسى . وما السبيل إلى ذلك .

    ولكاتب الرسالة أقول :
    يدعوك الآخرون الى النسيان ، نسيان الماضي ، و نسيان الحب والمشاعر والعواطف والايام الجميلة وكذا نسيان الأسى ، وكأن النسيان عبارة عن رشفة قهوة في الصباح ، او ازالة للغبار عن النافذة ، ويصفون قدرتهم على النسيان وانهم قاموا بمسح للذاكرة حتى عادت وكأن شيئا لم يكن ؟ فما اعظم هذيانهم وما أشد مغالاتهم .
    حلم الانسان من فجر التاريخ ان يكون قادرا على النسيان ومحو الذاكرة حتى ينتهي من الألم فهو حبيس آلامه وآماله وذكرياته ، وجهد الناس ان يجدوا علاجا للنسيان وخاصة العواطف ، لأن اشد ما يتطلب النسيان هو ما يرتبط بالعاطفة ، وعلى قدر تملك الموقف للعاطفة واثره فيها يكون اثره في الذاكرة .
    فمن قال بأن الاسى يمكن أن ينسى ، ومن قال بأن الحب الحقيقي يمكن أن يذهب مهما تعاقبت الأيام والسنون ، ان الأمطار تزيل الغبار عن الاشجار وتغسل الارض من التراب فتحوله إلى طين ولكنها لا تزيل الاشجار والآثار وتبقى الآثار خالدة في القلوب لا يذهبها مرور الأيام ولا تعاقب الحوادث ...

    وهم اذ يصفون قدرتهم على النسيان فما شعروا بما شعرت به ولا أدركوا ما ادركت ، فهم يصفون لك الدواء الذي يناسبهم ويرونه ، ولكن ما ادرانا انه يناسبك ويشفيك، وقام الناس في محاولة ايجاد مصل للنسيان أو رياضة أو تدبر فاختلفوا اختلافا شديدا .
    فقال أهل الهوى لا ينسى الحب الا بحب أقوى منه وأمضى في النفس فدواء الحب حب جديد ، ولعلهم غير مقتنعين بجدوى قولهم ، ولا ما وصل اليه علمهم .
    وقال أطباء الجسد : بالنوم فابتكروا العقاقير اللازمة فشربها الناس وناموا فرأوا بأحلامهم ما يزيد عن يقظتهم ، ولكنهم لم ينسوا لان لحظة الاستيقاظ هي الكفيلة بسرد كل شيء مضى .
    وقال أطباء النفس وعلماء السيكولوجيا : بعقاقير الذهان ومضادات الاكتئاب فهي كفيلة ان تخفف حدة الشعور وتساعد على النسيان وتزيد القدرة على النوم وتفرح القلب وترفع عتبة الألم .
    وقال بعضهم بالخوف : فالإنسان عندما يخاف على نفسه ينسى كل شيء مضى .
    وقال المدمنون هي الخمر لا سواها : اشربها ونحن كفليون بأنك ستنسى اسمك ووالديك والدنيا من حولك ، وحبذا ان ترافقت مع شيء من المخدرات والقات ، التي تنقلك من عالم الى عالم .
    ودعا آخرون إلى الانشغال والتغيير والتبديل ، ولكنهم انما غيروا الظاهر دون الباطن ووضعت كتب ومؤلفات ، وأبحاث ودراسات ، ولكنهم جميعا عاجزون عن ايجاد حل جذري للنسيان ليس له آثار جانبية أسوأ منه وتكون دائمة لا مؤقتة .
    فالتسامح والتعايش والتصبر والتجمل والتغاضي عن الالم أيضا يسير ولكن النسيان شيء عسير ، تدك ذكراه النفس البشرية فتقض مضجع العقل والقلب ، وتبعثر المشاعر ، فلا انت قادر على محو ما سبق ولا على النسيان حقيقة ، وكلهم يعلم ذلك واقعا ملموسا .ويتواتر المتكلمون فمن قائل العلاج السحري والخلطة الذهبية للنسيان ! وقائل ثلاثون طريقة لتنسى ! وغير ذلك مما هو أقرب إلى الهذيان منه إلى العقلانية والحقيقة .
    ولعل العلاج الفصل الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه يكمن في أمرين ، أولاها بزيادة معرفتك للدنيا وثقافتك للحياة بالقراءة الواعية ، مما يجعل تعلقك بالأشياء أقل مما انت عليه الآن مهما كانت هذه الاشياء وتعطيك نوعا من الرياضة السلوكية التي تخفف هيجان العاطفة وتغلبها على العقل ، وثانيها : الانشغال بطاعة الله تعالى والعبادة والقرب منه واللجوء اليه ، وما لك وقد عجز الناس عن علاجك الا من بيده الأمر كله ، فهو وحده مقلب القلوب ، وعندما تتعلق به ستنسى كل من سواه ولن تجد في الدنيا شيئا يستحق ذكراك ، وستدرك بقربك منه منزلة الصالحين الذين انشغلوا به عمن سواه فنالوا من الرفعة في الدينا والآخرة ما لم يكونوا يتوقعوه ، وسعدوا حقيقة السعادة ونالوا مطلق اللذة التي لا يطمح إليها بشر ، فعند الله وحده الطمأنينة والسكون والراحة والتسلية . ولا تكن من ذلك في موقف المجرب بل الواثق الطامع الراجي رحمة ربه ، ثم ان مرت الأيام ولم يشأ الله سبحانه أن تنسى لحكمته وعلمه فانه يهبك من الراحة والطمأنينة ما يسعد قلبك ويخفف حرارة الجوى في نفسك ، وتذكر الخنساء وقد فقدت أخاها فبكته كما لم تبك انثى فقيدا ولم تستطع تحمل الفراق ولما اسلمت مات لها ثلاث من الاولاد مرة واحدة فلم تزد على قولها " لله ما أخذ وله ما أعطى " وما ذاك إلا بقربها من الله تعالى ، وستجد من الطمأنينة ما يغنيك عن النسيان ويجعل الذكرى نوعا من الماضي الذي لا بد منه كالمرض وقد زال وجاء الشفاء ، فيذهب الألم وتبقى الذكرى ولكنها لا تعيق الحياة .ولا تقض المضجع ..

    الكاتب مصعب الأحمد بن أحمد

  2. #2
    الثمال's صورة
    الثمال غير متواجد رئيسة الأركان التعليمية-مشرفة ركني الروضة ودار لك للتحفيظ -محررة في موقع لكِ
    تاريخ التسجيل
    Mar 2002
    الموقع
    اللهم ارحم غربتي في الدنيا وارحم مصرعي عند الموت وارحم قيامي بين يديك
    الردود
    44,066
    الجنس
    امرأة
    التدوينات
    13
    التكريم
    • (القاب)
      • درة الحوار
      • محلقة في سماء الإبداع
      • الإصرار على النجاح
      • متميزة
      • محررة بمجلة انا ورحلة الامومة
      • درة صيفنا إبداع 1432هـ
      • واميره النظافة والتنظيم 2
      • تربوية مثقفة
      • لمسة عطاء
      • درة صيفنا إبداع 1431هـ
      • فن وإبتكار
      • بصمة إبداع
      • الماهرة
      • مُبدعة صيف 1430هـ
      • أنامل ذهبية
      • بصمة إنجاز
      • بصمة تعاون
      • مصممة رائعة
      • بصمة مبدعة
      • ريشة متميزة
      • ذاكرة سياحية مميزة
      • فراشة الحلم والأ
    (أوسمة)
    بورك فيك
    ينقل الى الركن المناسب

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jul 2013
    الردود
    54
    الجنس
    امرأة
    الرد على صاحب الشكوى من شيخة السعود :

    هذا الذي يريد نصيحة بالعشق والحرام والله أحل له الزواج والتحصين من هتك أعراض المسلمات هذا يرضاه على أخته أو التى يريد الزواج منها تكون لها علاقات سابقة عشق أقصد الذي حرمه الله تعالى :


    أختى العزيزة همسة فتاة :

    هذه نصيحة لي ولكِ وللجميع قبل كتابة أي موضوع ما الفائدة التى نقلناه لإختنا المسلمة وأخونا المسلم الذي سيطبق ماكتبتيه لكِ من وزره الى يوم القيامة اذا دعوه للحرام وإذا دعوه للخير لكِ كذلك الأجر الى يوم القيامة .



    السؤال :


    قال الله (بسم الله الرحمن الرحيم: {إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} صدق الله العظيم، فيا شيخنا الكريم: ما معنى هذه الآية الكريمة بالتفصيل ومع ضرب الأمثال إذا أمكن؟ وشكراً،




    الإجابــة:


    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:


    فقد شاع إطلاق الفاحشة على الزنا في آيات من كتاب الله، ووردت بمعنى الأمر المنكر في آيات أخرى، وحب إشاعة الفاحشة في الذين آمنوا ليس من صفات المؤمنين، وإنما هو من علامات النفاق، وسننقل لك ما في التحرير والتنوير لابن عاشور عند تفسير الآية التي سألت عن تفسيرها، وهي قوله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ {النور:19)، قال: لما حذر الله المؤمنين من العود إلى مثل ما خاضوا به من الإفك على جميع أزمنة المستقبل أعقب تحذيرهم بالوعيد على ما عسى أن يصدر منهم في المستقبل بالوعيد على محبة شيوع الفاحشة في المؤمنين، فالجملة استئناف ابتدائي، واسم الموصول يعم كل من يتصف بمضمون الصلة فيعم المؤمنين والمنافقين والمشركين، فهو تحذير للمؤمنين وإخبار عن المنافقين والمشركين.




    وجعل الوعيد على المحبة لشيوع الفاحشة في المؤمنين تنبيها على أن محبة ذلك تستحق العقوبة، لأن محبة ذلك دالة على خبث النية نحو المؤمنين، ومن شأن تلك الطوية أن لا يلبث صاحبها إلا يسيراً حتى يصدر عنه ما هو محب له، أو يسر بصدور ذلك من غيره، فالمحبة هنا كناية عن التهيؤ لإبراز ما يحب وقوعه.




    وجيء بصيغة الفعل المضارع للدلالة على الاستمرار، وأصل الكناية أن تجمع بين المعنى الصريح ولازمه، فلا جرم أن ينشأ عن تلك المحبة عذاب الدنيا وهو حد القذف، وعذاب الآخرة وهو أظهر لأنه مما تستحقه النوايا الخبيثة، وتلك المحبة شيء غير الهم بالسيئة وغير حديث النفس، لأنهما خاطران يمكن أن ينكف عنهما صاحبهما، وأما المحبة المستمرة فهي رغبة في حصول المحبوب، وهذا نظير الكناية في قوله تعالى: وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ. كناية عن انتفاء وقوع طعام المسكين، فالوعيد هنا على محبة وقوع ذلك في المستقبل، كما هو مقتضى قوله: أَن تَشِيعَ. لأن أن تخلص المضارع للمستقبل، وأما المحبة الماضية فقد عفا الله عنها بقوله: وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ لَمَسَّكُمْ فِي مَا أَفَضْتُمْ فِيهِ عَذَابٌ عَظِيمٌ.






    ومعنى أن تشيع الفاحشة أن يشيع خبرها، لأن الشيوع من صفات الأخبار والأحاديث كالفشو وهو: اشتهار التحدث بها، فتعين تقدير مضاف، أي أن يشيع خبرها؛ إذ الفاحشة هي الفعلة البالغة حدا عظيماً في الشناعة.




    وشاع إطلاق الفاحشة على الزنا ونحوه، وتقدم في قوله تعالى: وَاللاَّتِي يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ مِن نِّسَآئِكُمْ. في سورة النساء. وتقدم ذكر الفاحشة بمعنى الأمر المنكر في قوله: وَإِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً قَالُواْ وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءنَا. في سورة الأعراف. وتقدم الفحشاء في قوله تعالى: إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاء. في سورة البقرة.




    ومن أدب هذه الآية أن شأن المؤمن أن لا يحب لإخوانه المؤمنين إلا ما يحب لنفسه، فكما أنه لا يحب أن يشيع عن نفسه خبر سوء، كذلك عليه أن لا يحب إشاعة السوء عن إخوانه المؤمنين. ولشيوع أخبار الفواحش بين المؤمنين بالصدق أو الكذب مفسدة أخلاقية، فإن مما يزع الناس عن المفاسد تهيبهم وقوعها وتجهمهم وكراهتهم سوء سمعتها، وذلك مما يصرف تفكيرهم عن تذكرها بله الإقدام عليها رويدا رويدا حتى تنسى وتنمحي صورها من النفوس، فإذا انتشر بين الأمة الحديث بوقوع شيء من الفواحش تذكرتها الخواطر وخف وقع خبرها على الأسماع، فدب بذلك إلى النفوس التهاون بوقوعها وخفة وقعها على الأسماع فلا تلبث النفوس الخبيثة أن تقدم على اقترافها، وبمقدار تكرر وقوعها وتكرر الحديث عنها تصير متداولة.




    هذا إلى ما في إشاعة الفاحشة من لحاق الأذى والضر بالناس ضراً متفاوت المقدار على تفاوت الأخبار في الصدق والكذب.




    ولهذا دل هذا الأدب الجليل بقوله: وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ. أي يعلم ما في ذلك من المفاسد فيعظكم لتجتنبوا، وأنتم لا تعلمون فتحسبون التحدث بذلك لا يترتب عليه ضر. وهذا كقوله: وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمٌ.


    والله أعلم.

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Feb 2014
    الردود
    18
    الجنس
    امرأة
    شكر لك على الطرح شيخة وبارك الله بك ولكن لعل السائل لا يريد الكلام عن الحرام بل عن علاقة كان قدر لها ان تكون زواجا ولكن لم تتم وهو يريد نسيانها

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Jul 2013
    الردود
    54
    الجنس
    امرأة
    شكراً لكِ أختى العزيزة همسة فتاة بارك الله فيكِ ورزقكِ ووالديكِ الجنة .


    كلامي من باب النصيحة لي ولك وخواتي المسلمات


    أختى همسة هو يريد نسيانها عليه بالزواج والإستغفار والندم على الذنب العظيم عند الله والتوبة على الماضي وأن يدعو لنفسة بالزوجة الصالحة التى تحفظة فى ماله وعرضه .


    النسيان يحدث كما تعلمين بالزواج الذي يكون إشهار وفرح ثم زواج ثم طلاق مع ذلك كل ينسى الثاني ويلتهي فى حياته المطلقة الله يرزقها زوج أفضل من الذي طلقها وتخلص له بالظاهر والباطن لأنا محاسبون .


    المطلق يتزوج بأخرى أفضل من الذي طلقها ويخلص لها بالظاهر والباطن وينساها .


    لأن كلن منهما عرف خطأه فأصلحه مع الأيام لأن التجربة التى وقعوا فيها من فشل يجب أصلاحة مع الشريك الجديد والنسيان نعمة من الله تعالى وكما يقول الشاعر .


    وما سمي الانسان إلا لنسيه **** ولا القلب إلا لأنه يتقلب



    وقول ابن عباس رضي الله عنهما: إنما سمي الإنسان إنسانا؛ لأنه عهد إليه فنسي.


    وخروج أبينا آدم عليه السلام من الجنة كان بسبب نسيانه للعهد الإلهي: {وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا} [طه: 115] نسي فنسيت ذريته.




    دائماً أختى همسة فتاة والكلام للجميع النسيان يتكرر وهذه الحالات دليل على كلامي :


    .. فكم مُرضَ من مريض! وكم ابتلي من مبتلى! وكم اشتدت الكربات على مكروب! فدعا ربه حينها: إنْ ربه شفاه، أو عافاه من بليته، أو فرج كربته أن يتوب، ويعود فيجاب دعاؤه، ثم يعود إلى ما كان عليه !!


    دليل من القرآن الكريم


    قال تعالى: {وَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ ضُرٌّ دَعَا رَبَّهُ مُنِيبًا إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَا خَوَّلَهُ نِعْمَةً مِنْهُ نَسِيَ مَا كَانَ يَدْعُو إِلَيْهِ مِنْ قَبْلُ}[الزمر: 8]




    ووصف الله سبحانه وتعالى فتى موسى عليه الصلاة والسلام قال الله تعالى : {فإني نسيت الحوت وما أنسانيه إلا الشيطان أن أذكره} [الكهف: 63




    ولكن ينبغي الإشارة إلى أن محاولة نسيان الماضي وعدم تذكر المآسي لا يعني بأي حال أن لا يتعظ الإنسان من الحوادث ولا يستفيد من التجارب، فلا يجوز أن يكون اتعاظ الإنسان لحظياً مؤقتاً.


    أنا لا أدعو إلى الغفلة، وإنما الذي ندعو إليه أن لا تبقى الذكريات السوداء المظلمة عالقة في الذهن، تفسد على الإنسان حياته وعلاقته مع الآخرين أقول حب وعصى الله وجاهر بالمعصية وكتبها ليقرأها الملأ .


    وكما يقول والله تعالى يقوللاّيُحِبُّ اللّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوَءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلاَّ مَن ظُلِمَ)النساء148


    وقال النبي صلى الله عليه و سلم : كل أمتي معافى إلا المجاهرين، وإن من الإجهار أن يعمل العبد بالليل عملا، ثم يصبح قد ستره ربه، فيقول: يا فلان! قد عملت البارحة كذا وكذا، وقد بات يستره ربه، ويصبح يكشف ستر الله عنه)متفق عليه.


    فهذا يجاهر أقصد هذا شاب يتحدث عن مغازلاته ومغامراته. . وهتكه لأعراض المسلمين ويقول شكوى ما أقدر أنساها ولا أستطيع النوم هذا لو عاشرها كان نساها .


    هؤلاء كالذئاب أختي أقصد الفاسدين من الشباب أما أخوانا المسلمين من الشباب فيهم الخير الكثير لا يرضون على خواتهم المسلمات الضرر بأعراضهم أو سمعتهن .




    وليس المطلوب هو ترك المجاهرة بالمعاصي فقط، ولكن المطلوب هو ترك المعاصي كلها ولو سراً، لأنها قبيحة العواقب، سيئة المنتهى.






    ناقلة الحديث للفائدة همسة فتاه بارك الله فيك :




    كما قال الرسول عليه الصلاة والسلام عندما أتاه الغلام يستأذنه بالزنا :


    أترضاه لأمك ؟!!


    عن أبى أمامة (رضى الله عنه) قال: إن فتىً شاباً أتى النبى (صلى الله عليه وسلم) فقال: يا رسول الله ائذن لى فى الزنا ، فأقبل القوم فزجروه ، وقالوا: مه مه(*)!


    فقال له: "ادنه" – أى اقترب منى – ، فدنا منه قريبا ،


    قال: أتحبه لأمك؟
    قال: لا والله، جعلنى الله فداءك.


    قال: "ولا الناس يحبونه لأمهاتهم".


    قال: أفتحبه لابنتك؟
    قال: "لا والله يا رسول الله ، جعلنى الله فداءك".


    قال:"ولا الناس يحبونه لبناتهم".


    قال: أفتحبه لأختك؟
    قال: "لا والله ، جعلنى الله فداءك".


    قال:"ولا الناس يحبونه لأخواتهم".


    قال: أفتحبه لعمتك؟
    قال: "لا والله ، جعلنى الله فداءك".


    قال:"ولا الناس يحبونه لعماتهم".


    قال: أفتحبه لخالتك؟
    قال: "لا والله ، جعلنى الله فداءك".


    قال: "ولا الناس يحبونه لخالاتهم".


    قال – رواى الحديث – فوضع يده عليه ، وقال:
    "اللهم اغفر ذنبه وطهر قلبه ، وحصن فرجه"
    فلم يكن بعد ذلك الفتى يلتفت إلى شىء ([1]).


    وهذا الموقف الحكيم العظيم مما يؤكد على الدعاة إلى الله – عز وجل – أن يعتنوا بالرفق والإحسان إلى الناس ، ولاسيما من يرغب فى استئلافهم – من الألفة – ليدخلوا فى الإسلام أو ليزيد إيمانهم ، ويثبتوا على إسلامهم.








    *مه: كلمة زجر ، وهو اسم فعل أمر بمعنى: اسكت ، وقيل معناها: ما هذا؟ انظر شرح النووى على مسلم (3/193).




    ([1])رواه الإمام أحمد عن أبى أمامة ، وذكره الهيثمى فى مجمع الزوائد وعزاه إلى الطبرانى وقال: رجاله رجال الصحيح (1/129) – انظر الصحيحة للألبانى – عليه رحمة الله – (370).




    وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحابته رضي الله عنهم أجمعين .




    تقبلي أختي الحبيبة همسة فتاه هذا الكلام نصيحة لوجه الله .


    والله يهدينا جميعا لما يحب ويرضاه .


    والله يحفظ أعراض خواتنا المسلمات فى بلاد الشام والعراق .

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Jul 2013
    الردود
    54
    الجنس
    امرأة
    العلاقة كان له قدر أن تكون له زوجة وهو يريد نسيانها: هذا كلامه صح همسة فتاه :


    أقوله لو كانت زوجة راح يقول إلي ما حفظت سمعة والديها راح يقول ماراح تحفظني فيكون مصيرها الطلاق فأحمد الله على كل شئ والندم على العمل الشيطاني الذي قام به لأن الذي حدث قدر الله خيره لهذه المرأة عسا الله يوفقها إذا كانت الرواية صحيحة وإذا كانت خيال من الكاتب الله حسيبه .


    ولنا فى هذه الآيه قاعدة جميله :


    وكما القال الله تعالى ( وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ ).


    هذا كلام مختصر لشيخنا الفاضل للفائدة


    القاعدة الثانية: (وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ...)


    د.عمر بن عبد الله المقبل | 21/4/1430 هـ




    الحمد لله،وصلى الله وسلم وبارك على نبينا وإمامنا وسيدنا محمد بن عبدالله وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:


    فحديثنا في هذه الحلقة مع قاعدة عظيمة لها أثرٌ بالغ في حياة الذين وعوها وعقلوها، واهتدوا بهداها، قاعدة لها صلة بأحد أصول الإيمان العظيمة: ألا وهو: الإيمان بالقضاء والقدر، وتلكم القاعدة هي قوله سبحانه وتعالى ـ في سورة البقرة في سياق الكلام على فرض الجهاد في سبيل الله ـ: {وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} [البقرة: 216]}.



    وهذا الخير المجمل، فسره قوله تعالى في سورة النساء ـ في سياق الحديث عن مفارقة النساء ـ: {فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا} [النساء: 19].
    فقوله (خيراً كثيراً) مفسر وموضح للخير الذي ذكر في آية البقرة، وهي الآية الأولى التي استفتحنا بهذا هذا الحديث.

    ومعنى القاعدة بإيجاز:


    أن الإنسان قد يقع له شيء من الأقدار المؤلمة، والمصائب الموجعة، التي تكرهها نفسه، فربما جزع، أو أصابه الحزن، وظن أن ذلك المقدور هو الضربة القاضية، والفاجعة المهلكة، لآماله وحياته، فإذا بذلك المقدور منحة في ثوب محنة، وعطية في رداء بلية، وفوائد لأقوام ظنوها مصائب، وكم أتى نفع الإنسان من حيث لا يحتسب!.



    والعكس صحيح: فكم من إنسان سعى في شيءٍ ظاهره خيرٌ، وأهطع إليه، واستمات في سبيل الحصول عليه، وبذل الغالي والنفيس من أجل الوصول إليه، فإذا بالأمر يأتي على خلاف ما يريد،
    و هذا هو معنى القاعدة القرآنية التي تضمنتها هذه الآية باختصار.


    أيها القارئ الموفق:



    ما إن تمعن بناظريك، وترجع البصر كرتين، متأملاً الآيتين الكريمتين الأولى والثانية، إلا وتجد الآية الأولى ـ التي تحدثت عن فرض الجهاد ـ تتحدث عن ألم بدني وجسميًّ قد يلحق المجاهدين في سبيل الله، كما هو الغالب، وإذا تأملت الآية الثانية ـ آية مفارقة النساء ـ ألفيتها تتحدث عن ألم نفسي يلحق أحد الزوجين بسب فراقه لزوجه!

    وإذا بصرت في آية الجهاد وجدتها تتحدث عن عبادة من العبادات، وإذا تمعنت آية النساء، وجدتها تتحدث عن علاقات دنيوية.




    إذن فنحن أمام قاعدة تناولت أحوالاً شتى:


    دينية ودنيوية، بدنية ونفسية، وهي أحوال لا يكاد ينفك عنها أحد في هذه الحياة التي:




    جبلت على كدر وأنت تريدها *** صفوا من الأقذاء والأقذار


    وقول الله أبلغ وأوجز وأعجز، وأبهى مطلعا وأحكم مقطعا: {لقد خلقنا الإنسان في كبد}.



    إذا تبين هذا ـ أيها المؤمن بكتاب ربه ـ فأدرك أن إعمال هذه القاعدة القرآنية: {وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} من أعظم ما يملأ القلب طمأنينة وراحةً، ومن أهم أسباب دفع القلق الذي عصف بحياة كثير من الناس، بسبب موقف من المواقف، أو بسبب قدر من الأقدار المؤلمة ـ في الظاهر ـ جرى عليه في يوم من الأيام!




    ولو قلبنا قصص القرآن، وصفحات التاريخ، أو نظرنا في الواقع لوجدنا من ذلك عبراً وشواهدَ كثيرة، لعلنا نذكر ببعض منها، عسى أن يكون في ذلك سلوةً لكل محزون، وعزاء لكل مهموم:


    1 ـ قصة إلقاء أم موسى عليه الصلاة والسلام لولدها في البحر!


    فأنت ـ إذا تأملتَ ـ وجدتَ أنه لا أكره لأم موسى من وقوع ابنها بيد آل فرعون، ومع ذلك ظهرت عواقبه الحميدة، وآثاره الطيبة في مستقبل الأيام، وصدق ربنا: {وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ}.




    2 ـ وتأمل في قصة يوسف عليه الصلاة والسلام تجد أن هذه الآية منطبقة تمام الانطباق على ما جرى ليوسف وأبيه يعقوب عليهما الصلاة والسلام.



    3 ـ تأمل في قصة الغلام الذي قتله الخضر بأمر الله تعالى، فإنه علل قتله بقوله: {وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَنْ يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا (80) فَأَرَدْنَا أَنْ يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا} [الكهف: 80، 81]!
    توقف ـ أيها المؤمن ويا أيتها المؤمنة عندها قليلاً ـ!

    كم من إنسان لم يقدر الله تعالى أن يرزقه بالولد، فضاق ذرعا بذلك، واهتم واغتم وصار ضيقا صدره ـ وهذه طبيعة البشر ـ لكن الذي لا ينبغي أن يحدث هو الحزن الدائم، والشعور بالحرمان الذي يقضي على بقية مشاريعه في الحياة!


    وليت من حرم نعمة الولد أن يتأمل هذه الآية لا ليذهب حزنه فحسب، بل ليطمئن قلبه، وينشرح صدره، ويرتاح خاطره، وليته ينظر إلى هذا القدر بعين النعمة،وبصر الرحمة، وأن الله تعالى رُبَما صرف هذه النعمة رحمةً به! وما يدريه؟ لعله إذا رزق بولد صار - هذا الولد - سبباً في شقاء والديه، وتعاستهما، وتنغيص عيشهما! أو تشويه سمعته، حتى لو نطق لكاد أن يقول:؟؟؟

    4 ـ وفي السنة النبوية نجد هذا لما ماتت زوج أم سلمة: أبو سلمة رضي الله عنهم جميعاً، تقول أم سلمة رضي الله عنها: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم عليه وسلم يقول: «ما من مسلم تصيبه مصيبة فيقول ما أمره الله إنا لله وإنا إليه راجعون اللهم أجرني في مصيبتي واخلف لي خيرا منها. إلا أخلف الله له خيرا منها».


    قالت: فلما مات أبو سلمة، قلت: أي المسلمين خير من أبى سلمة؟ أول بيت هاجر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم عليه؟ ثم إني قلتها، فأخلف الله لي رسول الله صلى الله عليه وسلم عليه!



    فتأمل هذا الشعور الذي انتاب أم سلمة ـ وهو بلا شك ينتاب بعض النساء اللاتي يبتلين بفقد أزواجهن ويتعرض لهن الخُطاب ـ ولسان حالهن: ومن خير من أبي فلان؟! فلما فعلتْ أم سلمة ما أمرها الشرع به من الصبر والاسترجاع وقول المأثور، أعقبها الله خيراً لم تكن تحلمُ به، ولا يجول في خلدها.


    وهكذا المؤمنة.. يجب عليها أن لا تختصر سعادتها، أو تحصرها في باب واحد من أبواب الحياة، نعم.. الحزن العارض شيء لم يسلم منه ولا الأنبياء والمرسلون! بل المراد أن لا نحصر الحياة أو السعادة في شيء واحد، أو رجل، أو امرأة، أو شيخٍ!



    5 ـ وفي الواقع قصص كثيرة جداً، أذكر منها ما ذكره الطنطاوي رحمه الله عن صاحب له: أن رجلاً قدم إلى المطار، وكان حريصا على رحلته، وهو مجهد بعض الشيء، فأخذته نومةٌ ترتب عليها أن أقلعت الطائرة، وفيها ركاب كثيرون يزيدون على ثلاث مئة راكب، فلما أفاق إذا بالطائرة قد أقلعت قبل قليل، وفاتته الرحلة، فضاق صدره، وندم ندماً شديداً، ولم تمض دقائق على هذه الحال التي هو عليها حتى أعلن عن سقوط الطائرة، واحتراق من فيها بالكامل!


    والسؤال أخي: ألم يكن فوات الرحلة خيراً لهذاالرجل؟! ولكن أين المعتبرون والمتعظون؟

    6- وهذا طالب ذهب للدراسة في بلد آخر، وفي أيام الاختبارات ذهب لجزيرة مجاورة للمذاكرة والدراسة، وهو سائر في الجزيرة قطف بعض الورود، فرآه رجال الأمن فحبسوه يوماً وليلة عقاباً لصنيعه مع النبات، وهو يطلب منهم بإلحاح إخراجه ليختبر غدا، وهم يرفضون، ثم ماذا حصل!؟ لقد غرقت السفينة التي كانت تقل الركاب من الجزيرة ذلك اليوم، غرقت بمن فيها، ونجا هو بإذن الواحد الأحد!




    والخلاصة ـ أيها المستمعون الكرام ـ:


    أن المؤمن عليه:


    أن يسعى إلى الخير جهده *** وليس عليه أن تتم المقاصد


    وأن يتوكل على الله، ويبذل ما يستطيع من الأسباب المشروعة، فإذا وقع شيءٌ على خلاف ما يحب،فليتذكر هذه القاعدة القرآنية العظيمة: {وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} [البقرة: 216]}.


    وليتذكر أن (من لطف الله بعباده أنه يقدر عليهم أنواع المصائب، وضروب المحن، و الابتلاء بالأمر والنهي الشاق رحمة بهم، ولطفاً، وسوقا إلى كمالهم، وكمال نعيمهم)(1).

    ومن ألطاف الله العظيمة أنه لم يجعل حياة الناس وسعادتهم مرتبطة ارتباطاً تاماً إلا به سبحانه وتعالى، وبقية الأشياء يمكن تعويضها، أو تعويض بعضها:


    من كل شيء إذا ضيعته عوضٌ *** وما من الله إن ضيعتهُ عوضُ


    وإلى لقاء قريب في الحلقة القادمة بإذن الله..




    أخذت هذه الموعظة للفائدة للقراء جميعاً


    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

مواضيع مشابهه

  1. عيد الحب (الفلانتين) على موقع الطريق إلي الله
    بواسطة لا تحزن وسبح ربك في روضة السعداء
    الردود: 2
    اخر موضوع: 13-02-2014, 10:58 PM
  2. كيف ننسي الحب القديم
    بواسطة aneshta في نافذة إجتماعية
    الردود: 24
    اخر موضوع: 05-12-2007, 08:39 PM
  3. كيف ننسي الحب القديم
    بواسطة aneshta في جمالكِ سيدتي وأناقتك حواء
    الردود: 0
    اخر موضوع: 21-11-2006, 06:32 AM
  4. الى ضحايا الحب الفاشل كيف تتخلصين من حبك القديم؟؟؟
    بواسطة كيان انثى في نافذة إجتماعية
    الردود: 5
    اخر موضوع: 24-09-2005, 09:40 PM
  5. الحب الطريق المختصر للسعادة
    بواسطة وسام في الملتقى الحواري
    الردود: 14
    اخر موضوع: 22-07-2003, 08:13 AM

أعضاء قرؤوا هذا الموضوع: 0

There are no members to list at the moment.

الروابط المفضلة

الروابط المفضلة
لكِ | مطبخ لكِ