.
تَغسِلهُ أبيضاً , فَ بياضُهُ يَشتدّ !
بقلمِ فَقيرة الزّادْ : نَديّة الغُروبْ .
:
بسمِ الله الرّحمن الرّحيمْ
والسّلَامُ عَليكم ورَحمةُ الله وبَركاتُه
لنْ أسألكمْ عَنْ أحوالِكم فأنتمْ تَحتَ سَقفِ رحمةِ الله
ولكنّي سَأسألكم عَنْ أخبارِكمْ ؟ فَ نحنُ المُسافرُونَ لله .
مرآة ...
الوَرْد , ومَلامِحُ حَواءْ وهيَ تَكبُرْ ,
كلاهمَا تمتصّ ماء التّربيةِ ... عِرقاً / فرداً / مَرْجاً / مُجتَمعاً .. ]
أنفاسيَ الأولَى :
بحجْم الأشيَاء التي سرقَتْ أرواحنا مِنْ مَرقدهَا ,
بحجْم الجِرَاحْ التي نكّرت مَعالمنَا , ودواخلنَا المُهترئة / المُمزّقة تنادي ... ونحنُ الذينَ " لا نُبالي " .
سأتنفسُ عَميقاً بوِسع الضّميرِ المُتكأ / المَيْت بينَنا ..! ربّما أوجاعُ قلبي أكبر من أنْ أكتبْ عَنْ كلّ ما خبأته طوال القَهْر ,
الحَسرة , النّدمْ ... والألمْ حينَ يَقطفونَ ثمار ( اللّامُبالاة ) يُلقمونهَا أفواه ( عَدمِ الاكتراثْ ) فتراهَا تَذوبُ سَريعاً تَمْدُدْ عِرق الحَياة بالضّعفْ ,
الذلّ ... الكَسْر المُوجعْ في عَضُد الأمّة !
هِيْهٍ ... يَا قلباً بالجَهْلِ نَقتُلُهُ , نَدْفنهُ بالقبرِ نَتْرُكه ...؟!
.×.
كُلّ الحِكايَة ... أنّ مرمىً أصابتهُ عَينايَ فانْدَهشتْ ,
يُقال : " إنْ لمْ تَستحْ فاصنعْ مَا شئتْ " ... لكنْ ! أن تُتخِمها أطفالاً فقُلْ للضّميرِ مِتْ ..!
المَشْهَدْ :
أطفالٌ بعُمر الجُوريّ الذي أتنَفسُني بقربهْ ...
يتغَافلونَ ثمرة " الأسكَدنيا " الشّقراءْ , فَ يشاء الله أنْ يَفضحهمْ...
فأيقنتُ وَقتهَا أنّ الـ ( أنَا ) لا تَستَسلم بِسهولة ... حينَ حملوا قُلوبهمُ اللّينَة – وتركوا أصولَ التّربية –
إلى بيت الجيران ؟ ليتسلقونَ أشجار السّرقة , يَقطفونَ ثَمَرَ التّوتْ ... وشَاء الله أنْ يَفضحهمُ أخرَى ...
والأعجبُ منْ هَذا ! أنّهم يُعيدونَ مسلسل البَراءة ببطولةِ سفير النّوايَا الحَسنة والتّبريراتِ المُصْطَنعَة
مَعْ رسم المَلامحِ الطّاهرة ... فَ يُلاطفونَك , ويسمحونكَ راجيين , ولو كنتُ دَافنشي لرسمتُ حولهم أجنحةً بيضَاءْ !
لمْ تنتَهي القصّة بَعْد ...
لكنّني سأكتفي بهذا مُتغافلاً عَنْ نَجاحِ عَمليّة الطّوبِ المَسْرُوقْ من بَيت المَحروسْ
, أو الرّمل المُهرّب منْ فَناء بيت جَدّي – رحمهُ الله وأعلاهْ - .
هَاْ أتعجبونْ ..! ,
صدّقوني , الحَيَاءْ " نِعمَة " , والتّربية الحسنة " هِبَة " .
.×.
المُهمْ ... أنَا , وأنتمْ , وهَذا الحَرف الحَزينْ
المَوقفْ , وَقولُكمْ , وقِصصُ بنْ زيدٍ وَعبد العَزيزْ . ( رفعَ الله قدرهمْ في عليّينْ ) ...
أنْ تَشتكي سُوء شقاوة ابنْ / حَفيد ...
وأنتَ ترمي ثقلَ الأمانةِ عَنْ عُنقِ التّربية ... تَخنقُ القَدَرَ باللّومْ !
فإنّي أطبعُ عَلى نَاصيتك ... " مُستَهترٌ مُجرمْ خَطيرْ "
وَيحَ الأمرْ ..!
مَا بالُ أقوامٍ لا يَسألونَ عنْ أبناءهم ؟
يسْتَهترونَ بأماناتهمْ , ثمّ يَشكونَ منهمْ غيرُ مَلومينْ !
يَا عَجَباً لهمْ ... يضجرونَ منهمْ ... وهُم أنفسهمْ يتصرفونَ أمامهمْ كمن لمْ يُدرِك بعد الصّحيحَ منَ الخَطأ !
رُبّما يُؤنب الواحد فيهم ابنه ... أمامَ النّاسِ لقُبْحِ فِعله ... منْ باب ( الإتيكيتْ أو النّظرة ) فَحسبْ !
وكأنّ الزواجْ نِهاية حَياةٍ وكَفَى ... شَاطئٌ ومَرْسَى ,
مَا زالتْ مَعاني والدتي الحَبيبَة وهَمسِهَا ... لأختي واقترابِ مَوعد زفافهَا ... يَرْدُدْ صداهَا في قلبي :
" الزّواجْ وَطنْ ... خَيرُهُ تَحصُدينهُ بيديكِ ( لا أمانيٍّ ونَظَرْ )
لا تَحيدينْ وإنْ بلغَ منكِ التّعبْ ! .. فلو مَا عرفنا عَناءَ التّعبْ , وأحسَسْنَا جُهد العَرقْ ... لمَا ذقنا طَعمَ السّعدْ
, وابْتَهجنَا بِ طيبِ الثّمرْ ... أنتِ وأميرُكِ , والوَطنْ ... حياة تَحتاجُكِ قلباً / روحاً / إخلاصاً وعملْ ...
ووِشاحُ الأمانةِ يُدفئكْ
"
وَهُوَ ما أكّده الشّيخ – حَفظهُ ربّي ورعاهْ –
.×.
ليسَت التّربية أن تَقول ممنوعْ , ثمّ من خلفِ أطفالك تأتيهِ .
التّربية أعمقْ من مُجرّد ذِكْر ... التّربية مَنْهَج تغسلُ فيهِ القلبْ ؛
تنزَعُ منه أشواكَ القَذارةِ والحِقدْ , وتَغسِلهُ " أبيضاً " فبيَاضهُ يَشتدّ ...
التّربية بَلّورة تَعكسُ مِرآة أنفُسنَا ... تتوهّجُ بالطّيبِ ... وتُكْسَر بالتّسْييبْ !
يَا قَومْ ... لا تَستهينوا بصغائرِ الأمورْ ... هيَ التي تُولِدْ عظائمَ الشّرورْ !
أنْ تمرّ بكتفٍ شجرة حُلوة ثمّ تَقطفْ ثمرة ثمّ تَقولُ سامحوني !
أنْ تأخذ حَاجة رغماً عَنْ أسْوَارِ البَيتْ ثمّ تَمضي بُعَيْد ثمّ تقول سَامحوني !
أنْ يَقولَ الأبّ " خُذْ يا ابني هالثّمرة " ثمّ يَتنبّهُ أحدهمْ ثمّ يقول سامحوني !
أنْ تَفعلَ كيتَ وكَيتْ ثمّ تَبتَسمْ ثمّ تقول سامحوني !
وأنَا أُفكّر ... مَاذا لو تَجرّأ القَلبُ أنْ لنْ نُسامِحَكمْ ؟!
أهلْ سَتَنكصونَ على أعقابِكُمْ ؟ ... وَعتباتُ المَولى تُناديكمْ !
أمْ تُولّونَ الدّبرْ مِنْ دونِ مَنطقٍ او سُؤلْ ؟! ... والحَفظةُ الكِرامُ تَكتُبكمْ !
.×.
آه ...
لَا تُحدثُوني عنْ أنّ مَجرَى الحيَاةِ تَغيّر ... عَنْ نَظرة المُجتَمعْ تتحوّلْ ...
عَنْ قَولِ النبيّ عليهِ السّلامْ " إنّمَا المُؤمنونَ إخوَة " وراياتُ " وإذَا قيلَ لكمُ ارجِعُوا فارْجِعُوا " مَنبوذَة !
يَا لغُربة القَلبْ عن " فمنْ يَعمل مثقالَ ذرّةٍ خَيراً يَرهْ , ومنْ يَعمل مِثقالَ ذرّةٍ شَرّاً يَرهْ "
حَدثوني عَنْ عَبدِ العَزيزْ والدِ عُمر بنْ عبدِ العَزيزْ ,
عَنْ ابنِ الثّامنة عَشرْ قائدِ جَيش المُسلمينَ أسامَة بنْ زَيدْ
حَدثوني كيفَ نُوظّف الإسلامَ في أعماقِنَا ؟
كَيفَ نَبني ذاتنَا , ونُعطّر أجواءَ حَارتنَا / بَلدتنَا / عَالَمنا ؟
كيفَ نُبيّن للكُلّ , للعالمَ أجْمَعْ أنّنا راقيونَ بإسلامِنَا , لا نَاكسونَ لِ إسلامنَا !
حَدثوني عَنْ أثرِ التّربية في صَحوة الأمّة ,
عَنْ تَسلّل الصُّبحِ في أعينِ اللّيْل ... عَنْ غَبَشِ الغَسقِ عَلى مِرآةِ الضّحَى ..!
حَدثوني عَنْ دِيكَة الفَجرِ ... عَنْ آذانِ الطّهرِ ...
عَنْ حَلاوةِ الخُلقْ ... [ وبيَاضِ القَلبْ ] ... وعفّة النّفسْ !
حَدثوني عَن الإرادة وكَيفَ نَكونُ حينَ تَكونْ !
عَنْ شُموخِ الرّوحِ ... وصًلبِ العُودْ , أمامَ عَواصِفِ الهَوَى ... وهَيجانِ الـ ( أنَا )
حَدثوني عَنْ كَيفَ تَكونُ التّربية منَ الصِّغَرْ , منَ النّظَرْ , مِنَ الفِعْل , مِنَ السَّمَعْ ... كَيفَ نَحفظُ الله ليَحفظنَا ... كيفَ نَجعلُ الأرضَ تهتزّ فَرحاً بنَا , والسّمَاءُ تُثني طَيّباً لنَا .!
حَدثوني عَنْ رَبيعِ الأمانة , بعدَ شتاءاتِ الإصْرارْ ... عَنْ وَجهِ الخَيرِ المُشرِقْ , وخِصالِ الأخيَارْ , عَنْ عِطرِ الأخلاقْ , وسَعادةِ الأبرارْ !
حَدثوني عَنْ جَمالِ الفُؤادِ بالإسلامْ , بالتّعلمِ , بالأخلاقْ ...
عَنْ أرواحِنَا الشّفافّة على صفحَةِ المَاءْ , يُناظِرهَا القَمَرُ تُدفِئهَا السّمَاءْ ...
وكيفَ تكونُ فاتنة بالإسلامْ , جَذّابة بالإيمَانْ .
آهٍ ثمّ آهْ ... كمْ سَأكتبْ / أتنفّسْ / أبكي ؛
وقَدْ سَلبَ منّي التَعبُ مَا سلبْ وَ ( دَ مْ عَ ة * ) حارّة بِ عُمْق الألمْ
رُغمَ الاكْتِظاظِ بالصّدر ! وأمّتي , أمّة مُحمّد " لَا تُبالي " ! ... لكنْ ! حَسبي حرفاً في ظلّ الصّدقِ أودَعتُهْ ربّ الكَونْ .
تمّت مُسودّته في ... 10 / 05 / 2011 م
السّاعَة ... 8:45 مساءَ الثّلاثَاءْ , رَجَاءَ الإلهْ
بقلمْ فَقيرةِ الزّادْ : نَديّةُ الغُروبْ .
.
الروابط المفضلة