انتقلت منتديات لكِ النسائية إلى هذا الرابط:
منتديات لكِ النسائية
هذا المنتدى للقراءة فقط.


للبحث في شبكة لكِ النسائية:
عرض النتائج 1 الى 7 من 7

الموضوع: ((من أسرار الصيام ))

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jun 2002
    الموقع
    السعوديه
    الردود
    7,525
    الجنس

    ((من أسرار الصيام ))

    نوّع الإسلام في عباداته: فمنها ما يتمثل في القول كالدعاء، وذكر الله، والدعوة إلي الخير، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وتعليم الجاهل وإرشاد الضال، وما يدور في هذا الفلك.

    ومنها ما يتجلى في الفعل بدنياً كالصلاة أو مالياً كالزكاة، أو جامعاً بينهما كالحج والجهاد في سبيل الله.

    ومنها ما ليس قولاً ولا فعلاً، ولكنه كف وامتناع فقط، وذلك كالصوم، الذي هو امتناع عن الأكل والشرب ومباشرة النساء من طلوع الفجر إلى غروب الشمس.

    وهذا الامتناع والترك إن بدا سلبياً في مظهره، فهو عمل إيجابي في حقيقته وروحه، إذ هو كف النفس عما تشتهيه بنية القربة إلى الله تعالى، فهو بهذا عمل نفسي إرادي له ثقله في ميزان الحق والخير والقبول عند الله.

    النية إذن هي الفيصل في كل فعل وترك.

    وهل الدين إلا فعل وترك؟ فعل للمأمور به إيجاباً أو استحباباً. وترك للمنهى عنه تحريماً أو كراهة، بل هل الفضائل إلا فعل لما ينبغي وترك لما لا ينبغي؟


    (تقوية الروح )

    لن نستيطع أن ندرك سر هذ الصوم إلا إذا أدركنا سر هذا الإنسان فما الإنسان وما حقيقته؟

    هل هو الجثة القائمة، وهذا الهيكل المنتصب؟ هل هو هذه المجموعة من الأجهزة والخلايا واللحم والدم والعظم والعصب؟ إن كان الإنسان هو ذلك، فما أحقره وما أصغره!

    نعم... ليس الإنسان هو ذلك الهيكل المحسوس، إنما هو روح سماوي يسكن هذا الجسم الأرضي وسر من الملأ الأعلى في غلاف من الطين.

    ليست حقيقة الإنسان إلا هذه اللطيفة الربانية، والجوهرة الروحانية التي أودعها الله فيه. بها يعقل ويفكر، وبها يشعر ويتذوق وبها يدبر مُلك الأرض، ويتطلع إلى ملكوت السماء ولهذا أمر الله الملائكة أن تسجد لآدم لا لما فيه من حمأ مسنون وطين معجون {إذ قال ربك للملائكة إني خالق بشراً من طين، فإذا سويته، ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين}(سورة ص: 71، 72).

    ذلكم هو الإنسان، روح علوي وجسد سفلي فالجسد مطية، والروح صاحبه وساكنه، والجسد مطية، والروح راكب مسافر، ولم يخلق البيت لنفسه، ولا المطية لذاتها، ولكن البيت لمصلحة الساكن، والمطية لمنفعة الراكب. فما أعجب هؤلاء الآدميين الذين أهملوا أنفسهم وعنوا

    بمساكنهم وجعلوا من ذاواتهم خداماً لمطاياهم، وأهملوا أرواحهم وعبدوا أجسادهم. فللجسد وحده يعملون، ولإشباع غرائز الدنيا ينشطون، وحول بطونهم وفروجهم يدورون، نشيدهم الدائم قول القائل:

    إنما الدنيا طعام

    وشراب ومنام

    فإذا فاتك هذا

    فعلى الدنيا السلام

    أولئك الذين وصفهم الله بقوله:{أرأيت من اتخذ إله هواه أفأنت تكون عليه وكيلاً، أم تحسب أن أكثرهم يسمعون أو يعقلون إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل سبيلاً}الفرقان:43،44.

    ذلكم هو الإنسان روح وجسد، فلجسده مطالب من جنس عالمه السفلي، وللروح مطالب من جنس عالمها العلوي، فإذا أخضع الإنسان أشواق روحه لمطالب جسده، وحكّم غريزته في عقله، استحال من ملاك رحيم إلى حيوان دميم، وربما إلى شيطان رجيم، هذا الذي ناداه الشاعر

    المؤمن:

    يا خادم الجسم كم تسعى لخدمته

    أتطلب الربح مما فيه خسران؟

    أقبل على النفس واستكمل فضائلها

    فأنت بالنفس لا بالجسم إنسان

    أما إذا عرف الإنسان قيمة نفسه، وأدرك سر الله فيه، وحكم جانبه السماوي في جانبة الأرضي، وعني بالراكب قبل المطية، وبالساكن قبل الجدران، وغلّب أشواق الروح على نوازع الجسد فقد صار ملاكاً {إن الذين أمنو وعلموا الصالحات أولئك هم خير البرية} (البينة:7).

    ومن هنا فرض الله الصيام ليتحرر الإنسان من سلطان غرائزه، وينطلق من سجن جسده، ويتغلب على نزعات شهوته، ويتحكم في مظاهر حيوانيته، ويتشبه بالملائكة. فليس عجيباً أن يرتقي روح الصائم ويقترب من الملأ الأعلى، ويقرع أبواب السماء بدعائه فتنفتح ويدعو ربه فيستجيب له ويناديه فيقول: لبيك عبدي لبيك وفي هذا المعني يقول النبي صلى الله عليه وسلم:>ثلاثة لا ترد دعوتهم، الصائم حتى يفطر، والإمام العادل، ودعوة المظلوم< رواه الترمذي وحسنه وأحمد وابن ماجة وابن خزيمة وابن حبّان في صحيحهما.


    (تربية للإرادة )

    وفي الصوم تقوية للإرادة وتربية على الصبر، فالصائم يجوع وأمامه شهي الغذاء ويعطش وبين يديه بارد الماء، ويعف وبجانبه زوجته، لا رقيب عليه في ذلك إلا ربه، ولا سلطان إلا ضميره، ولا يسنده إلا إرادته القوية الواعية، يتكرر ذلك نحو خمس عشرة ساعة أو أكثر في كل يوم،

    وتسعة وعشرين يوماً أو ثلاثين في كل عام. فأي مدرسة تقوم بتربية الإرادة الإنسانية وتعليم الصبر الجميل، كمدرسة الصيام التي يفتتحها الإسلام إجبارياً للمسلمين في رمضان، وتطوعاً في غير رمضان؟

    لقد كتب عالم نفسي ألماني بحثاً عن تقوية الإرادة أثبت فيه أن أعظم وسيلة لذلك هي الصوم، أما الإسلام فقد سبق علماء النفس كما سبق من قبل أطباء الجسم. وحسبك أن تسمع نداء الرسول صلى الله عليه وسلم للشباب:« يامعشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء» رواه البخاري.

    ولأن رمضان يُعلم الصبر نسبه الرسول صلى الله عليه وسلم إليه فقال:«صوم شهر الصبر، وثلاثة أيام من كل شهر، يُذهبن وحر الصدر» رواه أحمد وابن حبان والبيهقي وآخرون.

    وروي عنه في حديث آخر: «لكل شيء زكاة وزكاة الجسد الصوم، والصوم نصف الصبر» رواه ابن ماجة.

    وإنما كان الصوم نصف الصبر لأن في الإنسان قوى ثلاثاً: قوة شهوية كالتي في البهائم، وقوة غضبية كالتي في السباع، وقوة روحية كالتي في الملائكة. فإذا تغلبت قوته الروحية على إحداهما كان ذلك نصف الصبر، وفي الصوم يتغلب المسلم على قوته الشهوانية من بطن وفرج فإن الصوم حقاً نصف الصبر.

    إن الإسلام ليس دين استسلام وخمول، بل هو دين جهاد وكفاح متواصل وأول عدة للجهاد هو الصبر والإرادة القوية، فإن من لم يجاهد نفسه هيهات أن يجاهد عدواً، ومن لم ينتصر على نفسه وشهواتها هيهات أن ينتصر على عدوه ومن لم يصبر على جوع يوم هيهات أن يصبر على فراق أهل ووطن من أجل هدف كبير.


    (تعريف بجوع الفقراء )

    ففي الصوم معرفة لقيمة الطعام والشراب والشبع والري، ولا يُعرف ذلك إلا إذا ذاق الجسم حرارة العطش، ومرارة الجوع.

    إن من أسرار الصيام الاجتماعية أنه تذكير عملي بجوع الجائعين وبؤس البائسين، وتذكير بغير خطية بليغة ولا لسان فصيح، تذكير يسمعه الصائم من صوت المعدة، ونداء الأمعاء، فإن الذي نبت في أحضان النعمة ولم يعرف طعم الجوع،

    ولم يذق مرارة العطش، لعلّه يظن أن الناس كلهم مثله، وأنه مادام يجد فالناس يجدون، وما دام يُطعم لحم طير مما يشتهي وفاكهة مما يتخير، فلن يحرم الناس الخبز والبقول، فلا غرو، أن جعل الله من الصوم مظهراً للمساواة الكاملة، وجعل الجوع ضريبة إجبارية، يدفعها الموسر والمعسر، ويؤديها من يملك القناطير المقنطرة ومن لا يملك قوت يومه، حتى يشعر الغني بأن هناك معدات خاوية، وبطوناً خالية، وأحشاء لا تجد ما يسد الرمق، ويطفىء الحرق، فحري بإنسانية الإنسان وإسلام المسلم، وإيمان المؤمن، أن يمد يده إلى المساكين، فإن الله رحيم، وإنما يرحم من عباده الرحماء، وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم:«الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء» رواه أبو داود والترمذي، وقد روي أن يوسف عليه السلام، كان يُكثر الصيام وهو على خزائن الأرض، بيده المالية والتموين فسئل في ذلك فقال:«أخاف إذا شبعت أن أنسى جوع الفقير».


    (العبودية الكاملة لله )

    وفي الصوم قبل ذلك وبعده تمام التسليم لله، وكمال العبودية لرب الناس ملك الناس إله الناس، وهذه الحكمة هي القدر المشترك في كل عبادة والهدف الأسمى من كل فريضة، ولن تكون العبادة عبادة، ولا العبد عبداً إلا بها: يقول رب العباد:أمرت ونهيت. ويقول العباد: {سمعنا وأطعنا غُفرانك ربنا وإليك المصير} البقرة: 285.

    وما أظهر هذا التسليم والعبودية في الصوم خصوصاً، فالصائم يجوع ويعطش وأسباب الغذاء والري أمامه ميسرة لولا حب الله والرغبة في رضاه، وإيثار ما عنده. ولهذا نسب الله الصيام إليه وتولى جزاء الصائمين بنفسه فقال:«كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي

    به، يدع طعامه من أجلي، ويدع شرابه من أجلي، ويدع لذته من أجلي، ويدع زوجته من أجلي» رواه ابن خزيمة في صحيحه.

    ذلكم هو الصوم في الإسلام، لم يشرعه الله تعذيباً للبشر ولا انتقاماً، كيف وقد ختم آية الصوم بقوله:{يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر} البقرة:185. وإنما شرعه الله إيقاظاً للروح وتصحيحاً للجسد، وتقوية للإرادة، وتعويداً على الصبر وتعريفاً بالنعمة، وتربية لمشاعر الرحمة، وتدريباً على كمال التسليم لله رب العالمين. تلك حكم يجب أن نرعاها حق رعايتها وأن نضعها نصب أعيننا في صومنا حتى يكون صوماً يؤدي مهمته ويفي بالغرض المقصود منه.


    هل فقهنا الصيام؟؟

    فليت شعري هل فقه المسلمون أسرار الصيام؟ وهل انتفعوا بشهر رمضان؟ أما أسلافنا فقد جنوا ثماره وتفيأوا ظلاله واستمدوا منه روح القوة وقوة الروح.

    كان نهارهم نشطاً وإنتاجاً واتقاناً، وكان ليلهم تزواراً وتهجداً وقرآناً، وكان شهرهم كله تعلماً وتعبداً وإحساناً، ألسنتهم صائمة فلا تلغو برفث أو جهل.

    وآذانهم صائمة فلا تسمع لباطل أو لغو، وأعينهم صائمة فلا تنظر إلى حرام أو فحش، وقلوبهم صائمة فلا تعزم على خطيئة أو إثم، وأيديهم صائمة فلا تمتد بسوء أو أذى.

    أما مسلمو اليوم فمنهم من اتخذ رمضان موسماً لطاعة الله، ومضاعفة الخيرات، صاموا نهاره فأحسنوا القيام، وشكروا نعمة الله عليهم، فلم ينسوا إخوانهم من الضعفاء والمحرومين واقتدوا برسولهم الكريم الذي كان أجود ما يكون في رمضان فهو أجرى بالخير من الريح المرسلة.

    وبجوار هؤلاء المحسنين خلف سوء، لم ينتفعوا برمضان، ولم يستفيدوا بما فيه من صيام ولا قيام.

    جعله الله للقلب والروح فجعلوه للبطن والمعدة، جعله الله للحلم والصبر فجعلوه للغضب والطيش، جعله الله للسكينة والوقار فجعلوه شهر السباب والشجار، جعله الله ليغيروا فيه من صفات أنفسهم فما غيّروا إلا مواعيد أكلهم.

    فلعل المسلمين يصومون الصيام الذي يعدهم لتقوى الله كما أمر القرآن حتى يخرجوا من رمضان مطهرين مغفوري الذنوب.


    (الشيخ يوسف القرضاوي )








    هذا التوقيع من الغالية صدى الله يبارك فيها

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Dec 2001
    الردود
    12,333
    الجنس
    بارك الله فيك ..
    وأود أن أنبه على أن هذا الحديث ((( ضعيف ))) ..
    ( لكل شيء زكاة وزكاة الجسد الصوم، والصيام نصف الصبر ) ضعيف / ضعيف الترغيب 579 ] ..


    -- من أراد أن ينقل أياً من موضوعاتي فله ذلك بدون سؤالي أو إستئذاني وبدون حتى الإشارة إلى المصدر --
    سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك ..


  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jun 2002
    الموقع
    السعوديه
    الردود
    7,525
    الجنس
    جزاك الله خير الجزاء اختي السلفية ..
    مشكورة على التنبيه لم اعرف ان الحديث حديث ضعيف الترغيب ..
    بارك الله فيك








    هذا التوقيع من الغالية صدى الله يبارك فيها

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Nov 2001
    الموقع
    السعودية
    الردود
    1,243
    الجنس
    بارك الله فيك..
    وفي أختنا السلفية على تبيهها..

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Mar 2003
    الموقع
    المكان فى مدينة الضباب... والتي حطمت بحقدها بلد الاحباب
    الردود
    1,169
    الجنس
    جزاك الله خيرا

    اختي الغالية

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Feb 2003
    الموقع
    كندا
    الردود
    2,146
    الجنس
    امرأة
    اختي الغاليه والحبيبه وسام اثابك الله وسدد الله خطاك وفي جنة الخلد جعل مثواكي
    موضوع جميل ومفيد بكل معنى الكلمه . سلمت لنا هذه الانامل
    يا رب عفوك ليس غيرك يقصد ....... يا من له كل الخلائق تصمد
    أبـواب كل ملك قـــد أوصدت ....... ورأبت بابك واسعاً لا يوصد
    وكل عام وانتي بخير .اختك المحبه في الله رائده

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Jun 2002
    الموقع
    السعوديه
    الردود
    7,525
    الجنس
    اخي الكريم ابو خالد جزاك الله خيرا

    اختي الحبيبة شمس بازغة وجزاك الله بمثله


    اختي الحبيبة رائدة بارك الله فيك ورزقك الجنة

    شكرا لتواصلكم الدائم والرائع ..








    هذا التوقيع من الغالية صدى الله يبارك فيها

مواضيع مشابهه

  1. الردود: 2
    اخر موضوع: 28-08-2011, 10:09 PM
  2. الردود: 2
    اخر موضوع: 10-05-2011, 06:40 PM
  3. من أسرار و فوائد الصيام
    بواسطة الزهراء البتول1 في ركن التغذية والصحة والرجيم
    الردود: 0
    اخر موضوع: 02-10-2007, 01:22 AM
  4. الردود: 1
    اخر موضوع: 03-10-2005, 04:04 PM
  5. امراض يداويها الصيام وامراض لا يجوز معها الصيام
    بواسطة شهرزاد 2 في ركن التغذية والصحة والرجيم
    الردود: 5
    اخر موضوع: 11-10-2004, 02:30 AM

أعضاء قرؤوا هذا الموضوع: 0

There are no members to list at the moment.

الروابط المفضلة

الروابط المفضلة
لكِ | مطبخ لكِ