في بعض الأحيان يطيش قلمي.. مع أنني أحاول ردعه وإعادته إلى سكونه المعهود، لكنه يأبى أن يعيش مقيداً بالسلاسل!!!
عندما كنت في سن صغيرة، كان والدي يرحمه الله يحثني على الصيام.. بل اننا كنا نتفاخر أنا وصديقاتي بأننا صائمون.. فالصوم في نظرنا أننا أصبحنا كباراً ونستطيع أن نفعل مثلهم..
لكن الآية انقلبت في بعض العائلات الحديثة!! فأصبحت الأم تفتح مجالاً للطفل أن يفطر وتعطيه في بعض الأحيان مصروفه المدرسي.. فربما جاع في المدرسة.. على أن من هم في سن الشباب أو المراقهة أصبحوا يتعللون بالصيام من أجل النوم.. فلا ترى لهم في نهار رمضان سوى النوم والنوم والنوم!!!
قديما كنا نفطر ونحن مطمئنون.. يصل الأذان إلى مسامعنا.. نأكل بروية.. متيقنين بأن لا شيء ينتظرنا غير صلاة التراويح.. بينما الآن، نجدهم يفطرون لكنهم يفطرون على إحدى المسلسلات أو فيلم قبيح المنظر والشكل والمضمون.. يتسابقون في مشاهدة كل شيء.. فكل يريد أن يرى برنامج ه المفضل!!
الكل حول المائدة.. لم يتغيب أحد من الأولاد.. حتى الصغير يقاوم نعاسه ويأكل وعينه نصف مغمضة.. ذو الخمسة عشر سنة موجود كذلك.. عجيب.. فهو عادة ما يتناول طعامه مع أصدقائه.. أما ابنته المدللة، فتتربع معهم على المائدة.. تنتظر دورها في غرْف الطعام.. غريبة.. فهي عادة لا تأكل مثل اكلهم.. سرح الأب قليلا.. وفي النهاية تذكر أنه يتناول سحوره!! ففي الليل، لا مطاعم ليأكل منها الكبير.. وبعد هذه الوجبة لن تطبخ الأم لتأكل منها البنت.. والصغير يريد أن يقول أنه كبير!!
هتفت بعصبية: لمَ لمْ يعد أحد وجبتي الخاصة؟! ألا تعلمون أني صائمة!!!! وبعد المغرب نجدها مع صديقاتها يتجولن في أكبر الأسواق.. عجباً.. انسانة بوجهين وشخصين!!
الروابط المفضلة