كنت في مجلس مع أحبتي في الله وأخذنا نتحادث عن تطوير الآلية لدعم المؤسسات الخيرية وأن الوقف الإسلامي هو أنسب حل لدعمها, فوجود دعم مستمر من هذه الأوقاف سيغني عن كثير من التبرعات ,
ثم أخذ كل منا يأتي بقصص وأدلة تناسب هذا الموضوع وكيف أن المسلمين في شتى بقاع الأرض اهتموا بهذا الأمر .
أخذ احدهم يقول لي :
استمع يا أبا الحسن لهذه القصة.
قلت تفضل .
قال : يحكى أن رجلا غنيا كان يهتم بمزارعه وتجارته أشد الإهتمام وكان عنده ابن صالح وهذا الإبن أيضا يملك حكمة في تصرفاته .
ومرة من المرات وهما يمشيان في ظلام الليل بين مزارعهم وكان المصباح في يد الإبن يضيء طريقهما وفجأة أصبح الأب لايرى نور المصباح فالتفت على ابنه وقال له :
أين المصباح ؟
فأجاب الإبن : إنه خلفي , ألا ترى نوره بالخلف!!
قال الأب : وهل يهمني أن تنير ماخلفي , إني أريده أمامي لأرى طريقي.
وهنا استغل هذا الموقف الإبن الصالح فقال لأبيه:
أبتاه , أنت تبني لمن خلفك وتهتم بهم أكثر من اهتماك بما هو أمامك .
قال الأب : كيف هذا!
قال له ابنه ألا ترى أنك تهتم بالمال وتتوسع فيه وتبني لورثتك ثم إذا جاء أجلك سيرثون هذه الأموال وقد يهتمون بك وقد لايهتمون بك وينسوك من الصدقة والعمل الصالح .
قال الأب.
وهنا انتبه الأب ,,,وكأنه أفاق من غيبوبته...
قال:
صدقت يا إبني ,,,,ولكن مالعمل وماذا تشير علي أن أفعله.
قال له : عليك بثلث مالك فاجعله وقفا لله يدر عليك ارباحا متصلة في وقت تحتاجه أكثر من هذا الوقت....
فتبسم أبيه وقال مثلك لايحرص على توزيع مال أبيه ولكنك ولد صالح وأحمد الله أن أخرج من صلبي من يذكرني بما سينيرالله به دربي..
,,,,
أقف هنا وأود منكم جميعا أن تعتبروا بهذا الموقف وهذه القصة,,,
وإلى حديث آخر أستودعكم الله...
وكتبه أبو الحسن
الروابط المفضلة