اكتب اليكم بيد مرتجفة وقلب حزين
فخذوا مني تلك الكلمات النابعة من صدر مسلمة آلمها تفرق وتفكك اخوانها
(تاريخ محبة)
تعالوا معي نعود الى الوراء نحو 1432 سنة منذ الهجرة وبداية الغزوات الاسلامية واتساع رقعة المسلمين
وانضمام القبائل لهذا الدين الجميل
يتخلى كل واحد منهم عن ماله وبيته وزوجه وبلده بل واسمه
ليدخل في هذا الدين الذي نقاهم وصفاهم وجعلهم بنيان مرصوص في وجه كل الاعداء
وتتسع رقعة الاسلام بالفتوحات وتكبر الدولة الاسلامية متجاهلة الحدود التافهة بين بلد واخر وقبيلة واخرى
رباهم النبي فاحسن تربيتهم لم نرى منهم من تمسك بلونه او قبيلته او لغته
فروا الى الله
كبرت الدولة الجميلة واخذت تعصف بها انواع المشكلات
وتمر بها عظام الخطوب
ولكنها بقيت حزمة واحدة لا تتفكك
نهشوا منها فحاولت التماسك
اخذوا منها القدس فاستردتها
بل تجرأ الطغاة على عاصمتها (دمشق ) فاستطاعت السيطرة بما تبقى لديها من الحب والترابط ان تحافظ على باقيها وتسترد ما سلب منها
حتى دب فينا الخلاف وبدأت تلك الدولة العظيمة تتهاوى وتحاول التحرر من السلطان العثماني
وللاسف كان من نتيجة ذلك ان تقسمت تلك الدولة الشامخة الى دويلات صغيرة
فيها حب لبعضها لكنها تقدم مصالحها اولا على مصالح غيرها
لم يعودوا قلب رجل واحد
ومع البعد قل الحب قل الترابط
(تعميم وتعتيم)
كذب علينا الغرب اوهمونا انا دول متفرقة
اوهموني اني مصرية واوهموك انك ليبية وانك سورية وسعودية
وقفنا نتفاخر على بعضنا ونذم في بعض ونعقد مقارنات
ونعمم صفات ونمن بابسط المساعدات
فتجد من يقال ان السوريين كلهم كذا والمصريين كلهم كذا والسعوديين لا يحبون الفلانيين
كلام غريب صرنا نحكم على شعب من خلال التعامل مع شخص
وجدت من الاعلام موقف غريب يوهمونا بكرهكم لنا ويوهموكم بكرهنا لكم
باتت تفرقنا كرة قدم ويجمعنا مباراة
يفصلنا حدود وتأشيرات
دولة تمزق ويقتل فيها الابرياء واخرى غارقة في العسل
دولة في ضائقة واخرى في عز ورفاهية
وكل هذا نتيجة خطة ماكرة من الاعداء
كذبوا علينا وصدقناهم
وبعدها بدأوا يجمعون انفسهم
اتحاد اوروبي وعملة واحدة واتفاقيات حماية وغيرها
وبتنا نتهم بعضنا ونشتم بعض ونتعالى على بعض
نهتم بوطنيتنا وننسى ديننا
نهتم بالارض ونفداها(نقول فداك يا بلادي)
وهي ارض لا اهمية لها
المهم الشعب الناس الدين المسلمين
حال مؤسف محزن غريب
والحل
ان تجهر القلة القليلة الواعية بالحق
بالحب بالدين وتربي اولادها علي ذلك
ومن هنا اقول لن اربي ولدي على انه مصري ولا عربي بل اربيه انه مسلم
ويحب كل مسلم
ويفدي كل مسلم ويدافع عن كل مسلم
ويجاهد من اجل الاسلام
ان نكف عن تعميم الكلام والتفاخر المزيف المغلف والمن المقيت
فقد قرأت في الاونة الاخيرة عجب عجاب
نتحكم في دخول العرب الينا ونصدهم ومصر بلادهم وارضهم وارض كل مسلم
يمنون بعمل المصريين في بلادهم والمصريون يرزقون من خير الله في ارضهم
وهذه دعوة لكل مسلم ليقول لاخوانه
احبكم ولو كرهتموني
بلدي هي مصر وسوريا والسعودية وليبيا وكل بلد مسلم
وساشفق عليكم من داخلي لاعتقادكم الغريب انها ليست ارضي
بل حقي فيها مثلكم تماما
ان نصبر على بعضنا ونلتمس الاعذار وندعوا لبعض
الى ان يمن الله علينا ويجمعنا على قلب رجل واحد
وان لا نسمح للشيطان ان يجعل ثورات بلادنا على الظلم ان تكون ثورات على وحدتنا الاسلامية
فان الاسلام هو وطننا الحقيقي
فهل من مستفيق؟
الروابط المفضلة