لقد تخبط من تخبط في حياته من لم يزن الأمور بموازينها الشرعية ..
من اختلت عنده الموازين جاء بالعجب ....
أما نقرأ قول الله تعالى عن قوم لوط : (( وَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلا أَنْ قَالُوا أَخْرِجُوهُمْ مِنْ قَرْيَتِكُمْ ..... )) سبحان الله لماذا يطرد المؤمنون من قريتهم وما الجريمة البشعة التي جعلت قومهم يطردونهم (( إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ )) يا عجبا ،، هل هذه جريمة تستحق الطرد والتشريد أم أنها اختلال الموازين وعدم معرفة ماهي الجريمة ...
من اختلت عنده الموازين لا نستغرب منه لما يقول تعالى عنه (( وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلا بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ قَالُوا أَتُحَدِّثُونَهُمْ بِمَا فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ لِيُحَاجُّوكُمْ بِهِ عِنْدَ رَبِّكُمْ .... )) ومعنى الآية وهي جاءت تتحدث عن اليهود يقولون لبعضهم البعض لا تحدثوا المؤمنين بما فتح الله عليكم من العلم وهو إثبات رسالة المصطفى صلى الله عليه وسلم حتى لا يحاجكم به المؤمنون ،، نعم وما المشكلة أن تظهر الحقيقة ،، أليست هذه الحقيقة هي التي يبحث عنها كل ضال ولكنهم قالوا : (( أَفَلا تَعْقِلُونَ )) أهذا هو العقل - كتم الحقيقة - أم هو اختلال الموازين ؟
وكذلك إذا اختل ميزان ومفهوم الحق والباطل يجعل أبا جهل لما يسأل ما تقول في محمد أهو نبي ؟ فيقول والله ما عندي شك أنه نبي ، ولكن تنافسنا نحن وبنو هاشم فكانت لنا السقاية ولهم السقاية ولنا الرفادة ولهم الرفادة فجاءوا بنبي فمن أين لنا بنبي ؟ !!
لا نستغرب لما يأتي الطفيل إلى مكة ويأمره صناديدها بوضع القطن في أذنه حتى لا يسمع كلام محمد .....
ولا نستغرب لما يأتي مثل هذا ويصف الحضارة بنبذ الإسلام .... أوليس الإسلام جاء في قوم هم أشد ما يكونون من الهمجية والتخلف في جميع النواحي عدا اللغة العربية الفصيحة ، وأخرجهم الله به من الظلمات إلى النور ؟ ورفعهم الله على سائر الأمم ؟ ألم تكن الحضارة الأولى في العالم كله مستمدة بجميع أشكالها المفيدة من العالم الإسلامي ؟ ألم تكن الأمة الإسلامية مرجعا لسائر الحضارات والعلوم ؟
ولكن يبقى في الأمة مثل هؤلاء ما زالت عقولهم مغطاة بحجاب الضلال ، يلبسون ثياب العلمنة ، ويشربون من كأس بطرس وميشيل وما شاكلهم
وأختم الحديث بالتذكير بنقطة هامة في هذا الصدد وهي :
من أين نقيس الأمور بموازينها الصحيحة ؟
والجواب واضح لكل ذي لب وبصيرة وهو من الذي خلقنا وهو أعلم بمصالحنا من أنفسنا ، الله الذي خلقنا فأحسن خلقنا وصورنا فأحسن صورنا يعلم ما يناسبنا من الخير فدلنا عليه وما يضرنا من الشر فحذرنا منه ، وقد قال أحد السلف : (( لو اطلع أحدكم إلى الغيب لما اختار إلا ما اختاره الله له ))
لا أطيل عليكم ولعل مرادي قد اتضح والله يحفظكم ويرعاكم ونسأل الله أن يهدي ضال المسلمين
الروابط المفضلة