انتقلت منتديات لكِ النسائية إلى هذا الرابط:
منتديات لكِ النسائية
هذا المنتدى للقراءة فقط.


للبحث في شبكة لكِ النسائية:
عرض النتائج 1 الى 8 من 8

الموضوع: [.."ياسميـن" والكَـنـزُ الثَّمِيـنُ ~

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Sep 2010
    الموقع
    " أرجو الجنة ()
    الردود
    2,049
    الجنس
    أنثى
    التكريم
    (أوسمة)

    موضوع متميز [.."ياسميـن" والكَـنـزُ الثَّمِيـنُ ~




    ذاتَ يومٍ ، وفي العاشِرةِ صباحًا ، خرجت ياسميـن مع
    صَدِيقاتِها
    مِن قاعة المُحاضراتِ بالجامعة .

    ياسمين : أمامنا ساعةٌ حتَّى يأتيّ موعِـدُ المُحاضرةِ الثَّانية ، لنذهب
    سويًّا للمكتبةِ ، ونُحاول أن نُنهِيَ بعضَ الأبحاثِ المطلوبةِ مِنَّا .

    أسماء : سأذهبُ لأشتريَ بعضَ البسكويت ، لأفطِرَ به ؛ لأنِّي لم
    أُفطِر بالبيتِ ، تعالي معي .

    ياسميـن : لقـد أفطرتُ بالبيت . تفضَّلي يا حبيبة ، وسأنتظِرُكِ بالمكتبة .

    سُعاد : وأنا سأذهبُ لقاعةِ الانترنت ؛ لأُضَيِّعَ هـذه الساعةَ في الألعابِ أو الشَّات .

    منار : وأنا سأفتحُ الواتس أب حتَّى يأتيَ مَوعِـدُ المُحاضرة .

    مروة : وأنا سأجلِسُ هُنا ، أُشاهِـدُ البنات ، وملابِسَهُنَّ ، وأنظُرُ لِكُلِّ رائِحةٍ وغادية .

    ياسمين : ما هـذا يا حبيباتي ؟! ماذا دهاكُنَّ ؟! ألِهـذه الدرجةِ
    أوقاتُكُنَّ رخيصة ؟! ألِهـذه الدرجةِ أعمارُكُنَّ طويلةٌ ترغبنَ في
    تقصيرها ؟! ألِهـذه الدرجةِ وصل تفكيركُنَّ وأنتُنَّ فتياتٌ جامِعيَّاتٌ
    مُتعلِّمات ؟! بل فوق ذلك مُسلِمات ؟!

    منار : وماذا حَدَثَ لِكُلِّ هـذا يا ياسميـن ؟!

    ياسميـن : ألم تسمعي يا منار ما قالته سُعاد ومروة ؟! ألم تُدركي
    ما قُلتيه أنتِ ؟!

    منار : وماذا قُلتُ ؟! أأخطأتُ حِينَ أردتُ أن أفتحَ الواتس أب ؟! أليس
    هـذا أفضل مِن أن أُحادِثَ شابًّا وأجلِسَ معه بين المُحاضرتين ؟!

    ياسميـن : بل لا خيرَ في هـذا ولا ذاك .

    سُعاد : ماذا ؟!!

    مروة : هاتي ما عِندكِ يا ياسميـن ، ونحنُ نسمعُكِ .

    ياسميـن : حبيباتي ، أراكُنَّ قـد أردتُنَّ تضييعَ أوقاتِكُنَّ ، ما بين
    انترنت ، وواتس أب ، وجلوس في الطُّرقاتِ لِمُشاهدةِ الفتيات .
    ولِمَ تُضَيِّعنَ أوقاتكُنَّ حبيباتي ؟!! أليس مِنَ الأفضلِ أن نستغِلَّ
    كُلَّ لَحظةٍ مِن لَحظاتِ حياتِنا فيما ينفعُنا في دِيننا ودُنيانا ؟!

    سُعاد : ومَن قال لَكِ إنَّ ما نفعلُهُ تضييعٌ للوقتِ ؟! ففي كُلِّ شئٍ
    فائِـدةٌ ومنفعةٌ خَفِيَّةٌ .

    ياسميـن : لا يا حبيبة ، لا تَخدَعي نَفْسَكِ ، فإنَّ هـذا تضييعٌ للوقتِ .
    واللهُ – عَزَّ وجلَّ – أمرنا أن نَحفَظَ أوقاتنا ، وأن نستثمِرَها فيما ينفعُنا .

    أسماء : لقـد عُـدتُ .

    ياسميـن : أهـلاً أسماء .

    أسماء : ما الذي أجلسكُنَّ هُنا ؟! لِمَ لَمْ تذهبي للمكتبةِ يا ياسميـن ؟!

    مروة : لِتُعطِيَنا مُحاضرةً عن الوقت .

    أسماء : جميل .

    سُعاد : لنَسمَع لها ، فإنْ أعجَبنا حديثُها أخذناه ، وإنْ لم يُعجِبنا ،
    فكأنَّنا لم نَسمَع شيئًا .

    منار : تكلَّمي يا ياسميـن .

    ياسميـن : حبيباتي ، الوقتُ هو الحياة ، والعاقِلُ هو الذي يَعرِفُ
    قِيمةَ وقتِهِ وشرفَ زمانِهِ ، فلا يُضَيِّعُ لَحظةً مِن عُمُرِه في مَعصية ،
    ولا يُضَيِّعُها فيما لا يُفيد ؛ حتَّى لا يتحسَّرَ على ذلك في الآخِرة ،
    بل وقبل ذلك عند موتِهِ ، وفي قبره . ومِمَّا يَدُلُّ على أهميَّةِ
    الوقتِ أنَّ اللهَ – عَزَّ وجلَّ – أقسَمَ بِهِ في عِـدَّةِ آياتٍ في كِتابِهِ ،
    فقال سُبحانه : ﴿ وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ ﴾ الفجر / 1-2 ،
    ﴿ وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى * وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى ﴾ الليل / 1-2 ،
    ﴿ وَالضُّحَى * وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى ﴾ الضحى / 1-2 ، ﴿ وَالْعَصْرِ *
    إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ
    وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ ﴾ العصر / 1-3 ، وقال
    سُبحانه : ﴿ وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرَادَ أَنْ
    يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا ﴾ الفرقان / 62 . وذَكَـرَ أنَّ أهلَ النَّارِ
    يُعنَّفُونَ بعَـدمِ حِفظِهم لأوقاتِهم . فإذا استغاثَ أهلُ النَّارِ ،
    وطلبوا العودةَ إلى الدُّنيا ، قيل لهم : ﴿ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا
    يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ
    نَصِيرٍ ﴾ فاطر / 37 . قال ابنُ كثيرٍ رَحِمَهُ اللهُ تعالى : ‹‹ أىْ :
    أو لم نُعطِكم أعمارًا لو كُنتم مِن أصحابِ الادِّكارِ _ أىْ العُقُولِ
    والنَّظَرِ والتَّأمُّلِ والحِجَا _ لادَّكرتُم ›› . وقال سُبحانه : ﴿ قَالَ
    كَمْ لَبِثْتُمْ فِي الْأَرْضِ عَدَدَ سِنِينَ * قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ
    يَوْمٍ فَاسْأَلِ الْعَادِّينَ * قَالَ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا لَوْ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ *
    أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ ﴾ المُؤمنون/112-115 ،
    فلَم يَستثمِرُوا أوقاتهم في طاعةٍ ، ولم يتركوا بَصمةً في الأُمَّةِ ،
    ولَم تَزِد السنين التي مَرَّت في إيمانِهم ، ولا في عِلْمِهم ، ولا في
    تقواهُم . إذًا لِمَ يَعيشونَ ما دام أنَّهم لا يَستفيدونَ مِن أوقاتِهم ؟!

    منار : رائِع ، واصلي يا ياسميـن .

    ياسميـن : كما أكَّـدَّ النبيُّ – صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم – على أهمِيَّةِ
    الوقتِ ، فقال في الحَديثِ : (( لا تَزُولُ قَدَمَا عبدٍ حتى يُسْأَلَ أربع :
    عن عُمُرِهِ فِيمَ أَفْنَاه ؟ ، ... )) صحيح الجامع ، لم يتكلَّم عن الزوجةِ
    والأولادِ ، ولَم يتكلَّم عن الحَجِّ والعُمُرة ، إنَّما تكلَّمَ عن العُمُرِ ، وبدأ بِهِ ؛
    وذلكَ أنَّ الوقتَ هو عُمُرُ الإنسانِ وحياتُهُ كما ذكرتُ . فإذا ضاعَ عُمُرُ
    الإنسانِ ، ومَـرَّ عليه وقتُهُ سُـدَىً ، فقـد ضاعت حياتُهُ . ثُمَّ خَصَّ
    فترةَ الشَّبابِ ؛ وهِيَ قُـوَّةٌ بين ضَعفَيْن ، فقال : (( وعَن شَبَابِهِ فِيمَ
    أبلاه ؟ )) صحيح الترغيب للألبانيّ .
    قال الإمامُ أحمد - رَحَمَه اللهُ تعالى – لَمَّا سُئِلَ عن الشَّباب :

    ‹‹ واللهِ ما شَبَّهتُ الشَّبابَ إلَّا بشئٍ كان في كُمِّي ، فسَقَط ›› .

    أسماء : الحَديثُ جميلٌ يا ياسميـن ، نُريدُ المَزيـد ، أكملي بارك اللهُ فيكِ .

    ياسميـن : كان سَلَفُنا الصَّالِحُ – رَحِمَهم الله تعالى – يَحرِصونَ
    أشَدَّ الحِرصِ على أوقاتِهم . فهـذا عليُّ بنُ أبي طالبِ - رَضِيَ اللهُ
    عنه - يقولُ : ‹‹ مَن أمضى يومًا مِن عُمُرِهِ في غيرِ حَقٍّ قضاه ،
    أو فَرْضِ أدَّاه ، أو مَجدٍ بناه ، أو حَمْدٍ حَصَّلَه ، أو خيرٍ سَمِعَه ،
    أو عِلمٍ اقتبسَه ، فقـد عَقَّ يومَه وظَلَمَ نفسَه ›› . وقال عبد الله بنُ
    مَسعودٍ رَضِيَ اللهُ عنه : ‹‹ ما ندِمتُ على شئٍ نَدَمِي على يَومٍ
    غَـرَبَت شَمسُه ، نَقصَ فيه أجلي ، ولم يَزدَد فيه عملي ›› . واسمعن
    لقـولِ ابن الجَوزيِّ – رَحِمَه اللهُ – في كِتابِهِ " صَيد الخاطِـر " :
    ‹‹ وقـد ابتُلِينا في زمانِنا بأقوامٍ لا يَعرفونَ قِيمةَ الأوقاتِ ، فترى
    أعـدادًا منهم يَجلسونَ على نهرِ دِجلةَ يتحدَّثونَ بما لا ينفع ، ثُمَّ
    يُزاحموننا في الأسواق ، ويُغلُّونَ علينا الأسعار _ يعني بكثرة شِرائِهم
    للبضائع _ ورُبَّما طَلَبَ بَعضُهم زيارتي ، فأُجَهِّزُ بَعضَ الأوراقِ
    التي تحتاجُ إلى خِياطةٍ ، والأقلامِ التي تحتاجُ إلى بَرْي ، ثُمَّ أدعوهم
    إلى زيارتي ، وأفتحُ البابَ ، فهـذه الأشياءُ لا تحتاجُ إلى حُضورِ
    ذِهنٍ عند العملِ فيها ، فأعملُها وأنا أتحدَّثُ معهم ›› . لأنَّه يَعلمُ
    أنَّه لا بُدَّ أن يَصرِفَ فيها وقتًا ، فلا يُريدُ أن يَصرِفَ مِن وقتِهِ
    الأصليِّ ، إنَّما يُريدُ أن يَصرِفَ مِن وقتٍ آخَرَ ، يُمكنُ أن يَعملَ
    فيه شيئينِ في لَحظةٍ واحِدة .

    مروة : ونُقِل عن عامر بن عبد قيس - أحد التابعين الزُّهَّاد - أن
    رجلاً قال له : كَلِّمني ، فقال له عامر بن عبد قيس : ‹‹ أمسك الشمس ›› ؛
    يعني : أوقِف لي الشمسَ ، واحبِسها عن المَسِير حتى أُكَلِّمَكَ ، فإنَّ
    الزمنَ مُتحرِّكٌ دائِبُ المُضِيِّ ، لا يَعودُ بعد مُروره ، فخَسارتُه خَسارةُ
    لا يُمكِنُ تعويضُها واستدراكُها . وقال عُمر بن عبد العزيز : ‹‹ إنَّ الَّليلَ
    والنّهارَ يَعملان فيكَ ، فاعمل فيهما ›› .

    ياسميـن : هكـذا كان سَلَفُنا الصَّالِحُ يا حبيباتي ، كانوا أشَحَّ
    بأوقاتِهم مِن صاحِبِ المالِ البَخيلِ بمالِهِ . قال الحَسن البَصريُّ :
    ‹‹ أدركتُ أقوامًا كانوا على أوقاتِهم أشَدَّ منكم حِرصًا على دراهِمِكم
    ودنانيرِكم ›› . والآنَ وبعـد أن تعرَّفنا على شئٍ مِن قِيمةِ الوقتِ
    وأهمِيَّتِهِ ، مَن مِنكُنَّ تُخبِرُني ببعضِ أسبابِ تضييعِ الوقتِ ، والتي
    تُعِيقُ استفادَتنا منه ؟

    سُعاد : مِن أسبابِ تضييعِ الوقتِ : التَّسويفُ وطُولُ الأمَـل ،
    قال تعالى : ﴿ ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا وَيَتَمَتَّعُوا وَيُلْهِهِمُ الْأَمَلُ ﴾ الحِجر / 3 ،
    قال القُرطُبِيُّ : ‹‹ أىْ : يَشغلُهم الأمَـلُ عن طاعةِ اللهِ جل وعلا ›› .
    قال الحَسَن : ‹‹ ما أطالَ عَبدٌ الأمَـل ، إلَّا وقـد أساءَ العمل ›› .
    وقال النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : (( كُنْ فى الدنيا كأنَّك غريبٌ
    أو عابِرُ سبيل )) . وكان ابنُ عمر - رَضِىَ الله عنهما – يقول :
    ‹‹ إذا أمسيتَ فلا تنتظِر الصباح ، وإذا أصبحتَ فلا تنتظِر المساء ،
    وخُذ مِن صِحَّتِكَ لمَرِضِكَ ، ومِن حياتِكَ لمَوتِك ›› رواه البخارى .

    أسماء : ومِنها أيضًا : الجَهلُ بقِيمةِ الوقتِ ، وعَـدمُ تحديدِ الشخصِ
    للهَدفِ والغايةِ التي يَسعى لها .

    منار : ومنها : عَـدمُ المُبادرة ، وضَعفُ الهِمَّةِ في الطَّاعة ، ومُصاحبةِ
    البَطَّالين ، الذين لا يَعرفون قيمةَ الوقتِ ، ولا يَستقيمونَ على طاعة .

    مروة : وكذلك اتِّباعُ الهَوَى . قال ابنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عنه :
    ‹‹ ما ذَكَرَ اللهُ - عَزَّ وجلَّ - الهَوَى في مَوْضِعٍ إلَّا ذَمَّه ›› ،
    قال تعالى : ﴿ أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ ﴾
    الجاثية / 23 . فالهَوَى يَهوِي بصاحِبِه إلى الشَّرِّ ، ويُزَيِّنُ له المَعصية .

    ياسميـن : آمين . أحسنتُنَّ حبيباتي . والآنَ لننتقل إلى خصائِصِ الوقتِ .

    منار : مِن أهم خصائِصِ الوقتِ أنَّه أغلى وأثمنُ ما يمتلِكُهُ الإنسانُ .
    فهو أغلى مِنَ الذَّهَبِ والفِضَّةِ والماس ؛ لأنَّ هـذه الأشياءَ الثَّمينة
    إنْ ضاعَت يُمكِنُ تعويضُها ، أمَّا الوقتُ فلا ، وهو عُمُرُ الإنسانِ
    وحياتُهُ كما ذَكَرَت ياسميـن .

    أسماء : ومِن خصائِصِهِ أنَّه يَمُرُّ بسُرعة ، فإذا تأمَّلناهُ رأيناهُ يَمُرُّ
    مَرَّ السَّحابِ ، ويَجري جَرْي الرِّياح .

    سُعاد : كذلك الوقتُ إذا مَضَى فلا يَعُودُ أبدًا .

    مروة : ولا يُمكِنُ تعويضُه أيضًا .

    سُعاد : كذلك الفَـراغ ، والذي هو نِعمةٌ مِن أجَلِّ النِّعَمِ ، ومع ذلكَ
    نغفلُ عنه . يقولُ نبيُّنا صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم : (( نِعمتانِ مَغبُونٌ
    فيهما كثيرٌ مِنَ النَّاسِ : الصِّحَّةُ والفراغُ )) رواه البُخاريُّ ؛ ومعنى
    " مَغبُون " : مَخذولٌ وخَسْران . قال الحافِظُ بنُ حَجَرٍ رَحِمَهُ الله :
    ‹‹ فمَن استغلَّ صِحَّتَهُ وفراغَهُ في طاعةِ اللهِ فهو المَغبُوط ، ومَن
    استغلَّ صِحَّتَهُ وفراغَهُ في مَعصيةِ اللهِ فهو المَغبُون ›› . وقال الحَسنُ
    البَصريُّ : ‹‹ نَفْسكَ إنْ لم تشغلها بالحَقِّ ، شغلتكَ بالباطِل ›› .

    منار : وهُناكَ الفِتَنُ التي أصبحت تُحِيطُ بنا مِن كُلِّ جانِب ، فِتَنُ
    الشَّهَواتِ ، وفِتَنُ الشُّبُهاتِ ، أعاذنا اللهُ مِنها .

    ياسميـن : وهـذا الإمامُ أبو الوفاء بن عقيل الحنبليُّ يقولُ :
    ‹‹ إنِّي لا يَحِلُّ لِي أن أُضَيِّعَ ساعةً مِن عُمُري ، حتَّى إذا تَعَطَّلَ
    لِساني عن مُذاكرةٍ أو مُناظرةٍ ، وبَصَري عن مُطالَعةٍ ، أعملتُ
    فِكري في حَالِ راحتي وأنا مُنطرِح ، فلا أنهضُ إلَّا وقد خَطَر
    لي ما أُسَطِّرُهُ ›› ، وهو صاحِبُ كِتاب " الفُنون " المُكوَّن من
    ثمانمائةِ مُجلَّد . إذًا ، الوقتُ يُمثِّلُ عُمُرَ الإنسانِ ، فإذا قضيناهُ
    في التَّفاهاتِ ، صارت حياتُنا تافِهةً ، ولم يَكُن لها معنى ، وكانت
    قصيرةً خاليةً مِنَ النَّفعِ والخَير . فكيف نُطيلُ أعمارَنا إذًا ؟

    أسماء : لنعلَم أولاً يا ياسميـن أنَّ عُمُرَ الإنسانِ الحقيقيَّ لا يُقاسُ
    بالسَّنواتِ التي عاشها في هـذه الحياةِ مُنذُ ولادتِهِ وحتَّى وفاتِهِ ،
    لكنَّه يُقاسُ بما قَـدَّمَ فيها مِن أعمالٍ وخَيراتٍ وطاعات . فكَم مِن
    عُمُـرِ طالَت آمادُهُ وقلَّت خيراتُهُ وأمـدادُهُ ! وكَم مِن عُمُـرٍ قلَّت
    آمادُهُ وكثُرَت خيراتُهُ وأمـدادُهُ !

    منار : إذًا ، يُمكنُنا أن نُطِيلَ أعمارَنا بفِعل الطَّاعاتِ ، والإكثارِ منها .

    ياسميـن : ما أجملَ الحديثَ معكُنَّ حبيباتي ! حقيقةً ، استفدتُ
    مِمَّا عِندكُنَّ مِن خبايا مُفيدةٍ استطعتُ أن أُخرِجَها مِنكُنَّ اليوم ^_* .
    فلنُنهِي حَديثَنا ببعضِ ما يُعينُنا على استثمارِ الوقتِ واغتنامِهِ ،
    وتحصيل الأجرِ بإذن الله .

    سُعاد : أهَمُّ شئٍ أن نُخلِصَ النِّيَّةَ للهِ - جَلَّ وعلا – في كُلِّ أمُورِ
    حياتِنا ، ونَحتسِبَ الأجرَ ، وأن تكونَ حياتَنا كُلَّها للهِ عز وجلَّ ،
    يقولُ رَبُّنا سُبحانه : ﴿ قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي
    لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ الأنعام / 162 ، وقال سُبحانه : ﴿ فَاعْبُدِ
    اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ ﴾ الزمر / 2 .

    مروة : ولنُكثِر مِن ذِكر اللهِ عَزَّ وجلَّ .

    أسماء : تحديدُ الغايةِ أيضًا أمرٌ مُهِمٌّ ، فبدونِهِ لا يَستفيدُ الإنسانُ
    مِن وقتِهِ ، ولا يُنجِزُ في عملِهِ .

    منار : تنظيمُ الأعمالِ وترتيبُها أيضًا يُساعِدُنا على الاستفادةِ مِن أوقاتِنا .

    ياسميـن : مُصاحبةُ الأخيارِ تُعينُنا كذلك على حُسن استثمارِ أوقاتِنا ،
    فإذا أحسنَّنا أعانونا ، وإن أسأنا ذَكَّرُونا .

    مروة : معرفةُ قِيمةِ الوقتِ ، والقِـراءةُ في سِيَرِ سَلَفِنا الصَّالِحِ ،
    وكيفيةِ استغلالِهم لأوقاتِهم ، وحِرصِهم عليها ، وعـدم تضييعها .

    سُعاد : والإكثارُ مِن ذِكر الموتِ يَجعلُنا نُحافِظُ على أوقاتِنا ولا نُضَيِّعُها .

    أسماء : كذلك العُزلة قَـدرَ الإمكان ، مع عـدم اجتنبابِ النَّاسِ وتركِ
    مُخالَطتِهم بشكلٍ دائِم .

    منار : واستغلالُ مَواسِمِ الطَّاعاتِ في التَّقَرُّبِ إلى اللهِ عَزَّ وجلَّ ،
    والإكثارِ مِنَ العِباداتِ ، وفِعل الخيرات ، كرمضان ، وشوَّال ، والعَشر
    مِن ذِي الحِجَّةِ ، وغيرها .

    ياسميـن : أأدركتُنَّ قِيمةَ الوقتِ حبيباتي ؟!

    سُعاد : بلَى يا ياسميـن . ولن أُفكِّرَ بتضييع وقتي أبدًا في جلساتٍ
    لا فائدةَ منها على الانترنت ، بل إنْ جلستُ ، فسأُشارِكُ بمُنتدياتٍ
    نِسائيةٍ أستفيدُ منها .

    مروة : لقـد خرجتُ بفوائِد كثيرةٍ مِن هـذا الحَديث المُمتِع يا صديقاتي ،
    ولن أُضَيِّعَ وقتي في الجُلوسِ في الطُّرقاتِ ، أو في أىِّ شئٍ آخَر لا يُفيد .

    أسماء : وأنا أُقـدِّرُ قِيمةَ الوقتِ وأحترمُهُ جِدًّا ، ولا يُمكنُني التَّفريطُ في لَحظةٍ منه .

    منار : وقتي عُمُـري ( وكُلُّ يَومٍ مَضَى يُدنِي مِنَ الأجَـلِ ) . فلن
    أُضَيِّعَهُ – بإذن رَبِّي – ما حَييتُ .

    ياسميـن : يا لروعةِ الحَديثِ معكُنَّ حبيباتي ورفيقات دَربي !
    ويا لِجمالِ فِكركُنَّ وقُـوَّةِ كلماتِكُنَّ ! لقـد مَضَى الوقتُ بنا سريعًا ،
    وجاءَ موعِـدُ المُحاضرةِ الثَّانية ، فلنذهب الآن .



    وذهَبنَ جميعًا لقاعةِ المُحاضراتِ ، بعـد أن تعلَّمنَ درسًا جميلاً ،
    مَفادُهُ : أنَّ الوقتَ كَنزٌ لا يُقـدَّرُ بثَمَنٍ ، وهو أغلى وأثمنُ ما يملكُهُ
    الإنسانُ ؛ لأنَّه يُمثِّلُ عُمُرَهُ وحياتَهُ ، وبعـد أن قَـرَّرنَ ألَّا يُضَيِّعنَ
    أعمارَهُنَّ فيما لا يَعُودُ عليهِنَّ بالنَّفعِ .



    والآن : كيف حالُكِ – أُخيَّتي – مع وقتكِ ؟

    هل أنتِ مِمَّن يَجلِسُ أمامَ القنواتِ ، ويُتابِعُ الأفلامَ والمُسلسلاتِ ،
    ويستمتِعُ بسَماعِ الأُغنِيَاتِ ؟!

    هل أنتِ مِمَّن يَجلِسُ أمامَ الحاسُوبِ بالسَّاعاتِ ، ولا يُغلِقُ الشَّات ؟!

    هل أنتِ مِمَّن يُصاحِبُ فتياتِ السُّوءِ ، اللاتي لا يُرِدنَ الخيرَ ولا
    يُشجِّعنَ عليه ؟!

    فَكِّـري في حالِكِ مع نَفْسِكِ وعُمُـركِ ووقتِكِ ، وتذكَّـري شيئًا واحِـدًا ،
    هو أنَّ وقتَكِ ( الذي هو عُمُـركِ ) لا يُعَوَّضَ ، ولا يَعُـودُ ، ويَمُـرُّ
    بسُرعةٍ كبيرةٍ ، فاغتنميه قَدر استطاعتِكِ ، فإنَّكِ عنه مَسئولة .



    جعلني اللهُ وإيَّاكُنَّ مِنَ المُحافِظين على أوقاتِهم وأعمارِهم ، وبارك
    لنا فيهما ، ورَزَقنا الإخلاصَ في القولِ والعَمل ، وتقبَّله مِنَّا خالِصًا .





    ~ بقلمي + اقتباسات مِن بعض أشرطة مشايخنا ( حَفِظَهم الله ) ~




    آخر مرة عدل بواسطة قطـرات : 30-12-2013 في 09:01 PM السبب: بُوركتِ وبوُرك في مدادك غاليتي :)

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Sep 2012
    الردود
    4,660
    الجنس
    أنثى
    التكريم
    • (القاب)
      • درة الحوار
      • مميزة الحرف
      • شمعة مضيئة
      • مميزة دورة الـ mms
      • مربية ناجحة
      • مُتنزهة متميزة
      • بصمة متميزة
      • متألقة ركن المقبلات
      • متألقة ركن المعجنات
      • باحثة متألقة في الصوتيات
      • صاحبة التعليق المتميز
      • مميزة دورة الـ mms
      • مصنفة مبدعة
      • مثقفة ركن الاحتياجات الخاصة
      • ذاكرة سياحية جميلة
      • ناصحة متألقة
      • مبدعة ركن الديكور
      • حسابية متألقة
      • باحثة متألقة
      • مثابرة رائعة
    (أوسمة)

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Sep 2010
    الموقع
    " أرجو الجنة ()
    الردود
    2,049
    الجنس
    أنثى
    التكريم
    (أوسمة)
    آمين، وإياكِ (":

  4. #4
    قطـرات's صورة
    قطـرات غير متواجد رئيسة الأركان العامة-فريق المناسبات-مشرفة الملتقى الحواري
    تاريخ التسجيل
    Dec 2010
    الموقع
    غيمة أمل ツ
    الردود
    11,481
    الجنس
    أنثى
    التدوينات
    10
    التكريم
    • (القاب)
      • ضياء الفيض
      • درة صيفنا إبداع 1432هـ
      • همّة متوقدة
      • متألقة ركن الديكور
      • عدسة محترفة
      • فراشة الحلم والأناة
    (أوسمة)
    :

    حياك الله ساعيتنا
    تنبيهٌ هامّ على أهمية الوقت وتذكيرٌ جميلٌ بقيمته
    وطرحٌ لطيفٌ يشدّ القارئ بسلاسة ماشاء الله


    الوقت هو الحياة .. هو العمر
    وإنما المرء أيام .. إذا ذهب يومه ذهب بعضه ..*
    ولذلك يجب أن يحرص على أوقاته لأنها تقتصّ من عمره
    وكل يوم يقربّه إلى قبره يوماً
    والحسرة كل الحسرة حين يغبن في حسناته
    ويتمنى زيادة لطاعاته وقرباته
    ويتحسّر على فوات كنوزه من أيامه وساعاته
    دون أن يزيد في رصيد درجاته أو حسناته

    :

    نسأل الله أن يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته
    ويبارك لنا في أوقاتنا وأعمارنا ويعيننا على استغلالها فيما يقرّبنا إلى الله

    سعدتُ بتألقكِ في حوارنا ساعيتي
    نفع الله بكِ وزادك من فضله

    =)

    :









    آمل الردّ من الأخوات فقط

    وعندما أغيب بلا عودة ..*
    اذكروني بدعوة علّها تؤنسني هناك ..*

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Sep 2010
    الردود
    5,330
    الجنس
    امرأة
    التكريم
    • (القاب)
      • الفائزة الثالثة فى مسابقة المرأة فى الإسلام
      • متميزة الشهر في ملتقى الإخاء
    (أوسمة)
    وعليكم السلام ورحمة الله وبركـــــــــــــــــاته
    أهلا وسهلا بالحبيبة ورفيقة القلب
    محاضرة، ممتعة ، نافعة ،، نفع الله بك


    طرح راقي مُحبب للقلوب ، حفظك الله


    روي أن أبا الدرداء رضي الله عنه,
    وقف ذات يوم أمام الكعبة ثم
    قال لأصحابه " أليس إذا أراد
    أحدكم سفرا يستعد له بزاد ؟
    قالوا: نعم, قال: فسف
    ر الآخرة أبعد مما تسافرون !
    فقالوا : دلنا على زاده ؟
    فقال: ( حجوا حجة لعظائم الأمور
    , وصلوا ركعتين في ظلمة الليل
    لوحشة القبور, وصوموا يوما
    شديدا حره لطول يوم نشوره ).


    لقد تم عرضها ليلة أمس
    على واتس آب بإسمك
    ٦٧ مشاهدة جمعتهم في
    جروبن وأنزلت مقطع مقطع
    بأسلوب جعلهن ينتظرن بشوق
    ما شاء الله ، أحدثت ضجيجاَ
    مُدوياً ليلة أمس، وبدت محاسبة النفس
    بارك الله لك وعليكِ ورضى عنك وأرضاك
    وألف مرحباً بعودتك

    في القلب

    في الذاكرة

    منارة للعلم

    لي

    ولكِ

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Sep 2010
    الردود
    5,330
    الجنس
    امرأة
    التكريم
    • (القاب)
      • الفائزة الثالثة فى مسابقة المرأة فى الإسلام
      • متميزة الشهر في ملتقى الإخاء
    (أوسمة)
    كم اشتاق لقلمك وتواجدا على صفحات
    الحوار خاصة والمنتدى عامة

    في القلب

    في الذاكرة

    منارة للعلم

    لي

    ولكِ

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Dec 2006
    الموقع
    جدة
    الردود
    344
    الجنس
    أنثى
    ماشاء الله تبارك الله
    جزاك الله خير

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Mar 2015
    الردود
    118
    الجنس
    امرأة
    الوقت كالسيف ان لم تقطعه قطعك

    يعطيج العافية على الموضوع القيم...

مواضيع مشابهه

  1. ياسميـن وحنظـل
    بواسطة وعود الخير في فيض القلم
    الردود: 7
    اخر موضوع: 25-07-2011, 11:47 AM

أعضاء قرؤوا هذا الموضوع: 0

There are no members to list at the moment.

الكلمات الاستدلالية لهذا الموضوع

الروابط المفضلة

الروابط المفضلة
لكِ | مطبخ لكِ