بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تعلمت اليوم درساً بسيطاً من أغلى الناس على قلبي، من ابنتي الكبرى.
عمرها تسع سنوات، ولكنها أجرأ مني؛ كيف؟ إن رأت الخطأ، لا تسكت، بل تحاول أن تنصح.
إن كان طفلاً نصحته مراراً وتكراراً، ولكن تخشى أن تنصح الكبير فتكون قد جاوزت حدودها.
تذهب أحياناً مع جارتي إلى المدرسة، جارتي ولله الحمد تحجبت منذ مدة ولكنها لا زالت تهمل في بعض الأمور، مثل اللباس والتجمل والنمص وسماع الأغاني والموسيقى.
تأتيني ابنتي دائماً لتخبرني أنها كانت على وشك أن تخبرها عن بعض المحرمات التي ترتكبها الخالة.
سألتها: ولمَ لم تفعلي؟
قالت: أخجل، فهي أكبر مني ولا بد أنها تعلم.
جاءت ابنتي اليوم وقالت لي: ماما، اليوم كانت الخالة تضع الأغاني والموسيقى في السيارة بشكل صاخب، فسألتها: يا خالة ألا تعلمين أن هذه الأغاني وهذه الموسيقى حرام؟
فتفاجأت برد الأخت: نعم أعلم!!!!!!
ليلى بهتت فسألتها: فكيف إذن تفعلين الحرام وأنت تعلمين بذلك؟
سكتت المرأة ولم تجب ولكنها أغلقت المسجل أو أخفضت صوته (لا أذكر).
قالت ابنتي لي: كنت على وشك أن أخبرها عن لباسها الغير شرعي، ولكن اكتفيت بهذا القدر اليوم
جلست أفكر، وقلت لنفسي: ابنتي عمرها تسع سنوات، استطاعت أن توجه هذه المرأة التي في عمر أمها وحاولت نصحها. أنا أرى هذه الأخت أمام منزلها بلا حجاب وهي امرأة محجبة ومع هذا لم أستطع أن أنصحها. حاولت مرة أن أخبرها أنها تظهر علينا فقالت أعلم! ولم أكرر المحاولة، فهي... تعلم!!!!!!!!!!!
أرى الكثير من الأخوات يخطئن، ولكن أجدهن عارفات بخطأهن فأقول في نفسي: يعلمن فلمَ أكرر عليهن الكلام؟!
ولكني تعلمت اليوم درساً جميلاً... من ابنتي
الروابط المفضلة