وقد قال خير من قال الأمي القوي الأمين ؛ المبعوث على العالمين عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم :
" مثل المؤمنين في توادّهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضوٌ تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر "
هل نبصم جادين على أن أمتنا متآخية ومازالت الإخوة على أصولها قائمة ؟
عصر انتهى فيه عهد التآخي والتراحم !
وقت انعدم فيه التعاطف بين بعضنا والبعض !
فالصورة الظاهرة أمامنا ، هنا وهناك في كل مكان ،
والأفعال المرئية والأقوال المبنية على تلك الشواهد الواقعية ؛
فإن كان هذا حال أمتنا وهي خير أمة ؟
فكيف بحال الأمم الغير معنية ؟
إليكم بعض من تلكم الشواهد والتي عايشت الكثير منها
بل الكثير منا عايشها مؤخرا
ولكني سأعرض عليكم ما ألمني حقا وأثار شجيتي
وبث حزني وأصابني في العمق جرحا قائم دائم ينزف ألما ..
أعرض عليكم مثالا حي
من مجريات الأحداث الأليمة
ليس إلا مثال واحدا ؛
ويكفي من القلادة ما أحاط بالعنق !
دعوني أبوح بما أشغلني وأسهدني
فأنتم أنا ،، والكيان الواحد نحن
ومالنا إلا أن نحمل هموم بعضنا
ونبوح بما يشغل خواطرنا
وخواطرنا وخلجاتنا ما هي إلا حديث نفس
تعكس ما تراه من أحداث نصبت أمام أعينا ،،
ومن غير تحامل أو قذح وسب لفئة أو شعب ،
أعرض عليكم صور عديدة تعيشها أمتنا الواحدة !
صور يندي لها الجبين ، وتدمع لها العين ..
وهذه قطفة من شجرة أمتنا التى أثمرت في غبرة هذه الأيام
ثمار نسأل الله أن يأتينا بغيرها ويبدلنا بأحسن منها ،،
الزمان في ليلة 25/5/2011م
ومن الحدث ومن واجب الجوار والأخوة
الدولة المجاورة لسوريا الحبيبة هي لبنان الشقيقة،
وهي الدولة اللصيقة بها شديدة الالتصاق من الناحية الجغرافية
ومن كل النواحي الأخرى
(الاجتماعية ، والثقافية ، وتقارب اللهجة ،واللون والشكل ، ...)
لا شيء يفصل بينهم إلا حدود يسمى (بحدود المصنع)
يتم ختم الجوازات فيه (بطاقات المرور)
ومن ثم تجد نفسك في هذه البلد أو تلك..
مغادرة أو وصول .
يذهب اللبناني في العطلات لسوريا للتبضع ،
ويأتي السوري يبحث عن وظيفة عمل واستقرار في لبنان ..
(في طول السنين والأعوام حدثت بينهم حركات مسلحة ومنازعات)
وفي الأخير هم أخوان عاشوا على هذا المنوال
رغم عن أنف الساسة والحكام !
الذي أبكاني في ذلك اليوم من ذاك الشهر المنصرم
والذي مازلت أجتر الحزن والأسى حتى الآن
أني رأيتهم ، سمعتهم(أينما ذهبت)
يتواعدون على سهرة ليلة الخميس
الموافق 26/5/2011م في حفل ساهر
لـ فنّانة لبنانية مشهورة
في ذلك الأسبوع
عايشت الحالة الاقتصادية للشعب اللبناني جيدا وعن قرب ؛
الكل هناك يشتكي الحالة الاقتصادية المزرية
ارتفاع الأسعار ، تدني الرواتب ،
لا وظائف ، ارتفاع سعر البنزين حد الجنون
وغيرها من الأزمات الكثير !
ومن ثم تعلن جهات (!)
عن حفل سيقام لتلك الفنّانة سعر التذاكر تتراوح مابين
30 دولار إلى 300 دولار !!
تحت ظروف اقتصادية رديئة خيالية !
هذا ؛ وناهيك ونحن نعيش الألم الموجع الأليم
بما يحدث من قتال في سوريا وليبيا واليمن ،،
وعدم الاستقرار في بلاد مصر وتونس والبحرين
عجبت أن يكون لنا ولهم أخوان في سوريا الشقيق
يعذبون ويقتلون ذبحا وشنقا ،
يعدمون وينفون في اليوم بالعشرات والمئات !!
ومن ثم تقام كهذه حفلات ؟!!
ما الأمر ولمّ التعجب والتهكم والهلع والتعبر يا أم البدر ؟
فالشعب يعيش الكأبة والقلق !
قلنا ربما من خلال الريع سيتم مساعدة شعب أو سوف يوفر له الدعم !!
ونعرف جيدا أن تفريج الهم ليس بهكذا حل !
ومساندة ومساعدة شعب لا تتم من خلال تدمير وسرقة شعب آخر !
المهم كنا نظن أن ريع هذا الحفل سوف يقدم للشعب السوري
في صورة معونات للجرحى والمصابين والمتألمين !
أو أن جزء من دخل هذا الحفل سيذهب إلى من هم في لبنان من المساكين ؟
طار الغراب محملا بالخير تاركا خلفه أشباح متحركة
في صورة أناس وقد فقدوا دخل الأيام القادمة ،
سيأكلون وسيقتاتون لأسبوع أو شهر
من حلم أنهم كانوا مع شاكيرا بلحمها وشحمها في سهرة كستهم سكرة وغمرة !
هنا ربما يقول أحدكم ، خصوصيات شعب وحريات !
أليس هذا الشعب منا وفينا ؟
نتعايش معه ويتنقل إلينا ونذهب إليهم ،؟
ألا نخاف أن يغرس أحدهم ممن حضر تلك الحفل ومنهم الكثير
وقد فاق في تلك الليلة عدد العشرين ألف ..
أن ينشر فينا بحكم الاختلاط والمعايشة (أنا حر)
فينمو بداخل الأمة الكثير من (الأحرار) !!
لا ينتمون إلى الأمة إلا بالمسمى ، فلا تآخي ولا تعاطف ولا مودة؟!!
سؤال ومازلت أردده منذ فترة وزاد سؤالي طرحا حين بدأت الثورات
قطوف أخرى تقطف كل ساعة وحين وفي كل مكان :
نرى في التلفاز الشعوب العربية والإسلامية كيف تهان ،
لنا أقرباء وأهل وأصدقاء في تلك البلدان ؛
وهناك من يهتف لبرشلونة وريال مدريد بالفوز ؟
ويحملون على الأكتاف لتلك الفرق شعاراتهم
ورسم على الصدور صور اللاعبين وأسمائهم ..
ويتحدون البعض : هذا سيكسب المباراة
وهناك من يقيم المعارض المختلطة، والمنتديات الاقتصادية والمهرجانات ،
هناك من تهتز لهم الأرض طربا ورقصا ،
وهناك من تهز أرضه القنابل والصواريخ والمدفعيات تدكه دكا !!..
في آن واحد يعرضون صور فتيات وفتيان يتعايشون تحت سقف واحد بكل الإسقاطات الأخلاقية ،
ويعرضون في المقابل وبدون نقطة خجل واحدة مذابح ودم !!
يشاهدون مباريات يقال أنها دولية !
يتراشقون فيها على النجيلة الخضراء كأس وخمر !
يتهاتف شبابنا ورجالنا مشجعين ذلك اللاعب المتوشم بالوشم
ولا يتأثرون بذلك الطفل الذي ينزف الدم من كل أنحاء جسمه ؛
يقال أنه أخوهم في الإسلام !!
عجبت يا أمتي لحالك ومآلك !!
في حاجة نحن لنستبصر من جديد
ونرى كيف دأب الصحابة في نصرة هذا الدين
نتمعن في مسار السلف الصالح كيف كان
تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر
نسألك اللهم السلامة والعافية
والحمدلله ولا حول ولا قوة إلا بالله
اللهم صل على محمد وعلى أله وصحبه وسلم
إنما اشكو بثي وحزني إلى الله
الروابط المفضلة