الأب المضروب: زرعت .. فحصدت





نعم زرعت.. فحصدت!
ابني المدلل الذي رعيته .. وافنيت زهرة عمري في تربيته ورعايته شب عن الطوق.. وصار يضربني ويسبني.. ويرميني في الشارع تماماً كما كنت افعل مع ابي..
زرعت.. وحصدت.. وهذا هو حصاد الزرع الخبيث.. ياااه... لقد مرت السنين سريعاً وكأنها عجلة قطار لاتتوقف عن المسير.
تزوجت وانجبت وابي معي في المنزل.. كبر طفلي الوحيد وصار شاباً مفتول العضلات وبدت عليه مظاهر غريبة يكره جده- الذي هو ابي- بلا سبب.. حاولت اثناءه وفشلت.
وبعد مرور الايام انتقلت عدوى كراهية الابن لجده لي.. كرهت ابي.. صرت اتضايق منه, لا احتمل وجوده معنا بالمنزل.
تصورت أن ابي (رجعي) ومتخلف.. نتناوب انا وابني في سبه وشتمه باقذع الاوصاف, ولكني لم اضربه.. ابني كان يفعل ذلك وانا اتفرج..
بمرور الايام زادت كراهيتنا انا وابني لابي فضيقنا الخناق حتى يودع المنزل غير مأسوف عليه, منعت عنه المصروف.. اغلقت الباب في وجهه اكثر من مرة.. تركته تحت لظى الشمس الحارقة ساعات وساعات.. وددت ان يخرج من المنزل.. الى اين يذهب لايهم.. المهم ان يخرج وخلاص.
انا ابن ابي الوحيد وابني هو ولدي الوحيد.. وبرغم ذلك تجمعت ارادتنا على طرده تحينا الفرص, تفننت في تدليل ابني وتعذيب ابي.. كم من الموبقات قدمتها له (رحمه الله).
وبلغ العقوق يوماً ان طردته الى خارج المنزل دون ان ارعى سنه ودون ان يرمش لي جفن, وقف ابي العجوز يطرق الباب.. تزداد طرقاته كلما زادت حبيبات العرق على وجهه.. وقفت اتفرج على ابي ومعي ابني من على شرفة المنزل.. ضحكنا.. وسخرنا عليه.. فتح الجيران ابوابهم يستطلعون امر هذه الطرقات المتتالية.. حتى هذا الفضول من الجيران لم يشعرنا.. بالخجل.. والخيبة انا وابني.
تركته اياما عديدة في العراء.. ياكل عند الجيران وينام في العراء.. كان ابي يرحمه الله يدعو لي بالهداية.. هل يدعو لي.. وانا اواصل في عقوقي له.
نعم.. لم اضربه.. لكنني كنت ادفعه بيدي كلما هاج على حفيده (ابني).. مرت سنين على هذا المنوال حتى ضاق ابي ذرعاً وخرج من منزلي الى الابد عاش مع احد بعض الاقارب الى ان ارتفع الى رحاب الله.
***
زادت سنين العمر.. واشتعل رأسي شيباً.. ورقد بصري وسمعي.. فبدأت احصد الزرع.. بدأ ابني يعانفني ويخاصمني ويسيء معاملتي.. يطردني خارج الدار.. بل زاد من ذلك ان ضربني.
ها هو التاريخ يعيد نفسه..
زرعت .. فحصدت


هل من متعظ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ظ